الحسيني، محمد علي أفندي: (توفي سنة 1285ه/ 1868-1869م)
(نقيب أشراف القدس منذ سنة 1834 لأكثر من أربعة عقود، حتى وفاته، وناظر النفوس، ومن أبرز أعيان القدس في ذلك العهد.)
هو محمد علي بن عمر أفندي، نقيب أشراف القدس في الثلث الأول من القرن التاسع عشر. ولما نُفي والده إلى مصر مع بعض أعيان القدس وعلمائها بعد ثورة سنة 1834، عُين محمد علي نقيباً على الأشراف، وبقي نقيباً حتى بعد عودة والده من المنفى. وقد يكون ذلك أحد شروط العفو عنه وإعادته إلى موطنه. وحتى بعد انتهاء الحكم المصري وعودة العثمانيين، استمر محمد علي في وظيفته، لكن الدولة عينت للإثنين مخصصات شهرية نقداً وعيناً تكريماً لهما. كما أصبح في بداية الأربعينات من ابرز أعضاء مجلس الشورى في القدس. وحين رفع قنصل فرنسا علم دولته فوق مبنى القنصلية في القدس سنة 1843، غضب المسلمون لهذه البدعة، واستبدت الحماسة بمحمد علي فأنزل العلم بنفسه من دون استئذان الدولة. وغضبت السلطات لهذا التصرف، فقبضت عليه وعلى والده عمر، وسيد محمد درويش أفندي، ومحمد أفندي الخالدي، باش كاتب المحكمة الشرعية، وسجنتهم في جزيرة قبرص مدة. وقد احتج محمد علي بأنه فعل ما فعل غضباً للعلم العثماني الذي لا يرفع غيره فوق المباني في بيت المقدس. وانتهى الأمر بعزل القنصل الفرنسي وتعيين آخر مكانه. أما المبعدون إلى قبرص، وبينهم محمد علي أفندي، فأُطلقوا وأعيدوا إلى القدس شرط ألا يعودوا إلى التدخل في شؤون الدولة والحكم. واهتم محمد علي بعقارات العائلة وأملاكها الواسعة، ومنها أراضي وقف سنان باشا التي كانت التزاماً لوالده. فعمر قرية فجة التابعة لصرفند، بعد خرابها، وصرف في ذلك نحو 75 ألف غرش. واستمر محمد علي نقيباً على الأشراف معظم هذه المدة، ما عدا فترات قصيرة أُقصي فيها عن المنصب وعُين مكانه عبد الله العلمي، ثم عبد المطلب العلمي. وقبل وفاته نقل الوظيفة إلى ابنه رباح أفندي، الذي ورث منه أيضاً أموالاً طائلة، لكنه بذرها، كما سيشار إلى ذلك في ترجمته.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع