من عائلات الأعيان الكبرى (في صفد)، عمل أفرادها أساساً في المجال الديني إذ شغلوا مناصب دينية في صفد وخارجها في أثناء العهد العثماني. وبرز في الفترة التي تغطيها هذه الدراسة جد العائلة، الشيخ سليم المفتي، الذي تولى منصب الإفتاء في صفد خلال السنوات 1893-1900، وكان عضواً في مجلس إدارة القضاء حتى سنة 1900. كما أن الشيخ مصطفى، ابن الشيخ سليم، كان عالماً بارزاً، فقد عُيّن قاضياً في عمان في عهد الأمير عبدالله. وقد واصل شغل هذا المنصب حتى وفاته سنة 1946. وكانت تربطه بآل قدّورة علاقة نسب إذ تزوج السيدة حسيبة ابنة محمد الحاج يوسف قدّورة. وكان الإبن الثاني، أبو الفرج المفتي، سكرتير المجلس البلدي في صفد حتى سنة 1944، ومن مقرّبي عائلة قدّورة.
مارس بعض أبناء هذه العائلة التدريس الديني، فأسعد محمود الحاج عيسى كان رئيس المدرسين في صفد. أما محيي الدين الحاج عيسى الشاعر المعروف، فقد ترأس النادي العربي سنة 1922. وفي أحد تقارير جهاز استخبارات الهاغانا، وُصفت العائلة بأنها عائلة شيوخ تمارس الوظائف الدينية، ولهذا كان أفرادها يحظون بمنزلة رفيعة. وبحسب التقرير نفسه، كانوا بعيدين عن السياسة ما دامت لا تمس الأمور الدينية. لكن شذ عن هذه القاعدة سعيد عزيز الحاج عيسى، الذي نشط جداً في المجال السياسي وحركات الشبيبة، كما سنرى لاحقاً. كذلك برز منهم رجل الأعمال محمد يوسف الحاج عيسى الذي عمل في مجال الطباعة والنشر.
صفد في عهد الانتداب البريطاني
مصطفى العباسي