جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
تعيش منطقة الاغوار ظروفا سياسية وحياتية صعبة جراء هجمات الاحتلال باستمرار عليها هدم وتجريف من جهة وعدم اعتراف بهذه المناطق من جهة اخرى ... قرية كردلة الواقعة الى الشمال من مدينة طوباس مثال على انعدام سبل الحياة من جميع النواحي ...فوجودها بمنطقة "ج" يعني انعدام الخدمات انعدام الطرق وانعدام الصحة وصبر اهالي القرية خوفا من انعدام الحياة ... قرابة 450 شخص يكنون كردلة ويعملون بالزراعة وينتحون اطنانا من الثمار في كل موسم يتعرضون لاصابات وحوادث اثناء عملهم .عدا عن الامراض الموسمية التي يصاب بها افراد القرية دون وجود مستشفى او عيادة قريبة لعلاجهم . يقول بسام فقهاء واقعنا الطبي سيئ جدا عيادة لجان العمل الطبي تأتي الى القرية ليومين في الاسبوع ولساعات قليلة والمرض لا يحدده وقت ووزارة الصحة لا تقدم لنا اية خدمات ... وفي حالة مرض احدنا لا يوجد امامنا سوى نابلس او طوباس ... سيارة الاسعاف في طوباس لا تصل بالوقت المناسب وتكلف 200 شيكل على نقل المريض الى المشفى .وقرب نقطة لنا تبعد عنا 25 كيلو متر . ويعاني مزارعين كردلة من آفة زراعية خطيرة وهي ذبابة اريحا والتي تسبب تسمم في الجسم حيث اضاف بسام فقهاء بانه اصيب بلسعة من هذه الذبابة والتي تحفر بالجلد حتى تصل العظم وعلاجها يوجد فقط بمستشفى اريحا وعلاجها ليس بالسهل يجب ان يأخذ ما يقارب عشرين حقنة للعلاج واريحا بعيدة 80 كيلو متر عن البلدة ومواصلاتها مكلفة . يتوجه سكان كردلة الى القرية المجاورة لهم وهي بردلة وتحوي عيادة صحية تحتوي طبيب طب عام فقط اما بالنسبة لمرضى السكري والضغط يتوجهون الى طوباس او نابلس للتزود بادويتها او من الصيدليات . حالات الولادة في كردلة وضع مزري آخر يقول سامر عامر زوجته دخلت في حالة ولادة اتصل في سيارة الاساف وتاخرت عنهم ولم تسطيع زوجته الصبر اخذها بسيارة خاصة في الطريق الى طوباس قبل ان تصل المستشفى ولدت زوجته في الطريق وتوجهوا الى مستوصف في طوباس وقامت الممرضات بمساعدتها ومن ثم توجهوا الى مستشفى نابلس حيث كان الطفل قد رأى النور .. لا تحتوي القرية على اي صيدلية ولا حتى القرى المجاورة لها واقرب صيدلية لاهالي كردلة تقع في طوباس وهنا تكمن مأساة اخرى اذا احتاج طفل لدواء حمى او احتاج مسن لادوية ضغط او قلب او سكري تكمن خطورة كبيرة عليهم ويعيشون مضاعفات صحية خطيرة . يقول مزارعي القرية ان عملهم في الزراعة يعرضهم لاخطار عديدة من كسور وحوادث بجرراتهم الزراعية عدا عن المبيدات التي يستخدموها لحماية مزروعاتهم والسموم التي تحويها المبيدات وادت هذه المبيدات الى وفاة احد مزارعي القرية لتاخر الاسعاف لنقله وبعد وصوله مستشفى نابلس تسبب التاخير الى مضاعفات على المريض ما ادى الى مكوثه اسبوع في المشفى وبعدها توفي لانتشار السم في جميع انحاء جسده . يقول اهالي قرية كردلة ان معظم امراضهم تأتي مع مغيب الشمس وهنا الكارثة لبعدهم عن مشفيات نابلس وطوباس وعدم توفر سيارة في اي وقت وخوفهم من عدم وصول سيارة الاسعاف لهم بالاضافة الى تكلفتها العالية .. ويتوجه اهالي القرية بطلب ملح لوزارة الصحة بتوفير عيادة طبية تخدم منطقتهم او حتى سيارة اسعاف مجهزة تكون بالقرب منهم ...يكفيهم امراض وفيروسات الاحتلال في المنطقة ... يرجون حماية اطفالهم وعلاج مسنيهم دون خوف او عناء .
المصدر: وكالة معا