الراوي / أسعد جبر يوسف الحواجري المهجر من قرية الجمامة (1948)
الهجوم علي القرية
س. متى كان الهجوم الصهيوني على قريتكم ؟
ج. كان الهجوم وقت الظهيرة عام 1948م ، وأجبرت قوات الاحتلال الصهيوني أهالي القرية على المغادرة والهجرة .
س. هل كان أهالي القرية يمتلكون السلاح ؟
ج. لا لم يوجد سلاح لدى الأهالي ، لأن بريطانيا كانت لا تسمح بتسليح الأهالي ، والسلطات البريطانية جردت الأهالي من السلاح ، ولكن في ذلك الوقت كان اليهود مدربين على السلاح والهجوم لأنهم اشتركوا مع بريطانيا في الحرب العالمية الأولى ، فكان يوجد معهم سلاح وذخيرة
س. من أي الجهات تم الهجوم على قريتكم وقت احتلالها ؟
ج. هجموا على القرية وقت حصاد القمح ، من الجهة الشرقية ، جاءوا من ناحية المستعمرة ، وكان جميع أهل القرية في الحصاد ، وبدئوا يطلقون النار علينا ، وأجبرونا على الخروج من القرية في العراء بدون ملبس ولا مأكل ولا مشرب ولا مأوى ، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل هدموا البيوت بالجرافات .
س. هل حدثت مقاومة لهذا الهجوم ؟
ج. لم تحدث مقاومة ، لأن بريطانيا لن تسمح بتسليح الشعب الفلسطيني ، وكان يوجد حركات سرية ، لكن هذه الحركات غير منظمة وليست متقدمة لعدم وجود سلاح فلم تستطع عمل أي شيء عندما حدث الهجوم على القرية .
س. هل تم قصف قريتكم بالطائرات ؟
ج. لا ، لم يقصفوها بالطائرات ، دخلوا بالحافلات وهجموا على القرية وبدئوا بإطلاق النيران على الأهالي .
س. هل فقدتم أحد من أهلكم عند الخروج من القرية ؟
ج. عندما خرجنا من القرية كانت لي شقيقة عمرها خمس سنوات ، وإبن عم من نفس العمر تقريبا ، فقدنا هاذين الطفلين ، فلم نجدهم وبحثنا عنهم في كل مكان ، ولكن شاء الله عز وجل أن نجدهم ، وسيطر علينا الجوع ، فطلبت مني والدتي أن أحضر الحطب من الجرن حتى تخبز لنا ، فوجدت الطفلين تحت أشجار الكينيا ، فأخذتهم ورجعت بهم إلى مكان إقامتنا .
قسوة الحياة بعد الخروج من القرية
س. كيف كانت أوضاعكم بعد الخروج من قريتكم ؟
ج. بعد الخروج كانت حياتنا رديئة وسيئة جدا لا مسكن ولا مأوى ولا ملبس ، وكنا نسير على الأقدام بدون حذاء فكانت حياة صعبة وقاسية جدا ، وكانت ملابسنا ممزقة وقديمة .
س. كيف كان وضع الأطفال الصغار والرضع في هذا الظرف الصعب ؟
ج. كانت حياة الأطفال صعبة وقاسية ، فهم يحتاجون للمأكل والملبس والاهتمام ، وهذا كله مفقود ، وكان لا سبيل أمامهم غير البكاء والصراخ من شدة الجوع والعطش .
التوجه لغزة
س. متى توجهتم لغزة ؟
ج. توجهنا لغزة في الليل لأنه كان الستار الوحيد ،ورحلنا على الإبل والحمير ، وكانت رحلة شاقة وصعبة لا نوم ولا راحة وفي بعض الوقت كنا نسير على أقدامنا .
س. هل لاحقكم الصهاينة أثناء خروجكم ؟
ج. بعد التهجير لا حقونا اليهود أحيانا بالطائرات ، حتى ضربوا سوق دير البلح ، وقتلوا أشخاص كثر ، من كثرة الجثث فكان من الصعب التعرف عليها .
س. هل قتل الصهاينة أحد منكم بعد أخروج من القرية ؟
ج. عندما خرجنا من القرية كنا نذهب من طرق التفافية أكثر أمانا بعيدة عن طريق اليهود " الطريق العام " لذلك لم يقتل منا أحد بعد الخروج .
س . هل كنتم تسمعون صوت إطلاق نار أثناء توجهكم لغزة ؟
ج. عندما كنا متجهون لغزة كان إطلاق النار بشكل كثيف جدا .
س. هل اعترضكم الصهاينة في الطريق أثناء توجهكم لغزة ؟
ج. في أول مرة اعترضونا شرق بيارة أبو مدين وكان الجيش المصري على تل جمة .
الوصول لغزة
س. أين كان أول استقرار لكم في قطاع غزة ؟
ج. أول استقرار لنا كان شرق بيارة أبو مدين وكان الجيش المصري على تل جمة وكانت هذه أول مرحلة لنا وكانت في أمان ثم رحلنا الجيش المصري فكنا في شرق البريج ثم رحلنا إلى غرب السكة .
س. كيف قضيتم المرحلة الأولى من المكوث في غزة ؟
ج. قضينا المرحلة الأولى في المكوث في بيت شعر ثم سكنا في المخيم وكان يسكن 16 شخصا في غرفتين .
س. هل عاد أي شخص منكم للقرية بعد احتلالها ؟
ج. نعم كنا نتسلل في الليل ، ونذهب للقرية حتى نحضر بعض الحبوب، إلا أن بعض المتسللين كان يموت لأنه يصطدم بالكمائن اليهودية والألغام فيقتلون .
أمل العودة
س. هل تتمنى العودة لبلدتك الأصلية ؟ ولماذا ؟
ج. نعم أتمنى أن أعود إلى بلدتي ، وأنا لا أنسى قريتي التي ولدت ونشأت فيها وهي الجمامة ودائما في ذاكرتي وأتمنى العودة لها وأنا قد زرتها عدة مرات ، ولن أنساها طالما أنا على قيد الحياة .
س. أيهما أفضل بلدتك الأصلية أم مكان إقامتك الحالي ؟ ولماذا ؟
ج. بالتأكيد قريتي أفضل بكثير من مكان إقامتي الآن لأن يوجد فيها أرضي وكل ذكرياتي الجملية
س. بماذا ترد على من يقول أنكم هربتم من أرضكم ؟
ج. نحن لم نهرب من أرضنا على الإطلاق ، ولكن نحن أجبرنا على الخروج من قبل الصهاينة مجرمي الحرب تحت تهديد السلاح ، والغطرسة والقوة هي التي أجبرتنا على الهجرة والنزوح من أرضنا الحبيبة .
س. بماذا ترد على من يقول أنكم بعتم أرضكم لليهود ؟
ج. الله عز وجل هو أعلم منه بوضعنا ، ويعلم أننا لم نبع أرضنا ولكنا أجبرنا على تركها بالقوة .
تمت الرواية،،،