نظام فلسطيني ذكي لإدارة المباني
تمكن طلبة بإحدى الجامعات الفلسطينية من تطوير نظام إلكتروني ذكي لإدارة المباني، يساعد على توفير وتوزيع الطاقة ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، بتكلفة أقل بكثير من مشاريع مشابهة.
وتتخلص فكرة المشروع في التحكم في معظم مكونات المبنى -من نوافذ وأبواب وكهرباء وأدوات كهربائية- سلكيا ولاسلكيا بواسطة جهاز التحكم (ريموت) أو الهاتف المحمول أو لوحات المفاتيح، والأهم من خلال الصوت أو الرسائل القصيرة.
وأنجَز المشروع أربعة من طلبة كلية تكنولوجيا المعلومات وهندسة الحاسوب، في جامعة "بوليتكنك فلسطين" بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، هم حمزة أبو عجمية وفؤاد أبو عيشة وآمنة المصري وسارة الحداد بإشراف مدير مكتب رئيس الجامعة المهندس يوسف صلاح.
فوائد ودوافع
ويتوقع معدو نظام إدارة المباني الجديد أن يساعد إنجازهم في إنهاء ما تسمى "العزلة البيتية"، إذ يعمل النظام على إيجاد علاقة تفاعلية بين الإنسان والمنزل ومكوناته.
ويُمكن للإنسان من خلال نظام إدارة المباني المطور التفاعلُ من خلال الصوت، والحديث مباشرة إلى الباب أو النافذة كي تُفتح أو تُغلق، كما يمكن إطفاء الإنارة بمجرد طلب ذلك.
ليس هذا فحسب، بل يمكن فعل كل ذلك من خارج المبنى بواسطة رسالة قصيرة يُحدد فيها الأمر المطلوب تنفيذه، كما يشرح المهندس حمزة أبو عجمية، وهو أحد المشاركين في إعداد البرنامج.
ويضيف أبو عجمية في حديثه، أن دافعيْن قادا إلى تنفيذ المشروع الذي استغرق إعداده نحو عامين، الأول معايشته لمعاناة جده المريض الذي لم يكن بإمكانه التحكم بشؤون حياته في المنزل، والثاني الأسعار العالية للطاقة بفلسطين وفقدان ما بين 20 و40% منها لأسباب عديدة.
ووفق المهندس الفلسطيني فإن النظام يحوّل الشبكة الكهربائية في المبنى إلى شبكة ذكية يتم التحكم فيها عن طريق حاسوب يتصل بمجموعة كبيرة من المستشعرات التي تزوده بالمعلومات.
وقال إن ما يميز المشروع أنه صمم بكفاءات فلسطينية خالصة وبإمكانيات متواضعة، موضحا أن تكلفته تقل بنحو 90% عن أسعار أنظمة مشابهة متوفرة عالميا، إضافة لتميزه بالتحكم المتكامل في كافة أنظمة البيت من مياه وري وتدفئة وتبريد وإنارة وغيرها.
وأشار أبو عجمية إلى أن النظام الجديد يحدّ من الإسراف في استخدام الطاقة، وأن بإمكانه استشعار الأماكن الخالية من السكان وإطفاء الإنارة بها من خلال توقيت يحدده صاحب المبنى.
وذكر من مكونات التحكم الذكي: الحاسوب المركزي الذي يحوي البرمجيات اللازمة، ومتحكما سلكيا ولاسلكيا، ووحدة تحكم سلكية ولاسلكية أيضا، إضافة إلى عدد من المجسات المسؤولة عن توفير معلومات.
ورغم الإنجاز المهم للطلبة، فإن المهندس الفلسطيني يشتكي من قلة الإمكانيات المتاحة لتطوير المكونات المادية للأجهزة، موضحا أن نقل النموذج إلى منتج قفزة صعبة جدا لعدم وجود مصانع تصنع الأجهزة اللازمة، إضافة إلى مشكلة التمويل.
تفاعل مع البيت
أما مشرف المشروع المهندس يوسف صلاح فقال إن أهمية المشروع تكمن في الوسائل المتعددة للتفاعل مع المبنى والنظام من مثل الرسائل القصيرة، والهاتف المحمول وجهاز التحكم والصوت.
وأضاف أن النظام الجديد يتوافق مع التوجه العالمي لترشيد استهلاك الطاقة، ويعزز من إمكانية قدرة ذوي الاحتياجات الخاصة على التعامل مع أدواتهم الكهربائية بمرونة وسهولة دون الحاجة للآخرين، إضافة إلى إمكانية تصنيف وتوزيع الأحمال الكهربائية في المبنى حسب نوعيتها وطريقة استخدامها.
وذكر صلاح أن النظام المستحدث يوفّر معلومات مستمرة عن استهلاك المبنى من الكهرباء والماء وتكلفتها، ومعلومات بيئية مستمرة عن نوعية الهواء والحرارة الخارجية والداخلية في أجزاء المبنى، إضافة إلى حماية السكان من الحرائق والسرقات.
وتوقع صلاح أن يصبح النظام الذكي جزءا لا يتجزأ من المباني المستقبلية، وأنه سيتوجب على المهندس الكهربائي -مستقبلا- توظيف هذه الأفكار وهذا النظام الإلكتروني في مشاريعه.
المصدر: الجزيرة نت