كـان فلاحو المناطق الجبلية يعيشون في مجتمعات قروية وثيقة الوشائج، تراوح عدد سكانها بين بضع عشرات وبضع مئات. وكانت هذه المجتمعات تضم في معظمها ما بين حمولتين وأربع حمائل، وبعض العائلات الممتدة الكبيرة. وكان أساس التضامن الجماعي انتظام المجتمع الفلاحي في حمائل: وهي الجماعات ذات الأصل الأبوي الواحد، والتي يعود نسبها إلى الجد الخامس المشترك. وقد أتاح نظام الحمائل شبكة الأمان التي أسعفت العائلات في اوقات الشدة، والتي كانت ملائمة بصورة جيدة لتقلبات الزراعة البعلية وفقر التربة في المناطق الجبلية. وكان من مسؤولية الحمائل ايضاً حماية أفرادها في وقت الضيق، والتفاوض في شأن مصالحات أو الثأر للأذى الجسدي. وكانت هذه الواجبات تقع على عاتق كبار السن في الحمولة، ينظمونها ويديرونها. وكانوا يفضون النزاعات الداخلية بناء على معايير تتجسد في ممارسات غير مكتوبة عميقة الجذور، تسمى العرف، تعين الحقوق والواجبات وتحدد آليات حل الخلافات والتعويض والعقاب.
وكان آل النمر، وهم أصلاً من شيوخ النواحي في ريف حمص وحماة، إلى الشمال من دمشق الأهم في هذه المجموعة لأنهم حصلوا على حصة الأسد من الإقطاعات. ثم إنهم سرعان ما وضعوا أيديهم على منصبي المتسلم والميرألاي (أي قائد الألاي، والمقصود آمر كتيبة الفرسان، السباهية، المحلية). كما أنهم صاهروا عائلات التجار الأغنياء وعلماء الدين البارزين، وزوجوهم بناتهم، ودخلوا في شراكات عمل معهم.
وعدا آل النمر، فإن اهم عائلتين قياديتين برزتا سريعاً، بعد حملة سنة1657، كانتا آل طوقان وآل جرار.
بشارة دوماني
إعادة إكتشاف فلسطين
أهالي جبل نابلس
1700-1900