التوزيع الجغرافي لقرى بيسان و اهم القبائل في القضاء:
تتوزع معظم القرى في قضاء بيسان في النصف الشمالي منه على هضلب جبول البازليتة، بالاضافة الى وجود البعض منها الى الجنوب الغربي من مدينة بيسان على الاطراف الغربية لسهل بيسان (شكل9)، و كانت الحياة الاقتصادية في هذه القرى تقوم على الزراعة حيث نشطت القرى الشمالية في زراعة الحبوب و الاشجار المثمرة، في حين نشطت زراعة الحمضيات و الخضراوات في قرى سهل بيسان. اما الحزام الشرقي من قضاء بيسان و المعروف بالغور و الذي يمتد بشكل مواز لنهر الاردن فانه يكاد يخلو من القرى، لكنه كان عامراً بالقبائل العربية و التي كان يزيد عدد افراد بعضها عن 1000 نسمة، وقد عملت قبائل بالزراعة و تربية المواشي.
و سنذكر هنا بايجاز اهم هذه القبائل:
1- البشاتوة: تشغل اراضي هذه القبيلة القسم الشمالي من غور بيسان، حيث تمتد من وادي العشة جنوباً الى جسر المجامع شمالاً و من المنحدرات الشرقية لمرتفعات جبول الازليتة غرباً الى نهر الاردن شرقاً . و توجد بعض التلال الاثرية في الاراضي قبيلة البشاتوة تذكر منها تل الشمدين، تل الزنبقية و تل موسى.
2- الغزاوية: اراضيها الى الشرق و الجنوب الشرقي من مدينة بيسان و تمتد حتى نهر الاردن شرقاً، و من التلال الاثرية الموجودة في الاراضي هذه القبيلة تل المالحة، تل المنشية، تل الشيخ سماد، تل الوحش، كما تكثر الينابيع في هذه المنطقة.
3- الصقور: ينتشرون في الجزء الجنوبي من غور بيسان حيث تمتد اراضيهم الى وادي الملح خارج حدود قضاء بيسان الجنوبية، ومن فروع هذه القبيلة، عرب الصفا، العريضة، الحمراء، الفاطور و ام عجرة. نذكر من تلال هذه المنطقة :تل الردغة، تل الشقف ، تل الرعيان و تل ابو صوص.
سكان فبل الاحتلال:
اما مدينة بيسان مركز القضاء، لم تتوفر احصائيات مبكرة و دقيقة لعدد السكان فيها، و في بداية القرن التاسع عشر اورد" بيركهارت" اول احصائية بعدد بيوت بيسان و ذلك اثناء زيارته لها شهر تموز من عام 1812 عندما قال:
تضم القرية بيسان الحالية (70-80) بيتاً و من ذلك يمكن تقدير عدد سكان بلدة بيسان في تلك الفترة، فلو افترضنا خمسة اشخاص للبيت الواحد كمتوسط فان العدد الاجمالي لسكان بيسان كان بين 350- 400 نسمة.تلفة،
و في نهاية القرن 19 عمل السلطان العثماني على بعث الحياة الزراعية في منطقة بيسان وذلك بان عمل على استقدام الفلاحين لهذه المنطقة من جهات مختلفة الا ان اعداد كبيرة منهم لم تستقر بالسهل بل اقام القليل منهم في بيسان نفسها فنمت و اصبح عددها 2000نسمة.
اما " بدكر" فقد اورد احصائية بعدد سكان بيسان في دليله المطبوع بالقدس عام 1912 عندما ذكر بان بيسان تضم 3000 نسمة . و اذا اعدنا الى تقديرنا لسكان بيسان بناء على عدد بيوتها الذي اورده " بيركهارن" ، و اعتبرنا ذلك التقدير ( 350 – 400نسمة) قربياً من الدقة ، فان ذلك يعني ان سكان بيسان قد تضاعفوا من 7-8 مرات خلال مئة عام ( 1812- 1912) . و لو اخذنا بالاعتبار ارتفاع نسبة الوفيات في تلك الفترة نتيجة الانتشار الاوبثة و الامراض بالاضافة الى الفتن و فقدان الاستقرار و الامن ، فان تلك التقديرات قربية جداً من المألوف.
خلال الحرب العالمية الاولى (1914- 1918) نزل مؤلفاً كتاب " ولاية بيروت" و قدرا عدد البيوت ب 600 بيتاً. ومرة اخرى على افتراض خمسة اشخاص للبيت الواحد، فان عدد سكان بيسان سيكون 3000 نسمة اي نفس الرقم الذي اورده " بدكر" لعدد سكانها عام 1912.
ان هذه الارقام لسكان بيسان ليست دقيقة ، بل انها تقريبية اعتمدت على الوصف و التقدير، و لم تقم حتى الحين اية احصائية رسمية لاعداد السكان في المنطقة . و يجب ان لا يغيب عن لاذهان بان عدد السكان في تلك الفترة الزمنية التي مرت بها المنطقة كان عرضة للتغير السريع بين الارتفاع و الانخفاض ، وذلك بسب الاحداث و الاضطرابات التي عصفت بالمنطقة قبيل و خلال الحرب العالمية الاولى, و لهذا كانت حركة السكان سريعة و مفاجئة و تتم دون ضوابط.
ومن رجالات المدينة الذين برزوا في العلم و الفقه نذكر منهم:
1- احمد بن محمد بن عبد الله البيساني (مقرئ).
2- الحسن بم محمد بن زياد ابو محمد القرشي البيساني( مقرئ و راوي الحديث).
3- نجم الدين ابو حفص عمر بن العفيف ابي نظفر نصر بن منصور الانصار البيساني الشافعي (قاضي في حلب).
المصدر: كتاب قصة مدينة بيسان
تأليف: يوسف عبيد