الحسيني، مصطفى بن طاهر: (توفي سنة 1282ه/ 1865-1866م)
(هو جد الحاج محمد أمين الحسيني، ومفتي القدس منذ بداية الحكم المصري حتى وفاته.)
كان والده طاهر أفندي من أبرز علماء القدس، ورث منصب الإفتاء عن عمه حسن أفندي، وشغله بلا انقطاع حتى بداية الثلاثينات من القرن الماضي. وكان موقف طاهر المفتي وابن عمه عمر أفندي النقيب معارضاً للإحتلال المصري وسياسته في القدس. وقد يكون ذلك من أسباب نقل الإفتاء إلى مصطفى بالوكالة أولاً ثم رسمياً بعد ثورة سنة 1834. وبعد عودة الحكم العثماني سافر والده طاهر أفندي إلى الآستانة واستقر فيها، وضمن لابنه الإفتاء ما عدا فترات قصيرة تقلدها آخرون من علماء القدس، وخصوصاً عبد الرحمن الجماعي.
ومع أنه كان عضواً في مجلس الشورى في القدس، فإن مصطفى وآل الحسيني خسروا في فترة التنظيمات بعض نفوذهم، الذي لهم في الجيل السابق. لكن ذلك كان تأخراً مؤقتاً، إذ إنهم وسعوا نفوذهم وسطوتهم ثانية تحت حكم عبد الحميد الثاني وما بعده. ولذا، فإن الدور الأساسي الذي قام مصطفى به في تلك الفترة من سياسة التنظيمات تمثل أساساً في المحافظة على مصالح العائلة وثروتها وعلاقاتها، وهذا ما فعله بنجاح نسبي. فبينما تضرر أعيان الريف وخسروا استقلاليتهم، تعاون أعيان المدينة مع الحكومة، وحاولوا الإستفادة من السياسة الجديدة التي رفعت مكانة المدينة على حساب الريف.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع