دينا آغا - صيدا
يوم الخميس الموافق 24/3/2011 قام الحاج عبد الكريم سلامة وزوجته الحاجة ابتهاج إدريس وابن عمه الحاج أحمد سلامة (مواليد 1940) بزيارتنا في المنزل في صيدا بناء على دعوة من والدتي، لإجراء "دردشة" قصيرة عن بلدتهم مجد الكروم، بلدة الضيوف والمضيفة.. فالحاج عبد الكريم سلامة هو عم والدتي.
الحاج عبد الكريم والحاج احمد سلامة
حين بدأ الحوار، تشارك الزائرون الثلاثة في الحديث عن مجد الكروم والجيران قبل نكبة عام 1948، وكذلك عن النبعة التي كانت تتوسط ساحة البلدة.. ثم بادر الحاج أحمد بالقول أن معظم سكان مجد الكروم لم يغادروها عام 1948، وأنه وعائلته من هؤلاء الناس الذين لم يغادروا البلدة حتى عام 1957..
وقد أحضر لي معه كتيب (دليل الهاتف المحلي – مجد الكروم 1987- 1988)، وفيه أرقام وعناوين أهالي البلدة في ذلك الوقت..
الحاج أحمد يتذكر قليلاً من المشاهد أثناء احتلال العصابات الصهيونية للبلاد، ويقول:
(سنة 1948 طوّق اليهود مجد الكروم، واختاروا 11 شخصاً من أهالي البلدة وصفّوهم – قتلوهم رمياً بالرصاص – قرب العين وسط البلدة على أحد الجدران، كما اختاروا عدد من الناس من مختلف العائلات ووضعوهم بالكميونات – الشاحنات – وأخذوهم إلى حدود لبنان، ولكن معظم السكان لم يغادروا البلدة واليوم يوجد في مجد الكروم حوالي 18 ألف نسمة)..
وكذلك ذكر لي أسماء بعض العائلات التي كانت تجاورهم في البلدة ومنها: دار فرحات، دار النصراوي، دار أبو رمحين وغيرهم. أما مختار البلدة وشيخ الجامع فكان الشيخ دياب فرحات، وكان في البلدة مدرسة حتى الصف السادس الابتدائي، وقد تلقى تعليمه وبعد الصف السادس توجه إلى تعلّم مهنة " لحام الكهرباء والحدادة".. أما من أراد متابعة دراسته فكان يتوجه إلى عكا أو كفرياسيف.
وحينما تطرقنا إلى عائلة سلامة، ساعدنا الحاج أحمد في بناء الأساس لشجرة العائلة:
وكان للحاجة ابتهاج دورها في الحديث فسردت لنا ما تذكره عن رحلة الخروج من مجد الكروم عام 1948، إذ كانت عائلتها من الأقلية التي غادرت البلدة:
الحاجة ابتهاج ادريس
(قبل 1948 كنا نسكن في عكا، وحين احتل اليهود المدينة توجهنا إلى بلدتنا مجد الكروم، وحينها كان عمري حوالي 5 سنوات، ولكنني أتذكر صورة الخروج من فلسطين.
حين ذهبنا إلى مجد الكروم أتى جيش الانقاذ وما لبث أن انكسر واحتل اليهود البلدة وقاموا بجمع عدد من الشباب وقتلوهم قرب العين، وحينها خافت أمي على ابنها الوحيد فأخرجته مع جيش الانقاذ المتوجه إلى لبنان، وبعد ذلك أرادت أن تلحق به فاستأجرت حماراً ووضعنا عليه متاعنا وخرجنا سيراً على الأقدام من مجد الكروم حتى عين إبل حيث بحثنا عن أخي ووجدناه مع جيش الإنقاذ.. انتقلنا بعد ذلك إلى منطقة "حارة صيدا" حيث كان لنا جيران من عكا فأعطونا غرفة مكثنا فيها، وبعدها تزوج أخي وسكن في برجا وتوفي فيها.. أما أنا فتزوجت عبد الكريم وانتقلت إلى مخيم عين الحلوة)..
كذلك لم ننه حديثنا قبل أن نتطرق إلى شجرة العائلة، فساهمت معنا في بناء شجرة عائلة إدريس ابتداء من جدها (إدريس):
وهكذا انتهى اللقاء العائلي الذي كان غنياً بالقصص والتاريخ عن بلدة مجد الكروم، وكلي أمل أن يتكرر مثل هذه اللقاء مرات ومرات كي أجمع لي ولغيري مزيداً من هذه الروايات عن مجد الكروم وسائر قرى فلسطين.