محمود خالد العلي – عرب الحمدون
أنا محمود خالد العلي من عشيرة عرب الحمدون، مواليد 1948 في الأراضي اللبنانية، وما سأرويه هو نقلاً عن والدي وأخي الكبير، فإن عشيرة عرب الحمدون كانوا يسكنون مليتا عن والدي وميس الجبل بالأراضي اللبنانية ولكنهم من فلسطين، النبي يوشع، المالكية مارون الرأس، هذه المناطق كان يسكنون فيها أهل العشيرة، فعندهم طرش ويتواجدون أينما وجدت الماء والمروج.
بفلسطين كانوا يسكنون بالنبي يوشع.
النبي يوشع منطقة من الجهة القبلية وهي مقام، والعرب يسكنون بالسهل، يرعون الطرش هناك. وعشيرتنا شاركوا بمعركة المالكية (فالمالكية هي اراض لبنانية إستولى عليها الإنجليزي وضموها لفلسطين، فجماعتنا شاركت مع الجيش اللبناني في هذه المعركة وإستشهد شخصاً منهم).
عرب الحمد من فلسطين قرية "النبي يوشع" عندهم مختار إسمه أبو فايز دياب العلي، المختار كان شيخ عشيرة، وكان لا يعمل ولا شيء بسبب الحكومة البريطانية، أي ليس لهم صلاحيات، ولكن ما يقوم به هو مثلاً حل المشاكل، ووجيه بالعشيرة ويساعده الناس في الحروب. فجماعتنا كانت تشارك في قتال اليهود بالمستعمرات.
ولكن عندما جاء جيش الإنقاذ، كانت عشيرتنا تمتلك الأسلحة، فجاء جيش الإنقاذ وأخذ الأسلحة منهم، وعند السؤال عن سبب أخذ الاسلحة، أجاب الجيش أنه أنتم العرب وأسلحتهم، واليهود والمستعمرات هي غنيمتنا، فأخذوا السلاح وأصبح العرب بلا سلاح، وعند مضايقة اليهود للفلسطينين، نزح أهلنا الى بنت جبيل ومليتا ورميش.
وعند مضايقة الجيش اللبناني لنا، إنتقلنا إلى القاسمية.
رأيت قرية النبي يوشع عندما ذهبنا إلى مارون الرأس، فوجدتها تماماً كما وصفها والدي لي، تلة ومقام للنبي يوشع، لقد حزنت كثيراً عندما شاهدت وطني عن بعد وعندما تنشقت هواء بلادي وشعرت بالراحة.. فكانت أمنيتي الوحيدة هي أن أرى بلاد فلسطين قبل أن أموت والحمد الله رأيت فلسطين حتى ولو عن بعد.
بالرغم من أني من القرى السبع أخذت الجنسية اللبنانية، إلاَ إذا بقولوا إرجعوا إلى فلسطين، لأسلَم الجنسية وأرجع على بلادي.
فلسطين أرض والدي وجدَي وجد جدَي، وتعني لنا كل شيء الحياة والموت وتعنينا دينياً، فهي أرض الانبياء، فالأقصى هو أولى القبليتين.
فأمنيتي أن أرجع على بلادنا وأنا أول إنسان سيحمل السلاح لمعركة التحرير.