الخالدي، نظيف بك: (توفي سنة 1916)
(مهندس، عمل في سكة الحديد الحجازية وفي الحفريات الأثرية، وعين سنة 1914مهندساً لبلدية بيروت. وعمل عشية الحرب العالمية الأولى من أجل تفاهم عربي – صهيوني، لكن من دون نجاح.)
هو نظبف ابن عبد الرحمن (شقيق يوسف ضياء) بن محمد علي الخالدي. درس الهندسة في الآستانة، كما يبدو، وبعد تخرجه اشتغل في مشروع سكة حديد الحجاز الذي بدأ تنفيذه سنة 1900. وفي عمان جبل امتد العمران إليه حديثاً يسمى «جبل النظيف»، لأن نظيف بك أقام فيه حين كان يعمل في سكة الحديد في تلك المنطقة، وكان الجبل آنذاك خالياً من العمران تماماً.
في سنة 1908 جرت الإنتخابات لمجلس المبعوثان العثماني، وترشح نظيف بك لتمثيل القدس في البرلمان، لكنه لم ينتخب. وقد وعد في حملته الإنتخابية بأن يعمل على تطوير مدينته القدس، وخصوصاً شبكة المياه ومد السكك الحديد لتربط القدس بدمشق ومصر.
وفي سنة 1913 عمل مع طاقم بريطاني في الحفريات الأثرية في المسجد الأقصى، وعُين في السنة التالية مهندساً لبلدية بيروت. وكانت له علاقات حميمة ببعض زعماء الحركة الصهيونية، فلما عين لوظيفته في بيروت حاول جاهداً العمل للوصول إلى تفاهم بينهم وبين بعض زعماء الحركة العربية. ففي آذار (مارس) 1914 صحب والي بيروت إلى مستوطنة روش بينا (الجاعونة)، والتقى فيها كالفرسكي، أحد نشيطي الحركة الصهيونية في البلد في ذلك العهد. وعقب ذلك اللقاء، ساهم نظيف بك في عقد لقاءات بين ناحوم سوكولوف، من كبار زعماء المنظمة الصهيونية، وبين محمد كرد علي وعبد الرحمن الشاهبندر وشكري العسلي، وغيرهم. لكن هذه الإجتماعات لم تأت بنتيجة مهمة، ومع ذلك استمر في بذل جهوده خلال سنة 1914 للوصول إلى تفاهم واتفاق بين الطرفين. ولم تتوقف تلك الجهود إلا بعد نشوب الحرب العالمية الأولى، التي فتحت أمام الحركة الصهيونية وزعمائها مجالات وإمكانات جديدة للعمل، فركزت جهودها على استصدار عهود ووعود دولية، ونجحت في ذلك مع بريطانيا كما هو معروف.
توفي نظيف بك سنة 1916 في بيروت. ومن أبنائه ثابت الخالدي الذي كان في الخمسينات مندوباً للمملكة الأردنية في الأمم المتحدة.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع