مساع فلسطينية لحماية برك تاريخية ببيت لحم
يسعى الفلسطينيون لتحفيز خطة سياحية تهدف إلى حماية ثلاث برك تاريخية بمدينة بيت لحم من أطماع الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين. ومن جهتها، تسعى السلطة الوطنية الفلسطينية إلى ضم البرك الثلاث -وهي جزء من الأنظمة المائية للقدس سابقا- إلى لائحة التراث العالمي.
ورغم أن الاجتياحات الإسرائيلية لـالضفة الغربية قبل عشر سنوات عطلت مشروعا سياحيا ضخما على أراض وقفية بجوار البرك التاريخية الثلاث، التي استأجرتها شركة خاصة من السلطة الفلسطينية، بدأ القائمون على المشروع خطوات عملية لتنشيط الحركة السياحية في المنطقة.
ونددت السلطة الفلسطينية بسماح إسرائيل رسميا الشهر الماضي للمستوطنين باقتحام برك سلميان، رغم وقوعها فعليا في الأراضي التي تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية والمصنفة (أ) وفق اتفاق أوسلو، باستثناء جزء منها يصنف "ج" ويخضع لسيطرة الاحتلال.
أحمد الرجوب: بركتان على الأقل تعودان للعهد الروماني
ثلاث برك
ووفق مدير عام جنوب المحافظات الشمالية في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أحمد الرجوب، فإن بركتين على الأقل من البرك الثلاث، تعودان إلى العهد الروماني، موضحا أنهما ظلتا تمدان مدينة القدس بالمياه منذ ذلك الحين وحتى الانتداب البريطاني على فلسطين قبل أقل من قرن.
ويوضح في حديثه أن سليمان القانوني قام في الحقبة العثمانية بترميم البرك الثلاث، ومنذ ذلك الحين سميت باسمه، مفندا بذلك ادعاء اليهود والمستوطنين بوجود أصول توراتية لها، وارتباطها بالملك سليمان الذي يدعون أنه بنى الهيكل المزعوم.
وندد الرجوب بمحاولات إسرائيلية للاستيلاء على البرك، مؤكدا أن المستوطنين تعوّدوا على سرد ادعاءات تاريخية لا أصل لها، لتبرير أطماعهم الاستيطانية، والاستيلاء على الأراضي والمواقع والأماكن الأثرية، كما حدث مع مسجد بلال بن رباح، شمال بيت لحم، الذي سموه قبة راحيل وحّولوه إلى موقع تراثي يهودي.
وأشار إلى مشاريع تطويرية ضخمة لإحياء المنطقة، ومساع لإدراج البرك تحت اسم "قناة السبيل" بالقائمة التمهيدية للمواقع الأثرية التي تسعى السلطة الفلسطينية لضمها لاحقا إلى لائحة التراث العالمي، نظرا لأهميتها التاريخية والإنسانية.
وتتصل البرك الثلاث ببعضها بممرات داخلية، وكانت المياه سابقا تتدفق إليها من خمس قنوات، بعضها يأتي من مدينة الخليل جنوبا، إضافة إلى خمسة ينابيع محلية، و كانت تحظى بالحماية من خلال "قلعة مراد" وأبراج عسكرية، حسب مدير التطوير والتسويق في شركة برك سليمان السياحية ماجد إسحق.
ويقول إسحق إن مساحة البرك الثلاث تقدر بنحو ثلاثين دونما (الدونم ألف متر مربع)، وتتسع لقرابة 450 ألف متر مكعب من المياه، موضحا أنها بنيت خصيصا لتزويد مدينة القدس بالمياه، إلا أن الحروب -وآخرها الاحتلال الإسرائيلي- جعلت منها معلما تاريخيا فقط.
ويلاحِظ الزائر للبرك الثلاث مضخات مياه ضخمة، وصفايات تعمل بالديزل معطلة منذ ما يزيد على مائة عام، ما تزال بمكانها ويغزوها الصدأ.
البركة الأولى والأقدم
مواجهة الأطماع
أما عن أطماع المستوطنين، فيوضح المسؤول بالشركة أن اقتحاماتهم لمنطقة برك سليمان -وخاصة البركة الأولى القديمة تتكرر منذ سنوات- بحجة أنها ترتبط بالملك سليمان، دون وجود ما يثبت ذلك أو يدعم هذا الادعاء.
ووفق حراس البرك فإن عشرات المستوطنين أحضروا معهم في المرة الأخيرة الشهر الماضي خرائط وصورا، وأدوا طقوسا دينية قرب البركة القديمة، مدعين صلتهم بها.
ويقول إسحق إن شركته استأجرت الأراضي الوقفية منذ عام 2000 وأقامت مجموعة مرافق سياحية وتجارية ومطعما ومتحفا، إلا أن الاجتياحات الإسرائيلية والقصف الإسرائيلي عطل المشروع لأكثر من تسعة أعوام.
ويضيف أن الشركة بدأت فعليا في تأجير المحلات التجارية وتنظيم فعاليات سياحية، ولديها خطة لإقامة مزيد من المرافق السياحية، وبينها ملاه ومتنزهات وغرف فندقية، لحماية المنطقة وتراثها العريق من أطماع المستوطنين.
المصدر: الجزيرة نت