جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
تحل اليوم الذكرى 57 لمجزرة كفر قاسم، حيث لا ينسى فلسطينيو الـ48 وأهالي مدينة كفر قاسم المجزرة التي نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني بحقهم، وبقوا رغم أنف الاحتلال صامدين راسخين في بلادهم، رغم ظروف القهر والملاحقة لطردهم وتذويب هويتهم الفلسطينية. ففي التاسع والعشرين من تشرين الأول 1956، وفي تمام الساعة الخامسة مساءً، اكتملت السنة 57 للمجزرة البشعة التي اقترفها حرس الحدود الصهيوني بحق سكان بلدة كفر قاسم، القرية العربية الحدودية الفاصلة بين الضفة الغربية والكيان الصهيوني، والتي ضُمت إلى الكيان ضمن اتفاقية الهدنة عام 48. وعن السند القانوني للمجزرة، يقول الحقوقي وائل ابراهيم من كفر قاسم : إن ما جرى جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، حيث تتزايد الدعوات لمقاضاة الاحتلال على المجزرة كونها جريمة حرب بشعة يتحمل مسئوليتها الكيان الصهيوني". ويتذكر المسن محمود طلال من كفر قاسم يوم المجزرة، حيث يقول: "يوم التاسع والعشرين من تشرين الأول لسنة 1956 فرضت قيادة الحكم العسكري الصهيوني نظام حظر منع التجول على بلدات المثلث الحدودي، واتخذت قراراً بقتل من يتجول حتى من كان خارج بيته لحظة إعلان منع التجول، فالعائد من عمله والذي لم يعرف أنه يوجد منع تجول لم يجد إلا القتل والموت في انتظاره". ويضيف الحاج طلال: "نتيجة لهذا القرار سقط تسعة وأربعون شهيداً وشهيدة، من أطفال وشيوخ، نساءً ورجالا، فتية وفتيات سقطوا جراء شهوة الحقد والقتل لجنود الاجرام من حرس الحدود الصهيوني". ولا ينسى مواطنو كفر قاسم ومعهم جميع فلسطينيو الـ 48 ما قالته رئيسة وزراء الكيان حينها غولدا مائير تعقيبا على القتل الوحشي من قبل جنود الاحتلال، حيث قالت: "الكبار يموتون والصغار ينسون..". إلا أن أهالي بلدة كفر قاسم لا ينسون، ويحيون هذه الجريمة البشعة احتراماً لدماء شهدائهم، ففي كل عام يمر على ذكرى هذه الجريمة التي ارتكبها كيان بحق من تعتبرهم مواطنيها، يمتنع أبناء كفر قاسم عن الذهاب إلى أعمالهم ومدارسهم. وتخليدا للذكرى الاليمة، تجوب المسيرة التقليدية السنوية شوارع البلدة حاملين صور الشهداء وأكاليل الزهور ويزوران أضرحة الشهداء ويقرؤون الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، وتسمع الكلمات والقصائد التي تخلد شهداء المجزرة. ولا ينسى أهالي كفر قاسم قيام محكمة الاحتلال الصهيوني بتغريم من قام بالمجزرة قرشا واحدا، وهو ما يعني قمة الاستهتار بالإنسانية جمعاء ولا يمكن السكوت عنها بمرور الزمن.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام