السفلى (بيت عطاب السفلى سابقا) – قضاء القدس
إعداد الباحث عباس نمر
عضو اتحاد المؤرخين العرب
تهدف هذه الدراسة إلى إعطاء صورة مختصرة عن تاريخ وجغرافية قرية السفلى إحدى قرى القدس المدمرة والمهجرة عام النكبة 1948م والتي كان إسمها قديماً بيت عطاب السفلى حيث تغير أسمها في منتصف القرن التاسع عشر تقريباً وكان أسم القرية مع جارتها التوأم بيت عطاب السفلى والفوقا أو بيت عطاب الفوقا والسفلى حتى منتصف القرن التاسع عشر أخذت بيت عطاب الفوقا اسم بيت عطاب وبيت عطاب السفلى أصبح أسمها السفلى بدون بيت عطاب .
السفلى القرية الطيب أهلها بدأ الواقع الصعب عليها وعلى الأرض الفلسطينية منذ الاحتلال البريطاني عليها في نهاية عام 1917م الذي جاء حاملاً معه وعد بلفور لهذا كانت بدايات القرن الماضي مأساة حيث مهد الاحتلال البريطاني الذي حول نفسه إلى انتداب سياسي وعسكري واقتصادي للذي حصل لشعب فلسطين عام النكبة 1948م وما رافقها من تطهير عرقي من قبل اليهود أمام مرأى ومسمع العالم كله للذي حصل ، إنها النكبة والمأساة التي تفوق ما يمكن أن يصدقه العقل أو يتصوره خيال ، وفي الوقت الذي يحيى الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات الذكرى التاسعة والستين لنكبتهم سنحاول من خلال هذه الحلقة المختصرة مشاركة أبناء شعبنا في تسليط الضوء ولو بصورة مقتضبة عن قرية السفلى .
إن تدوين التاريخ والكتابة عن القرى المهجرة والمدمرة ليس بالمهمة اليسيرة لأن العمل في هذا المجال يتطلب من الباحث التحلي بالصبر والجلد ، فالمتصدر لهذا العمل ينبش عن الجذور ويبحث عن ماضي في صدور قلة من الرواة المتبقين على قيد الحياة ، ويتجول في ذاكرة أرهقتها سنوات العمر وهموم الحياة ، خاصة وأن الحديث عن الماضي يتلاحم مع الحاضر ، ومن هنا كانت العودة إلى الماضي ألفة واستئناساً بأهله ووفاء وإخلاصاً للأجداد والآباء الذين عملوا كل ما استطاعوا في الحفاظ على الأرض والعرض وتوفير السعادة لأبنائهم ولأحفادهم من بعدهم .
وكم كانت سعادتي أن ألتقي مع أحد هؤلاء الأحفاد من أبناء قرية السفلى والمولود بعد النكبة عام 1954م الذي لم يطرق اليأس قلبه وعقله ولسانه لأنه مؤمن بالله ثم بأرضه المباركة وبحقوقه في وطنه وهيهات هيهات أن ينسى الإنسان الفلسطيني قضيته ومسقط رأس الآباء والأجداد بعد الإلتقاء مع هؤلاء الذين عشقوا كل ذرة من تراب قريته إنه المؤرخ والباحث الأستاذ مصطفى عبد ربه ـ أبو خلدون .
واليوم تحدثكم قرية السفلى عن نفسها بصوت دافئ حنون يبدد ظلمة الواقع ويحرك الدم المجمد في العروق من خلال الموسوعات والوثائق خصوصاً موسوعة بلادنا فلسطين للمؤرخ المرحوم مصطفى مراد الدباغ ومجلدات المؤرخ الدكتور سلمان أبو ستة وكتاب الجغرافية التاريخية لفلسطين وشرق الأردن وجنوب سوريا للعلامة الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله الدكتور ديتر هيتروت وكتاب ملكية الأراضي في متصرفية القدس 1858-1918م للمؤرخ الدكتور أمين مسعود أبو بكر بالإضافة إلى وثائق محكمة القدس الشرعية ووثائق المجلس الإسلامي الأعلى في القدس قبل النكبة ، بالإضافة إلى الاستاذ سعدي عثمان النتشة الذي زودنا بالوثائق العثمانية حول القرية والاستاذ عليان الهندي الخبير في الشؤون الإسرائيلية الذي حدثنا عن قرية السفلى من خلال الوثائق العبرية وكذلك الاستاذ المؤرخ والباحث مصطفى عبد ربه أبو خلدون إبن قرية السفلى الذي أجتهد دون كلل أو ملل في قراءة وثائق محكمة القدس الشرعية من 1550-1948م من أجل أن يأتي بالجديد عن قريته ، وهو من مواليد مخيم الدهيشة بعد النكبة ، نعم ان الانسان الفلسطيني هو إبن بيئته ، يحمل معه المكان بموجوداته وذكرياته ولا ولن ينسى الشعب الفلسطيني أينما رحل وحيثما حل الأرض .. الأرض المباركة أعز ما يملكون .
ومقولة ما يقولون الكبار يموتون والصغار ينسون ، هاهم الأبناء الصغار هم أحفاد وهؤلاء الأحفاد هم الكبار يزودونا بتاريخ قريتهم ومع السؤال الأول للاستاذ مصطفى عبد ربه .
السؤال الأول : أهلاً وسهلاً بكم في صحيفة القدس وحدثنا عن نفسك أولاً ثم عن جهدك في البحث من خلال وثائق المحكمة الشرعية في القدس وما هي الاستفادة من ذلك ؟
الجواب : ولدت في مخيم الدهيشة للاجئين عام 1954م في السقيفة التي ابتناها والدي بدلاً من الخيمة التي لا تقي حراً ولا بردا وبعد الإنتهاء من التحصيل الجامعي عملت معلماً لللغة الإنكليزية في السعودية والأردن وفلسطين وأصدرت كتاباً بعنوان المهد ومأزق المقاومة وأعمل على إصدار كتاب (الإجداد في القريتين ـ بيت عطاب الفوقا وبيت عطاب السفلى) وهو مدار الحديث هنا والذي دفعني للبحث الوفاء للإستاذ المرحوم موسى سند مدير مركز إرطاس في بيت لحم والإجابة للعديد من الأسئلة حول أصل جدنا (عودة) لعمل شجرة عائلة وإحياء القرية المدمرة مع الأجيال ، ومكثت ثلاث سنوات تقريباً أمام شاشة المايكرو فيلم في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس حيث إستخرجت أكثر من مئة وثيقة من وثائق محكمة القدس الشرعية في الفترة العثمانية ذكرت فيها القرية مما أضاف جدين جديدين بعد عودة وهما أحمد وعودة .
السؤال الثاني : مؤرخنا الكريم عرف القارئ بوثيقة هامة حول قريتكم ؟
الجواب : أعرفهم بالوثيقة الصدارة بتاريخ 25 جمادى الأخر 1016هـ وفق 12/10/1610م وتتعلق بالخلاف على إمتلاك ثلاث شجرات زيتون ذلك رقبة الأرض لا يمتلكها أحد لأن فلسطين أرض وقف وإنما تكون الملكية لما عليها من غراس وتذكر هذه الوثيقة اسم بيت عطاب السفلى .
السؤال الثالث والأخير : من خلال البحث هل تزودنا متى انتقل اسم قريتكم إلى اسمها الحالي السفلى من خلال وثائق محكمة القدس الشرعية ؟
الجواب : بيت عطاب السفلى هو الأسم القديم التاريخي الضارب في عمق التاريخ وأن العطابيين ومفردها عُطابي تواجدوا أولاً في الجزيرة العربية ـ عُمان وينتشرون الآن في كثير من الأقطار العربية مما يعني أن أسم القرية جاء من الجنوب العربي قبل أكثر من 3000 عام وقد دلت الوثائق الموجودة أن القرية ذكرت كقرية زراعية زمن إحتلال الفرنجة الصليبين لفلسطين وقد أقتصر على مسمى القرية السفلى (الجغرافي نظراً لإنخفاضها عن الفوقا) وكان ذلك بعد خروج إبراهيم باشا المصري الذي حكم المنطقة تسع سنوات من عام 1831م ولغاية 1840م وبعدها ظهر اسم قرية السفلى بدون بيت عطاب .
التسمية
منذ القدم كان في منطقة القدس قريتان متجاورتان وبيوتهما تقريباً شبه متلاصقة تقعان في الجنوب الغربي من مدينة القدس ، أحدهما تسمى بيت عطاب الفوقا والأخرى بيت عطاب السفلى ، وعندما فصلت الأسماء عن بعضها البعض في منتصف القرن التاسع عشر استمرت إحداهما في حمل اسم بيت عطاب وهي القرية الكبرى ، وأما القرية الصغرى فقد حملت اسم السفلى وبقيت الأمور هكذا حتى أيامنا هذه .
الموقع
سفلى (بيت عطاب السفلى) هي أحدى قرى القدس المهجرة والواقعة في الجزء الغربي من القضاء وعلى بعد (18) كيلومتراً عن مدينة القدس وعلى بعد عشرة كيلومترات عن مدينة بيت لحم وهي على ربوة من سلسلة جبال القدس الغربية وترتفع حوالي (560) متراً عن سطح البحر وكانت عدة دروب تصلها بالقرى المجاورة .
المساحة والحدود
بلغت مساحة أراضي قرية سفلى حسب وثائق الانتداب البريطاني والوثائق الفلسطينية وخصوصاً عام 1945م (2061) دونماً ، ويحدها من الشمال قرية دير الهوى وفي أقصى الشمال الغربي جزء من دير ابان ومن الغرب قرية اجراش ومن الجنوب والشرق بيت عطاب .
عدد البيوت المعمورة في بداية العهد العثماني
الوثائق التي بين أيدينا تبين أن لنا أن عدد البيوت المعمورة في قريتي بيت عطاب السفلى والفوقا عام 945هـ الموافق 1538/1839م كانت (10) خانات والخانة هي الحوش أو البيت المعمور وعام 961هـ الموافق 1553-1554م وصلت القريتان معاً إلى (38) بيت معمور وفي عام 970هـ الموافق 1562م أصبح عدد البيوت المعمورة في بيت عطاب السفلى والفوقا إلى (101) بيت معمور
عدد السكان
أول وثيقة شاهدنها لقرية سفلى بدون الاسم القديم بيت عطاب السفلى عام 1871م تفيد أن عدد البيوت أو الأحواش المعمورة في القرية (8) وقدر عدد أهلها (40) نسمة أما عام 1913م وصلوا إلى (54) نسمة أما عام 1922م فكانوا (46) نسمة وعام 1931م أصبحوا (49) نسمة وعام النكبة 1948م كان عدد أهلها (70) نسمة هذا وقد وصل عدد أهالي سفلى حسب إحصائيات وكالة الغوث عام 2008(521) نسمة ووفقاً للتقديرات كان مجموع اللاجئين من القرية في نفس السنة 2008م (578) نسمة .
حمولة القرية
ينتسب أهالي القرية إلى حمولة واحدة وإلى الجد الأكبر عودة ويتفرع إلى :
1ـ دار اسماعيل خليل .
2ـ دار حمدان يوسف .
3ـ دار عبد الرحمن محمد .
4ـ دار مصطفى حسين .
5ـ دار وقاد .
6ـ دار شعلان .
7ـ دار خليفة .
المخاتير
كان في قرية سفلى منذ بداية المخترة في نهاية العهد العثماني مختاران ، مختار أول ومختار ثانِ وأحيانا وكيل مختار ، ولقد تسلم المخترة عدد من شخصيات القرية في نهاية العهد العثماني عرفنا منهم :
1ـ مختار أول الشيخ أحمد يوسف عودة .
2ـ مختار أول الشيخ إسماعيل خليل .
3ـ وكيل مختار الشيخ حمدان يوسف .
ومن مخاتير فترة الإنتداب البريطاني :
1ـ المختار الشيخ أحمد يوسف .
التبعية الإدارية وناحية العرقوب
من خلال التسلسل التاريخي كانت القرية تابعة للقدس الشريف وفي بداية القرن التاسع عشر أصبحت داخل منطقة العرقوب تقريباً في عام 1850م ، وكان يتبع ناحية العرقوب (21) قرية هي : بيت عطاب ، سفلى ، بيت نتيف ، دير آبان ، زكريا ، عقور ، كسلا ، دير الهوى ، عرتوف ، اشوع ، صرعة ، إجراش ، بيت جمال ، علار ، كفر سوم (كانت قرية صغيرة تقع إلى الشرق من بيت عطاب) ، نحالين ، وادي فوكين ، الجبعة ، حوسان ، راس أبو عار ، دير الشيخ ، وفي عام 1913م ألغيت ناحية العرقوب وتغيرت إلى ناحية بيت عطاب ويتبعها (17) قرية .
ناحية بيت عطاب
للأهمية ولقلة المعلومات عن ناحية بيت عطاب إليكم أسماء قرى الناحية وهي : بيت عطاب ، سفلى ، دير الشيخ ، زكريا ، بيت نتيف ، بيت جمال ، اجراش ، دير أبان ، كسلا ، عقور ، دير الهوى ، علار ، راس أبو عمار ، الجبعة ، حوسان ، نحالين ، وادي فوكين ، ومع قدوم الاحتلال البريطاني الذي أصبح فيما بعد الانتداب البريطاني ألغيت النواحي وحول عدد من القرى التابعة للخليل إلى مدينة القدس وعدد آخر إلى الرملة وقرى بقيت تتبع الخليل وقرية سفلى أصبحت تتبع مدينة القدس .
المسجد والمضافة
كان في القرية مسجد هو نفسه المضافه او الساحة وهو عبارة عن غرفة عقد جملوني مبني من الحجر وتقام فيه صلاة الجماعة أما صلاة الجمعة والعيدين فتصلى في مسجد بيت عطاب القريب والذي يبعد عن بيوت القرية (300) متر تقريباً وكانت الساحة في رمضان يذهب إليها كبار السن كلٌ يحمل معه الإفطار الذي قدره الله له ويذهب إلى الساحة وطوال شهر رمضان يكون الإفطار جماعي ويصلى المغرب والعشاء والتراوايح في الساحة التي هي نفسها المسجد .
مقام الشيخ مونس
يوجد في القرية مقام الشيخ مونس الذي هو في غرب القرية وكان على محرابه عبارة عن غرفة واحدة كان المزارعون في أوقات الزراعة والحصاد يذهبون إلى المقام ويصلوا فيه صلاة الظهر والعصر وقد ذكره المؤرخون الذين زاروا القرية في القرن التاسع عشر وكان بناءاً قائماً ومحرابه عليه آيات قرآنية إلا أنه نسف مع بيوت القرية عام 1962م .
التعليم
على الرغم من أنه لا توجد مدرسة إلا أن أهالي القرية قبل عام النكبة تعلموا في كُتاب قرية بيت عطاب وعندما فتحت المدرسة عام 1921م أصبحوا من طلاب مدرسة بيت عطاب .
بيت عطاب السفلى وبيت عطاب الفوقا في القرن السادس عشر
تكمن أهمية الوثائق التي بين ايدينا عن قرية سفلى باعتبارها شاهدة على حقبة زمنية بل تاريخاً عظيماً من تاريخ هذا الوطن وهذه الوثائق موجودة في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ، وعلى الرغم من قلة هذه الوثائق وندرتها لكنها قيمة .
وهذه الوثائق عبارة عن دفاتر مفصلة مليئة بأسماء دافعي ضريبة الزراعة ومنتوجات الأرض من حنطة وشعير … إلخ ، وعدد بيوت القرية وهذه السجلات (الدفاتر المفصلة) ومن أجل إحياء التاريخ ورد فيه الاسم التاريخي لقرية سفلى وهو بيت عطاب السفلى مع قرية بيت عطاب الفوقا .
بيت عطاب السفلى والفوقا عام 945هـ الموافق 1538م
جاء في الوثيقة إن بيت عطاب السفلى والفوقا كانت تتبع قضاء القدس وفيها عشرة خانات والخانة هي البيت أو الحوش المعمور وعندهم إمام وأرضيهما وقف مزار سيدي الجراح وله (23) قيراط من (24) قيراط والباقي قيراط وقف على المدرسة الفخرية في القدس الشريف ودفعت ضريبة بقيمة 33% عن القمح والشعير بالإضافة إلى رسوم المعزة والنحل وعدد أرباب دافعي ضريبة الزراعة عشرة .
وثيقة عام 961هـ الموافق 1553/1554م
هذه الوثيقة العثمانية القيمة موجودة في دفاتر الطابو العثمانية في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس وهي باللغة العثمانية وقام بترجمتها خبير قراءة الخط العثماني الاستاذ محمد الصفدي ـ ابو صبحي ـ مدير الوثائق العثمانية في المؤسسة قام بمساعدته الاستاذة بسمة العباسي المسؤولة في قسم الوثائق العثمانية في نفس المؤسسة وجاء في هذه الوثيقة اسماء أرباب دافعي ضريبة الزراعة وهم أرباب الأسر في قريتي بيت عطاب السفلى وبيت عطاب الفوقا والتابعة لواء القدس الشريف وذلك عام 961هـ الموافق 1553-1554م وهذه الأسماء هي : سعيد سفيان ، مسلم سليم ، رمضان سعيد ، أبو بكر سعيد ، معروف سليمان ، سفيان ، حسن مرعي ، سليمان سلامة ، خليل سليم ، خليل سليم (آخر) ، علي سليم ، خليل رمضان ، ذيب عبد اللطيف ، محمد سفيان ، بلال سفيان ، أحمد صدقة ، عطا صدقة ، عمرين عمر ، عطا علي ، ذيب خاطر ، عبد الساتر أحمد ، خليل عبد الساتر ، خليل ربيع ، ابراهيم خليل ، زيد موسى ، موسى زيد ، أحمد شعبان ، حسن حسن ، هلال سليم ، شفاعة حسن ، ذيب بلدس ، عساف براق ، جقمان براق ، سالم أبو بكر ، عمرين عمر ، مصلح صالح ، رابع محمد ، سليمان معروف ، وللمذكورين (38) بيت معمور .
وجاء في الوثيقة أيضاً أن الضريبة التي دفعت عن الزراعة هي الحنطة والشعير والزيت وخراج الأشجار ورسم معزا ورسم باد هوى (الزراعة الصيفية البعلية) .
وثيقة عام 970هـ الموافق 1562م
تفيد الوثيقة الصادرة سنة 970هـ الموافق 1562م أن بيت عطاب السفلى والفوقا تابع القدس الشريف وأرضهما وقف تماماً وعدد البيوت المعمورة (101) وحاصل الضريبة الزراعية قسم من الثلث والمنتوجات الدافعة لضريبة الزراعة هي الحنطة والشعير وخراج الزيتون وحصة وقف مزار سيدي جراح وحصة وقف المدرسة الفخرية ومجموع الضريبة هي (2660) أقجة والأقجة عملة عثمانية صنعت من الفضة وكانت قيمتها الشرائية مع بداية الدولة العثمانية غالية وعالية ثم خفت قيمتها الشرائية .
وثيقة عام 1597م
هذه الوثيقة من كتاب الجغرافية التاريخية لفلسطين وشرق الأردن وجنوب سوريا عام 1596/1597م للإستاذ الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله ديتر هيتروت ومما جاء في هذا الكتاب أن قريتي بيت عطاب السفلى والفوقا كانت تابعة للقدس الشريف وكانت عدد الخانات فيها (94) بيت كلهم مسلمون وتدفع ضريبة الزراعة (33%) وقيمة ضريبة الحنطة (القمح) كانت (2000) أقجة والشعير (560) أقجة ، وضريبة بقية الحبوب والزيتون (4040) أقجة ورسوم الزواج (100) أقجة ورسوم الماعز (400) أقجة والمجموع الكلي (7100) أقجة .
وأخيراً
إن قرية السفلى (بيت عطاب السفلى سابقاً) صاحبة التاريخ العريق وأهلها الكرماء بحاجة إلى المزيد من الحلقات والشرح والتفصيل وإن ما قدمناه في هذه الحلقة المختصرة جداً والمتواضعة لا يفي السفلى ولا أهلها حقهم وهي بحاجة إلى توثيق التاريخ القديم والعادات والتقاليد والأفراح والأتراح والحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية والصحية والأزياء الشعبية وفترة الاحتلال والانتداب البريطاني وثورة وإضراب عام 1936م والنكبة والثوار وقصة الرحيل وأهالي قرية السفلى اليوم وقرية السفلى كلها بحاجة إلى حلقات وكم كانت سعادتي مما قام به المؤرخ الاستاذ مصطفى عبد ربه ـ أبو خلدون ، من جهد في قراءة وثائق المحكمة الشرعية من أجل العمل على كتابة تاريخ قرية سفلى وخصوصاً العثماني منه .
وقبل الانتهاء أزجي شكري لأسرة مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي دائماً تزودنا بالوثائق القديمة والقيمة ولا تبخل على أحد والشكر موصول إلى كل من أسرة مكتبة بلدية البيرة العامة ولأسرة مكتبة القطان في رام الله شاكراً الجميع على مساعدتهم للباحثين والمهتمين وتيسير كل وسائل البحث الجاد وبإخلاص والى اللقاء في حلقة قادمة إن شاء الله .