نزار الفالوجي - سند
21 يوليو 2019
في منطقة الحرس على المدخل الشمالي لمدينة الخليل، تبدو رائحة الفلافل، التي تعبق الشوارع، من مُوجبات الصباح، فلا شيء يُضاهي وجبة إفطارٍ شعبي، تكون فيه أقراص الفلافل بلونها البُني، سيدة المائدة، مع كوب شاي ساخن تفوح منه رائحة النعناع البلدي.
الفلافل من أشهر الوجبات الشعبية في فلسطين، ويُسمى بـ "كباب الفقراء"، لكن اللافت أن الفقراء والأغنياء، يُفضلونه على حدٍ سواء في موائدهم، وفي هذا التقرير سيصحبكم مراسل "وكالة سند للأنباء" للتعرف على هذه الوجبة ونشأتها، وارتباطها بالأكلات التراثية.
نشأة الفلافل
الفلافل أكلة شعبية اشتهرت في عدة بلدان في الشرق الأوسط في فلسطين ومصر والسودان وسوريا ولبنان واليمن.
ويطلق المصريون والسودانيون، عليه "الطعمية"، أما الاسم المشهور للفلافل عند اليمنيين فهو "الباجية"، أما بلاد الشام فاسمه "الفلافل".
وفي أصل نشأته فهناك اختلاف ، فرغم أن البعض يعتبر مصر هي أول من صنع الفلافل، إلا أن أستاذ التراث الفلسطيني ادريس جرادات يرى أن الفلسطينيين القدماء هم أول من ابتكر هذه الأكلة الشعبية.
وفي السرد التاريخي لهذه الأكلة كان الفلسطينيون يزرعون الحمص في السهول الشمالية الواسعة في جنين وطولكم وقلقيلية وسهول مجدو، ويقومون بطحن الحمص وتتبيله بالبهارات، خاصة الكمون ويضعون معه البقدونس المطحون وبعدها تحويله إلى كرات ثم قليها في زيت الذرة.
أكلة تراثية فليسطينية
ويضيف جرادات في حديث لمرسل "وكالة سند للأنباء": "انتشرت أكلة الفلافل في مدن الشمال الفلسطيني، ومن ثم في قطاع غزة وأخيرا، انتقلت إلى مدن وسط وجنوب فلسطين".
ويشير صاحب محل ( ملك الفلافل ) وهو أشهر وأقدم محل فلافل في محافظة الخليل إلى أن الاقبال على الفلافل كان في السابق من الطبقات الفقيرة والمعدمة كونه رخيص الثمن، فيتناولونه في موائد الإفطاء والعشاء.
طعام الأغنياء والفقراء
أحد أصحاب "ملك الفلافل" الحاج عباس السلايمة(60 عامًا) يقول: "اليوم اختلفت الصورة، حيث نلاحظ أن الفلافل أصبح أكلة شعبية يُحبها الجميع، فقراء وأغنياء، فمن زبائننا أبناء وزراء ونواب ورجال أعمال وأغنياء يقفون بسياراتهم الفارهة أمام ملك الفلافل ليشتروا الفلافل لعوائلهم".
وفي كثير من الأحيان، يلاحظ أصحاب محلات الفلافل أن الإقبال على تناول الفلافل ليس لأنه رخيص الثمن، بل أكلة شعبية تراثية لذيذة، كما يُحدثنا عزمي السلايمة.
الحاج السلايمة(55 عامًا) الذي زادت خبرته في صنع الفلافل عن 25 عامًا يُشير إلى أن الفلافل متوفر للمستهلكين في كل لحظة صباحا وظهرا ومساء ولا يوجد أي معاناة للحصول عليه.
كما بإمكان المواطن، أن يتناوله من خلال "ساندويش" يشتريه ويذهب، أو أن يجلس داخل المطعم، أو يحمله إلى المنزل ليتناوله مع أسرته.
ويعبر المواطن الفلسطيني ورجل الأعمال أحمد النتشه عن شعوره في تناول الفلافل بالقول: "أخرج أنا وأبنائي من المنزل خصيصا لنذهب إلى شارع عين سارة لشراء ساندويشات فلافل لأبنائي وبناتي وزوجتي ونتناولها داخل سيارتنا على الشارع العام ونحن في قمة المتعة".
ويعد الفلافل في كثير من الأحيان مُفضل لدى عائلة النتشه أكثر من الشاورما، كما يقول.