جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
أما زعماء صف القيس في جبل القدس فكانوا آل السمحان، كما ذكرنا، ومن معقلهم في رأس كركر، بسطوا نفوذهم إلى معظم الجزء الشمالي من لواء القدس وخصوصاً إلى نواحي بني زيد وبني مرة وبني حمار. ومن خلال تحكمهم في تلك المناطق، سيطروا على الطريق الرئيسي بين القدس ونابلس ومنه إلى دمشق. وقد ورث الشيخ سعيد دور والده سمحان في أواخر القرن الثامن عشر. ولما حاول منافسوهم آل أبو غوش بسط نفوذهم شمالاً، اصطدموا بهم، فنشبت صراعات دموية بين الطرفين امتدت أجيالاً، وخلال فترة حكم محمد أبو نبوت في يافا (1807 – 1818)، نجح آل أبو غوش بمساعدته في توسيع نفوذهم شمالاً. هذا التوسع على حساب آل السمحان أدى إلى نشوب نزاعات بين الطرفين، ونجح آل أبو غوش في نصب كمين لزعيم آل السمحان وقتله في سنة 1818. وقد ورث إسماعيل أخاه المقتول وظل إسماعيل زعيم آل السمحان وقائداً لصف القيس في جبل القدس حتى إعدامه أيام الحكم المصري بسبب دوره ضده في ثورة 1834.
لواء القدس في أواسط العهد العثماني
عادل مناع
(بتصرف)