{{ عنوان لشهامة تجار نابلس}} قصه حقيقيه
عاد مجاهدان من مدينة نابلس في زمن الخليفه عبد الحميد الثاني رحمه الله بعد اثنا عشر عاما من الجهاد في سبيل الله رجلين تم تجنيدهم بسن ٢٥ عادوا بعمر ٣٧ وارادوا الزواج وانشاء أسر لهم وطلبوا يد الكثيرين من بنات البلد ولكن لظروفهم وفقرهم لم يقبل بهم أحد وهم لا يملكون شيء سوى ارض صغيره ورثوها من أباهم في سفح جبل عيبال..ومن ضمن من تقدموا للزواج بهم أختان لقريب من عائلتهم أيضا تم رفضهم بل وطردهم من بيت والد العروستان .. فكر هؤلاء الإخوة واحتاروا ماذا يفعلون ..نصحهم احد الأصدقاء بالذهاب إلى رجل شهم نبيل كريم معطاء يدعى الحاج نمر النابلسي .. ذهب الرجلين للحاج نمر رحمه الله وشرحوا له ظروفهم وأنهم يعرضون عليه رهن الأرض أو شراءها حتى يستطيعوا اكمال دينهم..استشاط الحاج نمر غضبا وبسرعه طلب من أحد العاملين لدية الذهاب وإحضار والد العروستان للحضور بين يديه فورا وهو أيضا تاجر أقمشة ومجوهرات هنا وقف الحاج نمر وضرب بيده المباركه على صدره وطلب يد البنتين لهؤلاء الاخوه ..
قال والد البنتين ولكن يا حاج هما لا يملكان شي فلا مهر ولا بيت و لا عمل لديهم..
هنا قال الحاج نمر رحمه الله حدد قيمه مهر بناتك وهو لك وهما من اللحظه يعملان لدي وبيتهم جاهز وكامل ...ما هي حجتك الان ..
وافق والد العروستان ولم يستطع التهرب وقدم له الحاج نمر مبلغ ٥٠ ليرة عثمليه ذهبيه مهرا لهم وهو مبلغ كبير جدا بذاك العصر..
هنا شعر هذا التاجر المعروف خجلا مما بدر منه وردا على موقف الحاج نمر قال له أنه سيقوم بتجهيز بناته على نفقته الخاصة وهذا المهر سيتم شراء ارض لهم بجوار الأرض التي يورثها هؤلاء الرجلين .. نزلت الدموع من عيون الشابين فرحا وقاموا لتقبيل يدي الحاج نمر الذي رفض ذلك وقال لهم اذا استطعتوا مستقبلا اعاده المبلغ فليكن واذا لم تستيطعوا فإنني دفعتها لوجه الله وأجري عنده وحده جل جلاله.. وفعلا تم كل شيء على احسن وجه..
لنكن جميعا مؤمنين أن الخير في امتي الى يوم الدين ..نعم هناك تجار جشعين ولا يهمهم الا مصالحهم الخاصة ولا يقدمون شيء لوطنهم ولكن بالمقابل هناك من لديه الشهامة والكرم وحب الله والوطن ..
ولتكن لدينا روح التفاؤل بغد جديد مشرف مشرق ولنقول دائما
أن خليت بليت .
