الخالدي، مصطفى أفندي: (1202-1261ه/1787-1845م)
(قاضي المحكمة الشرعية في القدس والمدرس في اسكي دار في العاصمة العثمانية، حيث أمضى معظم حياته، منذ جاءها مع والده موسى أفندي الخالدي، قاضي عسكر الأناضول.)
ولد مصطفى حامد في القدس، ودرس على والده موسى أفندي، قاضي القدس ورئيس كتّاب محكمتها الشرعية. كما أجازه آخرون من علماء القدس في أوائل القرن الماضي، منهم الشيخ عبد الله بن محمد البديري. وسافر مع الده في جولاته المتعددة، عندما عين قاضياً في المدينة المنورة ثم قاضي عسكر الأناضول. وقد درس على عدد كبير من علماء العصر في دمشق والآستانة. ومن أساتذته الشيخ محمد الأمير الصغير، ومحدث الشام حامد بن أحمد العطار، وصاحب الطريقة الشيخ محمد عثمان الميرغني. كما تلقى علم الفرائض على الشيخ سليمان أفندي بن أحمد البوزقيري، من أفاضل علماء الروم. ودرس طرفاً من الأمهات الست، والشفاء، والأربعين النووية وكتاب «الشمائل» للترمذي على العالم المحدث يوسف بدر الدين المدني.
ويظهر أن مصطفى حامد، بعد إتمام دراسته في دمشق والآستانة، بقي في العاصمة العثمانية، إذ لا نجد له ذكراً في سجل المحكمة الشرعية في القدس. وعمل في التدريس في اسكي دار، أقدم وأوسع أحياء العاصمة العثمانية على خليج البوسفور، وربما شغل وظائف القضاء في الآستانة أيضاً. وفي غزة ذي القعدة 1260ه/أواخر سنة 1844م جاء إلى القدس قاضياً شرعياً فيها. ولم يمض عليه أسبوعان حتى تزوج ابنة عمه الست عايشة، كريمة علي أفندي الخالدي، وأخت محمد علي رئيس الكتاب.
توفي مصطفى أفندي في القدس في ظروف عامضة ولما يمض عام على وصوله إليها غاضباً. وقبل وفاته بأشهر قليلة (في 16 جمادي الآخرة 1261ه/22 حزيران (يونيو) 1845م)، عين مصطفى ابن عمه وأخا زوجته، محمد علي أفندي، نائباً شرعياً. ولم يخلّف مصطفى أولاداً فانتقلت تركته إلى زوجته ثم إلى أولاد أخيها محمد علي أفندي. ودفن في باب الأسباط، قرب الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع