الحوار المتمدن - أخبار عامة - 2014 / 7 / 5
في الوقت الذي ما زالت فيه عائلة الفتى محمد حسين أبو خضير تتلقى التعازي في حي شعفاط في القدس الشرقية، عملية تشريح جثته تؤكد أنه قُتِل حرقا وهو حيّ بعد اختطافه واقتياده إلى القدس الغربية.
الفلسطينيون فقدوا الشعور بالحد الأدنى بالأمان والتوتر بلغ أقصاه في المنطقة كما يبدو من كلام هذه المرأة المسنة المتفجرة غضبا، وهي فاطمة أبو خضير التي تنتمي إلى أسرة الضحية، حيث تقول:
“نحن لا نشعر بالأمان، وسنواصل الاحتجاج ولن نسكت عما جرى. نحن كأمهات، لو استطعنا لنهشْناهم بأظافرنا عندما دخلوا علينا. لا نريدهم أن يدخلوا إلى أحيائنا…”.
حي شعفاط لم يتخلص بعد من مظاهر التوتر والاحتقان الذي يعيشه منذ بضعة أيام إثر اختطاف محمد أبو خضير وقتله الذي يُعتقَد أنه جاء ردا على اختفاء ثلاثة فتيان إسرائيليين في الخليل عُثِر عليهم مقتولين.
الفلسطينيون يؤكدون أن أجهزة الأمن تعرف قتلة أبو خضير وتغطي عليهم وأن تسجيلات الفيديو والشهود يوفرون كل القرائن الضرورية لمعرفة هوية الجُناة.
ياسين أبو خضير أحد أعمام الفتى المقتول يتهم السلطات الإسرائيلية قائلا:
“هناك تقاعس من قِبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في إلقاء القبض عليهم رغم معرفتهم بصورهم وهوياتهم وبالسيارة التي استُخدمتْ في عملية الخطف”.
هذا الموقف هو موقف كل الفلسطينيين الذين يشعرون بمرارة كبيرة أمام الظلم الذي يتعرضون له دون مقدرة على رده. لكنهم متشبثون بما يعتبرونه حقهم الشرعي في الدفاع عن وطنهم. وهو ما يُعبِّر عنه هذا الرجل قائلا:
“الفلسطينيون يدافعون عن حقهم المشروع. هذه أرضهم، أرض فلسطين، ومن حقهم الدفاع عن أرضهم. لكن نحن في القدس لا نملك إلا الحجارة، ولا نملك سلاحا أو أيَّ شيء آخر ندافع به عن أنفسنا”.
التوتر وتخوفات الفلسطينيين في القدس الشرقية من اعتداءات المستوطنين المتطرفين يدفعهم حتى إلى رفض ربط أحيائهم بوسط المدينة بالتراموي، لأن وصول التراموي إلى حيهم يؤدي إلى زيادة الاحتكاك مع المستوطنين بكل ما يستتبع ذلك من مخاطر أمنية عليهم.
مبعوث قناة يورونيوز إلى القدس لويز كاربايو يعلق قائلا:
“هذا التراموي يربط وسط مدينة القدس بالمستوطنات في الشمال عبْر عدة أحياء عربية. بلدية القدس قدَّمتْه كمشروع يوحِّد بين الناس، غير أن أحداث الشغب خلال الأيام الأخيرة بيَّنتْ أن هذه الوحدة لا توجد إلا على الورق”.