النمر، أحمد آغا: (توفي سنة 1262ه/1845م)
(ميرالاي (قائد فرقة جنود الإقطاع السباهية) في لواء نابلس، وقائمقام المتسلم أو وكيله أحياناً. تسلم قيادة جند الإقطاع بعد قتل عدد كبير من أفراد عائلته سنة 1819 في الصراعات مع موسى طوقان، متسلم لواء نابلس، وكانت له علاقات جيدة مع آل عبد الهادي، فحارب معهم في صف جيش إبراهيم باشا الذي فتح سنة 1832. لكنه عاد وتعاون مع الأتراك فنُفي إلى السودان.)
هو أحمد بن علي آغا بن عمر آغا النمر. وأمه الست صالحة بنت صالح بك بن حسين باشا الشافعي، أمراء غزة بعد آل رضوان وقبل آل مكي.
تولى أحمد آغا إدارة إقطاع آل النمر في عهد تولي حسن آغا النمر وظيفة الميرالاي. عين في البداية وكيلاً للميرالاي أبو بكر بك، ثم انتخبه الزعماء والسباهية لتلك الوظيفة رسمياً. وصار وكيلاً للمتسلمية وصاحب نفوذ كبير في لواء نابلس في العشرينات من القرن التاسع عشر، وخصوصاً بعد موت موسى بك طوقان.
وبعد القضاء على الإنكشارية في العاصمة العثمانية سنة 1826، التفتت الدولة إلى تطبيق ذلك في ولاية الشام، وقام أحمد آغا مع المتسلم مصطفى آغا بتلك المهمة، فوزع بعض الإقطاعات التي كانت لرجال الجيش على مشايخ النواحي مثل عبد الهادي وقاسم الأحمد وغيرهما. وجرى ذلك في نابلس سنة1242ه/1826-1827م، فتغيرت بذلك أحوال التجار والإقطاع عما كانت سابقاً.
ولما جاء جيش إبراهيم لفتح بلاد الشام، انضم أحمد آغا إلى صفه، فكان في الجيش المحاصر لعكا سنة 1832. لكنه عاد إلى التعاون مع السلطان، فلما جددت الدولة العثمانية حربها على محمد علي في بلاد الشام سنة 1256ه/1840م رفع أحمد آغا بيرق السلطان، وأعلن الجهاد على الجيش المصري. وأرسل إبراهيم باشا فرقة عسكرية قامت بالقبض على أحمد آغا ونفيث إلى مصر. ومن هناك أرسل إلى سنار في السودان، حيث فقد بصره وضعفت أعصابه من شدة الحر.
وعلى هذه الحال عاد إلى نابلس سنة 1257ه/1841م، بعد الصلح بين السلطان عبد الحميد ومحمد علي باشا. واعتزل في آخر أعوام حياته إلى أن توفي سنة 1261ه/1845م.
وكان آخر الأمراء العسكريين النابلسيين، إذ قبضت الحكومة مباشرة على إدارة الأمن والجيش في البلد في إبان التنظيمات العثمانية.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع