جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
الحاج وليد مصطفى نجار احد سكان قرية بورين الواقعة جنوب مدينة نابلس بمجرد ان تدخل هذه القرية وتسأل عن ابو مصطفى ستجد نفسك تسأل عن احد اعلام واهم رجال هذه القرية فقد لان حياته وكيان عائلته التي بناها على مدى عشرات السنين تتميز عن كثير من العائلات الفلسطينية فقصة حياة عائلة ابو مصطفى قصة غير عادية لرجل غير عادي انه صاحب الثمانين عاماً والثمانين حفيداً من اصل ابناءه ال26. لا تستغرب من هذا الرقم فهو لا يخص قبيلة او عشيرة كبيرة بل هي ارقام عائلة بناها تعب رجل مكافح لايزال يقضي عمره بالعمل من اجل ابناءه وزوجاته ليبني بذلك اسوار امبراطورية عائلة الحاج ابو مصطفى النجار . للمشوار بداية عمل الحاج ابو مصطفى النجار في بداية العمر بائعاً للقماش مع والده يتجول بين القرى والمدن الفلسطينية على ظهر دابة في عمر لم يتجاوز العشر سنوات لينسج من قماشه الذي كان يبيعه قصة حياته التي يرويها. ويروي ابو مصطفى ان زواجه الاول كان وهو في عمر ال16 يعني قبل حوالي 64 عاماً ولكن القدر لم يشأ له بالعيش معها فقد وافتها المنية، و يتابع ابو مصطفى قائلاً " تزوجت بعدها الزوجة الثانية ورزقني الله منها 12 من الابناء 5 ذكور و7 اناث " وقد انتقل خلالها ابو مصطفى من العمل في بيع القماش الى ما هو اشق فقد اصبح سائقاً لشاحنة ينقل فيها الصخور والحجر ومواد البناء . ويصف ابو مصطفى صعوبة ظروف الحياة التي اوجبت عليه تحمل عناء العمل والمثابرة في تأمين لقمة العيش والحياة الهنيئة لابناءه خصوصاً بعد زواجه الثالث حيث تزوج الحاج من الزوجة الثالثة وانجب منها هي ايضاً اربعة عشر من الابناء ليكمل بهم اسرته المكونة من 26. امبراطورية الابناء والاحفاد وعن كيفية ادارة الحاج ابو مصطفى لعائلته كونه بات رب أسرة مكونة من زوجتين و26 من الابناء يقول " ان من اهم الشروط التي كنت اتبعها في ادارة هذه العائلة هو العدالة التي وضعها الله في شرعه اعدل من خلالها بين الزوجتين والابناء كل له نصيبه في حياتي ,وله مقولته الدائمة ( اللي بدو يربي ارواح مش لازم يكون نواح) لربما يتسائل الكثير كيف كان يدير كل هؤلاء الابناء وكيف يحرص عليهم ويدير امور حياتهم بل وحتى دراستهم لكن ابو مصطفى لم يخفي دور زوجاته الفعال في مساعدته وسد الفراغ الذي لربما تقتضيه ظروف العمل بالاضافة الى تعاون الابناء الكبار مع الصغار دونما النظر الى ان هذا ابن زوجته الاولى او الثانية . والى يومنا الحالي فقد زوج ابو مصطفى النجار من ابناءه وبناته 22 وهو يشرف اليوم على تربية احفاده الذين وصل عددهم الى ثمانين حفيداً فكما يقول ابو مصطفى " أحفادي هم أبنائي وصدقوا اللي قالوا " ما أعز من الولد الا ولد الولد " . ضرة ... ولكن تقول زوجة الحاج أبو مصطفى الثالثة أن العلاقة التي تربطها بالزوجة الأخرى هي علاقة عادية يسودها الاحترام على الرغم من بعض المشاكل التي واجهتها في البداية . وكما تقول ام جهاد فانه ومن الطبيعي ان لا تخلو هذه العائلة الكبيرة من المشاكل مثلها كمثل أي عائلة أخرى، ولكن ومع تعاقب السنوات بدأت العلاقة تسير إلى الأحسن لتكون المحبة والألفة هي الشعار السائد بين العائلة لان دم الأخوة يتعالى على أي مشكلة بين زوجة أو أخرى. من جهته يبدي محمود النجار احد أبناء العائلة عن مدى سعادته بالانتماء لهذه الأسرة المتماسكة التي يقودها رجل مثل أبو مصطفى ولا يخفي مدى العلاقة التي تربط بين الأخوة جميعاً حتى مع زوجة الأب التي لا يناديها الأبناء إلا بالخالة لتكون علاقة الاحترام والمحبة المتبادلة من أبناء كلا الزوجتين وبالتالي يصب كل هذا الفرح والسرور في قلب أبو مصطفى الذي ينظر من على عرش الأبوة إلى التماسك والمحبة بين أفراد العائلة جميعاً. لرمضان والاعياد طعم آخر يبدي الحاج ابو مصطفى مدى سعادته بتلك الجمعة التي تضم ابناءه واحفاده على مائدة الافطار لاسيما في شهر رمضان، قائلا " لا يتخيل احدكم مدى سعادتي وانا اجتمع بين من هم فلذات الاكباد ومحاة الهموم" . ويصف لنا ابو مصطفى انه ولدى مجرد دخوله لسوق الخضار يتسابق الباعه عليه لمعرفتهم بالكم الكبير الذي يشتريه ابو مصطفى للعائلة ويتابع انه وفي احدى المرات التي كان يدعو فيها ابناءه للافطار كيف يكون كبر المائدة ، قد يتخيل للبعض بأن العائلتين تسكنان في بيت واحد ولكن على عكس هذا فلكل زوجة بيتها المستقل . اما العيد فله قصته عند ابو مصطفى فالاضاحي الكثيرة والمعايدات التي لا تنتهي فتخيل عندما يقوم بمعايدة 80 حفيداً كل هذا ليس له حساب في حياته الا بمدى فرحته بتجمع اسرته حوله ليل نهار. ابو مصطفى اليوم يجني ثمار تعبه طيلة كل تلك الاعوام التي قدم ولا يزال فيها ماله وتعب نفسه من اجل عائلته ، فابو مصطفى زوج الى اليوم 22 من ابناءه وبناته امن لهم المسكن والحياة الكريمة خلال برنامج حياة كاملة بناها ابو مصطفى لابناءه ربى وعلم وزوج ، فاليوم يحق لابو مصطفى بأن يفتخر بابناءه الذين خرج منهم الاطباء والممرضين والاساتذة فمنهم من درس التجارة والاقتصاد والصحفي الذي كتب هذا التقرير.
المصدر: دنيا الوطن