الأعراس
أم يعقوب: " أنا تجوزت لما كان عمري 18 سنة، ولما طلعنا من البلد كانت بنتي ابتهاج عمرها 7 أشهر. الأعراس أيام زمان كان إلها هيبة، والناس مبسوطه أكثر (ضاحكة)، مش مثل اليوم الناس تروح ع الأولاد. كانت الناس تقعد جمعة تعلّل. النسوان كانت تقعد وتفتل شعيريّة على إيديهن للعرس، مش مثل اليوم بشتروها خالصة. بعدها تصير الشباب والبنات يدبكوا إيد بإيد.
شبين جوزي كان اسمه حنّا شيبان سبيت، وأنا شبينتي كانت رضا عطالله. الناس كانت تتمنى إنه دار شيبان يكونوا شباينهم، لإنهم كانوا يغنوا ويعزفوا على آلآت موسيقى بالأعراس وكانوا يحمّوا العرس. كانت أم ضرغام، زوجته لحنا شيبان سبيت تغني في ألأعراس".
المدرسة - take the signal !!!
معروف أشقر – أبو نعمة (1929): " مدرسة إقرث كانت حديثة، وبنيت بفترة الانتداب البريطاني في بداية الثلاثينات. أنا درست لصف السابع بإقرث، بس أنا لليوم بعدني بقرأ وبكتب وببعث مقالات ورسائل للصحف. أخوتي تعلموا بالمدرسة، عندي أخ خلّص ثاني عشر. بإقرث اللي كان يخلص صف سابع كان ينزل ع البصة أوعكا يكمّل تعليمه.
التعليم بإقرث كان منيح كثير، بذكر بحصص الإنجليزي كان مطلوب إنه بعد الدوام نحكي بس إنجليزي وممنوع عربي، عشان نقوّي انجليزياتنا. المعلم أيامها أعطانا خشبة صغير اسمها سيجنال (Signal)، بالأول كنا نسميها punishment يعني عقاب. وكان اللي يغلط ويحكي عربي يعطوه أولاد الصف السيجنال ويقولوا له take the signal. ولما يرجع الأولاد ع الصف كان الأستاذ يسأل مين كان معه السيجنال هذا الأسبوع واللي تكون معه كان الأستاذ يوقفه قدام الطلاب
وينقص له علامات أو كان يضربنا بالعصاية على أيدينا. مرّة ولد بالصف راح يطلب أكل من أمه، في واحد من صفّه كان عم براقبه، نزل الولد على سطح البيت وقال لأمه: صرّيلي عروس مجدرة. سمعه الطالب الثاني وقال له: take the signal (ضاحكاً). صار الولد يصرّخ عليه ويقله أمي يا دوب تعرف عربي بدك إياها تعرف انجليزي؟!.
معلم الإنجليزي كان من إقرث واسمه ذيب إلياس عطاالله. مرات الخوري كان يعلّمنا. وكان كمان عنا معلّم من علما الشعب (قرية بلبنان) اسمه ناصيف وديع صياح وكان مفروض يعلمنا انجليزي بالأضافة للمعلم ذيب. مرة بدرس الإنجليزي بدل ما يقول "ذا بوي" قال "زا بوي". آخر النهار أجا المعلم ذيب وقالنا فش إشي اسمه " زا بوي"، وطلّعوه من المدرسة وكمّل ذيب يعلمنا انجليزي.
آخر السنه طلبوا من الأولاد إنه كل واحد بدفع 20 قرش زيادة عشان يجيبوا معلم زيادة للمدرسة. دفعنا وجابوا لنا معلم من البصة اسمه فهد وديع فرح. تعلمنا عنده بس ما استفدنا منه ولا بأي درس غير بدروس الإنجليزي، علمنا قراءة، ترجمة، محادثات، إنشاء وقواعد. بس بحصص الجغرافيا كان يقعد ع الكرسي وينام.
البنات ما كانت تتعلم. مرّة جابوا معلمة فتحت صف للبنات بس ما كمّلت، ومرّة جابوا واحدة ثانية كانت متزوجة وزعلانة من جوزها، ودبرتلها واحدة شغل إنه تفتح مدرسة عنا. علمت سنة واحدة وبعدين رضيت مع جوزها وراحت. اللي أهلها اهتمّوا يعلموها بإقرث وكانت تيجي عند المعلم والمعلم يروح عندها، هي نورا سبيت (أم جريس أشقر). بذكر مرّة كانت نورا حاملة تنكتين ميّ من النبع وراحت ترشّ الدخان بالأرض. أجا عليها بوليس إنجليزي وسألها بالإنجليزي: أنت ليه عم تشتغلي؟، ردت عليه بالإنجليزي وقالت له: I work to assist my parents because my father is an old man also my mother.
بسنة ال 47، صارت الأولاد تطلع من المدرسة بسبب الحرب والتوتر. وصار عدد طلاب الصف يتضاءل لحد ما صفّيت أنا لحالي. ساعتها اضطريت أطلع من المدرسة".