السوافير الغربي
القرية قبل الاغتصاب
كانت القرية تقع في السهل الساحلي, إلى الشمال من الطريق العام الذي يمر من الجهة الشمالية الشرقية لمدينة المجدل إلى حيث يتقاطع مع طريق القدس- يافا العام. وكان خط سكة الحديد المفضي إلى عزة يمر شمالي القرية مباشرة. أما نعت (الغريبة), فقد أضيف إلى اسم الأول ذاته, السوافير وكانت هذه القرى تشكل معا مثلثا قائم الزاوية, يتجه ضلعه الأطول في اتجاه الشمال الغربي- الجنوب الشرقي في سنة 1596, كانت السوافير الغربية تدفع الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب.
في أواخر القرن التاسع عشر, كان في قرية السوافير الغربية عدد من البساتين الصغيرة والآبار وكانت منازلها مبنية في معظمها بالطين والطوب, وإن كان بعضها مبنيا بالحجارة. وكان سكان القرية من المسلمين ولهم فيها مسجد كما كان فيها مقام للشيخ الباز, ومركز للشرطة. وكانت تشترك مع القريتين الأخريين في مدرسة ضمت نحو 280 تلميذا في أواسط الأربعينات. وكانت الزارعة البعلية في معظمها عماد اقتصادي القرية. وكان سكانها يزرعون الحبوب والحمضيات والعنب والمشمش. في 1944\1945 كان ما مجموعه 6663 دونما مخصصا للحبوب و585 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. وكانت السوافير الغربية تضم بقايا أثرية تدل على أنها كانت آهلة في الماضي وعلى سبيل المثال , فإن مقام الشيخ الباز حوى أعمدة كانت مستعلمة سابقا.
احتلال القرية وتطهيرها عرقيا
سقطت القرية خلال المراحل المبكرة من عملية براك( أنظر البطاني الغربي, قضاء عزة) وذلك استنادا إلى مصدرين إسرائيليين. فقد طرد سكان القرية عقب الهجوم الشامل على قرية بيت دراس المجاورة في 10 أيار\ مايو 1948 , أو في أثناء الهجوم العسكري المباشر على شقيقتها قرية السوافير الشرقية في 18 أيار\ مايو. ومن الجائز أن تكون القرية نفسها هوجمت أيضا في ذلك اليوم.
وثمة رواية مصرية تفيد أن القرية لم تسقط إلا بعد هذا التاريخ بشهر, أي بعد أسبوعين من بدء الهدنة الأولى في الحرب. ففي الرواية التي أوردها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر, الذي كان ضابطا ذا رتبة متدنية آنئذ, لوم شديد للقيادة العسكرية المصرية على سماحها باحتلال القرية, ومعها قريتين أخريين. فقد كتب عبد الناصر يقول إنه يوم إعلان الهدنة كانت القرى الثلاث خالية من الجنود الإسرائيليين. ويضيف بلهجة ساخرة: (آثرت قيادتنا العامة أن تمنح العدو فرصة احتلال هذه القرى لكي تمنح قواتنا فرصة اقتحامها) وعندما استؤنفت العلميات العسكرية بأن تستعيد القرية. وكان احتلالها مشروطا باحتلال بيت دراس التي دخلتها وحدة سودانية لفترة وجيزة ثم أرغمت على الانسحاب منها بسبب خطأ فني مرده الإهمال. وفي تلك الأثناء نظم عبد الناصر مناورة استكشافية للموقع, فاخترق صفوف العدو كي يضع خطة الهجوم. وقد جاء في مذكراته أن القوة الإسرائيلية المرابطة في قرى السوافير كانت صغيرة الحجم. ويؤكد كتاب (تاريخ حرب الاستقلال) أن المصريين خططوا لاحتلال القرية في أوائل تموز \ يوليو غير أنهم منعوا من ذلك.
القرية اليوم
لقد اندثرت منازلها كافة. وينمو بعض النباتات وأشجار التين والجميز في الموقع. ويشاهد بوضوح طريق قروي قديم. وتغطي الحشائش والأعشاب البرية المقبرة. ويمكن مشاهدة ما يبدو أنه بناء لمضخة مياه في بستان الباز. أما الأراضي المجاورة فيستغلها المزارعون الإسرائيليون.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
أنشئت مستعمرتان على أراضي القرية هما: مركاز شابيرا (122123) في سنة 1948, ومسوؤت يتسحاق(120123)في سنة 1949. بنيت عين تسوريم (123122) في سنة 1949 بالقرب م الموقع على أراض تابعة للسوافير الشرقية. إن تحديد مواقع المستعمرات أمر معقد بسبب كثرة تغيير أسمائها منذ تأسيسها. زاد على ذلك أن مستعمرة دغانيم بدلت فيما يبدو موقعها الأصلي(121121) على أراضي السوافير الغربية, لتلتحق بمستعمرة عين تسوريم.
المصدر: "كتاب كي لا ننسى" للدكتور وليد الخالدي