الحاجة وردة حبيب الله أمارة (أم فخري) من كفركنا داخل أراضي 48 رحلت عن عمر ناهز 103 سنوات بعدما أعلن موتها خطأ قبل 51 عاما.
واستذكرت أم أحمد كريمة الحاجة وردة ما جرى لوالدتها في أيام العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حيث نقلت من منزلها في قرية كفركنا للمستشفى الإنجليزي في مدينة الناصرة إثر إصابتها بوعكة صحية.
وتابعت "خضعت والدتي لعملية جراحية في بطنها وقاست آلاما شديدة في المستشفى الإنجليزي، وفي نهاية اليوم أبلغ الأهل بالهاتف عن وفاتها.
وأشارت أم أحمد إلى أن والدها المرحوم أبو فخري اصطحب بعض إخوته وسافروا للناصرة وأحضروا "جثمان الحاجة وردة بعدما أكد الأطباء وفاتها أثناء العملية الجراحية، فيما كانت نساء الحي تعددن كل ما تتطلبه مراسم الدفن، أما الرجال فكانوا قد حفروا لها قبرا بجوار والدها في المقبرة الإسلامية القديمة وأحضروا التابوت من المسجد.
الميتة تتحرك
وكانت السيدة أم نمر الريحاني واحدة من الجارات اللواتي حضرن لتوديعها قد استشعرت بالجسد يتحرك بشكل طفيف جدا فطلبت على الفور استدعاء زوجها الذي سارع لإحضار طبيب مشهور في الناصرة، فقال بعد معاينتها إن ساعات قليلة تفصلها عن الموت وعاد أدراجه.
وتضيف الابنة أن الأهل لم يستكينوا أو يقنعوا فاستدعوا راهبة طبيبة إيطالية تدعى "مادري جوبينة" تقيم في دير الفرنسيسكان في البلدة كانت تتطوع في مداواة أهالي القرية.
وأضافت "فور وصولها أكدت الراهبة أن أمي لا تزال حية وحقنتها بملح إنجليزي وبأمصال ومضادات حيوية أخرى وظلت تداويها لثلاثة أيام بعدما نظفت جراحها وأغلقتها إلى أن بدأت الحياة تدب فيها وتتحسن حتى أفاقت غداة "وفاتها".
إغلاق الضريح
وتستذكر أم أحمد أن والدها أعاد التابوت للمسجد وقام أعمامها وأخوالها الذين حضروا من القرية المجاورة عين ماهل بإغلاق القبر المخصص لأم فخري.
وتتابع" لما كان شقيقي فخري يستعد للزواج نذر الأهل نذرا بأن يلبسوا أم فخري بدلة العروس بجانب كنتها في حال نجاتها من الموت".
وأكدت الابنة مبتسمة أنه تم تحقيق النذر فلبست والدتها ثوب العروس وجلست بجوار كنتها العروس يوم زفاف ابنها فكان العرس عرسين.
وكان أفراد العائلة قد احتفلوا بمائوية الحاجة وردة عام 2006 لكنهم لم يؤمنوا الشموع والكعك احتفاء بعيد ميلادها الماسي فحسب إنما للاحتفال بعودتها من الموت بعد 50 عاما.
المسامح كريم
وفي حديث سابق للجزيرة نت كانت استذكرت أم فخري "وفاتها" قبل 50 عاما فقالت ضاحكة "والله يسامح الدكتور برنارد فأنا بطني أوجعني فكيف موّتني.. على كل المسامح كريم".
وأشارت أم أحمد إلى أن نجاة والدتها كان بفضل طيبتها المعهودة هي وزوجها اللذين عرفا بقربهما وحبهما للناس، وتابعت "هذه المرة لم يساورني الشك بأنها قضت فقد مرضت ووهنت قبيل رحيلها داخل بيتها".
وكانت أم فخري حتى وفاتها تتمتع بصحة جيدة وتدأب على مشاهدة التلفزيون أو "صندوق العجب" كما تسميه الذي يشكل أهم عجائب الدنيا هذه الأيام بالنسبة لها لكنها تخاف ركوب التومبيل".
يشار أن الحاجة أم فخري لها 246 بين ولد وحفيد ومخزون الدعابة لم ينفد من لدنها حتى آخر أيامها حسب هؤلاء.