المقال |
يقول الحاج قاسم عن قريته بأنها كانت قرية جميلة وحلوة. عدد سكانها حوالي (16.5) ألف نسمة، سكانها يعملون في الزراعة. فقد كانوا يزرعون الأراضي بالخضر والفاكهة وكان كل واحد من أهلها يعمل في أرضه ويأكل من خيراتها ويعطي جاره إذا كان محتاجاً. وكانت تجاورها من القرى أسدود، حمامة، عاقر، زرنوقا والمغار وقطرة وبشيت. ويضيف الحاج سالم: «العيشة في يبنة كانت حلوة مليحة جداً. كنا كلنا ملتفين حوالي بعضنا. كان الواحد لما يغيب ويقعد فترة ما نشوفه نسأل عنه ونزوره. وكنا نشارك بعضنا في الأحزان وكنا مبسوطين ومرتاحين البال الحمد لله, زي اليوم ولا حد بيسأل عن الثاني كل واحد ومصلحته فقط». ويتحدث الحاج سالم عن أيام الهجرة بأنها كانت أياماً صعبة، خاصة عندما دخلوا اليهود. وبدءوا يضربون على الناس والدور والمنازل من كل مكان. فكانوا يقتلون ويذبحون ويشوهون الجثث. وكانوا يدمرون المنازل فقد كانوا يرمون عليهم القيازين وكانت قوية. وكان حينها الجيش المصري في أسدود. ويضيف الشاهد: بعث لنا حينها (الجيش المصري) بأن نرحل عن بلادنا قبل أن تقتلنا اليهود. وكانوا الناس يخافون على أنفسهم وأعراضهم, فلذا هاجروا وتركوا بلادهم ومالهم. ونحن هاجرنا إلى المجدل, وقعدنا في المجدل سنة، وبعدها هاجرنا إلى غزة». ويقول الحاج سالم: «حينما شردنا على المجدل كانوا اليهود يضربون بالطيران علينا. وكانوا يرمون براميل قوية جداً تفتت الإنسان وتقطعه دون رحمة ولا شفقة. وبعدها رحنا على غزة وكنا نتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن مأوى أفضل وأخيراً استقرينا في جباليا».
www.group194.net
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|