آبل القَمْح
الموقع:
204296: PGR
المسافة من صفد (بالكيلو مترات): 32
متوسط الارتفاع (بالأمتار): 350
ملكية الأرض واستخدامها في 1944 ـ 1945 (بالدونمات):
الملكية الاستخدام
عربية 3116 مزروعة 4159
يهودية 1327 (% من المجموع) (90)
مشاع 172 مبنية 13
المجموع 4615
عدد السكان:
1931: 229
1944/1945: 330
عدد المنازل (1931)
آبل القمح قبل سنة 1948:
كانت القرية مبنية في منطقة كثيرة التلال شمالي سهل الحولة، على بعد قليل إلى الشرق من الطريق العام المفضي شمالاً إلى المطلة (التي تبعد 3 كلم تقريباً)، وجنوباً إلى صفد، وكانت تبعد نحو كيلومتر عن الحدود اللبنانية، وطلت تعد جزءاً من لبنان حتى سنة 1923، يوم ضُمت إلى فلسطين تحت الانتداب البريطاني، ومن معاني القسم الأول من اسم القرية المستمد من جذر سامي، «المرج»، فكأن اسمها مرج القمح، وقد أنشئت آبل القمح في موقع كان آهلاً منذ سنة 2900 ق.م، وظل كذلك ألفي عام على الأقل.
وهذا الموقع كان موقع إحدى المدن التي استولى تحوتمس الثالث عليها في سنة 1468 ق.م ثم تحولت في عهد داود، إلى موقع حصين استولى الآراميون عليه في وقت لاحق، وقد أشارت النقوش الآشورية إلى آبل ـ بيث ـ معاكا (Abel-beth-Maaka) في جملة المدن التي احتلوها في سنة 733 ق.م، أو في سنة 734 ق.م ثم يظهر اسم آبل القمح بعد زمن طويل في «معجم البلدان» الذي وضعه الجغرافي ياقوت الحموي «معجم البلدان» الذي وضعه الجغرافي العربي ياقوت الحموي (توفي سنة 1229) في سنة 1596، كانت آبل القمح قرية في ناحية تبنين (لواء صفد)، وعدد سكانها 143نسمة، وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب.
قرب أحد الجداول، وتحيط بها أراض زراعية، وكان ثمة كنيسة في القرية وخرائب قديمة بالقرب منها .
وفي الأزمنة الحديثة، كان للقرية شكل مثلث يتماشى مع ثنيات التل الذي بنيت عليه، وكانت منازلها مبنية بالحجارة والطين، أو بالحجارة والإسمنت، أو بالاسمنت، وكان سكانها يتألفون من 230 مسلماً، و100 مسيحي، وكانت الزراعة عماد اقتصاد القرية.
في 1944/1945، كان ما مجموعة 2535 دونماً مخصصاً للحبوب، و299 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين، وكانت حقول القمح المحيطة بموقع القرية، والمشهورة بتربتها الخصبة، تنتفع خمن وفرة المياه، وهذه الوفرة جعلت سكان المنطقة يدعون القرية، أحياناً، آبل الميه (أي: «برج المياه»).
وبالإضافة إلى خرائب أخرى في الجوار، كان ثمة إلى الشرق من القرية موقع أثري يقع قرب مستعمرة كفار غلعادي (203249)، ويحتوي على قبور منقورة في الصخر، وأدوات صوانية، وشواهد قبور.
احتلالها وتهجير سكانها:
زعم تقرير للاستخبارات الإسرائيلية، صدر في أواخر حزيران/يونيو 1948، أن القرية أخليت من سكانها في 10 أيار/مايو 1948، وقد نيطت مهمة احتلال الجليل الشرقي في هذه الفترة بقوات صهيونية متعددة، ولا سيما الكتيبة الأولى التابعة للبلماح، في نطاق عملية يفتاح .
جرت عملية يفتاح في سياق خطة دالت، وكان نظمها وهندستها قائد البلماح يغال ألون، فقد شنت قوات البلماح عملية يفتاح بين أواسط نيسان/أبريل وأواخر أيار/مايو 1948، من أجل الاستيلاء على الجليل الشرقي قبل نهاية الانتداب البريطاني في 15 أيار/مايو، ونجحت في احتلال المنطقة كلها و "تطهيرها" من سكانها، وكانت كتيبة البلماح الأولى رأس الحربة في هذه العملية، أما سكان الجليل الشرقي من الفلسطينيين، الذين لم يهربوا على الرغم من الهجمات والتهديدات، فطردوا من ديارهم حال قوع قراهم وبلداتهم في قبضة الاحتلال، وقد خلت قرى الجليل الشرقي الفلسطينية كلها من سكانها، ودمر الكثير منها، كما أخليت صفد، كبرى مدن القضاء، من سكانها أيضاً.
استهلت القوات الصهيونية عملية يفتاح بهجوم على قرية النبي يوشع، التي كانت تقع في منتصف الطريق بين صفد وآبل القمح، وعندما انسحب البريطانيون من المنطقة المحيطة بالنبي يوشع، في 15 نيسان/أبريل، صار مركز الشرطة في تلك القرية خاضعاً لسيطرة وحدات من جيش الإنقاذ العربي وقوات أخرى من المجاهدين، وفي 17 نيسان/أبريل، هاجمت القوات الصهيونية النبي يوشع واستولت عليها وعلى مركز الشرطة، الذي اتخذته مقراً لقيادة العملية، كما صارت مستعمرة دفنه اليهودية مركزاً عسكرياً مهماً، فكانت من جملة قواعد انطلاق الغارات التي كانت القوات الصهيونية تقوم بها ضد سورية في تلك الفترة.
لم يخفف قائد العملية، يغآل ألون رغبته في طرد السكان من تلك المنطقة، ويقول المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إن ألون كتب لاحقاً: «لقد اعتبرنا أن من الضروري تطهير داخل الجليل وإيجاد تواصل بين الأراضي اليهودية عبر منطقة الجليل الأعلى كلها».
وقد سوغ ذلك، استناداً إلى موريس على أسس أمنية: " فتطهير المنطقة [الجليل الشرقي] تطهيراً تاماً من القوات العربية كلها ومن السكان العرب كلهم، هو أبسط وأفضل الطرق لضمان أمن الحدود « وكان ألون أوصى في تقريره إلى قيادة أركان الهاغاناة بتاريخ 22 نيسان/أبريل « بمحالوة إجلاء البدو الضاربين خيمهم بين [نهر] الأردن من جهة، وبين جب يوسف وبحر الجليل من جهة أخرى»، وفي ذلك الوقت كانت عملية يفتاح بدأت فعلاً.
بلغ ألوان غاياته بالهجمات الصدامية المباشرة حيناً، ويشن حملة من الحرب النفسية حيناً آخر، فقد ابتكر « حملة شائعات» لتخويف السكان في الجليل الشرقي وحملهم على الفرار: "جمعت المخاتير اليهود الذين كانت لهم علاقات بمختلف قرى [المنطقة] العربية» ـ كتب آلون ـ و«طلبت منهم أن يهمسوا في آذان بعض العرب بأن تعزيزات عملاقة وصلت إلى اليهود في الجليل، وباتوا على وشك تطهير قرى الحولة، [و] بأن ينصحوا لهم، من باب الصداقة، النجاة بأنفسهم ما وسعهم ذلك «وكانت حملة الشائعات» هذه شنت بين 10 و 15 أيار/مايو، في سياق يفتاح، وعجلت في فرار 18% من سكان إصبع الجليل.
كان من أهم أهداف عملية يفتاح الاستيلاء على مدينة صفد، كبرى المراكز الآهلة في المنطقة الشمالية الشرقية من فلسطين، وفي ربيع الأول سنة 1948، مهدت القوات الصهيونية للهجوم على صفد، وعلى مدينة أخرى هي طبرية، بشن غارات كاسحة على المدينتين المزمع احتلالهما، وقد اختيرت عكبرة، في أوائل أيار/مايو 1948، لتكون عبرة لمن يعتبر من سكان صفد، ففي 9 أيار/مايو، وبموجب الأوامر العملانية، هاجمت وحدات من كتيبة البلماح الأولى عكبرة من أجل «بث الشعور بين العرب من سكان صفد بأنهم على وشك أن يطوقوا، وبأنه لن يكون في وسعهم الفرار»، أما الهجوم النهائي على صفد، فقد شن في 10 ـ 11 أيار/مايو 1948، وبسقوط المدينة فر سكان قرى عدة في القضاء نتيجة الذعر، بحسب ما روي.
بعد احتلال صفد في 11 أيار/مايو 1948، أمرت الوحدات المشاركة في عملية يفتاح بالتقدم نحو الشمال، وبقطع كل الطرق التي قد تدخل القوات اللبنانية والسورية منها إلى فلسطين قبل 15 أيار/مايو، واستناداً إلى «تاريخ الهاغاناة» فقد تقدمت كتيبة البلماح الأولى إلى قرية قدس وجارتها المالكية ليل 14 ـ 15 أيار/مايو، فوقعت قدس في قبضتها بحلول الصباح، لكن الوحدات اللبنانية اجتازت الحدود، في وقت لاحق من ذلك اليوم، وشنت هجوماً مضاداً كبيراً أجبر الكتيبة على الانسحاب من القرية، ومع ذلك، فإن هجوم الوحدات اللبنانية صد في قدس فلم تتقدم أ:ثر من ذلك، نظراً إلى ما تكبدته من خسائر جسيمة في أثناء العملية، ونظراً إلى الغارات الإسرائيلية التي شنت على أهداف داخل الأراضي اللبنانية في الوقت نفسه، وبحلول 25 أيار/مايو، كانت عملية يفتاح قد انتهت .
المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية:
في سنة 1952، أنشأت إسرائيل مستعمرة يوفال (206294) على أراضي القرية، وهي تبعد نحو 1.5 كلم عن الموقع، وتقع يوفال قريباً من تخوم أراضي قرية الزوق الفوفاني.
القرية اليوم
تغلب الحشائش والنباتات البرية على موقع القرية، وينتصب بستان من الشجر في الركن الشمالي الشرقي من الموقع الذي تتناثر في أرجائه حجارة المنازل المدمرة، وتستعمل الأراضي المحيطة مرعى للمواشي.
المصدر: كتاب كي لا ننسى