المحتوى |
قصة أكراد البقارة من هم ..؟! وكيف خذلتهم الأمم المتحدة ..؟!
كراد البقارة والغنامة : - عشيرة عربية تنحدر جذورها من احدى عشائرالأكراد التي انصهرت بمرور الزمن في القبائل العربية ونسيت لغتها القومية . عُرفت العشيرة أثناء القرن التاسع عشر بعشيرة "عرب الأكراد" , وذلك بسبب إختلاف هويتها العشائرية عن العشائر الأخرى التي كانت تنتشر بمنطقة الحولة في ذلك الوقت .
منذ مطلع القرن العشرين وحتى انهيار الدولة العثمانية ,أثناء الحرب العالمية الأولى عُرفت العشيرة بـعشيرة ( أكراد الخيط ) ,نسبة الى منطقة "أرض الخيط " , التي كانت تسكنها هذه العشيرة ضمن سهل الحولة ، والتي كانت تمتد من عين الملاحة جنوب غربي بحيرة الحولة الى قرية المنصورة بالقرب من جسر بنات يعقوب .
منذ العهد البريطاني في فلسطين ( الأنتداب ) , بدأ اطلاق المصطلح كراد البقارة والغنامة على هذه العشيرة .
سبب التسمية
يقول الرحالة السويسري "بوركهارت " , ان العشائر العربية اعتادت ان تطلق على تلك العشائر التي كانت تشتهر عندها باقتناء ماشية الأبل "بأهل الأبل " ,وعلى تلك التي كان تشتهر عندها باقتناء ماشية الغنم "بأهل الغنم " ,فعليه واستنادا الى ما قاله الرحالة "بوركهارت " ,من غير المستعبد أن يكون سبب تسمية اكرادالبقارة والغنامة بهذا الأسم منسوبة الى مثل تلك الخصوصية بالتسمية حيث ان الأولى اشتهرت باقتناء ماشية البقر أما الأخرى فاشتهرت باقتناء ماشية الغنم
مع انني ارجح أن يكون سبب التسمية مختلف , حيث اني سأفصح عنه لاحقا في كتاب يحكي تاريخ العشيرة وقريتيها كراد الخيط البقارة والغنامة ..
السكان
يظهر وجود عرب الأكراد بمنطقة الحولة منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر , حيث انهم كانوا ضمن العشائر التي كانت تتبع قضاء صفد
في عام 1849 بلغ عدد سكان العشيرة نحو 1000 شخص بموجب تقديرات ارسالية تبشيرية زارت المنطقة . وفي عام 1852م ,أشار الى وجودهم بالمنطقة الرحالة الأمريكي "روبنسون ",وفي عام 1876م حددت خريطة "ستانفورد " ,مكان انتشارهم بالمنطقة ,حيث كانوا يقطنون في منطقة أرض الخيط – وعرف عن هذه المنطقة بانها اخصب سهول الحولة على الأطلاق ....بلغ عدد سكان قريتي اكرادالبقارة والغنامة عام 1945م نحو 710 أشخاص منهم نحو 360 شخص سكان قرية كراد البقارة ونحو 350 شخص سكان قرية كرادالغنامة ..في عام 1949 عاد سكان القريتين الى قرية كراد البقارة , بموجب اتفاق الهدنة الدائم اسرائيل - سورية . بعد مضي أقل من عام ونصف من عودتهم الى البقارة ,وتحديدا وفي يوم الجمعة الموافق ليل السبت 30-31/03/1951 , قامت الحكومةالأسرائيلية , على اثر انطلاقها بمشروع تجفيف بحيرة الحولة بترحيلهم من المنطقة ,الى قرية شعب في الجليل الغربي .. تقدمت الدولة السورية في حينه بشكوى الى الأمم المتحدة ,حيث نص القرار رقم 93 الصادر يوم 18/5/1951 , على وجوب اعادتهم الى قريةاكراد البقارة التي وقعت ضمن المنطقة المعزولة السلاح بموجب اتفاق الهدنة الدائم بين اسرائيل وسورية ..
هكذا اذا نتيجة تخاذل الأمم المتحدة وتقاعسها عن أداءوظيفتها كما يجب ( كراع يراقب ويشرف على تنفيذ بنود اتفاق الهدنة الدائم اسرائيل -سورية ) حيث تواطأ قسم من موظفي هذه المؤسسة , على سكان قريتي اكراد البقارة ,إضافة للضغوطات التي تعرض اليها هؤلاء الناس من قبل السلطات الأسرائيلية ,لدى استجوابهم في قرية شعب بالموافقة أو عدم الموافقة على العودة الى قرية كراد البقارة , فقد عاد نتيجة لذلك , نحو 60 % منهم ,الى قرية اكرادالبقارة , في حين بقي نحو 40% منهم يسكنون قرية شعب منذ تلك الفترة ( 1951م ) ...!
عموما بعد مضي نحو خمس سنوات من عودتهم تلك الى قرية أكراد البقارة وتحديدا في يوم 30/10/1956م -يوم معروف بتاريخ الشعب الفلسطيني ( حيث حدثت فيه هناك بمنطقة المثلث الجنوبي مجزرة كفر قاسم ) , قامت السلطات الأسرائيلية بترحيلهم مرة ثانية من تلك المنطقة ,الى مرتفعات الجولان السورية ...بذلك وجد ما يربو على الــ 500 شخص من سكان قريتي اكرادالبقارة والغنامة ,أنفسهم لاجئين جدد في الدولة السورية , ضمن أكثر من مائة ألف لاجئ سوري شردتهم لاحقا حرب عام 1967م من مرتفعات الجولان السورية ...!
ما أضيق الأرض لولا مواساة الكرام فيها للمشردين إن وُجدوا ...!
بقلم /عاطف محمد احمد العزيز عزايزة
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|