عائلة جار الله (أبو اللطف) كانت أيضاً من الأسر المقدسية العريقة. لقد وصل الجيل الأول منها إلى القدس خلال القرن الخامس عشر، وعرف أفراده حينها بأبو اللطف الحصكفي، نسبة إلى حصن كيفا، وهي بلدة صغيرة في منطقة ديار بكر في الأناضول. وخلال القرن السابع عشر، برز من هذه العائلة علماء مشهورون تقلدوا منصب الإفتاء في القدس وغيرها للمذهبين الحنفي والشافعي. لكن في القرن التالي تراجعت مكانة أبناء هذه الأسرة، إلا أنهم ظلو يشغلون من حين الى آخر وظائف الإفتاء ونيابة الشرع والتدريس في المدرسة الصلاحية، وكان آخر من تقلد إفتاء الحنفية من هذه العائلة محمد جارالله الذي عُين أيضاً نقيباُ على أشراف القدس مدة وجيزة.
واكتفى أبناء هذه العائلة بعد ذلك بوظائف التدريس وخدمة المساجد. وقد عرفت العائلة في أواخر العهد العثماني باسم جار الله (جد العائلة المقدسية)، وسقط عنها الاسم القديم ابو اللطف، وكنية الحصكفي التي عرفت بها سابقاً.
لواء القدس في أواسط العهد العثماني
عادل مناع
(بتصرف)