كي لا ننسى 64 عاماً مرَ على مجزرة قرية بلد الشيخ
(انتم الإسرائيليون لا ينبغي لكم أن تكونوا رؤوفين حين تقتلون عدوكم، ينبغي عليكم أن لا تعطفوا عليهم طالما لم نقض على ما يسمى بالثقافة العربية، ولم نبن على أنقاضها حضارتنا نحن).
قالها وترجمها إلى أفعال جزار دير ياسين مناحيم بيغن، وكذلك كل جزاري الحركة الصهيونية فالمجازر اليهودية منذ العهود القديمة كانت مبنية على الفكر التلمودي الذي يقول اقتل لكي تعيش اقتل إذا أنت موجود.
وإذ ما نظرنا إلى ما ارتكب من مجازر صهيونية بحق الشعب الفلسطيني خلال نكبة فلسطين وما بعدها نجد أن كل قرية أو مدينة لاقت نصيبها من تلك العمليات الإجرامية وتلك المجازر.
وهذا ما حصل بالضبط في قريتنا قرية بلد الشيخ، تلك القرية الوادعة والتي تقع في سهل حيفا عند السفح الشمالي الغربي لجبل الكرمل، والتي مساحتها تقدر بـ 9849 دونما، أما عدد سكانها فقد بلغ عام 1948(4120) نسمة، يسكنون في 144 منزلا.
هذه القرية تعرضت لعدة مجازر واعتداءات صهيونية، سنستعرض منها مجزرتين اثنتين على سبيل المثال لا الحصر.
المجزرة الأولى وقعت في حزيران 1939 وجاءت ردا على مقتل سائق يهودي قرب القرية حيث صدرت الأوامر في حينها للعصابات اليهودية بالتسلل إلى القرية وكان الهدف من العملية اغتيال احد القادة المحليين في المنطقة وفي حال التمكن من ذلك يكتفي بقتل عدد من سكان القرية تسلل رجال من عصابات الهاغانا وهم يرتدون لباس ميكانيكيين واختطفوا خمسة فلاحين وقاموا بقتلهم ثم غادروا القرية.
أما المجزرة الثانية فوقعت مساء 31121947 وصباح 11 1948:
كانت الأجواء في مدينة حيفا قبل تنفيذ المجزرة مشحونة بين اليهود والعرب إذ وردا على مقتل خمسة عمال فلسطينيين في ميناء حيفا قام العمال العرب بالهجوم على العمال اليهود المتواجدين في الميناء وقتلوا 41 يهوديا.
بعد هذه الحادثة قررت القيادة الصهيونية اتخاذ خطوة نحو الأمام، وبالتالي تقديم فصلا جديدا لتاريخ هذه المعركة والقيادة العليا للهاغانا كجزء من الهيئة الاستشارية، كانت تواقة إلى اختبار بعض الأمور، أولها أن يعرفوا درجة يقظة البريطانيين اتجاه أعمالهم، والثانية هي نهب بعض القرى وقتل عددا كبيرا من سكانها وكانت السلطات البريطانية آنذاك لا تزال مسئولة عن المحافظة على القانون والنظام، وكانت لا تزال حاضرة بقوة في فلسطين وكان الاختيار هو قرية بلد الشيخ.
صدرت الأوامر لقائد محلي هو حاييم افينوعام بتطويق القرية وكان الهدف هو قتل اكبر عدد ممكن من أبناء القرية إضافة إلى تخريب الأملاك وتدمير المنازل.
وتحركت قوات مشتركة من البلماخ ولواء كرملي من قرية الياجور المحتلة مساء يوم الأربعاء 31121947 وكان قوامها 170 صهيونيا.
ووقع الهجوم في الساعة الواحدة والنصف فجرا واستمر حتى الرابعة والنصف صباح الخميس 1-1-1948 واستمر قرابة الثلاث ساعات،وقد بدء الهجوم بقصف مدفعي متواصل دمر خلاله الأعداء البيوت المتطرفة من القرية بعد ذلك تسللت مجموعات من الوحدات المهاجمة إلى داخل القرية وأخذت تعمل داخل المنازل قتلا وذبحا وتخريبا كما يروي أبناء القرية.
قاوم من كان يحمل سلاحا من أبناء القرية ولكن السلاح كان غير كافيا لمواجهة الهجوم، ولم يكن في القرية إلا بعض الحراسات المحلية البسيطة والمتواجدة في الشوارع، مما سهل على القوات المهاجمة الدخول إلى القرية والناس نائمين فأطلقوا عليهم نيران رشاشاتهم الكثيفة.
ورغم قلة العتاد لدى أهل القرية فقد استطاعوا أن يوقفوا الهجوم ويوقعوا خسائر في صفوفهم، وقد شوهدت بقع الدماء منتشرة في ارض المعركة، كما اضطر المهاجمون ترك بعض قطع العتاد التي لم يسعفهم الوقت لأخذها مثل بعض الرشاشات والقنابل والذخائر وقد اعترفت القوات المهاجمة كما ورد في تاريخ الهاغانا سقوط ثلاثة من قواتها هم حاييم بن دور، عاموس غاليلي، حنان زلينغر.
أما شهداء القرية الذين سقطوا في هذه المجزرة المروعة نذكر منهم: عمر بن محمود طه وعمره 11 عاما وشريف عبد الوهاب وعمه 40 عاما ووالدته أم الشريف وعمرها 80 عاما وكذلك ابن شريف واسمه محمد وعمره 7 سنوات كما استشهد محمد أبو رزق وعمره 16.
المصدر: تجمع العودة الفلسطيني-واجب