جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
مع تزايد الأعمال الاستيطانية في القدس المحتلة، بدأت المعالم الفلسطينية في تلال شمال بيت لحم وجبل أبو غنيم والعيزرية وأبو ديس بالاختفاء، وبروز عمران إسرائيلية ضخمة جدًا نتيجة لأعمال البناء التي تصل الليل بالنهار. وشكلت مستوطنات "جيلو" و"هار حوما" و"جفعات همتوت" الإسرائيلية إلى جانب سلسلة البنايات والأبراج الاستيطانية هناك خطَاً استيطانياً أغلق نافذة القدس على الجنوب، وقطع الطريق على التوسع الفلسطيني المنطلق من بيت لحم. وإذا ما وقفت على رأس طريق وادي النار ترى قبة الصخرة المشرفة تبرق من قلب القدس المحرمة على أهالي الضفة الغربية، فإنك تلحظ كنيس الخراب أكبر حجما بموازاة المسجد الأقصى المبارك. وبعد دقائق من مواصلة السير على ذات الطريق ستصل إلى مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي المواطنين شرق القدس، والتي ستضم للمدينة وفقًا للمشروع الإسرائيلي "2020"، إضافة إلى إلغاء الشارع الذي يسلكه المواطنون ضمن مخطط "E1" لينقلوا إلى شرق تلك المستوطنة في معاناة جديدة هدفها توحيد القدس لصالح الإسرائيليين. نهب الأراضي الخبير المقدسي الدكتور جمال عمرو يقول: "إن مخطط 2020 الاستيطاني ينفذ على أرض الواقع بصمت وهدوء ضد جزء من القدس الكبرى، والتي تضم بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا ورام الله". ويوضح أن ما نسبته 45% من أرض الضفة الغربية سيصادر لصالح الاحتلال في القدس المحتلة، مشيرًا إلى أن هذا المخطط بدأ الاحتلال تطبيقه عام 2000 منذ أن صدر عن بلدية الاحتلال باللغة العبرية. ويضيف:"إن المشروع قادم من فكرة "سنة الهدف" والتي تكون عام 2020، حيث شارك في إعداده أكثر من 60 خبيرا من عدة دول وهو الضربة القاضية للفلسطينيين في المدينة المقدسة من حيث المساحة والسكان". ويشير عمرو إلى خطورة المشروع على المقدسيين، مبينًا أنه وبعد تنفيذه سيبقى ما نسبته 12% من السكان المقدسيين فقط على مساحة 11% من أراضيهم في المدينة، مع العلم بأنهم الآن يمثلون 35% فقط من سكان القدس، في ظل ما تتعرض له المدينة من تهويد ومصادرة الأراضي وتهجير وتضييق ممنهج. سيطرة محكمة ويقدر المقدسيون الوضع الحالي بأنه أصبح سيطرة محكمة للاحتلال على حدود المدينة المقدسة ليس عسكريا في الدرجة الأولى وإنما استيطاني بعدة مشاريع أطلق عليها قطارات سكنية أغلقت الجبهة الجنوبية للمدينة من خلال مستوطنات: "هارحوما" و"جيلو" و"جفعات همتوت"، من خلال المصادقة على 1100 وحدة استيطانية ما بين "جيلو" و"هارحوما"، إضافة إلى 970 وحدة استيطانية في منطقة الولجة بين القدس وبيت لحم لتكون تلك المنطقة إسرائيلية المعالم دون منازع بفعل مخطط 2020. ويقول عمرو: "إن المنطقة الشمالية للقدس أخرجت من حدودها مناطق كفر عقب وسميراميس وقلنديا لتكون خارج الجدار العنصري، ويقطع الطريق من خلالها على التمدد الطبيعي لرام الله باتجاه القدس، وأما المنطقة الشرقية فسيتم ضم مستوطنة "معالي أدوميم" إلى مشروع القدس 2020 وإبقاء العيزرية وأبو ديس والسواحرة وزعيّم خارج الجدار العنصري". ويضيف: "إضافة إلى ذلك سيمنع الاحتلال الطريق الرئيسية الواصلة بين بيت لحم ورام الله على المواطنين وسيحول مسارها إلى شرق مستوطنة معاليه أدوميم باتجاه الأغوار لتلتف إلى منطقة الخان الأحمر وتدخل بأنفاق لتصل إلى عناتا ورام الله، وهذا التطور سينفذ في المرحلة القادمة حسب الظروف السياسية". ويشبه الخبير عمرو ما يتم إجراؤه في المدينة المقدسة كحال مدينة يافا، "حيث كان الاحتلال يستوطن فيها وبقيت تل الربيع فلسطينية، وبعد فترة بسيطة أصبحت يافا ذات أقلية فلسطينية وتضاعف البناء والاستيطان في تل الربيع وتحولت إلى (تل أبيب) بفعل هذا المخطط، والآن يراد للقدس الشرقية أن تتحول إلى يافا القديمة لصالح القدس الكبرى".
موقع فلسطين أون لاين، 3/10/2011