هوية - الأردن
16/10/2021
من مواليد 1901، قصير القامة، متوسط البنية، حليق الذقن ذو عينين بنيتين ويعمل مزارعاً.
هذه أوصاف السجين إبراهيم محمود التعمري ابن بلدة عين كارم والموقوف في سجن عكا، كما ورد في الوثيقة التي حصلت عليها (هوية) من الأرشيف الإسرائيلي.
الوثيقة (سجل الإدانة) تحمل صورة التعمري الشخصية وتنص على حكم بالسجن مدته ستة أشهر بتهمة “الإرهاب،” وقد صدر هذا الحكم بتاريخ 19/3/1938 إبان ثورة الشعب الفلسطيني ضد قوات الاحتلال البريطاني، الأمر الذي أثار فضولنا في هوية لتتبع آثار الرجل ومعرفة قصته ومصيره.
تواصل فريق عمل هوية المتواجد في الأردن مع رئيس جمعية عين كارم السيد محمد عبدالله عديله الذي أبدى استعداداً تامّاً للمساعدة، وما هي إلا ساعات حتى جاءنا السيد عديله بطرف خيط.. لقد توصّل لأحد أحفاد إبراهيم التعمري المقيمين في الأردن، وهو الأستاذ المحامي ياسر التعمري. علم الأخير أننا نبحث في سيرة الجد إبراهيم ولدينا وثائق متعلقة به فلم يطق صبراً لتحديد موعد اللقاء بالفريق.
تم اللقاء في جمعية بيت كارم يوم الأربعاء 13/10/2021، وبدا جلياً مدى متابعة الأستاذ ياسر لسيرة الجد إبراهيم من خلال حديثه والقصص التي رواها عنه أثناء اللقاء..
"جدّنا ضبع الضبع".. عبارة يرددها الأستاذ ياسر في تلخيص صفات جده إبراهيم التعمري الذي عرف بشجاعته وجسارته، فقد نقل عن التعمري أنه كان يوماً متحصناً في إحدى المُغر ممسكاً سلاحه استعداد لأي هجوم مباغت من قوات الاحتلال البريطاني، إلا أنه تفاجأ بضبعٍ يقف أمامه، فلم يحرك ساكناً وتمالك نفسه ولم يكن بإمكانه أن يطلق النار عليه حتى لا يُكشف موقعه، فاختار التعمري أن يدفع الضبع بقوة ليسقطه في الوادي السحيق خلف المغارة.
من هذه البداية كان واضحاً أننا أمام سيرة أحد الرجال الذين شاركوا في ثورة 1936 ولسنا أمام حالة "إرهاب" كما دوّن الاحتلال في الوثيقة. شارك التعمري في أعمال الثورة وعاش حياة المقاومين ودخل السجن أكثر من مرة واضطر لأن يكون بعيداً عن أهله لفترات طويلة، حتى أن العائلة تحتفظ برسالة كان قد أرسلها له ابنه محمود ابراهيم التعمري بتاريخ 25/6/1947 ويتساءل فيها إن كان أبوه قد خرج من السجن أم لا، ويشير فيها على الوالد بالاستعانة بأحد الشخصيات الاعتبارية وهو محمد محمود الجاجة في حال ضاقت عليه الأحوال الاقتصادية.
مرت السنوات وخرج الاحتلال البريطاني من فلسطين وحل محله احتلال صهيوني جديد وتهجّر ابراهيم التعمري إلى الأردن وعاش وتوفي هناك عام 1988.. واليوم حضر فريق هوية ووضع ملف اعتقاله بين يدي العائلة وجمعية عين كارم.
كان التعمري واحداً من مئات الفلسطينيين الذين اعتقلهم الاحتلال البريطاني لمشاركتهم في المواجهات ضد اليهود أو العسكر البريطاني أو لاقتنائهم سلاح صيد أو حتى سكيناً، وألقى بهم في السجن بموجبها لعدة أشهر أو سنوات.. وفي الأرشيفات عشرات الوثائق المتعلقة بهم وتسعى هوية لتتبع سيرتهم والوصول إلى أهاليهم ووضع هذه الوثائق في تصرفهم حتى يكون تاريخ هؤلاء المعتقلين معروفاً بالصورة والوثيقة.
لمتابعة المزيد من التفاصيل عن العائلات الفلسطينية زيارة موقع هوية: www.howiyya.com
أو التواصل عبر الواتس اب: 0096181765876
#هوية2021 #العائلة_الفلسطينية