جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
خلال فترة الهدوء النسبي التي أعقبت القضاء على الثورة الفلسطينية الكبرى (1936 – 1939) والتي امتدت طوال سنوات الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) والسنتين التاليتين نشأ ما يشبه الاعتقاد لدى عرب طبرية – وإلى أن تبين لهم فيما بعد خلاف ذلك – بأن مدينتهم سوف تكون في منجى من أية اعتداءات صهيونية عليها. وقد تأسس هذا الاعتقاد على قاعدة تاريخ من علاقات العرب في المدينة بيهودها، وعلى الأخص اليهود الشرقيون منهم، الذين كان يطلق عليهم أحيانا صفة "يهود أبناء عرب"، أو كما كان يرد ذكرهم في الأدبيات السياسية للحركة الوطنية في فلسطين بتعبير "اليهود الوطنيون"، والذين كان يقصد بهم اليهود المقيمين في فلسطين قبل موجات الهجرة اليهودية الأوروبية الواسعة. وقد اتصفت العلاقة بين عرب طبرية وهولاء اليهود بالتعايش السلمي وحسن الجوار والتبادل التجاري التي لم تنتهكها إلا فترة الثورة العربية الفلسطينية الكبرى(1936 – 1939) التي شهدت قتالا وصدامات مسلحة بين الطرفين، ثم لتعود الحياة بعدها إلى طبيعتها الهادئة.
ويورد كثير من الطبرانيين حتى الآن، إن حفزت ذاكرتهم، قصصا عدة ومختلفة تمتل ذلك النوع من الجوار الحسن الذي كان يسود المدينة. وقد كتب صدقي الطبري، أبرز زعماء طبرية السياسيين ورئيس لجنتها القومية، في مذكراته يصف هذا الوضع بقوله:
المصدر: كتاب طبريه
د.عصام سخنيني /بتصرف