بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين.
أما بعد، قال تعالى: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذُرياتنا قُرة أعيُن واجعلنا للمتقين إماماً 74} الفُرقان.
رحلةً طيبة ومشوارٌ طويل قطعهُ آل القراعين من مكة المسجد الحرام إلى أقصى فلسطين، ذكر ابن هشام في كتاب (التيجان): (أن آدم عليه السلام لَمَا بنى الكعبة, أمرهُ الله بالسير إلى بيت المقدس, وأن يبنيه, فبناهُ ونسك فيه). فيما يلي نبذة قصيرة عن أصل وسيرة عائلة القراعين المقدسية كتبها الحاج (المرحوم) عوض حمدان القراعين :
قرأتُ في مخطوط يبين أصول عائلات مدينة القدس وضواحيها في المكتبة الخالدية الواقعة في شارع السلسلة في القدس القديمة ما يلي عن أصل عائلة القراعين :
"سكنت هذه القبيلة المسلمة أول ما سكنت مكة المكرمة في الحجاز في المملكة العربية السعودية، وقد جاء اسمها من أن الجد الأكبر لهذه القبيلة كان عزيزاً جداً على والده فأسماهُ قرة عين، وبمرور الزمن ونتيجةً لعادة الناس في الميل لتسهيل لفظ الأسماء، تطرق الحذف والإضافة إلى الاسم ليصبح اسم الجد قراعين بدلاً من قرة عين.
تنبيه : (في وقتنا الحالي وبعد أن سادت اللهجة العامية المحلية على لسان وكلام أهالي فلسطين وجميع البلدان العربية تقريباً, فإن لفظ اسم عائلة (القراعين) أصبح (الكراعين) وذلك بحسب لكنة أهالي قرى القدس وفلسطين, وإذا استمرت سيطرة اللكنة القروية فإن الاسم الرسمي لهذه العائلة ربما يصير (الشراعين)).
هاجرت بطون من هذه القبيلة مع من هاجر من قبائل العرب أبَان الفتوحات الإسلامية إلى بلاد الشام، حيث استقرت في مدينة مأدبا في الأردن، بينما ظل نفرٌ منها ينتقل بين مكة وجدة في السعودية حتى يومنا هذا.
عاشت قبيلة القراعين في مأدبا ما يقرب 4 قرون إلى أن تنادت قبائل العرب بالهجرة إلى فلسطين ولا سيما القدس الشريف، تلبيةً لنداء السلطان صلاح الدين الأيوبي أثناء الحروب الصليبية لمجابهة تجمعات الصليبيين بتجمعات إسلامية، وكان من ضمنهم قبيلة القراعين التي استقرت في سلوان جنوب القدس حيثُ الماء الوفير والمرعى الخصيب، بينما تخلفَ نفرٌ من هذه القبيلة في مدينة مأدبا ظلوا يحملون اسمها حتى يومنا هذا".