هوية: المشروع الوطني للحفاظ على الجذور الفلسطينية

قصص وروايات العائلة استعراض

 

محمد محمود محمد، مواليد 1949، من بلدة طيرة حيفا. يوم الخميس 16/9/1982 كنت جالس العصر في منزلي مع زوجتي وأولادي في مخيم شاتيلا. ثم عصراً خرجت إلى الشارع، سمعت رشّة رصاص من اتجاه حي الدوخي إلى اتجاهي. لم أكن أعلم ماذا يحدث. قلت لزوجتي قومي حتى ندخل إلى داخل المخيم. فعلنا ذلك. لقيت الرجال متجمعين عند بيت أبو كمال من البروة. وما هي إلا لحظات حتى جاءت أمرأة من الحرش، وقالت في مجزرة في الحرش، ما حدا صدّقها. بعد نصف ساعة جاءت امرأة ثانية وقالت اليهود عمالهم بيقتلوا الناس، قررت أن أذهب إلى مستشفى غزة. وعند الغروب وصلنا إلى مستشفى غزة، فبتنا تلك الليلة هناك، ثم قررت العودة في صباح اليوم التالي إلى المخيم، ثم عدت إلى مستشفى غزة. وهناك وجدت فضة رشيد عودة (أم أحمد) وقالت لي في شي بالمخيم، قلت لأ. طلبت مني أن أمشي معها إلى المخيم. وصّلتها إلى جامع المخيم، وأنا ذهبت إلى بيتي، وعندما وصلت إلى مدخل المخيم شافوني مسلحين عددهم حوالى 15 شخص، نادوا عليّ تعال وارفع يديك. وسألوني فيه مسلحين بالمخيم، وقالوا شو عمتعمل هُنا، كان مكتوب على اكتافهم إشارة القوات اللبنانية. ثم نظروا إلى اتجاه مستشفى غزة، كان في مجموعة من الناس متجمعين، طلبوا مني أن أذهب وأحضرهم وأقول لهم ما في شيء. ثم مشّوني في منتصف الشارع وهم مشيو على طرفي الشارع من اليمين ومن اليسار حتى وصلنا إلى بناية المخللاتي على مدخل مخيم شاتيلا الشمالي ثم خرج من البناية شاب اسمه عمر الأسدي، قسم منهم أخذ عمر والقسم الباقي مشو معي باتجاه صبرا. ثم وصلنا إلى قهوة الباشا، حاولت الهرب ثم لحقوني وقالوا وين رايح ارجع هلق نفرجيك ثم رجعوني إلى المخيم وقسم منهم تابع إلى مستشفى غزة. ثم جابوا معهم من صبرا ستة رجال، واحد منهم اسمه إحسان سالم من الجاعونة ثم وضعوا الستة رجال في جيب عسكري وعليه رشاش ثم أخذوهم إلى جهة مجهولة، وبعد ربع ساعة عاد الجيب فارغ. وتابع الجيب سيره مرة أخرى إلى مستشفى غزة. ثم بعد قليل احضروا مجموعة كبيرة من النساء والأطفال وأخوي حسن كان واحد منهم. ثم قلت لأخوي حسن من وين جابوكم قال من مستشفى غزة. ثم أخذونا جميعاً باتجاه الرحاب وعندما بدأنا بالمشي شفت أم فؤاد ميتة وحاطين حفاي تحت راسها، كانت ميتة، كانت نايمة على وجهها وفيه حفاي تحت وجهها، تابعنا سيرنا والمسلحين معنا. كانت الجثث مكدسة على جانبي الطريق، شفت أبو ذياب أبو ردينة، وشفت الدوخي وأبو عناد كانوا مذبوحين، وكانوا حاطين قنبلة جانب أبو عناد. وعلى زاوية المخيم قرب آل أبو ردينة شفت مسلحين جالسين على صوفا وقاعدين، وكانوا يسكروا ومدورين مسجلة ويسمعوا أغاني. تابعنا طريقنا. كان معنا واحد من الهلال لابس لباس أبيض، أعدموه أمام الناس على الشارع الرئيسي قرب مدخل المخيم الجنوبي. وصلنا إلى الرحاب. أخوي كان معاي. أجا واحد من المسلحين وقال: مين منكم يؤيد القوات اللبنانية؟ فصرنا نزقف. ثم قال عكاريت كلكم كذابين. ثم أخذوا من بيننا خمسة أشخاص لا أعرفهم، أخذوهم في جيب باتجاه جسر المطار وأعتقد راحوا بهم إلى المطار، غاب الجيب حوالى نصف ساعة ثم عاد الجيب فارغ. ثم تابعنا طريقنا إلى السفارة الكويتية. وهناك عند السفارة الناس وقفوا، كان فيه مكبر صوت على بنايات الضباط. ثم وصلنا إلى المدينة الرياضية وكنا ماشين بالصف وأثناء دخولنا إلى المدينة الرياضية طلع انفجار في شخص اسمه أبو العبد، شفناه طار في الجو من الانفجار. ثم مات. قالوا لنا انبطحوا على الأرض، وفي أثناء انبطاحنا قلت للشباب الذين هم معي شو رأيكم نهرب. ثم هربنا من المدينة الرياضة. ووصلت إلى منزلي في مخيم شاتيلا وأثناء سيري ركضاً. شاهدت زياد معروف ميتاً وكان وحيد لأهله، وشاهدت جثثاً عديدة. وأثناء مشينا من الرحاب إلى السفارة الكويتية شاهدت شاحنات من أول الرحاب حتى السفارة متوقفة على جانب الطريق فيها مسلحين، وفيه كان مسلحين على الشارع.

 

أخوي حسن آخر مرة شفته قرب الرحاب يوم السبت 18/9/1982، وهناك انقطعت اخباره. عام 1982 قال لي شخص من البصة، قال لي أن أخوي حسن كان محبوس معه في فلسطين المحتلة. الخمسة أشخاص الذين أخذوهم أول مرة من صبرا شاهدتهم ميتين أثناء دفن الشهداء في المقبرة الجماعية.
كانت معهم جرافات وكميونات تجرف البيوت على أصحابها.
 
مخيم شاتيلا: الجراح والكفاح
محمود عبد الله كلم
------------------------------------------------------------------------------------------------

[1] محمد محمود محمد (أبو رياض)، مقابلة في 15/3/2003م. مخيم شاتيلا. (توفي يوم الأربعاء 4/2/2004 ودفن في مقبرة الشهداء- شاتيلا).

تمت الاضافة من قبل Howiyya بتاريخ 04/03/2010
السجلات 
 من 1