أبو وائل وأم وائل التكلي - برلين..
كان اتصالنا عادياً بالصديق أبو عبدالله في المانيا، ولكنه عاجلنا ممازحاً: "لكم عندي خبر عمره خمسون سنة". كان حينها يجلس في منزل السيد أبو وائل التكلي، ابن قرية لوبية المقيم في برلين، وقد اجتمع حول صاحب البيت حشدٌ من الأبناء والأحفاد وعددٌ من الأصدقاء لحضور حفل زفاف أبو وائل وأم وائل بعد أكثر من خمسين سنة على الزواج.
تحدثنا مع "أبو وائل" لنعرف قصة الحفل الذي تأخر 50 عاماً أو يزيد، وكانت الخلاصة أنه كان قد تزوج في مخيم برج الشمالي في لبنان بتاريخ 1/8/1969، ولكنه أحجم حينها عن ترتيب حفل الزفاف بسبب سقوط شهيد في المخيم في تلك الفترة، ومضت الأيام والأعوام وهاجر مع عائلته إلى المانيا حيث كبرت العائلة واجتهد الأبناء في تعويض الوالدين عن حفل الزفاف بمناسبة اليوبيل الذهبي لزواجهما.
أثناء الحديث علمنا أن أبو وائل اسمه مفضّي التكلي، فسألناه إن كان يعرف شخصاً كان يدعى سعيد مفضّي التكلي وتبيّن أن أخاه المرحوم يحمل هذا الاسم وكذلك عمه الذي استشهد في فلسطين عام 1939. بالطبع بحثنا كان عن عمه، إذ سبق لنا أثناء العمل على أرشيف قرية لوبية قبل النكبة أن صادفنا هذا الاسم في حادثة أليمة. أرسلنا لأبو وائل في ذات الليلة وثيقة عن عمه الشهيد:
"بتاريخ 12/6/1939 الساعة السادسة صباحاً بينما كنا راكبين بسيارة ترك (TRUCK) وذاهبين للشغل في طريق طبريا سمخ إذ بقنبلة تنفجر في الطريق قرب باب مقبرة اليهود وقد تعطلت السيارة وانجرح العامل سعيد مفضّي التكلي جراحاً خطرة ونقل على إثرها إلى المستشفى حيث أسلم الروح"
هذه الوثيقة، وهي عبارة عن شهادة أحد الجرحى الذين أصيبوا في الحادثة، لم تنكّد على أبو وائل ليلته بل جاءت في سياقها الطبيعي متناغمة مع الأجواء الوطنية الفلسطينية التي حفّت جمعهم العائلي، بل إن أبو وائل تشجع لمزيد من التعاون مع هوية ووعد باستكمال الحوار بلقاء مباشر في زيارته القريبة المرتقبة إلى لبنان.
بعد بضعة أشهر وصل أبو وائل وأم وائل إلى لبنان، وكان لقاؤنا معهما في مخيم برج الشمالي حافلاً بالقصص والمعلومات التي انتهت بجمع شجرة عائلة التكلي وشجرة عائلة الزين اللوبانية (عائلة الأخت أم وائل).
هذا اللقاء المطوّل من برلين إلى مخيم برج الشمالي مع عائلة أبو وائل التكلي بدأ من مناسبة اجتماعية اجتمع فيها أفراد عائلة فلسطينية حرصت على أن لا تذوب هويتها في الاغتراب، ووصل إلى أروقة المخيم ليوثّق تاريخاً لعائلة تتمسك بحقها في العودة إلى فلسطين وليس إلى برلين فقط، وهو لقاء مفتوح لن يغلق قبل أن يحط أبناء عائلة التكلي رحالهم في لوبية.
#هوية2021
#العائلة_الفلسطينية