سالم ابراهيم
الملقب بالعقيد العربي – الجاعونة
إسمي العقيد العربي محمد سالم، إسم والدي إبراهيم، مواليد الجاعونة قضاء صفد سنة 1940.
الجاعونة كانت حارتين، الحارة التحتا لليهود والحارة الفوقا للإسلام، اليهود وهم يهود شرقيين من الجاعونة.
الجاعونة تبعد عن صفد حوالي ربع ساعة مشياً على الأقدام.
جبل كنعان "الجاعونة" تحته بالضبط، القرى القريبة على الجاعون هي سعسع، علما، المغتر، الأبّاعة، فِرعم.
كان عندنا بالجاعونة عين أبو خليل.
الشعب الفلسطيني، يوم الأفراح والأتراح مع بعضهم، وتأتي الناس من خارج القرية.
الجاعونة إسمها بلد الثوار، قائد ثورة 1936، هو عبدالله الأصبح "أبو العبد" هو عمي أخ والدي.
من عائلات الجاعونة، بيت سالم، بيت إستيتة، دخل الله وشحاده "مع بعض"، تميم، بيت الكوسا، نعيمة (ليس كثيرين وهم عرب بدو).
نحن من المغرب العربي من الجزائر من تيزي وزوا، وأهلنا موجودين ببلد دشوم. كان في مضافة بالقرية، هناك لبيت سالم مضافتين، واحدة للحاج إبراهيم وأخرى عند الحاج يوسف، هم أخوة. وأهل المضافة هم من يقومون بالضيافة.
وكانت السهرة يومياً بالمضافة، وكبير الحمولة هو من يدير الجلسة مثل أبي إبراهيم سالم والحاج يوسف سالم "عمي" والحاج عوض سالم والحاج علي سالم، وهم كلهم أعمامي، عوض الأكبر ثم علي ثم أبي.
مدرسة القرية هي مدرسة الجاعونة، درست فيها سنتين، وكانت للصف العاشر. وعند الإنتهاء من الصف العشار، كان الأولاد يذهبون الى الخارج.
لا يوجد آثار بالقرية، ولكن عين أبو خليل كان يأتي لها ناس من القرى التي حولنا للسباحة فيها، وهي تحت الجبل.
كان عندنا معصرتين بالبلد، واحدة بيت الكوس وأخرى لبيت تميم.
عنا مسجد كبير "إسمه جامع ستنا عايشة"، وأعمامي الحاج عوض والحاج علي هم كانوا أئمة الجامع (فهم شيوخة أزهر).
لم يكن يوجد عيادة عندنا بالبلد، ومن يريد العلاج يذهب الى صفد، وكان عنا جبار عربي واحد إسمه "حسين البدوي أبو محمد" هو المجبر، كان يداوي بالطب العربي.
كان في شبكة ماء بالجاعونة، عن طريق الحنفيات. وكانت المياه من النبع.
وبالنسبة للإنارة عن طريق السراج على "الكاز" ولوكس.
هناك دكاكين كثر بالبلد، أذكر الحاج يوسف أبو ستيتة كان صاحب دكانة، ولا أذكر أسماء اللحامين. كنا نستخدم الجنيه الفلسطيني للشراء. لا يوجد فرن بالقرية، كل واحد يخبز ببيته. كان هناك خياطين إثنين، وهناك 3 – 4 دكاكين أقمشة، وعنا قهوة واحدة، يأتي الرجال للعب الشدة وشرب القهوة والشاي. كان هناك ورش عمل كثيرة مثل النجارة.
وكان عدد سكان الجاعونة حوالي أربع آلاف نسمة، كلهم خرجوا ما عدا 3 – عائلات، وأكثرهم خرجوا الى سوريا. وعنا مقبرة في القرية، يدفن فيها كل الأموات.
وفي وقت الفراغ، كنا نحن وصغار نلعب بالطابة ونذهب على عين أبو خليل للسباحة، وكنا بالمدرسة نمارس الرياضة العادية.
أما الزراعات المشهورة بالجاعونة، أبي كان ملاّك ويزرع الدخان والعنب والتين والزيتون. والأملاك لأبي وأعمامي.
زراعة فلسطين نعمة، وأغلب الزراعة هي التين والعنب والزيتون والرمان وكان هناك تجار يأتون لشراء البضاعة والمحاصيل. من عنده محصول فائض يبيعه، ونربّي الماعز والغنم والبقر والحمير.
من الملاكين الآخرين أكثر من نصف بلدنا، وبيت أبو ستيتة كانوا من الملاكين.
عند عصر الزيتون كنا ندفع حسب طلبه سواء حصته زيت أو نقود. كان عنا زيتون ولكن لم نبيع، كنا نوزع للفقراء ومن يريد من القرية وخارجها. كان عنا إكتفاء ذاتي والحمد لله.
كنا نزرع الدخان في منطقة الحفاير، بجانب الجمارك.
بيتنا كان عبارة عن 10 * 7 وملحقاته ودار كبيرة 15 متر، والبيت الثاني أكبر منه، للضيوف نفتحه لهم.
من وجهاء القرية الحاج عوض والحاج علي "هم من عائلة سالم"، ولكل عائلة لها واجهة لها.
كان عنا حداي يأتون بالأعراس. ولكن لا اذكر أسماءهم.
زرت مدن فلسطينية، قضيت 11 سنة برام الله، وبعد 1948 جئنا الى بنت جبيل ومنها الى صيدا، ثم بعض أهلنا ذهبوا على سوريا وبقينا نحن هنا.
بقيت برام الله بالـ 1995. أنا كنت فدائي من 1956، فدائي قديم.
سنة 1948 دخل اليهود الى القرية، ولكنهم لم يؤذوا أحد، ولكننا خرجنا من الجاعونة على أمل أسبوع ونرجع.. لم يكن معنا سلاح، كان كل 3 – 4 أشخاص يتشاركون على بارودة، الدول العربية هي التي باعتنا. الخيانة العربية هي التي باعت فلسطين.
خرجنا من فلسطين مشياً على الأقدام، بقينا يوم على الطريق من الجاعونة الى دشوم وهناك بقينا 3 – 4 أشهر، ثم ذهبنا الى بنت جبيل.
كانت حالتنا مزرية ببنت جبيل وبقينا بخيم. كان الصليب الأحمر يحضر المساعدات والخيم.
كنا بالجاعونة نحتفل بالأعياد، عيد الفطر والأضحى والمولد النبوي، بالمولد كنا نعمل حلو وموالد ونوزع أنواع حلو مثل المعمول والبافكا "توفي".
وبالأعياد الأخرى مثل الأعياد الآن. بعد صلاة العيد، الناس كانت تعايد على بعضها بشكل جماعي، وهذه العادة ما زالت موجودة ولكن بالمخيمات فقط.
أما الأعراس في الجاعونة، كانت تتم بالساحة التي على طرف البلد، طولها لا يقل عن 100 وعرضها 20 متر. يأتي الخيالة والدبكة والعتابا، يبدأ العرس من العصر. أما رمضان مثل رمضان الآن، نحضر المونة، والأكل يكون مما هو موجود.
أنا تزوجت ببعلبك سنة 1958 بمخيم غورو بجانب القلعة. ثم نقلونا الى الراشيدية في صور.
ذهب الى الحاج، أعمامي ذهبوا أول مرة على الدواب ولكن ثاني مرة ذهبوا بالباخرة.
جدي عبدالله الأصبح أبو العبد كان قائد بثورة 1936، الأصبح كان يضع على الطريق يافطات مكتوب عليها أنا موجود هنا للإنجليز، ويكون هو بغير منطقة وعندها ينقض عليهم. كثير مما عاونوه، وكانوا يداهموا بلاد كثيرة.
أهالي القرية كانوا يأخذوا الطعام للثوار والملابس،
وأبو العبد كشفته الفرس التي له فضربته الطائرة وإستشهد.
أهالي سعسع كلهم يعرفون قصته.
الشعب الفلسطيني زمان، كان يعرف أن الله واحد والموت واحد، لا يموت أحد قبل أن تقوم ساعته، كان يقاتل ولكنه لا يملك الأسلحة الكثيرة. أنا قاتلت مع القوميين العرب، ورحت أجريت عدة عمليات بالداخل ووصلت لم أجد شيء وكانت فارغة. نحن لم نخرج شيء معنا.
فلسطين راحت بسبب خيانة الدول العربية والمؤامرات، كانوا يقولون اطلعوا أسبوع وثم ترجعون على بلدكم.
أذكى وأرجل وأشجع من شعب فلسطين لا يوجد..
إذا صح لي الرجعة برجع دون تردد.