جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
في جلسة عاجلة في محكمة الصلح في القدس عقدت يوم الأربعاء الماضي بين مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ومندوبين عن القائمين على بناء المدرسة اليهودية الدينية في مستوطنة "مبو حورون"، وبعد المداولات في قضية مقبرة "بيت نوبا" قرر القاضي توجيه الطرفين إلى موقع المقبرة والمدرسة للتوصل إلى اتفاق يتم من خلاله حل الإشكال الحاصل في سبيل المحافظة على حرمة المقبرة. وحضر الجلسة الشيخ جمعة القصاصي بصفته شاهداً على اتفاقٍ سابق بخصوص مقبرة "بيت نوبا".
وبعد توجه الطرفين إلى الموقع والاطلاع عن قرب على الوضع القائم توصل الطرفان إلى اتفاق يقضي بالمحافظة على حرمة المقبرة. محامي مؤسسة الأقصى محمد سليمان إغبارية قال: "لقد توصلنا إلى اتفاق يتعهد من خلاله القائمون على بناء المدرسة بترك مساحة واسعة بين حدود المقبرة وبين المدرسة، كما تعهد القائمون على بناء المدرسة بتسييج المقبرة من الجهة المحاذية للمدرسة بجدار باطون وتسييجها من الجهات الثلاث الأخرى حسب الحدود التي تقررها مؤسسة الأقصى، وبهذا الاتفاق فإن مؤسسة الأقصى لم تتنازل عن سنتيمتر واحد عن الحق في المقبرة الإسلامية". وعقب الشيخ علي أبو شيخة – رئيس مؤسسة الأقصى– على هذا الإنجاز بالقول: "نعتبر هذا الاتفاق إنجازاً وخطوة هامة في سبيل تحرير المقبرة وإرجاع حدودها الأصلية، وإمكانية تنظيفها وتسييجها خلال موعد أقصاه شهر، وقد قمنا من جهتنا بالاتصال بأهالي بيت نوبا وإطلاعهم على آخر التطورات والاتفاق الذي تم التوصل إليه". وأفادت مؤسسة الأقصى أنها قررت التوجه إلى المحكمة بعد أن أخلَّ القائمون على بناء المدرسة باتفاق سابق من تاريخ 11-12-2003 يقضي بإيقاف العمل في بناء المدرسة الدينية داخل حدود مقبرة بيت نوبا ونقل المشروع المخطط إلى خارج حدودها. وقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق حينها بعد جلسات بين مؤسسة الأقصى وبين مندوبين عن إدارة مجلس "مبو حورون" التي جاءت بعد كشف مؤسسة الأقصى لانتهاك مقبرة بيت نوبا، حيث تم هدم عدد من الشواهد ونقل رفات الأموات بعد جرف المقبرة إلى مكان آخر وطم أرض المقبرة بالتراب. من الجدير ذكره أن مقبرة بيت نوبا تقع في قرية بيت نوبا المهجّرة عام 1967 وهي قريبة من قرى عمواس واللطرونويالو، وهي القرى الفلسطينية الأربع التي هُجّرت إبان النكسة. وقد أقيمت على أنقاض بيت نوبا مستوطنة (مبو حورون) وأقيمت بالقرب من المقبرة مدرسة يهودية للمتدينين . وتحول الأوضاع الأمنية من وصول أبناء قرية بيت نوبا المهجرة عام 1967 الذين يسكون في قرى قريبة من موقع المقبرة.