لمحه تاريخيه عن قبيله البراهميه (الكنعانيه)
(كمدخل إلى تاريخ فلسطين والمنطقة)
منطقه جبال الخليل _ فلسطين
تعتبر قبيله البراهميه (اصولها وفروعها) من القبائل الكبيرة ومن العرب القدماء والتى تقطن منذ زمن سحيق منطقه جبال الخليل الغربيه وحيث تنتشر فى عدة مناطق وتتركز هذة القبيله فى بلدة تل الصافى وهذة البلدة والتى تقع على بعد 30 كيلومتر شمال غرب الخليل وهى تشرف على سهل اجنادين (موقع المعركه المشهورة سنه 634 م) وحيث تتوسط هذة البلدة منطقه يتمركز على محيطها قرى : بيت جبرين وكدنا ورعنا وبرقوسيا وذكرين ونعلين وتل الترمس وصميل وجسير والسوافير والقسطينه والمسميه والتينه واذنبه ومغلس والبريج وزكريا وبيت نتيف وعجور ودير الذبان وغيرهم من القرى وهى كثيرة, وهذة جميعها كانت من ضمن مملكه اجنادين (اختلف فى اصل التسميه ولكن الغالب انه كان دارجاً قبل فترتى الحكم الرومانى والفتح الاسلامى(3), وهو اسم اطلقه سكان المنطقه من العرب القدماء حيث شاع الاسم ايام الروم ايضا) وكان على راسها تدارق شقيق هرقل وقائدة ارطبون الروم وذلك قبيل الفتح الاسلامى والتى كانت تابعه لاسقفيه بيت جبرين (اكبر مقاطعه رومانيه فى فلسطين ذلك الوقت) والتى كانت تضم منطقه غزة وقد استمر هذا الترتيب فى فترة الحكم الرومانى للمنطقه والى فترة الفتح الاسلامى (3).
وايضا بلدة تل الصافى مطله من الشرق على بعض قرى الضفه الغربيه مثل صوريف وبيت امر وبيت اولا وكما تطل من الغرب على السهل الساحلى الفلسطينى فجاء موقعها متوسط بالنسبه لمناطق الخليل والقدس والرمله وغزة مما اعطى المنطقه وسكانها من قبيله البراهميه وغيرهم اهميه استراتيجيه عبر فترات التاريخ.
واصول قبيله البراهميه وكما ثبت انهم من انسال القبائل الكنعانيه (1) والتى استوطنت المنطقه قبل 6000 سنه الى 8000 سنه قبل الميلاد بعض المؤرخين يقولون ان الفترة اكبر من ذلك, اما قبل ذلك من تواريخ فمهم الذين سكنوا المنطقه فعلمهم عند ربى.
وان بلدتهم تل الصافى والتى اسسها الكنعانيون(1) فى بدايه وجودهم فى المنطقه ومن اسمائها لبنى (كما ذكرت فى التوراة) ومن اسمائها جيت وصافيتا (ظهرت بهذا الاسم فى خريطه مادبا) وبلانش جارد ايام الفرنجه تعنى التل الابيض او الحارس الابيض وربما اخذت اسمائها من طبقات الصخر الابيض والتى تزين سفح التل من معظم النواحى وحيث كانت تعتبر قلعه من قلاعهم وذلك لموقعها الاستراتيجى والمشرف على الساحل الفلسطينى والبحر الابيض المتوسط حيث استخدم الكنعانيون(1) هذا الحصن كموقع متقدم فى اقصى غرب جبال الخليل كخط دفاع عن مناطقهم فى جبال الخليل واريحا والقدس وذلك لصد هجمات اقوام البحر والذين كانوا يفدون على الساحل الفلسطينى من البحر فى تلك الازمان وتقول المصادر انه فى فترة بعد ذلك بني حصن سعير فى قريه سعير الان وذلك لحمايه مواقعهم من جهه الشرق وبعد ذلك بنيت كثير من القلاع والحصون على طول جبال فلسطين.
ومن هنا كان الكنعانيون(1) اجداد قبيله البراهميه هم اول شعب عرفهم التاريخ ممن سكن فلسطين وأنهم موجودين حتى قبل وصول فروع من ابناء عممومتهم لخم وجذام(2) وانهم لم يتاثر وجودهم فى وطنهم الاصلى وحتى بعد وصول قبائل قيس ويمن بعد او قبيل الفتح الاسلامى(3) اوبعد الترتيبات التى حصلت اثناء العهد الايوبى والمملوكى(4) والعثمانى, حيث ان البراهميه ساهمو بعد ذلك بتاسيس حارة الشيخ (5) بالقرب من مدينه الخليل.
اي نعم كانت لتل الصافى وقبيله البراهميه وغيرهم شان عظيم فى كل مراحل التاريخ وحتى قبل نزول الاديان وقبل الاسلام, واستمرت هذة الاحوال وبالرغم من تعاقب الامم الى بدايه القرن العشرين وحيث نزلت القوات البريطانيه(6) الى فلسطين (وبدأت الحقبه البريطانيه الاسرائيليه(6) وفاجعة الغاء الخلافه.
اذن قبيله البراهميه اصولها وفروعها ينتمون الى اول شعب سكن هذة البلاد فهم فلاحوا الارض الفلسطنيه وسكانها الاصليين الناطقين بالعربيه فهم اخلاف القبائل الوثنيه وهم كانوا موجودين قبل نزول الاديان السماويه الثلاث وقبل ما يسمى بالغزو اليهودى وقبل الميلاد وحيث بقيت اقدامهم ثابته فى هذة التربه منذ تلك العصور السحيقه.
وحيث اعتنقت هذة الاقوام بعد ذلك الديانه المسيحيه الى ان جاء الفتح الاسلامى(3) ابتداء من سنه 632 م وحررهم من حكم الرومان ودخلوا جميعا فى الدين الاسلامى, وتتشرف منطقه اجنادين بما فيها تل الصافى مع سكانها فى ذلك الوقت والبراهميه اصولهم وفروعهم ان منطقتهم هى اول منطقه دخلها الفتح الاسلامى فى منطقه بلاد الشام.
وان قبيله البراهميه وابناء عمومتهم والقبائل التى اعتنقت الدين الاسلامى كانوا منطلقا للدعوة الاسلاميه بين القبائل فى تلك المناطق.
والجدير بالذكر انه حتى منذ مائه عام كانت النساء من قبيله البراهميه تلبس الثياب الفلاحيه المطرزة حيث كانت تتباهى النساء بتطريز صورة الاله داجان احد الاله الكنعانيين(1) على صدورهم وذلك لفخرهم بانتمائهم الى الاصول الكنعانيه(1) (وهناك براهين وادله على ما ذكر).
حيث ان المنطقه وحصن تل الصافى كانت تتعرض دائما للكر والفر والاخذ والرد حيث كان السكان يتعرضون للتهجير والمذابح والاهوال والصراعات القبليه عبر التاريخ مما سبب انتشار بعض اصول وفروع البراهميه فى مناطق كثيرة مثل منطقه القدس ورم الله وحلحول وخاصه فى منطقه ترمس عيا ومنطقه برهام وعارورة وايضا فى مناطق نابلس وحيفا وبعض مناطق يافا مثل كفرعانا حيث كانت لهم اسماء مثل الشرايعه وعارورى والبو وغيرذلك. وهنالك فروع فى جمهوريه مصر العربيه بعضهم يقطن فى محافظه الشرقيه حيث يتركز وجودهم فى مركز اولاد صقر.
ومن الجدير بالذكر ان القاسم الجنيدى (جد قبيله القواسمه) عاش هو او بعض ابنائه فى تل الصافى (بعد قدوم اجدادة من العراق تقريبا سنه 300 ه) وانه وبعد الحروب الصلبيه (بعد 1099 م) انتقل بعض من ذريته برفقه الشيخ على البكاء(5)) وهذا الشيخ الذى نزل فى تل الصافى وكان بعد ذلك برفقه الظاهر بيبرس واشترك معه فى دحر الصلبين فى اخر معركه فى منطقه ارسوف على الساحل سنه 1265 م) وحيث انتقلوا الى منطقه الخليل واسسوا حارة على مشارف المدينه سميت بحارة الشيخ(5) وقد بقى من ذريتهم فى تل الصافى وفى قريه برقوسيا القريبه وحيث اصبحوا يشكلون نسبه كبيرة من اهالى القريتن.
وتشترك قبيله البراهميه مع قبائل لها تاريخ قديم فى تل الصافى مثل عائله ابوعفيفه وغيرهم, وهناك عائلات استوطنت المنطقه فى عصور قريبه مثل ال العزة وغيرهم, وهناك نسبه كبيرة من العائلات والتى اصولها مصريه اوغير ذلك كانت تفد الى المنطقه لطلب الرزق او من ضمن الحملات العسكريه وخاصه حملات صلاح الدين الايوبى او المماليك(4) او حمله ابراهيم باشا. وقد كانت هذة العائلات الوافدة تجد حسن الضيافه والتكريم والاقامه الطيبه من قبل افراد قبيله البراهميه السكان الاصلين للبلاد, مما سبب ان حظيت هذة القبيله باحترام وتقدير الجميع وقد كانت جميع عائلات البلد نسيج واحد يسودة الحب والانسجام والتعاون والوفاء وكأنهم جيمعاً قبيله واحدة.
وهناك عائلات فى منطقه الخليل لها وشائج وعلاقات نسب وقرابه عبر التاريخ مع قبيله البراهميه مثل ابو شخيدم والجنيدى والقواسمه وابوزينه والزغير وعائلات كثيرة من قرى بيت اولا وصوريف ودورا والظاهريه وحلحول.
اهتم البراهميه عبر التاريخ بالتركيز على مهنه الزراعه لحبهم وارتباطهم بارضهم ودفاعهم المستميت والمستمر عبر التاريخ وحيث كانت بلدتهم حصن مهم قبل الاسلام وبعده واثناء كر وفر صلاح الدين على الحصن من قلعه عسقلان (قبيل معركه حطين) وحيث كانت مقر ملك الفرنجه فولك, وبالرغم من ذلك فى كل الاحوال بقى معظم البراهميه اصولهم وفروعهم صامدين فى ارضهم الى ان جائت الغزوة الاسرائيليه البريطانيه(6) وحيث تم ترتيب المنطقه من جديد حسب اتفاقيات (من طرف واحد) سايكس وبيكو المشؤومه سنه 1916 م.
لكن تلك الهجمه هذة المرة كانت اكبر واعظم من طاقه المنطقه مما ادى ذلك الى الهجرة القسريه والنزوح عن المنطقه فيما يسمى بنكبه عام 1948 م وقد استمات البراهميه واهالى البلد وسكان القرى المجاورة فى الدفاع عن وطنهم فى تلك الفترة وفى معركه البلد الاخيرة استشهد عدد من البراهميه واهالى البلد ومن سكان القرى المجاورة وكان فى مقدمتهم محمود حسن نوفل واخوانه عبدالحافظ وعبدالمنعم وابنهم عياش ويروى شهود عيان ان الشهيد محمود حسن قتل اكثر من 10 من اليهود فى تلك المعركه فقط, وان سقوط بلدة تل الصافى عام 1948 م ادى وبشكل طبيعى الى ضعف فى معنويات سكان المنطقه مما ادى الى سقوط عشرات القرى وذلك لوضع بلدة تل الصافى الاستراتيجى.
وقد انتشر البراهميه بعد عام 1948 م فى مدن وقرى ومخيمات الضفتين الغربيه والشرقيه وتوجهت بعض من الاسر الى قطاع غزة والباقى انتشر فى بلاد المهجر.
ومن فروع قبيله البراهميه فى الوقت الحاضر : نوفل, الشيخ سلمان, عايش, ابوالحاج, مغنم, اسمران, الدوخ, الجمل, المعرى, بحر وغيرهم وبعد الهجرة هذة اهتم افراد قبيله البراهميه مثلهم كمثل باقى افراد الشعب الفلسطينى بالتعليم ومزاوله الحرف المهنيه والتجاريه وقد تركوا بصماتهم بالخير اينما ذهبوا.
وبعد ذلك ساهم كثير من شباب البراهيمه فى اعمال الثورة الفلسطينيه والاحزاب العربيه وانخرط بعضهم من ضمن الحركات الاسلاميه حيث اشتهم منهم الشيخ يوسف عبدالحافظ نوفل (والذى يعتبر من مؤسسى ومنظرى جماعه الاخوان فى فلسطين منذ الاربعينات والذى توفى مدينه الخليل عام 1999 م.
ومن خلال معارك الثورة الفلسطنيه من بدايه الستينات الى الاجتياح الاسرائيلى للبنان عام 1982 م سقط عدد من رجال البراهميه بين شهيد وجريح وعلى راسهم فهد ابراهيم محمود نوفل والذى استشهد خلال اجتياح لبنان.
ولان الكنعانين(1) جميعهم وفروعهم من قبيله البراهميه اصولهم وفروعهم وغيرهم من سكان فلسطين عبر التاريخ محافظين على فلسطين هذة الارض المقدسه ولم يكن لهم اطماع فى التمدد خارجها او تاسيس امبراطوريات بل آثرو البقاء على هذة الارض للحفاظ عليها والاستعداد لاستقبال الانبياء والمرسلين والرسالات ولانهم تحملوا فى سبيل ذلك عبر التاريخ الكروالفر وكانت ارضهم فلسطين تعرضت (اكثر من جميع بلاد العالم) للاحتلال والتدمير والظلم عبر التاريخ, فمن هنا يجب على العالم جميعه بشكل عام والعالمين العربى والاسلامى بشكل خاص ان يوفي لهؤلاء الناس حقهم ويرد اليهم الجميل وذلك بالعمل على تحرير بلادهم وارجاعهم الى وطنهم ليعاودو الحفاظ عليه كارض مقدسه وممباركه وواحه سلام للعالم الاسلامى والانسانى.
وعلى كل حال سواء الامه عزمت على هذا الامر ام لا فاننا نتوجهه الى الله بان يعجل بوعدة الحق (سورة الاسراء) ويصلح حال شعبنا وامتنا ويهديهم الى الطريق القويم والى حسن ادراك وفهم الموقف ويحسبنا الله من الصابرين والشاكرين وان نكون جزء من الوعد الحق ومن جنودة وجيشه الالهى وان تتيسر العودة الى الوطن ليعاود شعبنا وامتنا فى الحفاظ على هذة الارض المقدسه.
ملاحظات :
-1 ربما انه فى هذة الايام اصبح اسم قبيله البراهيمه وكثير من اسماء القبائل غير شائعه وغير معلومه لكثير من بعض جيل اليوم وذلك لان غالبيه الفروع والبطون تتسمى باسماء الاجداد والفروع.
2- ان كثير من الباحثين او حتى عامه الناس يخطى عندما ينسب اسم القريه او المدينه الفلانيه الى الرومان او اليونان وغيرهم من الاقوام التى عبرت فلسطين عبر التاريخ وهذا خطا شائع لان تلك الاقوام وصلت الى فلسطين حيث كانت دائما فلسطين عامرة باهلها العرب وبقراها وحضارتها وكان دائما المشروع الكنعانيه ياخذ مكانه بالضبط على هذة الارض.
3- نرحب باى اضافه او تعليق او تصحيح او ايه معلومات اخرى والحقيقه ليس لنا المقدرة على الاحاطه بكل شي ولان ندعى الكمال وحيث امضينا سنوات طويله ونحن نتقصى الحقائق ونبحث عن الادله وزيارة المناطق المذكورة ودرسنا اوضاعها الطبوغرافيه والديموغرافيه واثارها ومقابرها المنتشرة فيها ودرسنا عادات اهلها ولهجاتهم حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه, ونوجو ان يكون هذا البحث خفيفاً على النفس ومهضوماً وحاولنا ان نوضح القواسم الرئيسيه لما كتبه المؤرخين ومن هنا ندعو الجميع الى مزيد من الدراسه والبحث.
4- وما ذكر فى هذا البحث هو قيض من فيض وذلك لتزويد الجيل الجديد (وبالاسف مع احترامى لهذا الجيل انه تربى على المناهج والاساليب المفروضه علينا من الغرب وعلى المواد الغذائيه ذات الوصفات الاجنبيه) واعطائه هذة المعلومات التاريخيه وبالاضافه الى عقيدته ووطنيته وذلك ليتمكن من اعادة صياغه نفسه ومجتمعه لخطوة اساسيه لاعادة ترتيب اوضاع الامه ولتنظيف الامه من رواسب سايكس بيكو واعادة الامه الواحدة, اعتمادا على عقيدتها واصولها وجذورها العميقه فان الماضى هو ابو الحاضر وهو جد المستقبل وقد كان عليه السلام يعتز باصله وفصله دائما.
5- ادعو كل افراد القبائل التى تنتمى الى الاصول الكنعانيه بان يبحثوا فى هذة الامور ويحققوا كثير من المعلومات مع النشر وذلك للمساهمه فى تاكيد هويه اصحاب الارض الاصلين, ونحن نقترح تاسيس موقع خاص لهذا الموضوع, وذلك للاهميه بهدف ان نقدم اثبات حال للاجيال الحاليه والقادمه ان هذة الارض عربيه والاسلاميه. وانى اهيب جميع الافراد والمؤسسات ومراكز الابحاث والذى عندهم امكانيات علميه او ماديه ان يقدموا جهدا فى هذة المواضيع وذلك لازاله الغموض وليزودو الشباب بالمعلومات الصحيحه والعمل على انقاذهم من هذا التلوث الفكرى المخادع المناور والذى نحن جميعا اسرى فى شبكه على مدار المائه سنه الماضيه, وانى اهيب بالشباب ذوى التخصاصات العلميه مثل الطب والهندسه والكمبيوتر وكافه العلوم ان يعطوا للتاريخ والادب حقهما, وان لايعيشوا اسرى مهنهم وانجازاتهم, ولو بنشاطات غير منهجيه مسائيه او باهتمام للمواضيع كهوايه وانى اذكرهم بالايه القرانيه (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون). واننى اذكر الشباب بالعصور الاسلاميه السابقه حيث كان كل من اصحاب المهن فقيهاً ومؤرخاً ومحدثاً وموسيقياً وهناك اسماء مشهورة, وكذلك واننى اذكرهم بان اسرائيل والصهيونيه لعبت بورقتى التاريخ والدين, ونحن اصحاب التاريخ الصحيح والدين الحق اهملنا هذين البندين ومن هنا ضاعت فلسطين والمنطقه.
واننى أهيب بالشباب استغلال فرصه وجود الانترنت والكتب الوفيرة والصحافه وهذة القنوات الفضائيه الكثيرة وهذا كله من مميزات هذا الزمان, اهيب بهم الاستفاده من هذة كلها لجمع المعلومات وفرزها ونشرها للاستفادة منها, ان النظام العالمى الحالى يحاول جاهداً لفصل العلم عن الثقافه فى جميع مناهجناً وهذا واضح فى جامعتنا وجميع مناهجنا الدراسيه حتى يكون هذا الجيل ضحيه للتقوقع والانعزاليه وان لا يكونوا اسرى لتخصصاتهم ومهنهم ونريد ان نوضح للناس ان الثقافه خاصه المعلومات التاريخيه هى مصدر الهام للشباب, والثقافه دائماً هى التى كانت دائماً توحد الامه.
6- ان اهتمامنا بالاصل والفصل والبحث عن جذورنا هو ضرورة شرعيه وهذا الامر لا ينزل من قدر الدين او العقيدة بل يكمل الشخصيه ويستوفى العقيدة وان العروبه والاسلام تؤامان وان صلاح الدين عندما بدا حملته نادى بندائه المشهور (طاب الموت يا عرب), وقال عمر بن الخطاب قبله نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزة لغيرة اذلنا الله.
7- ان هذا الطرح هو ليس كلام مزاج أو اصطفاف أو محاباة لفريق دون اخر او أفتخار بجهه معينه بل هو زبدة خبرات ومعلومات ودراسات ولقائات وزيارات وابحاث, وانه اخذ من منظور تاريخى وزاويه حياديه.
ملاحظه :-
وفى هامش هذا البحث مجموعه من الملاحق المختصرة والتى تتداخل مع هذا الموضوع وفيها فائدة للجميع وهى بالترتيب :
الكنعانيين, لخم وجذام, الفتح الاسلامى, العصر الايوبى والمملوكى, حارة الشيخ على البكاء, الحقبه البريطانيه الاسرائيليه (وفاجعة الغاء الخلافه).
------------------
(1) الكنعانيون _ بنى كنعان _ السكان العرب الاوائل لفلسطين
انهم القبائل العربيه الكنعانيه وهم اول من استوطن فلسطين من 6000 الى 8000 قبل الميلاد وبعض المؤرخين يذهب الى اكثر من ذلك اما قبلهم من سكن فلسطين فعلمه عند ربى.
واصول قبيله البراهميه (بلدة تل الصافى _ منطقه الخليل) كما ثبت انهم من انسال القبائل الكنعانيه وتؤكد معظم المصادر ان هذة القبائل الكنعانيه هى من فروع من يطلق عليهم عاد الثانيه وقد عرفوا بجبابرة العمالقه ومن اجدادهم عمليق وجرهم وقحطان الاول وهم الذين نجو من الخسف الذى اصاب قوم عاد ايام النبى هود حيث كانوا يستوطنون فى جنوب الجزيرة العربيه امتدادا من شاطى البحر الاحمر غربا الى سواحل سلطنه عمان شرقا ومع امتداد على ساحل الخليج العربى مرورا بالمنطقه المعروفه الان بالربع الخالى, وبعد الخسف رحل ما تبقى من الاقوام فاستوطن بعضهم منطقه اليمن ومنطقه الحجاز الى تبوك مرورا بمدائن صالح والبعض الاخر استمر فى الهجرة الى الشمال (كان العرب وفروعهم من بدايه ترحالهم وحتى استقرارهم فى فلسطين وغيرها هم يتحركون وبشكل طبيعى فى ملعبهم الذى تتوسطه مكه المكرمه حيث اسس ادم وحواء اول اسرة فى التاريخ وذلك على جبل عرفات, يعنى ذلك ان العرب اينما ذهبوا هم فى موطنهم وارضهم) ومنهم القبائل الكنعانيه التى دخلت فلسطين من ناحيه الشرق واستوطنوا المنطقه المعروفه الان بمدينه اريحا حيث كانت هذة المنطقه هى قاعدتهم الاوله (والتى تعتبر اقدم مدينه فى العالم) وكانت نقطه انطلاقهم الى الارض الفلسطينه وبعد ذلك بدؤا بتسلق الجبال واقامه القرى والحصون على قممها وعلى طول 350 كيلومتر تقريبا (جبال فلسطين) وكان اوائل هذة الحصون هو حصن لبنى او جيت كما ذكر فى مصادر كثيرة والمعروفه ببلدة تل الصافى فى اقصى غرب قمم جبال الخليل والمشرفه على الساحل الفلسطينى وذلك لصد هجمات اقوام البحر الذين كانوا يفدوعلى المنطقه من جهه البحر, وقد اكمل الشريط الدفاعى هذا حتى استمر الى قريه الدوايمه والى مناطق دورا والظاهريه _جبل الخليل وقد كانت القبائل الكنعانيه التى سكنت هذا الشريط واسمهم العناقيون (والذين من ضمنهم اصول قبيله البراهميه) والذين انبثق منهم اليبوسين الذين بنوا مدينه القدس, وكأن الله يهيى امرا, ومن الدليل على ذلك كثرة الخرب والمغارات التى كانت مأهوله على طول الشريط, وفى جهه الشرق بنوا حصن سعير(قريه سعير الان) وذلك لصد هجمات ابناء عمومتهم الاموريون (الذين سكن قسم منهم فى شرق الاردن), وبنى سومر واكد سكان الرافدين, وهؤلاء الاموريون والذين هم من ذريه العماليق وكان يسمون بالهكسوس بعد ذلك, وتؤكد المصادر انهم (اى الهكسوس) توجهوا الى مصر بعد ذلك حيث كانوا حكامها ايام النبى يوسف, حيث كان يسمى الحاكم بالملك وليس فرعون كما ذكر فى القران, وبالاقتباس من تفسير القران بان هؤلاء الهكسوس كانوا على علاقات ممتازة مع ابناء عمومتهم الكنعانين فى الشمال وان دياناتهم جميعا كانت اقرب من التوحيد.
وكان الكنعانين ايضا يبنون الحصون لصد الهجمات الحثيون من الشمال والذين هم من ذريه يافث بنوح والذين استوطنوا منطقه اسيا الصغرى.
وعلى مر الايام بدات تتبلور شخصيه الانسان الكنعانى حيث بلغ نضوجا تاما وفعلا كان هو الانسان العاقل والذى بدأ بأنشاء حضارة وتنميه قدمها الى العالم وذلك من خلال العصور الحجريه والبرونزيه والحديديه وغيرها وما بعدها التى مرت عليهم فى ذلك الزمان.
وقد اشتهر الكنعانيون ببناء القرى على رؤس الجبال حيث عرفت فلسطين فى التاريخ ببلد القرى اما المدن فقد نشات فى ظروف متاخرة وبتحصيل حاصل حيث كانت محطات للعابرين والوافدين والمجتمعات التجاريه التى كانت من اسمائها اسواق الجمعه والخميس ولذلك كان عبر التاريخ جميع قادة المنطقه دائما هم سكان القرى والقبائل وذلك لعراقه سكانها.
وقد كانت تغلب على القبائل الكنعانيه الاستقلاليه كلُ فى منطقته وان كانت تجمعهم روابط اللغه والاديان وطبيعه المنطقه ومن اللافت للنظر ان الكنعانيون لم يكن لهم توسع جغرافى او امبراطورى او سلطوى وكانهم كانوا ينفذون امر الله بان يكونوا حراسا وامناء على هذة الارض المقدسه من حيث لا يدرون.
لكنهم كان لهم توسع ثقافى وحضارى امتد عبر العالم وهذا من حسنات عدم انشغالهم بالسياسه او السلطه ومما يثبت ذلك عدم قيام دوله موحدة مستقله فى فلسطين عبر التاريخ ولهذا الوقت وهذا يثبت استمراريه العرق الكنعانى فى فلسطين لهذا اليوم.
وهناك دلائل كثيرة واقوال كثير من العلماء الغربين وغيرهم بان الحضارة العالميه بدات بالفعل من هذة المناطق التى تحوى الارض المباركه المقدسه وحيث كان للكنعانين الذين هم اول من وصل اليها حيث كان لهم اهتمام كبير فى ترسيخ اسس الحضارة على الارض فى وقت ممبكر من زراعه وصناعه وبناء فى كل نواحى الحياة وهذا يثبت بشكل قاطع ان هذة الارض عربيه واسلاميه حيث ان الغزاة عبر التاريخ الذين كانوا يحتلو القدس وفلسطين يعملون فيها التدمير والخراب والنهب ويجعلو عليها واطيها ويرتكبون المذابح ويسرقوا حضارتها, ولكن الفاتحين العرب والمسلمون على مدار مراحل التاريخ سواء قبيل الاسلام اوبعدة كانوا يحافظوا على البلاد وخيراتها ويحترموا اهل الذمه (مثلا العهده العمريه) وينشروا فيها الامن والسلام ولان الانسان لا يخرب بيته بيديه وهذا دليل دامغ بان هذة الارض عربيه واسلاميه.
ولو القينا نظرة على دور اسرائيل فى الارض الفلسطينه فانه عبث وتدمير من نوع جديد ومنذ عام 1948 م وما قبل ذلك ايضا وهم جادين فى تغير طوبوغرافيه البلاد واستنزاف المياة بشكل غير طبيعى وكان البلاد فعلا ليست ببلدهم او انهم عابرين,وعمليه التهويد والتى استهدفت الحجر والبشر حتى اقتلاع اشجار الزيتون التين والتى تعتبر جزء من تاريخ فلسطين وازالو جبال باكمالها وغيروا اسم الشوارع واسم المناطق وغير ذلك من العبث, فعلا انهم يدعون ان الارض لهم ولكن واقع تعاملهم مع الارض انهم كاللص الذى يريد ان يهرب فى اى لحظه, وهذا يتفق مع اثبات ان دور الغزاة عبر التاريخ كانوا يعملون فى البلاد الدمار والخراب.
ولتصحيح الفهم الخاطىء الشائع عن حدود شبه الجزيرة العربية نحب ان نذكر الناس بالحقيقه وهو ان بلاد الشام والعراق هى جزء لا يتجزأ من الجزيرة العربيه او امتداد لها ولذلك كانت هجرة العرب وحركتهم من الجنوب الى الشمال وبالعكس هى حركه طبيعيه لانها تجرى ضمن البلد الواحد والشعب الواحد وكان سيدنا نوح كان يدرك وبالوحى الالهى ان هذة المنطقه ستكون فيها مهد وحركه الانبياء وملعب دعوتهم عبر التاريخ وكانه عليه السلام كان يهيى الامر لظهور سيدنا محمد خاتم الانبياء, ومن هنا (وهذة وجهه نظر) امر ابنه سام وذريته وغيرهم بالعيش فى هذة المنطقه والرباط فيها هم وذرياتهم وذلك من عدن جنوبا الى تخوم اسيا الصغرى شمالا ومن بلاد الرافدين شرقا الى ساحل المتوسط وبلاد مصر غربا, وذلك لتتهيا المنطقه دائما لظهور الرسلات والانبياء, فاذن ان اى قوة ليست عربيه او اسلاميه فى المنطقه تعتبر احتلال وان السرد القرانى للقصص والاقتباس منها يؤكد ذلك مائه بالمئه من هنا ان فلسطين كانت قلباً نابضاً لهذة الجزيرة العربيه عبر التاريخ والى ما شاء الله.
ومن هنا حيث اتضح تماما ان اسرائيل سرقت الحضارة من اولها لاخرها والبسوها الثوب اليهودى وحيث انهم فى الاسرائليات ومدعيها يدعون بان القبائل الكنعانيه الاصل قد انقرضت لاسباب وهًمو الناس بها, حيث ان اقوام البحر جائوا من مناطق مختلفه واصول عدة عن طريق البحر الابيض هم سكان فلسطين وان غير ذلك من السكان قد انقرضوا او تركوا البلاد فى عصور قديمه.
وهذا الكلام باطل ففلسطين بقيت على ممر العصور تستقطب اقوام كثيرة بحكم موقعها المهم ولكثرة الغزاة ولكن بقى الكنعانيون العرب سكان الاصلين يحافظون على وجودهم ويلعبون لعبه التوازن بين كل الاطراف يحافظوا على شخصيتهم ولغتهم ومزاجهم واسلوب حياتهم وعلى تطورهم وعلى حضارتهم وتمكنوا وبجدارة منقطعه النظير من صهر جميع الاقوام التى دخلت فلسطين فى بوتقتهم, ورغم التلاقح بين الكنعانيون وتلك الاقوام الا ان مظاهر وجود الشخصيه الكنعانيه كانت الغالبه حتى هذة الايام, انها شخصيه جديه ومتفانيه وعندها الوعى السياسى والحضارى والقدرة العجيبه على القيادة والتميز بحيث تجد كل قريه فلسطينه تتمتع بتميز فى لهجاتها وعاداتها حيث ان الثوب الفلسطينى كان واحد ولكن نجد لكل قريه خطوط معينه.
ومن هنا اعتاد الكنعانيون على ان لا يكون لهم وحدة سياسيه بحيث ان لكل منطقه سياستها واهتمامتها وكانوا فقط يجتمعمون فى حاله وجود خطر خارجى, وان هذة الظاهرة موجودة لهذا اليوم مما يثبت ان الدم والجينات الكنعانيه هى الغالبه والموجودة لهذة الساعه وترى اليوم ان افراد الشعب الفلسطينى يتصفون بنفس الصفات والمميزات حيث تغلب عليهم نزعه القيادة والزعامه حيث كل فريق مستقل برايه وافكارة وتغلب عليهم احيانا العناد والعباطه.
وهذا الكلام السابق يؤكد ويثبت ايضا (وقد اكدت هذا ما وجد فى وثائق تل العمارنه) ان نظام الحكم عند الكنعانين كان نظام شورى وفيدرالى ويقول المؤرخون انهم اول من ابتدع الفيدراليه فى التاريخ فقد كانت كل قريه مستقله برايها وادارتها وكل سبع قرى لها مرجعيه واحدة وفى النهايه الكل له مرجعيه كبيرة هى الملك الاكبر او الاله, وهذا الكلام وما سبقه هو يوضح اسباب ديمومه الانسان الكنعانى على ارض فلسطين حيث غلب التوازن والتواد والتراحم.
وكان للانسان قيمه عظيمه عندهم وهذا ماثل لهذا اليوم بين الفلسطنين فالمجتمع الفلسطينى لا يوجد فيه ازدراء ولا احتقار ولا اهمال للكرامه والكل يحسب حساب الكل وتقول النصوص القليله المكتشفه عن حياه الكنعانين انهم كانوا اهل ادب وشعر وكان لهم نصوص تحض على الاخلاق والعادات الحسنه والفهم السياسى والسلوك الشخصى وهناك عبارة وجدت على رساله من الاله الى اخر من الهتهم وهذة مهما كنا نؤولها تدل على قيمه الانسان عندهم وهى الماثله لهذة الساعه والعبارة تقول يجب ان لا يتمادى الاله فى تعذيب الشعب لان الشعب لن يهلك وله ديمومه الحياة.
ومن هذة المعانى نقتبس ان هنالك كانت تندلع انتفاضات عبر التاريخ ضد الملوك او المحتلين او الظلمه وقد كانت الحجارة فى الغالب هى السلاح المشترك والتاريخى لهذة الانتفاضات على مدار العصور(وهناك ادله كثيرة)
وقد اكد المراقبون بان انتفاضات الشعب الفلسطينى على مدار ال100 سنه الماضيه ضد الاحتلال وخاصه انتفاضه عام 1987 م باسوبها وطريقه عملها وزيادة امكانيه تحمل وبدون حدود تؤكد الشخصيه الكنعانيه بانها شخصيه صمود وجبروت وكأن شعب اليوم يحمل صفات شعب الامس (وان فيها لقوم جبارين) وكما ان الكنعانين صدروا الحضارة والثقافه والعلم الى جميع العالم فان شعوب العالم كلها اقتبست انتفاضتهم واصبحت ثقافه عالميه ضد الظلم حتى ان كلمه انتفاضه لم تترجم بل انتقلت الى كل لغات العالم كما هى, وكذلك كلمات كثيرة مثل (نكبه) وهذا يدل على عراقه الثقافه الكنعانيه عبر التاريخ.
ان اراده الله اعطت هذا الشعب قديما وحديثا هذا الزخم من الصفات الخلقيه لسكان فلسطين والتى لم تتغير ومن اعتدال القامه وامتلاة الجسم والانف العريض الضخم وبروز الدقن وكثافه الشعر والجلد فى تحمل الاعمال الشاقه واعتزازة بنفسه وبالعزة والشعب الكنعانى اشتهر وحتى هذا اليوم بانه شعب ولود ونسله كثير ومتميز والحمد لله, وايضا عنده شعور بالكرامه بدرجه عاليه جدا وبالتميز والايثار والتواد والتراحم.
اي نعم اصبح اسلوب الشعب الكنعانى على مدار التاريخ فى مقاومه الظلم اسلوب جميع اهل الارض وهذة كلها الهمت الشباب العربى فى حركته فى عام2011م _ 2012م وقد اكد كثير من الباحثين ان انتفاضت عام 1987 م هى احدى الملهمات لهذا الزلزال العربى و كما كان الشعب الكنعانى دائما وعبر التاريخ هو الملهم فى كل نواحى الحياة.
وهذا الكلام جميعه هو رد شامل على الاسرائليات التى ادعت بانقراض الجنس الكنعانى وذكرو ذلك فى ادعاآتهم والتى كتبت فى اسفارهم والتى دونت فى فترات قريبه وكانو بدؤا كتباتهم بعد اكثر من 300 عام من ميلاد السيد المسيح وهناك روايه وجدت فى احد كتبهم بانه بعد انقراض الجنس الكنعانى اصبحت فلسطين خاليه وبعدها جاء اليهود الى الارض ولانهم موعودين بها واقاموا دولتهم (قبيل الميلاد) وعندما غضب الرب عليهم تفرقوا فى البلاد الاخرى وبقيت فلسطين خاليه او فارغه كارض بلا شعب ماعدا اقوام كانت تاتى من البحر أو صار بعض الاعراب او البدو من الصحراء يفيدون اليها من الشرق او الجنوب من اجل الرعى وتربيه الاغنام وان سكنوا الخيام والبيوت المؤقته وكانوا يرجعون الى صحرائهم ثم يعودوا الى فلسطين لنفس الهدف وبالتدريخ بداء هؤلاء البدو بالاستيطان فى فلسطين الى ان جاء اليهود اصحاب الحق واخرجوا هؤلاء البدو وارجعوهم الى صحرائهم ؟ ؟ (هذا الكلام الاسرائيليات ومن دار فى دائرتها).
ونتيجه لما ذكر فان اى ادعاء بان الكنعانيين شعوب قد تركت فلسطين أو ابيدت أو اجليت أو فنيت (كما تدعى الاسرائيليات فى احد اكاذيبهم الكثيرة بان الهجوم المغولى الذى دمر بغداد فى ذلك الوقت (سنه 656 ه _ 1258 م) قد اكتسح فلسطين واباد سكانها ولكن الحقيقه المعروفه ان جيش المماليك ومعه الفلسطنين واجهوا المغول عند حدود فلسطين الشماليه فى موقعه عين جالوت وهزموا المغول واوقفوا زحفهم نهائيا وردوهم على اعقابهم). وهناك ادعاء اخر بان قبائل الامازيغ والتى تعيش فى مناطق مختلفه من شمال افريقيا هم نفسهم الكنعانيين الذين أجلو أو مرو أو رحلو من فلسطين (حسب ادعائهم), والرد هو : ان الفنيقيين ابناء عم الكنعانيين والذين كانوا يستوطنون على ساحل بلاد الشام خاصه منطقه شمال فلسطين ولبنان وجزء من الساحل السورى هؤلاء امتهنوا حياة البحر وصناعه السفن وكانوا يتحركون من موطنهم الى جميع سواحل البحر الابيض المتوسط مما نتجه عن ذلك انهم اسسوا مدن لخدمه تجارتهم وملاحتهم على ذلك الساحل, هذا ادى الى نوع من الامتزاج والاختلاط والتلاقح مع اقوام اخرى فنتجت اجيال مشتركه تنتشر هنا وهناك, ولكن بقيت منطقه بلاد الشام عامرة باهلها الاصلين.
ولاثبات ان الارض عربيه وان اصحابها الشرعين هم الكنعانين وما تفرع منهم :
1- زيارة سيدنا ابراهيم للقدس (يبوس) وحيث استقبله هناك الملك الصادق ملك القدس اليبوسى الكنعانى (وتشير الرويات ان هذا الملك كان على دين التوحيد) وذلك سنه 2000 قبل الميلاد تقريبا وعرض عليه الملك الصادق الاقامه فى القدس (وتؤكد الرويات على حرارة اللقاء والضيافه وهذا يدل على ان النبى والملك ينتمون الى اصل واحد) لكن سيدنا ابراهيم اخبره انه له رساله دعويه ومامور ولايتمكن ان يستقر الان فى مكان معين لكنه اشار اليه وبوحى من الله الى حدود المسجد الاقصى وطلب منه بناء سور حول المكان للحفاظ عليه وهذة القصه وردت فى التوراه وهى رد قاطع على اليهود بان المسجد فى القدس فقط بني بجدارن واساسات عربيه كنعانيه وان ادعائتهم بان النبى سليمان هو الذى بناه باطل لكن يمكن ان سليمان جدده واهتم به فقط.
2- ان اصل اجداد سيدنا ابراهيم هم من جنوب الجزيرة العربيه وحيث نزحوا بعد خسف عاد من جنوب الجزيرة العربيه الى شمالها واستقروا فى بلاد الرافدين وبذلك يكون سيدنا ابراهيم هو من ذريه سيدنا هود حسب شجرة النسب, وهود هو نبى قوم عاد الذين جرى عليهم الخسف. وان زيارات سيدنا ابراهيم الى مكه المكرمه واسكانه هناك من ذريته وبناء البيت العتيق هذا يثبت ان مكه هى جزء من موطنه العربى الكبير والذى يمتد من ساحل عدن جنوباً الى تخوم اسيا الصغرى شمالاً.
3- اصل سيدنا اسماعيل هو ابو العرب وهو ابن سيدنا ابراهيم.
4- اصل سيدنا محمد وهو من ذريه سيدنا اسماعيل.
5- استقر اخيراً سيدنا ابراهيم والمامور من الله وفى احدى المراحل استقر فى المنطقه المعروفه الان بجبل الخليل ومما يثبت انه وافد على المنطقه ولا يملك فيها اى ممتلكات انه اشترى حقل ومغارة فى المدينه المعروفه الان بالخليل حيث اشتراها من من شخص اسمه عفرون وهذا ليس من اليهود ابدا وان اسم حبرون الذى اخترعه اليهود للمنطقه هو من احد اسماء ابناء يوشع (احد ملوكهم) وهو ليس صاحب الحقل والمغارة ويوشع هذا ظهر بعد وفاة سيدنا ابراهيم بثمنمائه سنه تقريبا.
6- وهناك توضيح عن سبب تسميه البلاد بفلسطين تقول بعض الرويات ان هذا الاسم جاء من احد اسماء اقوام البحر الذين وفدو الى فلسطين من الغرب فى بعض الاوقات, وبعض المؤرخين يقول ان اسم فلسطين هو اسم احد ابناء سام بن نوح او سام نفسه, وبعض المؤرخين يقولون ان اسم فلسطين معناه الصحراء حيث كانت تسمى صحراء سيناء بهذا الاسم سابقاً, وعلى كل حال هذا ليس مهم فان اسماء الدول دائما تتغير مع تغير الزمان وبتغير الفاتحين والحكام وان طغيان هذا الاسم على هذة البلاد لايشكك ابدا فى اصول وتاريخ الكنعانين السكان الاصلين للبلاد والذين تمكنوا بامتياز بصهر جميع الامم العابرة فى بوتقتهم بغض النظر عن هذا الاسم او من اين جاء.
7- مع ذلك نقول ان اسم كنعان بن سام ورد فى وثائق تل العمارنه ووثائق اوجاريت وفى التوراة وفى وثائق بابل وهم اليهود يدعون انهم فقط ابناء سام بن نوح وهذا كلام غير معقول لا تاريخياً ولا طبيعياً ولا منطقياً انهم كتبوا تاريخهم بشكل ملتوى وحولو الاساطير الى حقائق, وانهم ابتدعوا عبارة معاداه الساميه فى ادبياتهم وذلك فى محاوله يائسه لفرز الناس وللاصاق هذة العبارة لكل من يدعى انه يعاديهم وان هذا المفهوم (معاداه الساميه) ظهر فقط فى ادبياتهم خلال القرن التاسع عشر الميلادى فقط.
8- حاولوا ايجاد ثغرات للدخول منها حيث ادعو ان اسم كنعان هو اسم توراتى ورد فى التوراه (ومن الجدير بالذكر انه هناك دائما تناقضات فى رويات اسفارهم) بان كنعان هو اسم احد ابناء حام بن نوح والذى طرد من رحمه والده وعلى كل حال مهما قيل عن اسم كنعان او اسم فلسطين فاننا نختصر العبارة ونقول بان سكان فلسطين الاوائل هو عرب من جنوب الجزيرة العربيه ومن ذريه سام بن نوح والذى سكن اول من سكن جنوب الجزيرة العربيه ومن ذريته سيدنا هود, ولتعزيز هذا الامر فهناك احاديث شريفه وايات قرانيه, فى الحديث الشريف (سام ابو العرب....) وفى الايه القرانيه من سورة الصفات الايات 77_ الى 81 (وجعلنا ذريته هم الباقون).
نتيجه لما ذكر فان الكنعانيين صمدوا على هذة الارض ولم يتركوها ابدا وتحملوا فى سبيل الصمود كل التضحيات وكان الله هيائهم كحماه للديار ومحافظين على بيت المقدس على مدار التاريخ حيث كانوا يستقبلون الانبياء والاديان والرسالات والفتح الاسلامى, واهتموا بتطوير حضارتهم وابتكارتهم لهذا اليوم هذا الكلام جميعه يثبت بطلان ما جاء فى اسفار اليهود جمله وتفصيلا.
وللاستفادة من ذلك فان ادعائات الاسرائيليات عن اسم أو شعب فلسطين هذا كله ادعاء باطل. وايضاً من الردود على ذلك وكما اسلفنا ولقد تمكن الكنعانين من ان يكونوا منبع الحضارت فقد كانت منطقتهم ممر ومعبر للامم من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وبالعكس ومع ذلك صمد الكنعانيون فى ارضهم واحبوها وكانوا يكرهون الهجرة منها وكانت الامم العابرة تاخذ منهم ولا تعطيهم وكانهم مامورين من الله سبحانه وتعالى بالصمود على هذة الارض والمحافظه عليها استعدادا لاستقبال الانبياء بعكس ابناء عمومتهم من العمورين الامورين والفنيقين والعمويوم والارميون وغيرهم الذين تحركوا فى جميع الاتجاهات وركبوا البحار واقاموا الممالك فى اماكن كثيرة قريبه وبعيده.
انهم الكنعانيين استقروا فى فلسطين واسسوا حضارتهم ورعوها وبقيت مستمرة لهذا اليوم وشملت كل نواحى الحياة فمثلا تصنيع المواد الغذائيه والابداع فى تطوريها وتخزينها وتفننوا فى ابتكار الادوات والاساليب الزراعيه فهم اول من صنع الفخار واول من ابتكر النسيج وصناعه مواد البناء وعرفوا التعدين وعملوا التشريعات والقوانين اللازمه لكل هذة الامور وتنظيم الملكيه والعلاقات التجاريه والاجتماعيه وهم اول من ابتكر موضوع الامن الغذائى فى التاريخ حيث نجحوا فى عمليات تخزين وتصنيع وتجفيف وحفظ المواد الغذائيه مثلا مثل الجبنه المغليه وصناعه الصابون وعصر الزيتون وعمل المفتول واول من استخدم النباتات الطبيه سواء عصير أو تجفيف وكذلك جميع النباتات والفواكه ودجنوا النباتات البريه واهتموا بتطوير وزراعه كل النباتات التى تسمى الان نباتات حوض المتوسط من العنب والزيتون واللوزيات والحمضيات والقهوه وحيث انتقلت هذة المزرعات الى جميع انحاء العالم, وابتكروا اساليب الرى وتخزين المياة والانظمه الاداريه وابدعوا فى تصميم وتنفيذ الابنيه.
كل هذا بداء مع الانسان الكنعانى على مدار اكثر من 8000 سنه نعم انه العالم القديم ومنبع كل الحضارات لهذه الساعه, وهذا يثبت وبالدليل القاطع ان الانسان الكنعانى هو اول انسان عاقل فى التاريخ سكن هذة البلاد ولم يغادر وطنه وارضه وان شخصيته هى الطاغيه على كل من سكن فلسطين.
من هنا بداءت اسرائيل ومنذ زمان قديم ومع تاكيد فشل ادعائاتهم كما ذكرنا حيث بداء بسرقه الكثير من العادات والتقاليد والتراث والثوب الفلسطينى حتى صناعه الفلافل التى يقول عنها المؤرخون انها من اقدم وصفات الطبخ فى التاريخ حتى هذة ايضا نسبوها اليهم حتى يحاولوا اثبات ان الانسان الكنعانى غير موجود, وجدير بالذكر ان اليهود ليس لهم اى اثر حضارى لا فى فلسطين ولا فى غيرها.
بقى الكنعانيون فى ارضهم ولم ينقطع نسلهم لكنهم اشتهروا بكثرة النسل وبالرغم من كثرة الامم التى تعاقبت عليهم بقوا ام حاكمين او محكومين وحافظوا فى شخصيتهم وحضارتهم.
ان الكنعانين قدموا اثمن هديه للحضارة الاسلاميه الا وهى مدينه القدس والتى اصبحت رمزا انسانيا جمعت كل العالم على المحبه والسلام واذن الله لهذة الامه ان تستمر اقتصاديا وسياسيا وديموغرافيا الى هذة الساعه, ذكر هذا المؤرجين مثل الطبرى وابن خلدون ومرسلات تل العمارنه وذكر ذلك الباحث الفرنسى بير رويس فى كتابه مدينه اوزيس (التاريخ الحقيقى للعرب), وكذلك كتابات وابحاث الدكتور عبدالوهاب المسيرى وروجيه جارودى فى كتابه الاساطير المؤسسه للسياسه الاسرائيله حيث يقول (ان التبرير اللاهوتى المزعوم يحول الاسطورة الى تاريخ).
ومن هنا كان اليهود جادين فى سرقه التاريخ وادبيات وحضارة الكنعانين بناة البلاد ولان اليهود وجدوا انفسهم فى فشل وتراجع امام هذة الحضارات ولا يمكن لهم ان ياسسوا لهم حضارة حقيقيه مستقله لان جيناتهم ترفض الاستقرار والتعب والجهد لعمل ذلك, ونجدهم فقط نجحوا فى الاعمال ذات الربح السريع التى لاتحتاج الى جهد والتى تحتاج فقط الى اساليب خبيثه ورخيصه كما فى الاعلام والبنوك والتامين وتجارة الماس وشراء الذمم والعمل دائما على تاسيس المنظمات السريه كالماسونيه العالميه وبناتها وتسخيرهم لخدمه اغراضهم مع استعمال الترغيب والترهيب منا هنا وجدوا انه لا مفر من سرقه حضارة الغير وتجييرها لصالحهم مع تسخير نسائهم وبناتهم لتحقيق مصالحهم وذلك لاغناء كيانهم المصطنع حتى ان لغتهم المسماة بالعبريه مفرداتها كلها اخذت من عدة لغات.
هذا كله مما يثبت ان وجودهم فى فلسطين قديما كان عبورا ومرورا بدون اى اثراء حضارى بالاضافه الى الاهم من هذا كله محاولتهم الاقتباس من تفسير القران الكريم واحاديث الرسول عليه افضل الصلاة والسلام, وذلك بتأويل وتفسير النصوص بطريقه تخدم مصلحتهم وهناك امثله كثيرة ومعروفه لكل الناس.
ان تعلق الفلسطين بارضهم بعد نكبه سنه 1948 م كثيرة وبشتى الطرق مقابل ذلك تجد ان اليهود يشعرون بانهم غرباء فى هذة الارض ويتعاملون معها بطريقه استنزافيه مدمرة مما يدل ان هذة الارض هى عربيه كنعانيه مسلمه.
الخاتمه :-
الحقيقه بانه كل من يريد ان يدخل بوابه تاريخ كنعان عليه ان يتسلح بالعلم والصبر والمهارة من اجل القدرة على فك الارتباط بين الحقيقى والمزيف من التاريخ ومن اجل تحريره من كل ما الصق بيه والقدرة على الاستشعار والتحليل وذلك من اجل التوصل الى النتائج, وانى انصح الباحثين بعدم الولوج فى التفاصيل الدقيقه مما يؤدى الى ضياع الهدف والفكرة الرئيسيه للبحث. وعلى كل حال اتفق المؤرخون او اختلفوا فهذة الارض عربيه اسلاميه ويجب ان نتعامل معها على هذا الاساس وهذا المنطق يحفظ حقوق الجميع فبينما كانت فلسطين تحت حكم العرب والمسلمين كان يسودها الرخاء والامن والاستقرار وعندما كان يحكمها الغير كان يسودها العكس. ان العرب والكنعانين وفلسطين هم جميعا عالم كبير ومؤثر ومؤسس على مدار التاريخ وانه مهما حاول اليهود واعوانهم ومن دار فى دائرتهم طمس هذا الوضع فهو محاوله للعبث فقط.
ومهما قيل عن اسم كنعان أو اسم فلسطين ومهما كان التأويل فان العرب هم أول من سكن هذة البلاد وهم اصحابها الاصلين وهم الذين استقبلوا الفتح الاسلامى.
-----------
(2) لخم وجذام
حتى ان الكنعانيون موجودين قبل ابناء عمومتهم لخم وجذام الذين وصل فروع منهم (لخم وجذام) الى منطقه جبال الخليل الغربيه خلال الالف الاخير قبل الميلاد وفترة بعد الميلاد ايضا حيث بداؤ الهجرة من بلاد اليمن بعد خراب سد مارب وزيادة سيطرة الدوله الحميريه على اليمن وقد اشتهر من هؤلاء قبائل كثيرة منهم قبيله بنى الدار حيث اقاموا فى منطقه بين قريتين تل الصافى وبيت جبرين وقد اشتهر منهم الصحابى الجليل تميم بن اوس الدارى والذى كان دائم الترحال من الحجاز الى بلاد الشام وبلدان كثيرة, والذى اشتهر عنه انه روى حديث الجساسه ولكن استقر اخر ايامه هو وابنته الوحيدة رقيه فى منطقه اجنادين حيث امضى اخر ايامه متعبدا ناسكا عندما توفى دفن فى اطراف تل الصافى بين قريتى كدنا ورعنا بالقرب من بيت جبرين.
وتؤكد معظم المصادر ان هذا الصحابى والذى تنسب اليه قبائل التميمى فى مناطق كثيرة وخاصه فى منطقتى الخليل والكرك وان ابنته الوحيدة رقيه تزوجت من احد ابناء عمومتها وعاشت هى وابنائها من ضمن شريط تل الصافى وبيت جبرين والدوايمه وتؤكد المصادر ان فخذ (مجاهد التميمى) هم فقط ذريتها وبذلك يكونو هم الذريه الحقيقيه للصحابى وان الفروع الاخرى التى ظهرت بعد ذلك كانت تنضم تحت مظله ال التميمى وذلك لعمل تحالفات ضد القبائل الاخرى فى المنطقه فنسبهم ليس حقيقى وانهم ينتمون الى اصول مختلفه بعضها غير معروف, والله أعلم.
وقبيل الفتح الاسلامى كان الصحابى تميم الدارى كان يتردد على المدينه المنورة واعلن اسلامه وتمنى على الرسول بعطاء فى منطقه جبل الخليل فكتب الرسول له بعطاء فى مناطق جبال الخليل الشرقيه على ان تسلم له او لورثته بعد الفتح.
--------
(3) الفتح الاسلامى
كان الخليفه الصديق ابوبكر عندما هىء واكمل ترتيب جيش اسامه بن زيد والذى عقد رايته الرسول عليه الصلاة والسلام كان الخليفه يهدف من هذا الجيش هو استطلاع فقط, وحدد الخليفه منطقتين هما اجنادين والرمله والقوة المتركزة فى منطقه يبنا, اي نعم كان الخليفه يهىء امرا وذلك للاندفاع الى بلاد الشام والعراق والبدء بالفتوحات وبرفع رايه الحق على تلك الاصقاع من الجزيرة العربيه.
وبعد انتهاء حروب الردة والتى كان الاعداء يهدفون فى ذ لك الزمان الى حصر الاسلام فى منطقه الججاز حتى يسهل القضاء عليه بعد انتهاء هذة الحروب.
تهيئت الجيوش والنفوس للاندفاع الى الشمال فكانت معركه اجنادين الفاصله (634 م), وانتصر فيها المسلمون بامتياز حيث مهدت هذة المعركه فتح كل بلاد الشام ومصر والعراق وانه لشرف عظيم لتكون تل الصافى والقرى المحيطه بها هى اول ارض تدخلها رايه الاسلام من بلاد الشام او بالاوضح خارج الحجاز وانه لشرف عظيم ايضا لقبائل البراهميه وابناء عمومتهم الاصول والفروع ان يعتنقوا الدين الاسلامى فى ذلك الوقت فهم اول قبائل وطئت ارضهم اقدام الصحابه والفاتحين المسلمين والخلفاء.
وتشير المصادر بالروايات ان عمربن الخطاب (وبعد فتح القدس) زار وبرفقه عمرو بن العاص موقع ارض معركه اجنادين وانه التقى مع جمع كبير من اهل المنطقه فى كل من منطقتى تل الصافى وبيت جبرين حيث اعلنوا اسلامهم امامه بعكس كثير من القبائل الذين لم يغيروا دينهم والذين هاجروا برغبتهم من المنطقه ويؤكد ذلك كثرة الاثار والخرب فى المنطقه بينما بقى البراهميه وابناء عمومتهم (اصولهم وفروعهم) فى اراضيهم ونعموا بالدين الجديد وان اهل بلدة بيت جبرين بنوا مسجد فى وسط البلد واسمه المسجد العمرى نسبه الى الخليفه عمر بن الخطاب.
تجول عمر بن الخطاب فى منطقه جبال الخليل واعاد ترتيبها الادارى والديموغرافى من جديد حيث اكد اعتماد بيت جبرين كحاضرة وعاصمه للمنطقه وتوزيع بعد ذلك قبائل بنى يمن وبنى قيس والذين وصلوا مع او قبيل وصول الجيش الاسلامى على السكن فى المنطقه.
وقد زار عمر بن الخطاب مقام سيدنا ابراهيم (637 م - عام فتح القدس), وحول المبنى الى مسجد بعد ان كان يستعمله الروم كحصن (حيث كان عبارة عن سور وفى داخله المقبرة), وقام عمر بن الخطاب بتسليم العطاء النبوى لصحابى تميم بن اوس الدارى حيث قام الخليفه بالتوفيق بين الداريين وسكان المناطق التى من ضمن العطاء بحيث قام الخليفه بارضاء الجميع وكلف فريق من الدارين بحراسه وخدمه مقام ابراهيم الذى تحول الى مسجد مما حدا ببنى الدار ان ينقلوا سكنهم من غرب الخليل الى الشرق وسكنوا وانضموا الى الاهالى فى تل الروميدة وبنى نعيم والرامه وسعير وقد سكن بعض منهم عند قبر ابراهيم والذى امر الخليفه عمر بتجديد عمل التكيه الملحقه وهذة التكيه التى عمل على تنشيطها وتقويتها بعد ذلك كلاً من الفاطمين وفى العهد الصلاحى, وان وجود هذة التكيه الحقيقه ساعد فى جذب الناس للسكن حول قبر ابراهيم وزادت فروع قبيله التميمى ولكن مع ذلك بقيت بيت جبرين هى حاضرة المنطقه.
وعلى كل حال عاد تميم بن اوس الدارى وابنته الوحيدة وصحبه مقيما فى مكان ايقامته فى منطقه اجنادين وبيت جبرين الى ان توفى ودفن فى نفس المنطقه.
استمر هذا الترتيب فى المنطفه الى ان جاء زحف وحكم الصلبيين (الافرنجه), حيث حكموا المنطقه وبعد ذلك تفرق كثير من القبائل ومنهم بعض من قبيله التميمى حيث لجوا الى مناطق اخرى كالضفه الشرقيه من نهر الاردن, لكن القبائل الكنعانيه الاصل مثل البراهميه وغيرهم بقوا صامدين فى ارضهم محافظين عليها وعلى قداستها الى ان جاء العهد الصلاحى.
-------
(4) العهد الايوبى والمملوكى
ان صلاح الدين الايوبى بعد دخوله القدس عام (1187 م _ 583 ه)وانتهاء معظم المعارك الحاسمه مع الصليبين, والمعروف عنه بعد النظر والعسكريه الفذة, امر كثير من افرادة وضباطه وبعض من شاركوا فى معركه حطين وجموع كثيرة من الاكراد والمغاربه امرهم بالاستيطان فى منطقه جبال الخليل وذلك بهدف انشاء خط دفاعى جنوب غرب القدس وذلك تحسبا لاى هجمات محتمله من الصلبين والموجدين فى الرمله والساحل الفلسطينى على القدس.
وقد كان لقلعه اجنادين فى تل الصافى (الموطن الرئيسى لقبيله البراهميه) دور رئيسى فى هذا الموضوع (كما كان لها دور رئيسى فى فتح القدس ايام عمر بن الخطاب), ومن ابرز الحوادث التى جرت فى اطراف تل الصافى خروج ريتشارد قلب الاسد من يافا عام 1191 م حتى بلغ الرمله وفى اثناء خروجه من الرمله لتفقد معاقله القريبه من تل الصافى كاد ان يقع فى الاسر حيث كان يخطط لمحاولت اللالتفاف على صلاح الدين فى محاوله لاعادة احتلال القدس.
وقبل ان يغادر صلاح الدين المنطقه الى سوريا نقل مركز منطقه جبال الخليل من بيت جبرين الى مدينه الخليل (حيث ان صلاح الدين هو الذى سماها بهذا الاسم, حيث لم تكن قبل هذا التاريخ الا باسم قبر ابراهيم, وكان هناك فى المنطقه تجمعات سكنيه على قمم الجبال مثل تل الروميدة وبنى نعيم والرامه وسعير وقد اعاد بعض المجاورين الى مقام ابراهيم بعد طرد الصلبين منه الذين استخدموة كحصن لهم, وقد اعاد صلاح الدين ترتيب ارزاق مقام ابراهيم ونشط التكيه الملحقه بالمقام واوقف له اوقاف كثيرة من اراضى دورة وزكريا واذنا واعاد تكليف جماعات من اهل التميى والاكراد الذين جاءوا معه لخدمه مقام ابراهيم والتكيه الملحقه.
وبعد انتهاء العصر الايوبى وحَكم المماليك مصر, وتوجو حكمهم بالانتصار على المغول فى معركه عين جالوت (1260 م), وقد تاخر الظاهر بيبرس (والذى تولى القيادة بعد وفاه الملك قطز) فى فلسطين لبعض الوقت حيث تجول فى منطقه جبال الخليل حيث اعاد ترتيب القوات فى المنطقه لتكون خط دفاع محتمل من خطر الصليبين الموجودين فى بعض مناطق الساحل الفلسطينى حيث اعاد لمنطقه اجنادين ومن ضمنها تل الصافى اهميتها العسكريه وحيث اعاد تاسيس بلدة الظاهريه (التى سميت باسمه) فى جنوب جبل الخليل لتكون قاعدة اتصال وامداد وبريد بين مصر وبلاد الشام.
وعاد الظاهر بيبرس الى مصر وهناك جاءت الى مسامعه ان الصلبيين على الساحل الفلسطينى بداؤ يعيدون ترتيب صفوفهم فى نيه سوء لاعادة احتلال القدس فرجع الى منطقه اجنادين ومن هناك جمع كثير من سكان المنطقه بالاضافه الى جيشه وكان من ضمن مرافقيه فى المعركه الشيخ على اليغمورى المعروف بالبكاء وبعض من اهالى بلدة تل الصافى وقام بحملته على ارسوف فى الساحل الفلسطينى وهزم الصلبيين وبذلك يكون انه قضى على اخر معاقل الصلبيين فى المنطقه وبعد ذلك عاد الشيخ على البكاء(5) وبعض من اشترك فى تلك المعركه الى منطقه تل الصافى.
وبعد ذلك بوقت اخذت تتبلور فى المنطقه جبل الخليل مراكز قوى وبطريقه جديدة حيث بنى تميم والداريين والقبائل التى انطوت تحت لوائهم ومقابلهم الاكراد والمغاربه والذين احضرهم صلاح الدين كما ذكرنا وايضا من ناحيه اخرى قبائل قيس ومقابلهم قبائل يمن وهؤلاء الذين وصلوا مع الفتح الاسلامى. وقدوم كثير من الناس من بغداد بعد احتلالها من قبل المغول خاصه من الاشراف واتباعهم, وايضا هجمات اهل البدايه حيث كان هضبه الخليل حدودة مفتوحه على الباديه من الجنوب والشرق.
ونتيجه لظهورمراكز القوة هذه ولعدم استمراريه قوة قبضه المماليك على المنطقه, دخلت المنطقه خاصه جبل الخليل فى صراعات واقتتال ونتجت ماسى وكوارث واحداث مروعه وانه زاد التنافس على الزعامات والوظائف والارزاق والاوقاف التابعه لمسجد ابراهيم والتكيه والاربطه الملحقه به واوقاف تميم الدارى, فى نفس الوقت كانت القبائل ذات الاصول الكنعانيه ومنهم قبيله البراهميه وهم اهل البلاد الاصلين والذين كانوا يتركزون فى القرى كانوا بمنىء عن هذة الصراعات بل كانوا يقيمون بعمليه توازن بين تلك القوة وكانوا رسل خير حيث بقوا على علاقات طيبه مع الجميع مما سبب فى تعزز لقيادتهم وزعامتهم التاريخيه لجبل الخليل, وهذا من اسباب انهم قاموا بتاسيس حارة الشيخ(5) على مشارف مدينه الخليل وذلك لاتمام دورهم المذكور.
فعلا تقول المصادر انه فى فترة من تلك الفترات ومن شدة الفتن انتشر النهب والسلب فى مدينه الخليل مما اضطر كثير من السكان الى الجلاء عنها حيث كان بعضهم يتدفق الى منطقه الخليل الغربيه (شريط تل الصافى وبيت جبرين ودورة طالبين الاغاثه والنجدة مما حدا بسكان هذة المناطق الى التصرف والمبادرة بان يكونوا رسل خير واصلاح), وهذا من اسباب تاسيس حارة الشيخ على(5) بعد ذلك, حيث قاموا بجهود جبارة لاعادة وترتيب اوضاع المدينه كونهم على الحياد وتقول المصادر ان نتيجه لتلك الاوضاع انقطعت الارزاق عن مسجد ابراهيم والتكيه الملحقه به وتؤكد المصادر ان سكان تل الصافى وما حولها وبالتخصيص قبائل البراهميه وغيرهم كانوا على طول سنوات طويله اعادوا تزويد وتموين المسجد والتكيه الملحقه والاربطه بالارزاق وتقول المصادر ان هذا استمر مئات من السنوات الى ان جاء الدوله العثمانيه حيث بعدها عرفت المنطقه طعم الاستقرار.
ومن الجدير بالذكر ان الخيرات ووفرة الانتاج الزراعى تتركز فى منطقه غرب الخليل والمواجهه للساحل الفلسطينى حيث المياة الغزيرة والسهول لكن منطقه شرق الخليل كانت تغلب عليها قله الزراعه والبيئه الصحراويه والصخريه مما جعل المنطقه تشتهر بتربيه المواشى ومشتقاتها.
وكانت حارة الشيخ على بكاة(5) هى همزة الوصل بين الشرق والغرب وفأل وخير واصلاح للمنطقه. وللتاريخ وللعلم فقط كان اسباب الصراع فى منطقه الخليل ان 90% من سكان المدينه خاصه بعد الفتح الصلاحى هم من العابرين والوافدين والذين كانت تشجعهم التكيه والارزاق والوظائف والاوقاف على البقاء فى المدينه وان كثير منهم كان ينتسب الى الوعاظ واصحاب الطرق الصوفيه (حسب ادعاآتهم) وهم من اجناس واصول مختلفه وبعضها مجهوله وغامضه وهذا بتشجيع وبتاسيس من الدوله الفاطميه (التى كانت تؤيد بناء الاضرحه) والتى كانت تحكم المنطقه قبل العصر الصلاحى ومما يثبت ذلك كثرة واستمراريه الزوايا والاضرحه المنتشرة فى مدينه الخليل وضواحيها.
-------
(5) حارة الشيخ على البكاء
حارة الشيخ هذة هى الان من ضمن حارات مدينه الخليل ولكن فى الماضى كانت هذة الحارة هى بلدة على مقربه من مدينه الخليل ومستقله عشائريا وجغرافيا كاى قريه من قرى جبل الخليل. اما كيف تاسست هذة الحارة ؟
الحقيقه ان مدينه الخليل كانت تمر فى فترات غير مستقرة من حين والحين ابتداء من نهايه العصر الصلاحى الى فترة بدايه الحكم العثمانى, من صراعات وفتن, وقد حافظت مناطق جبال الخليل الغربيه على حاله من التوازن والاستقرار حيث قامت بدور رئيسى لاصلاح ذات البين, جاءت معركه عين جالوت وانتصر المماليك وعين الظاهر بيبرس بعد وفاة الملك قطز رحمه الله, حيث بدات المنطقه تواجه استقرار وهدوء وبعدها بفترة واجه الظاهر بيبرس ما تبقى من الصلبين فى معركه ارسوف على الساحل الفسطينى (1265 م _ 663 ه) عاد بعدها الظاهر بيبرس الى مصر لترتيب اوضاعها من جديد وفى نفس الوقت عاد بعض من شاركه فى معركه ارسوف مثل الشيخ على البكاء ونخبه من العلماء والوعاظ وبعض الجيش رجعوا الى منطقه تل الصافى حيث اقام الشيخ على وصحبه وكان يتردد على زيارة مدينه الخليل ومقام سيدنا ابراهيم.
رجع الظاهر بيبرس الى فلسطين بعد استقرار الاحوال وذلك لمواجهه ما تبقى من فلول المغول وبعض التحديات من اسيا الوسطى وانه فى طريقه الى سوريا زار منطقه اجنادين وخاصه تل الصافى واصطحب الشيخ على البكاء مع جمع من الناس الى زيارة مدينه الخليل حيث بارك الاستقرار فى المنطقه وامر بتجديد مسجد ابراهيم وفى هذة الزيارة اعلن الشيخ على البكاء عن رغبته فى الاقامه فى مكان مجاور لمدينه الخليل وبناء زاويه فيه عندها امر الظاهر بيبرس عماله فى المنطقه ببناء زاويه للشيخ على فى مكان قريب من مدينه الخليل (وقد اكمل بناء الزاويه واضاف عليها بعد ذلك السلطان المنصور سيف الدين ابن قلاون وخلفائه فى فترة 680 ه), وقد انتقل الشيخ على من تل الصافى للاقامه فى زاويته وقد نزل معه بعض المريدين الذين اتوا معه تل الصافى ومنهم نفر من اهل القواسمه وغيرهم الذين قاموا جميعا بتاسيس زاويه اخرى فى الحارة للشيخ احمد القواسمى فى النهايه توحدت الزاوتين (وقد انتقل الظاهر بيبرس بعد ذلك الى دمشق حيث قضى على ماتبقى من المغول وتوفى هناك عام 1277 م).
وكما ذكرنا تقول جميع المصادر ان من اسباب اقامه الشيخ على ومجاوريه ومراديه فى هذا المكان هو حفظ التوازن فى المنطقه واصلاح ذات البين نتيجه للفتن التى كانت تنشاء بين الحين والحين فى المنطقه وقد كانت حارة الشيخ محطه للارزاق والتى كانت تاتى من منطقه غرب الخليل والتوجهه الى تكيه ومقام سيدنا ابراهيم. والسبب لاختيار الشيخ على لهذا المكان هو وفرة المياة وكثرة الثمار فى المنطقه وامور اخرى. والذى يؤكد ذلك ان حارة الشيخ كانت تسمى دائما بحارة القيادة لدورها المذكور اعلاة وقد توفى الشيخ سنه 1271 م _ 670 ه, وقد عرف عنه ورعه وزهدة وقد كانت الزاويه محطه لزيارة الحكام والزعمات التى كانت تزور المنطقه وقد اخذت الحارة تزداد فى الاتساع ونزل فيها ايضا من منطقه تل الصافى وغيرها كثيرا من العائلات مثل ال الزغير وابوزينه وابوشخيدم والجنيدى والقواسمه وعابدين وغيرهم. وقد كانت الزاويه مركزا لتجمع الزوار القادمين من غرب الخليل لزيارة الحرم الابراهيمى الشريف وللمواسم.
وقد كان لاهالى حارة الشيخ لباسا مميزا يلبسونه عندما ينزلون الى مركز مدينه الخليل حيث يُعرفون به دائما.
وجدير بالذكر انه وبعد نكبه 1948 م حيث نزح اهالى غرب الخليل بعد الهجمه الاسرائليه ان كثيرا من عائلات حارة الشيخ هبوا برد الجميل الى ابناء عمومتهم وقاموا بجهود متواضع لايوائهم والاهتمام بهم.
------
(6) الحقبه البريطانيه الاسرائيليه_ والغاء الخلافه
جاء القرن العشرين والمعروف عنه انه قرن الغاء الخلافه وضياع فلسطين, نعم تم خلع السلطان عبدالحميد الثانى 1906 م وفعلا انتهت الخلافه بخلعه قبل ان تلغى رسميا عام 1923 م فى تركيا.
وفى اثناء رحله الرسول (قبيل البعثه) مع عمه ابوطالب للتجارة الى بلاد الشام ولقائهم مع الراهب بحيرا حيث ابلغهم الراهب بان اليهود يبحثون عن هذا الصبى (سيدنا محمد) ليقتلوه, يعنى هذا ان الاسلام والمسلمين وبلادهم كانت دائما هدف لليهود واعوانهم حتى قبيل الاسلام وظهور الرساله.
بدا اليهود بكتابه تاريخهم على مزاجهم ووفق اساطيرهم وفى وقت متاخر بعد الميلاد حوالى ثلاثمائه سنه بعد الميلاد بشكل يتناقض مع الاسلام والمسلمين وافتراض بان الاسلام هو عدوهم اللدود بعكس ان الاسلام حسبهم اهل ذمه واعطاهم الامان, وعلى مدار الالف واربعمائه عام كان اليهود لا يتوانون عن طعن هذا الدين من خلف على الف صورة وطريقه. والان وصلنا الى القرن العشرين حيث كان اليهود اكثر نفيرا وخضعت لهم تجارة المال فى الدنيا حيث اشتروا به اهل النفوذ وقامت نسائهم بدور عظيم فى هذا المجال، وكأن الظروف بدأت تلعب لصالحهم وذلك لتحقيق هدفهم وهو إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
اي نعم جاء القرن العشرين وهم على هذة السطوة والطفرة والقوة وتمكنوا فعلا من خلع السلطان والغاء الخلافه بعد محاولات استمرت اكثر من 1300 عام. وهذة الخلافه التى حافظت على عروبه واسلاميه فلسطين على مدار التاريخ وعندما ذهبت الخلافه ذهبت فلسطين. ويتفق الاعداء والاصدقاء بانه لن ترجع فلسطين الى سابق عهدها الا بعودة الخلافه الاسلاميه وهناك حديث شريف فى هذا الموضوع (تكون النبوة فيكم ما شاء الله ان تكون, ثم يرفعها اذا شاء ان يرفعها, ثم تكون خلافه على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها اذا شاء الله ان يرفعها, ثم تكون ملكاً عاضا فيكون ما شاء الله ان يكون ثم يرفعها اذا شاء ان يرفعها, ثم تكون ملكاً جبرية فتكون ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها اذا شاء ان يرفعها, ثم تكون خلافة على منهاج النبوة, ثم سكت), وان هذة الحرب العالميه ضد الاسلام والمسلمين والتى تخندق فيها كل العالم بكافة اديانه ومذاهبه واحزابه واهوائه وذلك لهدف رئيسى هو منع عودة الخلافه الاسلاميه وباى ثمن (لان عودة الخلافه تعنى انهيار النظام العالمى القائم والذى يعتمد على الفساد والنهب والسرقه والاحتكار تحت مظله الديموقراطيه والتباكى على حقوق الانسان وفى الحاله هذة فان تاسيس كيان لليهود ينسجم مع هذا النظام العالمي ويساعد في حمايته وهذا الموضوع هو مشروط بالغاء الخلافه), والله متم نوره ولو كره الكافرون.
تحالف اليهود مع اهل النفوذ فى العالم ابتداءاً من فرنسا وخاصه بريطانيا وتنفيذا لهذا التحالف نزلت القوات البريطانيه فى القدس عام 1916 م وبدأت المنطقه تتعرض لترتيب غريب ومخططات جهنمية واخطار لم تحدق بها منذ نزول آدم على الارض، وقد مهد نابليون لهذه المرحلة في حملته على المنطقة عام 1795م وهذه الحملة ليست هدفها مصر كما هو معلن، وإثباتاً لذلك عندما هُزم على أسوار عكا رجع فورا إلى فرنسا ونظر إلى عكا وهو في البحر قائلاً: لو دخلتكِ لتغير وجه التاريخ. تلك الحملة التي كانت على نفقة يهود ألمانيا في ذلك الوقت والتي كانت مهمتها وبكل وضوح إقامة دولة إسرائيل أو التحضير لإقامتها أو دراسة المنطقة على الطبيعة وذلك لتسهيل هذا البرنامج. وقد ساهمت حملة نابليون في تأسيس منظومة ممتازة وفعّالة حتى تكون قاعدة لإنشاء وحماية إسرائيل، حيث ساهمت هذه الحملة في التحضير لظهور عائلات وقيادات على مستوى فلسطين والمنطقة كلها لإدارة المخطط المذكور.
ومن مظاهر الحشد الغربي والذي تتصدر تنفيذه بريطانيا، الآتي:-
1- حدث فى نهايه القرن التاسع عشر ان القوة الصهيونيه واليهود اعتمدوا مدينه لندن وبريطانيا بالخصوص (البروتستنتيه ذات الخلفيه التوراتيه) كمقر لهم وقاعدة ومنطلق لعملياتهم فى العالم. حيث كانت قد انتقلت عائله روتشيلد الالمانيه وهم من اباطرة المال والنفوذ من المانيا الى بريطانيا.
2- وجاءت الحرب العالميه الاولى سنه 1915 م حتى كان الحلف اليهودى الغربى المتمثل فى بريطانيا اخذ طريقه فى العالم واتخذوا من مصر محطه لقيادة عملياتهم التى تهدف لاقامه كيان يهودى فى فلسطين.
3- فى عام 1917 م وصل الجنرال اللنبى من مصر ومعه سايكس البريطانى وبيكو الفرنسى الى القدس حيث كان هذا الفريق يمثل الغرب جميعه وانضم اليهم بعد وقت عام 1920 م اليهودى هربرت صوموئيل وبذلك اتضحت الصورة تماماً, وبتوجيهات من اباطرة اليهود فى العالم وعلى راسهم الدكتور حاييم وايزمان خليفه ثيودورهرتسل, وفى ذلك الوقت كان وينستون تشرشل وكيلا للخارجيه البريطانيه.
4- جاءت اول مجموعه عسكريه يهوديه من مصر من خلال الجيش البريطانى (وكانت تلقب بالبغالة لكثرة عدد البغال فى الحملة -وأيضا للتغطية على مهمتها) وعندما دخلت الى فلسطين وبغطاء بريطانى وبعدما تمكنت وتخندقت اطلقت اسم جديد لها وهو فيلق الدفاع الذاتى اليهودي وهذا كان نواة لجميع العصابات اليهوديه والتى نشأت بعد ذلك وعلى مدار الخمسين عاما (1898 م _ 1948 م).
فى ابريل عام 1920 م وفى احد جلسات مجلس العموم البريطانى ولاول مرة وبشكل علنى كان الجميع يبحثون ويتابعون مراحل المشروع الصهيونى وعن اساليب الدعم والضمان.
5- بدأت بريطانيا بتنفيذ مشروع اقامه دوله اسرائيل ولتنفيذ هذا المشروع لم يتبعوا اسلوب ملوك اوربا فى الحروب الصلبيه او اسلوب التتار بان يستقدوا جحافل الجيوش للنزول فى المنطقه واحتلاها، لكن هؤلاء اتبعوا اساليب خبيثه اقتحموا من خلالها الاسرة الفلسطينية والاسرة العربيه والاسرة الاسلاميه والحارة والقبيلة وحقنوها بكثير من انواع الفتن والاساليب الجهنميه والخبيثة في داخل فلسطين وخارجها.
ففي داخل فلسطين بدأوا ببث الفرقة والكره والحقد من خلال اختراع وتنمية فتنة ونعرة الفلاح والمدني وذلك لتسهيل تنفيذ برنامج اقامة اسرائيل وهو العمل على تغير الزعامات والقيادات التاريخيه للشعب الفلسطينى وإحلال محلها زعامات جديدة ومن عائلات وهميه واسماء لها جذور مجهوله (وهذا يثبت بالدليل القاطع ان هناك شخصيات كثيرة إدعت القيادة لهذا الشعب وعلى مدار المئه سنه الماضيه وربما لهذا الوقت هى اصولها مجهوله وتتظاهر بالعروبه والاسلام والمسيحيه وهى تنتمى الى عقائد غير معلومه او حتى خبيثة). وهذه الزعامات تحذو حذو بريطانيا وتساعدها بطريقه او باخرى لتنفيذ وعد بلفور، وكان هناك شرائح قليلة من شعبنا منساقة وراء تلك القيادات التى كانت تدعم المخططات، بعلم أو من غير علم.
وفى خارج فلسطين (اتبعت بريطانيا ومعها الغرب اساليب خبيثه على جميع مساحه المنطقه العربيه والاسلاميه حيث اسست منظومات حاكمه واخرى ذات نفوذ وذلك لتسهيل تنفيذ وحمايه المشروع الاسرائيلى)، كل هذا ما كان ليحصل لو ان الخلافه موجوده، فإذن كان اول بند فى تاسيس اسرائيل هو الغاء الخلافه.
6- من الطرائف والتي وراءها مصائب أنه عندما وصل "هربرت صموئيل" إلى فلسطين سنة 1920م واستلم مركزه كمندوب سامي بريطاني، استلم إدارة البلاد من الجنرال "لويس بولز" حيث وقّع الإثنان على وصل استلام مكتوب عليه (استلمت فلسطين كلها عدد 1 لا تنقص شيئاً. ما عدا الخطأ والنسيان).
7- بعد ذلك قامت بريطانيا بإعطاء الجمعيات اليهودية أول وجبة من الأراضي مساحتها ثمانمئة ألف دونم من الأراضي الأميرية (حكومية) والوقفية، وحيث بدأوا بطر الفلاحين الفلسطينيين من تلك الأراضي بحجة عم ملكيتهم لتلك الأرض وهذا سُمي النزوح الداخلي (المهجّرين)، وكان هو المرحلة الأولى لطرد الناس من فلسطين كلها، وهذا الكلام يؤدي إلى فك ارتباط الناس بالأرض وتفكيك المجتمع والتجهيز للنكبة، وأن ما قيل من بعض الإعلام وبعض الإشاعات خاصة بعد 1948 بأن الشعب الفلسطيني قد قصّر في الحفاظ على وطنه وأن هناك عمليات بيع حصلت، ولتوضيح ذلك نقول أن أكثر من 75% من أراضي فلسطين هي أراضي وقف وأميرية وهي في هذا الحال غير قابلة للبيع أو الشراء أو التنازل وذلك لقداسة المنطقة وكثرة المواقع المقدسة والسياحية، أمّا عن البيع فقد حصل وبحدود ضيقة جداً خاصة في شمال فلسطين حيث كانت الأراضي اللبنانية تتداخل مع الأراضي الفلسطينية، وفي مناطق متفرقة أخرى ومعظمها بطريق غير مباشر، ولكن أريد أن أؤكد للجميع والذين لا يعلمون أن بيع الأراضي لليهود في فلسطين لم يحسم الأمر لصالح اليهود أبداً، بل الذي حسم الأمور بريطانيا وأساليبها الخبيثة، والذي يريد أن يتأكد يرى هذه الأيام وعلى شاشات التلفزيون كيفية مصادرة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي ويرى أن مستعمرة "حاركوماه" (والتي تُقام الآن على وقف أراضي الصحابي عياض بن غنيم، جنوب شرق القدس).
8- خلال فترة 1920-1925 تأسست إدارة أراضي فلسطين ومعظم إدارتها تتكون من مسؤولين بريطانيين ويهود وذلك لإعطاء الناحية القانونية والشرعية لتلك الوجبات المتلاحقة من الأراضي وذلك لتسهيل تنفيذ المشروع اليهودي.
9- بدأ هربرت صموئيل (المندوب السامي) بتأسيس أول شركة كهرباء في فلسطين (والأولى في المنطقة كلها) وأعطى الامتياز لرجل الأعمال اليهودي "بنحاس روتربرغ" ومشاركة بعض اليونانيين. حيث كانت هذه الشركة هي المشغّل والباعث والمنشط والمحرك للنشاط الإنشائي والاقتصادي اليهودي فنياً واستثمارياً، والذي يؤكد خطورة هذا المشروع وأهميته بالنسبة لتأسيس الكيان الإسرائيلي أن هربرت صموئيل اعتزل منصبه كمندوب سامي وعيّن نفسه رئيساً لشركة الكهرباء هذه (1925م).
وقامت بريطانيا باحتكار الوظائف والفرص والتعليم والمراكز المهمه لجميع من دار فى دائرتها ولافراد العائلات التى تسلمت الزعامه والقيادة ذات الاسماء الوهميه وعديمه الاصول والحقيقه ان هذة العائلات حتى انها ضمنت وظائفها حتى بعد نكبه عام 1948 م فى الدول العربيه وغيرها بمساعدة بريطانيا.
ومن الجدير بالذكر ان الله حبى فلسطين بالشعب الكنعانى التى ركز عبر التاريخ على فلاحة الارض والبناء على مدار التاريخ ولم يركز على نشاطات اخرى وذلك بموهبه وهدايه من الله حتى يبقى هذا الشعب حارسا لهذة البلاد وفى انتظار الانبياء والرسالات من هنا كان دائما الفلاح هو صاحب الارض الاصلى وهو القائد والزعيم التاريخى لفلسطين، وبذلك كان الفلاح الفلسطيني هو الخاسر الأعظم، حيث جاءت بريطانيا لتحطم هذه الحقيقه التاريخيه وذلك باختراع رموز جديدة لا اصل لها وربطهم بمصالح وارزاق مع بريطانيا وذلك بهدف تدمير جذور هذا الشعب وفك ارتباطه بارضه بحيث تصبح فلسطين ارض بلا شعب. حيث قامت بريطانيا واليهود بإمكانياتهم الضخمة الإعلامية والمادية والترغيب والترهيب ببث الخبائث واختراع القصص والحكايات بين الأطراف فصار كل فريق ينظر بسخرية وازدراء إلى الآخر وانتشرت الفتن بين الحارات وحتى في جسم العائلة أو القبيلة الواحدة وفُتحت ملفات قديمة بين الناس، كل هذا يتم برعايةوتمويل الإنكليز والحركة الصهيونية ومن دار في دائرتهم ومن كان له مصلحة في ذلك، أي نعم هو صورة من صور قانون " فرّق تسد"، (وفقد الفلاح الفلسطيني قيادته وذهبت إلى المدن الفلسطينية والتي كانت تحصيل حاصل فهى محطات للعابرين والوافدين والمجتمعات التجارية).
ومن الاساليب الخبيثة التى قامت بها بريطانيا فى فلسطين هو عمل تنميه وهميه وانشاء بعض المشاريع بعمل بعض الخدمات وذلك بايهام الناس بحسن نيه بريطانيا ولكن ثبت ان هذة التنميه والمشاريع على الارض لبناء دوله اسرائيل وفى الحاله هذة ان اسرائيل لم تبدا منذ عام 1948 م بل بدأ بنائها منذ زمان طويل.
وعلى كل حال ان الأمة ليست ضعيفه ولكن حصل حاله من الغفله والتقاعس والتبعيه وهناك احاديث شريفه تصف هذا المشهد (يصف الرسول الامه بانها ستكون مثل زبد البحر فى مرحله ما, وغير ذلك كثير).
وهناك كلمة حق ان الشعب الفلسطيني لم يترك وطنه عام 1948 م بسهوله كما يدّعى اصحاب الفكر الآسن، لكن الشعب تعرض لمكيدة واساليب خبيثه حيث تم اجلاءه عن ارضه بطريقه او باخرى وبمراحل وعلى مدار خمسون عام (من 1898 م _ 1948 م)، حيث بدأت بريطانيا أولا بالتهجير الداخلي للفلسطينيين وبطرد الفلاحين من الأراضي المستأجرة، وتواطأت الأنظمة العربية مع المشروع اليهودي، (وأمام إمكانيات اليهود الضخمة أكثر من خمس وسبعين ألف جندي والقوات البريطانية أكثر من ذلك) وأن الطيران البريطاني الذي كان يرابط في قبرص ومالطة قام بدور رئيسي في تخويف الناس وطردهم من أراضيهم.
وفى هذا الأثناء أحس الفلاح الفلسطين بالظلم وادرك المخطط ولو متاخرا واستعرت فلسطين بالثورات لمقاومه تلك المخططات وكان البراهميه وتل الصافى دائما فى المقدمه كثوار او مساندين, وكأن منطقه اجنادين بدأت تتهيأ للعودة الى سابق عهدها، أي نعم استعرت البلاد في الانتفاضات وبدأ الناس يبحثون عن السلاح وبدأت الحوادث منذ عام 1920م وبدأ وصول المتطوعين العرب والمسلمين، وكادت ثورة وإضراب 1936م أن تودي وتفشل المشروع اليهودي وتنهي الاحتلال البريطاني، ولكن ابتلاء الشعب الفلسطيني ببعض القادة وقلة التنظيم والخبث البريطاني أدى إلى إخفاق هذه الثورة.
كانت ايام سود حيث بدأت حقبه من التاريخ استثنائيه لم يعهدها الناس من قبل، فلقد قام الفلاح الفلسطينى بالدفاع عن ارضه وعرضه بكل ما أوتى من قوة عبر التاريخ ولكن الاعداء هذة المرة لم يشنوا هجوما مباشرا على الفلاح بل واجهوا الفلاح بالخبث والدهاء واخيرا وجد الفلاح الفلسطين الكنعانى نفسه فى المخيمات بعد عام 1948 م ينتظر الدعم والمساعدة.
وانى اطلب من افراد تلك العائلات والتى قصرت وساعدت المحتل بصورة او باخرى بحسن نية أو بغير ذلك، ودارت حولها الشبهات ان يبادروا بعمل الخير للناس وللقضيه والتمسك بحبل الله وذلك تكفيرا بدلا ما بدر من ابائهم واجدادهم.
وان حركات الشباب الآن (2011-2012) هى حركات إلاهية (والتي تنتشر بطول العالم الإسلامي وعرضه) هدفها إبطال هذه المخططات والاساليب والتى استمرت فى المنطقه على مدار المائه سنه الماضيه حيث ان الشباب ماضين فى إرجاع الامور الى نصابها.
ملاحظه :-
1- اذا كانت الامه لم تستجيب لحركه الشباب او هى غير مستعدة او انشغلت فى امور اخرى نحن نخشى ان يطبق الله اياته الكريمه (وان تتولو يستبدل قوم غيركم) لان الله ملتزم بالحفاظ على دينه وعلى ارضه لان الارض لله ويرثها لمن يشاء من عبادة, ومن هنا يجب على الامه ان تبادر وقبل ضياع الفرصه, وكل المبشرات تؤشر باقتراب الوعد الحق (كما فى سورة الاسراء).
2- واريد ان اقول للناس والذين لهذا الوقت يرفعون شعارات الوطنجيه والعلمانجيه والديماغوجيه والباراغماتيه واللبيرجيه اقول لهم كفى تضييع للوقت وقد جربت الامه كل هذا, ودائما كان الاسلام هو ابو الوطنيه وحامى اهل الذمه وناشر العدل والشورى وبادروا بالهجرة الى الله قبل فوات الاوان.
3- يجب على جيل اليوم وآبائهم وامهاتهم ان يهتموا بالثقافه وبالتاريخ بالضبط كاهتمامهم بالعلم، ونذكر الايه القرانيه مرة اخرى (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) ان الصهاينه لعبوا على ورقه الدين والتاريخ وكيف نحن اصحاب التاريخ الصحيح والدين الحق اى نعم نحن اولى باتباع دينا وتاريخيا, فالعلم يجب ان يتناسب طرديا مع الثقافه.
ان هذا الامر لا يصلح الا ما صلح اوله ونتبع طريق اجدادنا الذين بذلوا دمهم فى سبيل رفع رايه التوحيد وهذا الكلام بالجهد والتواد والتراحم والتراص وليس فقط بالامانى والشعارات (ولله الامر من قبل ومن بعد), ولا نكتفى بتنفيذ اركان الاسلام الخمسه بل هناك امور الدين وشعب الايمان والقناعه بحتميه الحل الاسلامى لجيمع مشاكلنا.
====================
م. عبدالحافظ يوسف نوفل
للتواصل /
NOFAL121@hotmail.com
ص ب : 8152
الجوال : 55509643 00974
المنزل : 44806431 00974
الدوحة / قطر
لمحه تاريخيه عن قبيله البراهميه (الكنعانيه)
(كمدخل إلى تاريخ فلسطين والمنطقة)
منطقه جبال الخليل _ فلسطين
تعتبر قبيله البراهميه (اصولها وفروعها) من القبائل الكبيرة ومن العرب القدماء والتى تقطن منذ زمن سحيق منطقه جبال الخليل الغربيه وحيث تنتشر فى عدة مناطق وتتركز هذة القبيله فى بلدة تل الصافى وهذة البلدة والتى تقع على بعد 30 كيلومتر شمال غرب الخليل وهى تشرف على سهل اجنادين (موقع المعركه المشهورة سنه 634 م) وحيث تتوسط هذة البلدة منطقه يتمركز على محيطها قرى : بيت جبرين وكدنا ورعنا وبرقوسيا وذكرين ونعلين وتل الترمس وصميل وجسير والسوافير والقسطينه والمسميه والتينه واذنبه ومغلس والبريج وزكريا وبيت نتيف وعجور ودير الذبان وغيرهم من القرى وهى كثيرة, وهذة جميعها كانت من ضمن مملكه اجنادين (اختلف فى اصل التسميه ولكن الغالب انه كان دارجاً قبل فترتى الحكم الرومانى والفتح الاسلامى(3), وهو اسم اطلقه سكان المنطقه من العرب القدماء حيث شاع الاسم ايام الروم ايضا) وكان على راسها تدارق شقيق هرقل وقائدة ارطبون الروم وذلك قبيل الفتح الاسلامى والتى كانت تابعه لاسقفيه بيت جبرين (اكبر مقاطعه رومانيه فى فلسطين ذلك الوقت) والتى كانت تضم منطقه غزة وقد استمر هذا الترتيب فى فترة الحكم الرومانى للمنطقه والى فترة الفتح الاسلامى (3).
وايضا بلدة تل الصافى مطله من الشرق على بعض قرى الضفه الغربيه مثل صوريف وبيت امر وبيت اولا وكما تطل من الغرب على السهل الساحلى الفلسطينى فجاء موقعها متوسط بالنسبه لمناطق الخليل والقدس والرمله وغزة مما اعطى المنطقه وسكانها من قبيله البراهميه وغيرهم اهميه استراتيجيه عبر فترات التاريخ.
واصول قبيله البراهميه وكما ثبت انهم من انسال القبائل الكنعانيه (1) والتى استوطنت المنطقه قبل 6000 سنه الى 8000 سنه قبل الميلاد بعض المؤرخين يقولون ان الفترة اكبر من ذلك, اما قبل ذلك من تواريخ فمهم الذين سكنوا المنطقه فعلمهم عند ربى.
وان بلدتهم تل الصافى والتى اسسها الكنعانيون (1) فى بدايه وجودهم فى المنطقه ومن اسمائها لبنى (كما ذكرت فى التوراة) ومن اسمائها جيت وصافيتا (ظهرت بهذا الاسم فى خريطه مادبا) وبلانش جارد ايام الفرنجه تعنى التل الابيض او الحارس الابيض وربما اخذت اسمائها من طبقات الصخر الابيض والتى تزين سفح التل من معظم النواحى وحيث كانت تعتبر قلعه من قلاعهم وذلك لموقعها الاستراتيجى والمشرف على الساحل الفلسطينى والبحر الابيض المتوسط حيث استخدم الكنعانيون (1) هذا الحصن كموقع متقدم فى اقصى غرب جبال الخليل كخط دفاع عن مناطقهم فى جبال الخليل واريحا والقدس وذلك لصد هجمات اقوام البحر والذين كانوا يفدون على الساحل الفلسطينى من البحر فى تلك الازمان وتقول المصادر انه فى فترة بعد ذلك بني حصن سعير فى قريه سعير الان وذلك لحمايه مواقعهم من جهه الشرق وبعد ذلك بنيت كثير من القلاع والحصون على طول جبال فلسطين.
ومن هنا كان الكنعانيون (1) اجداد قبيله البراهميه هم اول شعب عرفهم التاريخ ممن سكن فلسطين وأنهم موجودين حتى قبل وصول فروع من ابناء عممومتهم لخم وجذام (2) وانهم لم يتاثر وجودهم فى وطنهم الاصلى وحتى بعد وصول قبائل قيس ويمن بعد او قبيل الفتح الاسلامى(3) اوبعد الترتيبات التى حصلت اثناء العهد الايوبى والمملوكى(4) والعثمانى, حيث ان البراهميه ساهمو بعد ذلك بتاسيس حارة الشيخ (5) بالقرب منمدينه الخليل.
اي نعم كانت لتل الصافى وقبيله البراهميه وغيرهم شان عظيم فى كل مراحل التاريخ وحتى قبل نزول الاديان وقبل الاسلام, واستمرت هذة الاحوال وبالرغم من تعاقب الامم الى بدايه القرن العشرين وحيث نزلت القوات البريطانيه(6) الى فلسطين (وبدأت الحقبه البريطانيه الاسرائيليه(6) وفاجعة الغاء الخلافه.
اذن قبيله البراهميه اصولها وفروعها ينتمون الى اول شعب سكن هذة البلاد فهم فلاحوا الارض الفلسطنيه وسكانها الاصليين الناطقين بالعربيه فهم اخلاف القبائل الوثنيه وهم كانوا موجودين قبل نزول الاديان السماويه الثلاث وقبل ما يسمى بالغزو اليهودى وقبل الميلاد وحيث بقيت اقدامهم ثابته فى هذة التربه منذ تلك العصور السحيقه.
وحيث اعتنقت هذة الاقوام بعد ذلك الديانه المسيحيه الى ان جاء الفتح الاسلامى(3) ابتداء من سنه 632 م وحررهم من حكم الرومان ودخلوا جميعا فى الدين الاسلامى, وتتشرف منطقه اجنادين بما فيها تل الصافى مع سكانها فى ذلك الوقت والبراهميه اصولهم وفروعهم ان منطقتهم هى اول منطقه دخلها الفتح الاسلامى فى منطقه بلاد الشام.
وان قبيله البراهميه وابناء عمومتهم والقبائل التى اعتنقت الدين الاسلامى كانوا منطلقا للدعوة الاسلاميه بين القبائل فى تلك المناطق.
والجدير بالذكر انه حتى منذ مائه عام كانت النساء من قبيله البراهميه تلبس الثياب الفلاحيه المطرزة حيث كانت تتباهى النساء بتطريز صورة الاله داجان احد الاله الكنعانيين (1) على صدورهم وذلك لفخرهم بانتمائهم الى الاصول الكنعانيه (1) (وهناك براهين وادله على ما ذكر).
حيث ان المنطقه وحصن تل الصافى كانت تتعرض دائما للكر والفر والاخذ والرد حيث كان السكان يتعرضون للتهجير والمذابح والاهوال والصراعات القبليه عبر التاريخ مما سبب انتشار بعض اصول وفروع البراهميه فى مناطق كثيرة مثل منطقه القدس ورم الله وحلحول وخاصه فى منطقه ترمس عيا ومنطقه برهام وعارورة وايضا فى مناطق نابلس وحيفا وبعض مناطق يافا مثل كفرعانا حيث كانت لهم اسماء مثل الشرايعه وعارورى والبو وغيرذلك. وهنالك فروع فى جمهوريه مصر العربيه بعضهم يقطن فى محافظه الشرقيه حيث يتركز وجودهم فى مركز اولاد صقر.
ومن الجدير بالذكر ان القاسم الجنيدى (جد قبيله القواسمه) عاش هو او بعض ابنائه فى تل الصافى (بعد قدوم اجدادة من العراق تقريبا سنه 300 ه) وانه وبعد الحروب الصلبيه (بعد 1099 م) انتقل بعض من ذريته برفقه الشيخ على البكاء(5)) وهذا الشيخ الذى نزل فى تل الصافى وكان بعد ذلك برفقه الظاهر بيبرس واشترك معه فى دحر الصلبين فى اخر معركه فى منطقه ارسوف على الساحل سنه 1265 م) وحيث انتقلوا الى منطقه الخليل واسسوا حارة على مشارف المدينه سميت بحارة الشيخ(5) وقد بقى من ذريتهم فى تل الصافى وفى قريه برقوسيا القريبه وحيث اصبحوا يشكلون نسبه كبيرة من اهالى القريتن.
وتشترك قبيله البراهميه مع قبائل لها تاريخ قديم فى تل الصافى مثل عائله ابوعفيفه وغيرهم, وهناك عائلات استوطنت المنطقه فى عصور قريبه مثل ال العزة وغيرهم, وهناك نسبه كبيرة من العائلات والتى اصولها مصريه اوغير ذلك كانت تفد الى المنطقه لطلب الرزق او من ضمن الحملات العسكريه وخاصه حملات صلاح الدين الايوبى او المماليك (4) او حمله ابراهيم باشا. وقد كانت هذة العائلات الوافدة تجد حسن الضيافه والتكريم والاقامه الطيبه من قبل افراد قبيله البراهميه السكان الاصلين للبلاد, مما سبب ان حظيت هذة القبيله باحترام وتقدير الجميع وقد كانت جميع عائلات البلد نسيج واحد يسودة الحب والانسجام والتعاون والوفاء وكأنهم جيمعاً قبيله واحدة.
وهناك عائلات فى منطقه الخليل لها وشائج وعلاقات نسب وقرابه عبر التاريخ مع قبيله البراهميه مثل ابو شخيدم والجنيدى والقواسمه وابوزينه والزغير وعائلات كثيرة من قرى بيت اولا وصوريف ودورا والظاهريه وحلحول.
اهتم البراهميه عبر التاريخ بالتركيز على مهنه الزراعه لحبهم وارتباطهم بارضهم ودفاعهم المستميت والمستمر عبر التاريخ وحيث كانت بلدتهم حصن مهم قبل الاسلام وبعده واثناء كر وفر صلاح الدين على الحصن من قلعه عسقلان (قبيل معركه حطين) وحيث كانت مقر ملك الفرنجه فولك, وبالرغم من ذلك فى كل الاحوال بقى معظم البراهميه اصولهم وفروعهم صامدين فى ارضهم الى ان جائت الغزوة الاسرائيليه البريطانيه (6) وحيث تم ترتيب المنطقه من جديد حسب اتفاقيات (من طرف واحد) سايكس وبيكو المشؤومه سنه 1916 م.
لكن تلك الهجمه هذة المرة كانت اكبر واعظم من طاقه المنطقه مما ادى ذلك الى الهجرة القسريه والنزوح عن المنطقه فيما يسمى بنكبه عام 1948 م وقد استمات البراهميه واهالى البلد وسكان القرى المجاورة فى الدفاع عن وطنهم فى تلك الفترة وفى معركه البلد الاخيرة استشهد عدد من البراهميه واهالى البلد ومن سكان القرى المجاورة وكان فى مقدمتهم محمود حسن نوفل واخوانه عبدالحافظ وعبدالمنعم وابنهم عياش ويروى شهود عيان ان الشهيد محمود حسن قتل اكثر من 10 من اليهود فى تلك المعركه فقط, وان سقوط بلدة تل الصافى عام 1948 م ادى وبشكل طبيعى الى ضعف فى معنويات سكان المنطقه مما ادى الى سقوط عشرات القرى وذلك لوضع بلدة تل الصافى الاستراتيجى.
وقد انتشر البراهميه بعد عام 1948 م فى مدن وقرى ومخيمات الضفتين الغربيه والشرقيه وتوجهت بعض من الاسر الى قطاع غزة والباقى انتشر فى بلاد المهجر.
ومن فروع قبيله البراهميه فى الوقت الحاضر : نوفل, الشيخ سلمان, عايش, ابوالحاج, مغنم, اسمران, الدوخ, الجمل, المعرى, بحر وغيرهم وبعد الهجرة هذة اهتم افراد قبيله البراهميه مثلهم كمثل باقى افراد الشعب الفلسطينى بالتعليم ومزاوله الحرف المهنيه والتجاريه وقد تركوا بصماتهم بالخير اينما ذهبوا.
وبعد ذلك ساهم كثير من شباب البراهيمه فى اعمال الثورة الفلسطينيه والاحزاب العربيه وانخرط بعضهم من ضمن الحركات الاسلاميه حيث اشتهم منهم الشيخ يوسف عبدالحافظ نوفل (والذى يعتبر من مؤسسى ومنظرى جماعه الاخوان فى فلسطين منذ الاربعينات والذى توفى مدينه الخليل عام 1999 م.
ومن خلال معارك الثورة الفلسطنيه من بدايه الستينات الى الاجتياح الاسرائيلى للبنان عام 1982 م سقط عدد من رجال البراهميه بين شهيد وجريح وعلى راسهم فهد ابراهيم محمود نوفل والذى استشهد خلال اجتياح لبنان.
ولان الكنعانين(1) جميعهم وفروعهم من قبيله البراهميه اصولهم وفروعهم وغيرهم من سكان فلسطين عبر التاريخ محافظين على فلسطين هذة الارض المقدسه ولم يكن لهم اطماع فى التمدد خارجها او تاسيس امبراطوريات بل آثرو البقاء على هذة الارض للحفاظ عليها والاستعداد لاستقبال الانبياء والمرسلين والرسالات ولانهم تحملوا فى سبيل ذلك عبر التاريخ الكروالفر وكانت ارضهم فلسطين تعرضت (اكثر من جميع بلاد العالم) للاحتلال والتدمير والظلم عبر التاريخ, فمن هنا يجب على العالم جميعه بشكل عام والعالمين العربى والاسلامى بشكل خاص ان يوفي لهؤلاء الناس حقهم ويرد اليهم الجميل وذلك بالعمل على تحرير بلادهم وارجاعهم الى وطنهم ليعاودو الحفاظ عليه كارض مقدسه وممباركه وواحه سلام للعالم الاسلامى والانسانى.
وعلى كل حال سواء الامه عزمت على هذا الامر ام لا فاننا نتوجهه الى الله بان يعجل بوعدة الحق (سورة الاسراء) ويصلح حال شعبنا وامتنا ويهديهم الى الطريق القويم والى حسن ادراك وفهم الموقف ويحسبنا الله من الصابرين والشاكرين وان نكون جزء من الوعد الحق ومن جنودة وجيشه الالهى وان تتيسر العودة الى الوطن ليعاود شعبنا وامتنا فى الحفاظ على هذة الارض المقدسه.
ملاحظات :
-1 ربما انه فى هذة الايام اصبح اسم قبيله البراهيمه وكثير من اسماء القبائل غير شائعه وغير معلومه لكثير من بعض جيل اليوم وذلك لان غالبيه الفروع والبطون تتسمى باسماء الاجداد والفروع.
2- ان كثير من الباحثين او حتى عامه الناس يخطى عندما ينسب اسم القريه او المدينه الفلانيه الى الرومان او اليونان وغيرهم من الاقوام التى عبرت فلسطين عبر التاريخ وهذا خطا شائع لان تلك الاقوام وصلت الى فلسطين حيث كانت دائما فلسطين عامرة باهلها العرب وبقراها وحضارتها وكان دائما المشروع الكنعانيه ياخذ مكانه بالضبط على هذة الارض.
3- نرحب باى اضافه او تعليق او تصحيح او ايه معلومات اخرى والحقيقه ليس لنا المقدرة على الاحاطه بكل شي ولان ندعى الكمال وحيث امضينا سنوات طويله ونحن نتقصى الحقائق ونبحث عن الادله وزيارة المناطق المذكورة ودرسنا اوضاعها الطبوغرافيه والديموغرافيه واثارها ومقابرها المنتشرة فيها ودرسنا عادات اهلها ولهجاتهم حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه, ونوجو ان يكون هذا البحث خفيفاً على النفس ومهضوماً وحاولنا ان نوضح القواسم الرئيسيه لما كتبه المؤرخين ومن هنا ندعو الجميع الى مزيد من الدراسه والبحث.
4- وما ذكر فى هذا البحث هو قيض من فيض وذلك لتزويد الجيل الجديد (وبالاسف مع احترامى لهذا الجيل انه تربى على المناهج والاساليب المفروضه علينا من الغرب وعلى المواد الغذائيه ذات الوصفات الاجنبيه) واعطائه هذة المعلومات التاريخيه وبالاضافه الى عقيدته ووطنيته وذلك ليتمكن من اعادة صياغه نفسه ومجتمعه لخطوة اساسيه لاعادة ترتيب اوضاع الامه ولتنظيف الامه من رواسب سايكس بيكو واعادة الامه الواحدة, اعتمادا على عقيدتها واصولها وجذورها العميقه فان الماضى هو ابو الحاضر وهو جد المستقبل وقد كان عليه السلام يعتز باصله وفصله دائما.
5- ادعو كل افراد القبائل التى تنتمى الى الاصول الكنعانيه بان يبحثوا فى هذة الامور ويحققوا كثير من المعلومات مع النشر وذلك للمساهمه فى تاكيد هويه اصحاب الارض الاصلين, ونحن نقترح تاسيس موقع خاص لهذا الموضوع, وذلك للاهميه بهدف ان نقدم اثبات حال للاجيال الحاليه والقادمه ان هذة الارض عربيه والاسلاميه. وانى اهيب جميع الافراد والمؤسسات ومراكز الابحاث والذى عندهم امكانيات علميه او ماديه ان يقدموا جهدا فى هذة المواضيع وذلك لازاله الغموض وليزودو الشباب بالمعلومات الصحيحه والعمل على انقاذهم من هذا التلوث الفكرى المخادع المناور والذى نحن جميعا اسرى فى شبكه على مدار المائه سنه الماضيه, وانى اهيب بالشباب ذوى التخصاصات العلميه مثل الطب والهندسه والكمبيوتر وكافه العلوم ان يعطوا للتاريخ والادب حقهما, وان لايعيشوا اسرى مهنهم وانجازاتهم, ولو بنشاطات غير منهجيه مسائيه او باهتمام للمواضيع كهوايه وانى اذكرهم بالايه القرانيه (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون). واننى اذكر الشباب بالعصور الاسلاميه السابقه حيث كان كل من اصحاب المهن فقيهاً ومؤرخاً ومحدثاً وموسيقياً وهناك اسماء مشهورة, وكذلك واننى اذكرهم بان اسرائيل والصهيونيه لعبت بورقتى التاريخ والدين, ونحن اصحاب التاريخ الصحيح والدين الحق اهملنا هذين البندين ومن هنا ضاعت فلسطين والمنطقه.
واننى أهيب بالشباب استغلال فرصه وجود الانترنت والكتب الوفيرة والصحافه وهذة القنوات الفضائيه الكثيرة وهذا كله من مميزات هذا الزمان, اهيب بهم الاستفاده من هذة كلها لجمع المعلومات وفرزها ونشرها للاستفادة منها, ان النظام العالمى الحالى يحاول جاهداً لفصل العلم عن الثقافه فى جميع مناهجناً وهذا واضح فى جامعتنا وجميع مناهجنا الدراسيه حتى يكون هذا الجيل ضحيه للتقوقع والانعزاليه وان لا يكونوا اسرى لتخصصاتهم ومهنهم ونريد ان نوضح للناس ان الثقافه خاصه المعلومات التاريخيه هى مصدر الهام للشباب, والثقافه دائماً هى التى كانت دائماً توحد الامه.
6- ان اهتمامنا بالاصل والفصل والبحث عن جذورنا هو ضرورة شرعيه وهذا الامر لا ينزل من قدر الدين او العقيدة بل يكمل الشخصيه ويستوفى العقيدة وان العروبه والاسلام تؤامان وان صلاح الدين عندما بدا حملته نادى بندائه المشهور (طاب الموت يا عرب), وقال عمر بن الخطاب قبله نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزة لغيرة اذلنا الله.
7- ان هذا الطرح هو ليس كلام مزاج أو اصطفاف أو محاباة لفريق دون اخر او أفتخار بجهه معينه بل هو زبدة خبرات ومعلومات ودراسات ولقائات وزيارات وابحاث, وانه اخذ من منظور تاريخى وزاويه حياديه.
ملاحظه :-
وفى هامش هذا البحث مجموعه من الملاحق المختصرة والتى تتداخل مع هذا الموضوع وفيها فائدة للجميع وهى بالترتيب :
الكنعانيين, لخم وجذام, الفتح الاسلامى, العصر الايوبى والمملوكى, حارة الشيخ على البكاء, الحقبه البريطانيه الاسرائيليه (وفاجعة الغاء الخلافه).
------------------
(1) الكنعانيون _ بنى كنعان _ السكان العرب الاوائل لفلسطين
انهم القبائل العربيه الكنعانيه وهم اول من استوطن فلسطين من 6000 الى 8000 قبل الميلاد وبعض المؤرخين يذهب الى اكثر من ذلك اما قبلهم من سكن فلسطين فعلمه عند ربى.
واصول قبيله البراهميه (بلدة تل الصافى _ منطقه الخليل) كما ثبت انهم من انسال القبائل الكنعانيه وتؤكد معظم المصادر ان هذة القبائل الكنعانيه هى من فروع من يطلق عليهم عاد الثانيه وقد عرفوا بجبابرة العمالقه ومن اجدادهم عمليق وجرهم وقحطان الاول وهم الذين نجو من الخسف الذى اصاب قوم عاد ايام النبى هود حيث كانوا يستوطنون فى جنوب الجزيرة العربيه امتدادا من شاطى البحر الاحمر غربا الى سواحل سلطنه عمان شرقا ومع امتداد على ساحل الخليج العربى مرورا بالمنطقه المعروفه الان بالربع الخالى, وبعد الخسف رحل ما تبقى من الاقوام فاستوطن بعضهم منطقه اليمن ومنطقه الحجاز الى تبوك مرورا بمدائن صالح والبعض الاخر استمر فى الهجرة الى الشمال (كان العرب وفروعهم من بدايه ترحالهم وحتى استقرارهم فى فلسطين وغيرها هم يتحركون وبشكل طبيعى فى ملعبهم الذى تتوسطه مكه المكرمه حيث اسس ادم وحواء اول اسرة فى التاريخ وذلك على جبل عرفات, يعنى ذلك ان العرب اينما ذهبوا هم فى موطنهم وارضهم) ومنهم القبائل الكنعانيه التى دخلت فلسطين من ناحيه الشرق واستوطنوا المنطقه المعروفه الان بمدينه اريحا حيث كانت هذة المنطقه هى قاعدتهم الاوله (والتى تعتبر اقدم مدينه فى العالم) وكانت نقطه انطلاقهم الى الارض الفلسطينه وبعد ذلك بدؤا بتسلق الجبال واقامه القرى والحصون على قممها وعلى طول 350 كيلومتر تقريبا (جبال فلسطين) وكان اوائل هذة الحصون هو حصن لبنى او جيت كما ذكر فى مصادر كثيرة والمعروفه ببلدة تل الصافى فى اقصى غرب قمم جبال الخليل والمشرفه على الساحل الفلسطينى وذلك لصد هجمات اقوام البحر الذين كانوا يفدوعلى المنطقه من جهه البحر, وقد اكمل الشريط الدفاعى هذا حتى استمر الى قريه الدوايمه والى مناطق دورا والظاهريه _جبل الخليل وقد كانت القبائل الكنعانيه التى سكنت هذا الشريط واسمهم العناقيون (والذين من ضمنهم اصول قبيله البراهميه) والذين انبثق منهم اليبوسين الذين بنوا مدينه القدس, وكأن الله يهيى امرا, ومن الدليل على ذلك كثرة الخرب والمغارات التى كانت مأهوله على طول الشريط, وفى جهه الشرق بنوا حصن سعير(قريه سعير الان) وذلك لصد هجمات ابناء عمومتهم الاموريون (الذين سكن قسم منهم فى شرق الاردن), وبنى سومر واكد سكان الرافدين, وهؤلاء الاموريون والذين هم من ذريه العماليق وكان يسمون بالهكسوس بعد ذلك, وتؤكد المصادر انهم (اى الهكسوس) توجهوا الى مصر بعد ذلك حيث كانوا حكامها ايام النبى يوسف, حيث كان يسمى الحاكم بالملك وليس فرعون كما ذكر فى القران, وبالاقتباس من تفسير القران بان هؤلاء الهكسوس كانوا على علاقات ممتازة مع ابناء عمومتهم الكنعانين فى الشمال وان دياناتهم جميعا كانت اقرب من التوحيد.
وكان الكنعانين ايضا يبنون الحصون لصد الهجمات الحثيون من الشمال والذين هم من ذريه يافث بنوح والذين استوطنوا منطقه اسيا الصغرى.
وعلى مر الايام بدات تتبلور شخصيه الانسان الكنعانى حيث بلغ نضوجا تاما وفعلا كان هو الانسان العاقل والذى بدأ بأنشاء حضارة وتنميه قدمها الى العالم وذلك من خلال العصور الحجريه والبرونزيه والحديديه وغيرها وما بعدها التى مرت عليهم فى ذلك الزمان.
وقد اشتهر الكنعانيون ببناء القرى على رؤس الجبال حيث عرفت فلسطين فى التاريخ ببلد القرى اما المدن فقد نشات فى ظروف متاخرة وبتحصيل حاصل حيث كانت محطات للعابرين والوافدين والمجتمعات التجاريه التى كانت من اسمائها اسواق الجمعه والخميس ولذلك كان عبر التاريخ جميع قادة المنطقه دائما هم سكان القرى والقبائل وذلك لعراقه سكانها.
وقد كانت تغلب على القبائل الكنعانيه الاستقلاليه كلُ فى منطقته وان كانت تجمعهم روابط اللغه والاديان وطبيعه المنطقه ومن اللافت للنظر ان الكنعانيون لم يكن لهم توسع جغرافى او امبراطورى او سلطوى وكانهم كانوا ينفذون امر الله بان يكونوا حراسا وامناء على هذة الارض المقدسه من حيث لا يدرون.
لكنهم كان لهم توسع ثقافى وحضارى امتد عبر العالم وهذا من حسنات عدم انشغالهم بالسياسه او السلطه ومما يثبت ذلك عدم قيام دوله موحدة مستقله فى فلسطين عبر التاريخ ولهذا الوقت وهذا يثبت استمراريه العرق الكنعانى فى فلسطين لهذا اليوم.
وهناك دلائل كثيرة واقوال كثير من العلماء الغربين وغيرهم بان الحضارة العالميه بدات بالفعل من هذة المناطق التى تحوى الارض المباركه المقدسه وحيث كان للكنعانين الذين هم اول من وصل اليها حيث كان لهم اهتمام كبير فى ترسيخ اسس الحضارة على الارض فى وقت ممبكر من زراعه وصناعه وبناء فى كل نواحى الحياة وهذا يثبت بشكل قاطع ان هذة الارض عربيه واسلاميه حيث ان الغزاة عبر التاريخ الذين كانوا يحتلو القدس وفلسطين يعملون فيها التدمير والخراب والنهب ويجعلو عليها واطيها ويرتكبون المذابح ويسرقوا حضارتها, ولكن الفاتحين العرب والمسلمون على مدار مراحل التاريخ سواء قبيل الاسلام اوبعدة كانوا يحافظوا على البلاد وخيراتها ويحترموا اهل الذمه (مثلا العهده العمريه) وينشروا فيها الامن والسلام ولان الانسان لا يخرب بيته بيديه وهذا دليل دامغ بان هذة الارض عربيه واسلاميه.
ولو القينا نظرة على دور اسرائيل فى الارض الفلسطينه فانه عبث وتدمير من نوع جديد ومنذ عام 1948 م وما قبل ذلك ايضا وهم جادين فى تغير طوبوغرافيه البلاد واستنزاف المياة بشكل غير طبيعى وكان البلاد فعلا ليست ببلدهم او انهم عابرين,وعمليه التهويد والتى استهدفت الحجر والبشر حتى اقتلاع اشجار الزيتون التين والتى تعتبر جزء من تاريخ فلسطين وازالو جبال باكمالها وغيروا اسم الشوارع واسم المناطق وغير ذلك من العبث, فعلا انهم يدعون ان الارض لهم ولكن واقع تعاملهم مع الارض انهم كاللص الذى يريد ان يهرب فى اى لحظه, وهذا يتفق مع اثبات ان دور الغزاة عبر التاريخ كانوا يعملون فى البلاد الدمار والخراب.
ولتصحيح الفهم الخاطىء الشائع عن حدود شبه الجزيرة العربية نحب ان نذكر الناس بالحقيقه وهو ان بلاد الشام والعراق هى جزء لا يتجزأ من الجزيرة العربيه او امتداد لها ولذلك كانت هجرة العرب وحركتهم من الجنوب الى الشمال وبالعكس هى حركه طبيعيه لانها تجرى ضمن البلد الواحد والشعب الواحد وكان سيدنا نوح كان يدرك وبالوحى الالهى ان هذة المنطقه ستكون فيها مهد وحركه الانبياء وملعب دعوتهم عبر التاريخ وكانه عليه السلام كان يهيى الامر لظهور سيدنا محمد خاتم الانبياء, ومن هنا (وهذة وجهه نظر) امر ابنه سام وذريته وغيرهم بالعيش فى هذة المنطقه والرباط فيها هم وذرياتهم وذلك من عدن جنوبا الى تخوم اسيا الصغرى شمالا ومن بلاد الرافدين شرقا الى ساحل المتوسط وبلاد مصر غربا, وذلك لتتهيا المنطقه دائما لظهور الرسلات والانبياء, فاذن ان اى قوة ليست عربيه او اسلاميه فى المنطقه تعتبر احتلال وان السرد القرانى للقصص والاقتباس منها يؤكد ذلك مائه بالمئه من هنا ان فلسطين كانت قلباً نابضاً لهذة الجزيرة العربيه عبر التاريخ والى ما شاء الله.
ومن هنا حيث اتضح تماما ان اسرائيل سرقت الحضارة من اولها لاخرها والبسوها الثوب اليهودى وحيث انهم فى الاسرائليات ومدعيها يدعون بان القبائل الكنعانيه الاصل قد انقرضت لاسباب وهًمو الناس بها, حيث ان اقوام البحر جائوا من مناطق مختلفه واصول عدة عن طريق البحر الابيض هم سكان فلسطين وان غير ذلك من السكان قد انقرضوا او تركوا البلاد فى عصور قديمه.
وهذا الكلام باطل ففلسطين بقيت على ممر العصور تستقطب اقوام كثيرة بحكم موقعها المهم ولكثرة الغزاة ولكن بقى الكنعانيون العرب سكان الاصلين يحافظون على وجودهم ويلعبون لعبه التوازن بين كل الاطراف يحافظوا على شخصيتهم ولغتهم ومزاجهم واسلوب حياتهم وعلى تطورهم وعلى حضارتهم وتمكنوا وبجدارة منقطعه النظير من صهر جميع الاقوام التى دخلت فلسطين فى بوتقتهم, ورغم التلاقح بين الكنعانيون وتلك الاقوام الا ان مظاهر وجود الشخصيه الكنعانيه كانت الغالبه حتى هذة الايام, انها شخصيه جديه ومتفانيه وعندها الوعى السياسى والحضارى والقدرة العجيبه على القيادة والتميز بحيث تجد كل قريه فلسطينه تتمتع بتميز فى لهجاتها وعاداتها حيث ان الثوب الفلسطينى كان واحد ولكن نجد لكل قريه خطوط معينه.
ومن هنا اعتاد الكنعانيون على ان لا يكون لهم وحدة سياسيه بحيث ان لكل منطقه سياستها واهتمامتها وكانوا فقط يجتمعمون فى حاله وجود خطر خارجى, وان هذة الظاهرة موجودة لهذا اليوم مما يثبت ان الدم والجينات الكنعانيه هى الغالبه والموجودة لهذة الساعه وترى اليوم ان افراد الشعب الفلسطينى يتصفون بنفس الصفات والمميزات حيث تغلب عليهم نزعه القيادة والزعامه حيث كل فريق مستقل برايه وافكارة وتغلب عليهم احيانا العناد والعباطه.
وهذا الكلام السابق يؤكد ويثبت ايضا (وقد اكدت هذا ما وجد فى وثائق تل العمارنه) ان نظام الحكم عند الكنعانين كان نظام شورى وفيدرالى ويقول المؤرخون انهم اول من ابتدع الفيدراليه فى التاريخ فقد كانت كل قريه مستقله برايها وادارتها وكل سبع قرى لها مرجعيه واحدة وفى النهايه الكل له مرجعيه كبيرة هى الملك الاكبر او الاله, وهذا الكلام وما سبقه هو يوضح اسباب ديمومه الانسان الكنعانى على ارض فلسطين حيث غلب التوازن والتواد والتراحم.
وكان للانسان قيمه عظيمه عندهم وهذا ماثل لهذا اليوم بين الفلسطنين فالمجتمع الفلسطينى لا يوجد فيه ازدراء ولا احتقار ولا اهمال للكرامه والكل يحسب حساب الكل وتقول النصوص القليله المكتشفه عن حياه الكنعانين انهم كانوا اهل ادب وشعر وكان لهم نصوص تحض على الاخلاق والعادات الحسنه والفهم السياسى والسلوك الشخصى وهناك عبارة وجدت على رساله من الاله الى اخر من الهتهم وهذة مهما كنا نؤولها تدل على قيمه الانسان عندهم وهى الماثله لهذة الساعه والعبارة تقول يجب ان لا يتمادى الاله فى تعذيب الشعب لان الشعب لن يهلك وله ديمومه الحياة.
ومن هذة المعانى نقتبس ان هنالك كانت تندلع انتفاضات عبر التاريخ ضد الملوك او المحتلين او الظلمه وقد كانت الحجارة فى الغالب هى السلاح المشترك والتاريخى لهذة الانتفاضات على مدار العصور(وهناك ادله كثيرة)
وقد اكد المراقبون بان انتفاضات الشعب الفلسطينى على مدار ال100 سنه الماضيه ضد الاحتلال وخاصه انتفاضه عام 1987 م باسوبها وطريقه عملها وزيادة امكانيه تحمل وبدون حدود تؤكد الشخصيه الكنعانيه بانها شخصيه صمود وجبروت وكأن شعب اليوم يحمل صفات شعب الامس (وان فيها لقوم جبارين) وكما ان الكنعانين صدروا الحضارة والثقافه والعلم الى جميع العالم فان شعوب العالم كلها اقتبست انتفاضتهم واصبحت ثقافه عالميه ضد الظلم حتى ان كلمه انتفاضه لم تترجم بل انتقلت الى كل لغات العالم كما هى, وكذلك كلمات كثيرة مثل (نكبه) وهذا يدل على عراقه الثقافه الكنعانيه عبر التاريخ.
ان اراده الله اعطت هذا الشعب قديما وحديثا هذا الزخم من الصفات الخلقيه لسكان فلسطين والتى لم تتغير ومن اعتدال القامه وامتلاة الجسم والانف العريض الضخم وبروز الدقن وكثافه الشعر والجلد فى تحمل الاعمال الشاقه واعتزازة بنفسه وبالعزة والشعب الكنعانى اشتهر وحتى هذا اليوم بانه شعب ولود ونسله كثير ومتميز والحمد لله, وايضا عنده شعور بالكرامه بدرجه عاليه جدا وبالتميز والايثار والتواد والتراحم.
اي نعم اصبح اسلوب الشعب الكنعانى على مدار التاريخ فى مقاومه الظلم اسلوب جميع اهل الارض وهذة كلها الهمت الشباب العربى فى حركته فى عام2011م _ 2012م وقد اكد كثير من الباحثين ان انتفاضت عام 1987 م هى احدى الملهمات لهذا الزلزال العربى و كما كان الشعب الكنعانى دائما وعبر التاريخ هو الملهم فى كل نواحى الحياة.
وهذا الكلام جميعه هو رد شامل على الاسرائليات التى ادعت بانقراض الجنس الكنعانى وذكرو ذلك فى ادعاآتهم والتى كتبت فى اسفارهم والتى دونت فى فترات قريبه وكانو بدؤا كتباتهم بعد اكثر من 300 عام من ميلاد السيد المسيح وهناك روايه وجدت فى احد كتبهم بانه بعد انقراض الجنس الكنعانى اصبحت فلسطين خاليه وبعدها جاء اليهود الى الارض ولانهم موعودين بها واقاموا دولتهم (قبيل الميلاد) وعندما غضب الرب عليهم تفرقوا فى البلاد الاخرى وبقيت فلسطين خاليه او فارغه كارض بلا شعب ماعدا اقوام كانت تاتى من البحر أو صار بعض الاعراب او البدو من الصحراء يفيدون اليها من الشرق او الجنوب من اجل الرعى وتربيه الاغنام وان سكنوا الخيام والبيوت المؤقته وكانوا يرجعون الى صحرائهم ثم يعودوا الى فلسطين لنفس الهدف وبالتدريخ بداء هؤلاء البدو بالاستيطان فى فلسطين الى ان جاء اليهود اصحاب الحق واخرجوا هؤلاء البدو وارجعوهم الى صحرائهم ؟ ؟ (هذا الكلام الاسرائيليات ومن دار فى دائرتها).
ونتيجه لما ذكر فان اى ادعاء بان الكنعانيين شعوب قد تركت فلسطين أو ابيدت أو اجليت أو فنيت (كما تدعى الاسرائيليات فى احد اكاذيبهم الكثيرة بان الهجوم المغولى الذى دمر بغداد فى ذلك الوقت (سنه 656 ه _ 1258 م) قد اكتسح فلسطين واباد سكانها ولكن الحقيقه المعروفه ان جيش المماليك ومعه الفلسطنين واجهوا المغول عند حدود فلسطين الشماليه فى موقعه عين جالوت وهزموا المغول واوقفوا زحفهم نهائيا وردوهم على اعقابهم). وهناك ادعاء اخر بان قبائل الامازيغ والتى تعيش فى مناطق مختلفه من شمال افريقيا هم نفسهم الكنعانيين الذين أجلو أو مرو أو رحلو من فلسطين (حسب ادعائهم), والرد هو : ان الفنيقيين ابناء عم الكنعانيين والذين كانوا يستوطنون على ساحل بلاد الشام خاصه منطقه شمال فلسطين ولبنان وجزء من الساحل السورى هؤلاء امتهنوا حياة البحر وصناعه السفن وكانوا يتحركون من موطنهم الى جميع سواحل البحر الابيض المتوسط مما نتجه عن ذلك انهم اسسوا مدن لخدمه تجارتهم وملاحتهم على ذلك الساحل, هذا ادى الى نوع من الامتزاج والاختلاط والتلاقح مع اقوام اخرى فنتجت اجيال مشتركه تنتشر هنا وهناك, ولكن بقيت منطقه بلاد الشام عامرة باهلها الاصلين.
ولاثبات ان الارض عربيه وان اصحابها الشرعين هم الكنعانين وما تفرع منهم :
1- زيارة سيدنا ابراهيم للقدس (يبوس) وحيث استقبله هناك الملك الصادق ملك القدس اليبوسى الكنعانى (وتشير الرويات ان هذا الملك كان على دين التوحيد) وذلك سنه 2000 قبل الميلاد تقريبا وعرض عليه الملك الصادق الاقامه فى القدس (وتؤكد الرويات على حرارة اللقاء والضيافه وهذا يدل على ان النبى والملك ينتمون الى اصل واحد) لكن سيدنا ابراهيم اخبره انه له رساله دعويه ومامور ولايتمكن ان يستقر الان فى مكان معين لكنه اشار اليه وبوحى من الله الى حدود المسجد الاقصى وطلب منه بناء سور حول المكان للحفاظ عليه وهذة القصه وردت فى التوراه وهى رد قاطع على اليهود بان المسجد فى القدس فقط بني بجدارن واساسات عربيه كنعانيه وان ادعائتهم بان النبى سليمان هو الذى بناه باطل لكن يمكن ان سليمان جدده واهتم به فقط.
2- ان اصل اجداد سيدنا ابراهيم هم من جنوب الجزيرة العربيه وحيث نزحوا بعد خسف عاد من جنوب الجزيرة العربيه الى شمالها واستقروا فى بلاد الرافدين وبذلك يكون سيدنا ابراهيم هو من ذريه سيدنا هود حسب شجرة النسب, وهود هو نبى قوم عاد الذين جرى عليهم الخسف. وان زيارات سيدنا ابراهيم الى مكه المكرمه واسكانه هناك من ذريته وبناء البيت العتيق هذا يثبت ان مكه هى جزء من موطنه العربى الكبير والذى يمتد من ساحل عدن جنوباً الى تخوم اسيا الصغرى شمالاً.
3- اصل سيدنا اسماعيل هو ابو العرب وهو ابن سيدنا ابراهيم.
4- اصل سيدنا محمد وهو من ذريه سيدنا اسماعيل.
5- استقر اخيراً سيدنا ابراهيم والمامور من الله وفى احدى المراحل استقر فى المنطقه المعروفه الان بجبل الخليل ومما يثبت انه وافد على المنطقه ولا يملك فيها اى ممتلكات انه اشترى حقل ومغارة فى المدينه المعروفه الان بالخليل حيث اشتراها من من شخص اسمه عفرون وهذا ليس من اليهود ابدا وان اسم حبرون الذى اخترعه اليهود للمنطقه هو من احد اسماء ابناء يوشع (احد ملوكهم) وهو ليس صاحب الحقل والمغارة ويوشع هذا ظهر بعد وفاة سيدنا ابراهيم بثمنمائه سنه تقريبا.
6- وهناك توضيح عن سبب تسميه البلاد بفلسطين تقول بعض الرويات ان هذا الاسم جاء من احد اسماء اقوام البحر الذين وفدو الى فلسطين من الغرب فى بعض الاوقات, وبعض المؤرخين يقول ان اسم فلسطين هو اسم احد ابناء سام بن نوح او سام نفسه, وبعض المؤرخين يقولون ان اسم فلسطين معناه الصحراء حيث كانت تسمى صحراء سيناء بهذا الاسم سابقاً, وعلى كل حال هذا ليس مهم فان اسماء الدول دائما تتغير مع تغير الزمان وبتغير الفاتحين والحكام وان طغيان هذا الاسم على هذة البلاد لايشكك ابدا فى اصول وتاريخ الكنعانين السكان الاصلين للبلاد والذين تمكنوا بامتياز بصهر جميع الامم العابرة فى بوتقتهم بغض النظر عن هذا الاسم او من اين جاء.
7- مع ذلك نقول ان اسم كنعان بن سام ورد فى وثائق تل العمارنه ووثائق اوجاريت وفى التوراة وفى وثائق بابل وهم اليهود يدعون انهم فقط ابناء سام بن نوح وهذا كلام غير معقول لا تاريخياً ولا طبيعياً ولا منطقياً انهم كتبوا تاريخهم بشكل ملتوى وحولو الاساطير الى حقائق, وانهم ابتدعوا عبارة معاداه الساميه فى ادبياتهم وذلك فى محاوله يائسه لفرز الناس وللاصاق هذة العبارة لكل من يدعى انه يعاديهم وان هذا المفهوم (معاداه الساميه) ظهر فقط فى ادبياتهم خلال القرن التاسع عشر الميلادى فقط.
8- حاولوا ايجاد ثغرات للدخول منها حيث ادعو ان اسم كنعان هو اسم توراتى ورد فى التوراه (ومن الجدير بالذكر انه هناك دائما تناقضات فى رويات اسفارهم) بان كنعان هو اسم احد ابناء حام بن نوح والذى طرد من رحمه والده وعلى كل حال مهما قيل عن اسم كنعان او اسم فلسطين فاننا نختصر العبارة ونقول بان سكان فلسطين الاوائل هو عرب من جنوب الجزيرة العربيه ومن ذريه سام بن نوح والذى سكن اول من سكن جنوب الجزيرة العربيه ومن ذريته سيدنا هود, ولتعزيز هذا الامر فهناك احاديث شريفه وايات قرانيه, فى الحديث الشريف (سام ابو العرب....) وفى الايه القرانيه من سورة الصفات الايات 77_ الى 81 (وجعلنا ذريته هم الباقون).
نتيجه لما ذكر فان الكنعانيين صمدوا على هذة الارض ولم يتركوها ابدا وتحملوا فى سبيل الصمود كل التضحيات وكان الله هيائهم كحماه للديار ومحافظين على بيت المقدس على مدار التاريخ حيث كانوا يستقبلون الانبياء والاديان والرسالات والفتح الاسلامى, واهتموا بتطوير حضارتهم وابتكارتهم لهذا اليوم هذا الكلام جميعه يثبت بطلان ما جاء فى اسفار اليهود جمله وتفصيلا.
وللاستفادة من ذلك فان ادعائات الاسرائيليات عن اسم أو شعب فلسطين هذا كله ادعاء باطل. وايضاً من الردود على ذلك وكما اسلفنا ولقد تمكن الكنعانين من ان يكونوا منبع الحضارت فقد كانت منطقتهم ممر ومعبر للامم من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وبالعكس ومع ذلك صمد الكنعانيون فى ارضهم واحبوها وكانوا يكرهون الهجرة منها وكانت الامم العابرة تاخذ منهم ولا تعطيهم وكانهم مامورين من الله سبحانه وتعالى بالصمود على هذة الارض والمحافظه عليها استعدادا لاستقبال الانبياء بعكس ابناء عمومتهم من العمورين الامورين والفنيقين والعمويوم والارميون وغيرهم الذين تحركوا فى جميع الاتجاهات وركبوا البحار واقاموا الممالك فى اماكن كثيرة قريبه وبعيده.
انهم الكنعانيين استقروا فى فلسطين واسسوا حضارتهم ورعوها وبقيت مستمرة لهذا اليوم وشملت كل نواحى الحياة فمثلا تصنيع المواد الغذائيه والابداع فى تطوريها وتخزينها وتفننوا فى ابتكار الادوات والاساليب الزراعيه فهم اول من صنع الفخار واول من ابتكر النسيج وصناعه مواد البناء وعرفوا التعدين وعملوا التشريعات والقوانين اللازمه لكل هذة الامور وتنظيم الملكيه والعلاقات التجاريه والاجتماعيه وهم اول من ابتكر موضوع الامن الغذائى فى التاريخ حيث نجحوا فى عمليات تخزين وتصنيع وتجفيف وحفظ المواد الغذائيه مثلا مثل الجبنه المغليه وصناعه الصابون وعصر الزيتون وعمل المفتول واول من استخدم النباتات الطبيه سواء عصير أو تجفيف وكذلك جميع النباتات والفواكه ودجنوا النباتات البريه واهتموا بتطوير وزراعه كل النباتات التى تسمى الان نباتات حوض المتوسط من العنب والزيتون واللوزيات والحمضيات والقهوه وحيث انتقلت هذة المزرعات الى جميع انحاء العالم, وابتكروا اساليب الرى وتخزين المياة والانظمه الاداريه وابدعوا فى تصميم وتنفيذ الابنيه.
كل هذا بداء مع الانسان الكنعانى على مدار اكثر من 8000 سنه نعم انه العالم القديم ومنبع كل الحضارات لهذه الساعه, وهذا يثبت وبالدليل القاطع ان الانسان الكنعانى هو اول انسان عاقل فى التاريخ سكن هذة البلاد ولم يغادر وطنه وارضه وان شخصيته هى الطاغيه على كل من سكن فلسطين.
من هنا بداءت اسرائيل ومنذ زمان قديم ومع تاكيد فشل ادعائاتهم كما ذكرنا حيث بداء بسرقه الكثير من العادات والتقاليد والتراث والثوب الفلسطينى حتى صناعه الفلافل التى يقول عنها المؤرخون انها من اقدم وصفات الطبخ فى التاريخ حتى هذة ايضا نسبوها اليهم حتى يحاولوا اثبات ان الانسان الكنعانى غير موجود, وجدير بالذكر ان اليهود ليس لهم اى اثر حضارى لا فى فلسطين ولا فى غيرها.
بقى الكنعانيون فى ارضهم ولم ينقطع نسلهم لكنهم اشتهروا بكثرة النسل وبالرغم من كثرة الامم التى تعاقبت عليهم بقوا ام حاكمين او محكومين وحافظوا فى شخصيتهم وحضارتهم.
ان الكنعانين قدموا اثمن هديه للحضارة الاسلاميه الا وهى مدينه القدس والتى اصبحت رمزا انسانيا جمعت كل العالم على المحبه والسلام واذن الله لهذة الامه ان تستمر اقتصاديا وسياسيا وديموغرافيا الى هذة الساعه, ذكر هذا المؤرجين مثل الطبرى وابن خلدون ومرسلات تل العمارنه وذكر ذلك الباحث الفرنسى بير رويس فى كتابه مدينه اوزيس (التاريخ الحقيقى للعرب), وكذلك كتابات وابحاث الدكتور عبدالوهاب المسيرى وروجيه جارودى فى كتابه الاساطير المؤسسه للسياسه الاسرائيله حيث يقول (ان التبرير اللاهوتى المزعوم يحول الاسطورة الى تاريخ).
ومن هنا كان اليهود جادين فى سرقه التاريخ وادبيات وحضارة الكنعانين بناة البلاد ولان اليهود وجدوا انفسهم فى فشل وتراجع امام هذة الحضارات ولا يمكن لهم ان ياسسوا لهم حضارة حقيقيه مستقله لان جيناتهم ترفض الاستقرار والتعب والجهد لعمل ذلك, ونجدهم فقط نجحوا فى الاعمال ذات الربح السريع التى لاتحتاج الى جهد والتى تحتاج فقط الى اساليب خبيثه ورخيصه كما فى الاعلام والبنوك والتامين وتجارة الماس وشراء الذمم والعمل دائما على تاسيس المنظمات السريه كالماسونيه العالميه وبناتها وتسخيرهم لخدمه اغراضهم مع استعمال الترغيب والترهيب منا هنا وجدوا انه لا مفر من سرقه حضارة الغير وتجييرها لصالحهم مع تسخير نسائهم وبناتهم لتحقيق مصالحهم وذلك لاغناء كيانهم المصطنع حتى ان لغتهم المسماة بالعبريه مفرداتها كلها اخذت من عدة لغات.
هذا كله مما يثبت ان وجودهم فى فلسطين قديما كان عبورا ومرورا بدون اى اثراء حضارى بالاضافه الى الاهم من هذا كله محاولتهم الاقتباس من تفسير القران الكريم واحاديث الرسول عليه افضل الصلاة والسلام, وذلك بتأويل وتفسير النصوص بطريقه تخدم مصلحتهم وهناك امثله كثيرة ومعروفه لكل الناس.
ان تعلق الفلسطين بارضهم بعد نكبه سنه 1948 م كثيرة وبشتى الطرق مقابل ذلك تجد ان اليهود يشعرون بانهم غرباء فى هذة الارض ويتعاملون معها بطريقه استنزافيه مدمرة مما يدل ان هذة الارض هى عربيه كنعانيه مسلمه.
الخاتمه :-
الحقيقه بانه كل من يريد ان يدخل بوابه تاريخ كنعان عليه ان يتسلح بالعلم والصبر والمهارة من اجل القدرة على فك الارتباط بين الحقيقى والمزيف من التاريخ ومن اجل تحريره من كل ما الصق بيه والقدرة على الاستشعار والتحليل وذلك من اجل التوصل الى النتائج, وانى انصح الباحثين بعدم الولوج فى التفاصيل الدقيقه مما يؤدى الى ضياع الهدف والفكرة الرئيسيه للبحث. وعلى كل حال اتفق المؤرخون او اختلفوا فهذة الارض عربيه اسلاميه ويجب ان نتعامل معها على هذا الاساس وهذا المنطق يحفظ حقوق الجميع فبينما كانت فلسطين تحت حكم العرب والمسلمين كان يسودها الرخاء والامن والاستقرار وعندما كان يحكمها الغير كان يسودها العكس. ان العرب والكنعانين وفلسطين هم جميعا عالم كبير ومؤثر ومؤسس على مدار التاريخ وانه مهما حاول اليهود واعوانهم ومن دار فى دائرتهم طمس هذا الوضع فهو محاوله للعبث فقط.
ومهما قيل عن اسم كنعان أو اسم فلسطين ومهما كان التأويل فان العرب هم أول من سكن هذة البلاد وهم اصحابها الاصلين وهم الذين استقبلوا الفتح الاسلامى.
-----------
(2) لخم وجذام
حتى ان الكنعانيون موجودين قبل ابناء عمومتهم لخم وجذام الذين وصل فروع منهم (لخم وجذام) الى منطقه جبال الخليل الغربيه خلال الالف الاخير قبل الميلاد وفترة بعد الميلاد ايضا حيث بداؤ الهجرة من بلاد اليمن بعد خراب سد مارب وزيادة سيطرة الدوله الحميريه على اليمن وقد اشتهر من هؤلاء قبائل كثيرة منهم قبيله بنى الدار حيث اقاموا فى منطقه بين قريتين تل الصافى وبيت جبرين وقد اشتهر منهم الصحابى الجليل تميم بن اوس الدارى والذى كان دائم الترحال من الحجاز الى بلاد الشام وبلدان كثيرة, والذى اشتهر عنه انه روى حديث الجساسه ولكن استقر اخر ايامه هو وابنته الوحيدة رقيه فى منطقه اجنادين حيث امضى اخر ايامه متعبدا ناسكا عندما توفى دفن فى اطراف تل الصافى بين قريتى كدنا ورعنا بالقرب من بيت جبرين.
وتؤكد معظم المصادر ان هذا الصحابى والذى تنسب اليه قبائل التميمى فى مناطق كثيرة وخاصه فى منطقتى الخليل والكرك وان ابنته الوحيدة رقيه تزوجت من احد ابناء عمومتها وعاشت هى وابنائها من ضمن شريط تل الصافى وبيت جبرين والدوايمه وتؤكد المصادر ان فخذ (مجاهد التميمى) هم فقط ذريتها وبذلك يكونو هم الذريه الحقيقيه للصحابى وان الفروع الاخرى التى ظهرت بعد ذلك كانت تنضم تحت مظله ال التميمى وذلك لعمل تحالفات ضد القبائل الاخرى فى المنطقه فنسبهم ليس حقيقى وانهم ينتمون الى اصول مختلفه بعضها غير معروف, والله أعلم.
وقبيل الفتح الاسلامى كان الصحابى تميم الدارى كان يتردد على المدينه المنورة واعلن اسلامه وتمنى على الرسول بعطاء فى منطقه جبل الخليل فكتب الرسول له بعطاء فى مناطق جبال الخليل الشرقيه على ان تسلم له او لورثته بعد الفتح.
--------
(3) الفتح الاسلامى
كان الخليفه الصديق ابوبكر عندما هىء واكمل ترتيب جيش اسامه بن زيد والذى عقد رايته الرسول عليه الصلاة والسلام كان الخليفه يهدف من هذا الجيش هو استطلاع فقط, وحدد الخليفه منطقتين هما اجنادين والرمله والقوة المتركزة فى منطقه يبنا, اي نعم كان الخليفه يهىء امرا وذلك للاندفاع الى بلاد الشام والعراق والبدء بالفتوحات وبرفع رايه الحق على تلك الاصقاع من الجزيرة العربيه.
وبعد انتهاء حروب الردة والتى كان الاعداء يهدفون فى ذ لك الزمان الى حصر الاسلام فى منطقه الججاز حتى يسهل القضاء عليه بعد انتهاء هذة الحروب.
تهيئت الجيوش والنفوس للاندفاع الى الشمال فكانت معركه اجنادين الفاصله (634 م), وانتصر فيها المسلمون بامتياز حيث مهدت هذة المعركه فتح كل بلاد الشام ومصر والعراق وانه لشرف عظيم لتكون تل الصافى والقرى المحيطه بها هى اول ارض تدخلها رايه الاسلام من بلاد الشام او بالاوضح خارج الحجاز وانه لشرف عظيم ايضا لقبائل البراهميه وابناء عمومتهم الاصول والفروع ان يعتنقوا الدين الاسلامى فى ذلك الوقت فهم اول قبائل وطئت ارضهم اقدام الصحابه والفاتحين المسلمين والخلفاء.
وتشير المصادر بالروايات ان عمربن الخطاب (وبعد فتح القدس) زار وبرفقه عمرو بن العاص موقع ارض معركه اجنادين وانه التقى مع جمع كبير من اهل المنطقه فى كل من منطقتى تل الصافى وبيت جبرين حيث اعلنوا اسلامهم امامه بعكس كثير من القبائل الذين لم يغيروا دينهم والذين هاجروا برغبتهم من المنطقه ويؤكد ذلك كثرة الاثار والخرب فى المنطقه بينما بقى البراهميه وابناء عمومتهم (اصولهم وفروعهم) فى اراضيهم ونعموا بالدين الجديد وان اهل بلدة بيت جبرين بنوا مسجد فى وسط البلد واسمه المسجد العمرى نسبه الى الخليفه عمر بن الخطاب.
تجول عمر بن الخطاب فى منطقه جبال الخليل واعاد ترتيبها الادارى والديموغرافى من جديد حيث اكد اعتماد بيت جبرين كحاضرة وعاصمه للمنطقه وتوزيع بعد ذلك قبائل بنى يمن وبنى قيس والذين وصلوا مع او قبيل وصول الجيش الاسلامى على السكن فى المنطقه.
وقد زار عمر بن الخطاب مقام سيدنا ابراهيم (637 م - عام فتح القدس), وحول المبنى الى مسجد بعد ان كان يستعمله الروم كحصن (حيث كان عبارة عن سور وفى داخله المقبرة), وقام عمر بن الخطاب بتسليم العطاء النبوى لصحابى تميم بن اوس الدارى حيث قام الخليفه بالتوفيق بين الداريين وسكان المناطق التى من ضمن العطاء بحيث قام الخليفه بارضاء الجميع وكلف فريق من الدارين بحراسه وخدمه مقام ابراهيم الذى تحول الى مسجد مما حدا ببنى الدار ان ينقلوا سكنهم من غرب الخليل الى الشرق وسكنوا وانضموا الى الاهالى فى تل الروميدة وبنى نعيم والرامه وسعير وقد سكن بعض منهم عند قبر ابراهيم والذى امر الخليفه عمر بتجديد عمل التكيه الملحقه وهذة التكيه التى عمل على تنشيطها وتقويتها بعد ذلك كلاً من الفاطمين وفى العهد الصلاحى, وان وجود هذة التكيه الحقيقه ساعد فى جذب الناس للسكن حول قبر ابراهيم وزادت فروع قبيله التميمى ولكن مع ذلك بقيت بيت جبرين هى حاضرة المنطقه.
وعلى كل حال عاد تميم بن اوس الدارى وابنته الوحيدة وصحبه مقيما فى مكان ايقامته فى منطقه اجنادين وبيت جبرين الى ان توفى ودفن فى نفس المنطقه.
استمر هذا الترتيب فى المنطفه الى ان جاء زحف وحكم الصلبيين (الافرنجه), حيث حكموا المنطقه وبعد ذلك تفرق كثير من القبائل ومنهم بعض من قبيله التميمى حيث لجوا الى مناطق اخرى كالضفه الشرقيه من نهر الاردن, لكن القبائل الكنعانيه الاصل مثل البراهميه وغيرهم بقوا صامدين فى ارضهم محافظين عليها وعلى قداستها الى ان جاء العهد الصلاحى.
-------
(4) العهد الايوبى والمملوكى
ان صلاح الدين الايوبى بعد دخوله القدس عام (1187 م _ 583 ه)وانتهاء معظم المعارك الحاسمه مع الصليبين, والمعروف عنه بعد النظر والعسكريه الفذة, امر كثير من افرادة وضباطه وبعض من شاركوا فى معركه حطين وجموع كثيرة من الاكراد والمغاربه امرهم بالاستيطان فى منطقه جبال الخليل وذلك بهدف انشاء خط دفاعى جنوب غرب القدس وذلك تحسبا لاى هجمات محتمله من الصلبين والموجدين فى الرمله والساحل الفلسطينى على القدس.
وقد كان لقلعه اجنادين فى تل الصافى (الموطن الرئيسى لقبيله البراهميه) دور رئيسى فى هذا الموضوع (كما كان لها دور رئيسى فى فتح القدس ايام عمر بن الخطاب), ومن ابرز الحوادث التى جرت فى اطراف تل الصافى خروج ريتشارد قلب الاسد من يافا عام 1191 م حتى بلغ الرمله وفى اثناء خروجه من الرمله لتفقد معاقله القريبه من تل الصافى كاد ان يقع فى الاسر حيث كان يخطط لمحاولت اللالتفاف على صلاح الدين فى محاوله لاعادة احتلال القدس.
وقبل ان يغادر صلاح الدين المنطقه الى سوريا نقل مركز منطقه جبال الخليل من بيت جبرين الى مدينه الخليل (حيث ان صلاح الدين هو الذى سماها بهذا الاسم, حيث لم تكن قبل هذا التاريخ الا باسم قبر ابراهيم, وكان هناك فى المنطقه تجمعات سكنيه على قمم الجبال مثل تل الروميدة وبنى نعيم والرامه وسعير وقد اعاد بعض المجاورين الى مقام ابراهيم بعد طرد الصلبين منه الذين استخدموة كحصن لهم, وقد اعاد صلاح الدين ترتيب ارزاق مقام ابراهيم ونشط التكيه الملحقه بالمقام واوقف له اوقاف كثيرة من اراضى دورة وزكريا واذنا واعاد تكليف جماعات من اهل التميى والاكراد الذين جاءوا معه لخدمه مقام ابراهيم والتكيه الملحقه.
وبعد انتهاء العصر الايوبى وحَكم المماليك مصر, وتوجو حكمهم بالانتصار على المغول فى معركه عين جالوت (1260 م), وقد تاخر الظاهر بيبرس (والذى تولى القيادة بعد وفاه الملك قطز) فى فلسطين لبعض الوقت حيث تجول فى منطقه جبال الخليل حيث اعاد ترتيب القوات فى المنطقه لتكون خط دفاع محتمل من خطر الصليبين الموجودين فى بعض مناطق الساحل الفلسطينى حيث اعاد لمنطقه اجنادين ومن ضمنها تل الصافى اهميتها العسكريه وحيث اعاد تاسيس بلدة الظاهريه (التى سميت باسمه) فى جنوب جبل الخليل لتكون قاعدة اتصال وامداد وبريد بين مصر وبلاد الشام.
وعاد الظاهر بيبرس الى مصر وهناك جاءت الى مسامعه ان الصلبيين على الساحل الفلسطينى بداؤ يعيدون ترتيب صفوفهم فى نيه سوء لاعادة احتلال القدس فرجع الى منطقه اجنادين ومن هناك جمع كثير من سكان المنطقه بالاضافه الى جيشه وكان من ضمن مرافقيه فى المعركه الشيخ على اليغمورى المعروف بالبكاء وبعض من اهالى بلدة تل الصافى وقام بحملته على ارسوف فى الساحل الفلسطينى وهزم الصلبيين وبذلك يكون انه قضى على اخر معاقل الصلبيين فى المنطقه وبعد ذلك عاد الشيخ على البكاء(5) وبعض من اشترك فى تلك المعركه الى منطقه تل الصافى.
وبعد ذلك بوقت اخذت تتبلور فى المنطقه جبل الخليل مراكز قوى وبطريقه جديدة حيث بنى تميم والداريين والقبائل التى انطوت تحت لوائهم ومقابلهم الاكراد والمغاربه والذين احضرهم صلاح الدين كما ذكرنا وايضا من ناحيه اخرى قبائل قيس ومقابلهم قبائل يمن وهؤلاء الذين وصلوا مع الفتح الاسلامى. وقدوم كثير من الناس من بغداد بعد احتلالها من قبل المغول خاصه من الاشراف واتباعهم, وايضا هجمات اهل البدايه حيث كان هضبه الخليل حدودة مفتوحه على الباديه من الجنوب والشرق.
ونتيجه لظهورمراكز القوة هذه ولعدم استمراريه قوة قبضه المماليك على المنطقه, دخلت المنطقه خاصه جبل الخليل فى صراعات واقتتال ونتجت ماسى وكوارث واحداث مروعه وانه زاد التنافس على الزعامات والوظائف والارزاق والاوقاف التابعه لمسجد ابراهيم والتكيه والاربطه الملحقه به واوقاف تميم الدارى, فى نفس الوقت كانت القبائل ذات الاصول الكنعانيه ومنهم قبيله البراهميه وهم اهل البلاد الاصلين والذين كانوا يتركزون فى القرى كانوا بمنىء عن هذة الصراعات بل كانوا يقيمون بعمليه توازن بين تلك القوة وكانوا رسل خير حيث بقوا على علاقات طيبه مع الجميع مما سبب فى تعزز لقيادتهم وزعامتهم التاريخيه لجبل الخليل, وهذا من اسباب انهم قاموا بتاسيس حارة الشيخ(5) على مشارف مدينه الخليل وذلك لاتمام دورهم المذكور.
فعلا تقول المصادر انه فى فترة من تلك الفترات ومن شدة الفتن انتشر النهب والسلب فى مدينه الخليل مما اضطر كثير من السكان الى الجلاء عنها حيث كان بعضهم يتدفق الى منطقه الخليل الغربيه (شريط تل الصافى وبيت جبرين ودورة طالبين الاغاثه والنجدة مما حدا بسكان هذة المناطق الى التصرف والمبادرة بان يكونوا رسل خير واصلاح), وهذا من اسباب تاسيس حارة الشيخ على(5) بعد ذلك, حيث قاموا بجهود جبارة لاعادة وترتيب اوضاع المدينه كونهم على الحياد وتقول المصادر ان نتيجه لتلك الاوضاع انقطعت الارزاق عن مسجد ابراهيم والتكيه الملحقه به وتؤكد المصادر ان سكان تل الصافى وما حولها وبالتخصيص قبائل البراهميه وغيرهم كانوا على طول سنوات طويله اعادوا تزويد وتموين المسجد والتكيه الملحقه والاربطه بالارزاق وتقول المصادر ان هذا استمر مئات من السنوات الى ان جاء الدوله العثمانيه حيث بعدها عرفت المنطقه طعم الاستقرار.
ومن الجدير بالذكر ان الخيرات ووفرة الانتاج الزراعى تتركز فى منطقه غرب الخليل والمواجهه للساحل الفلسطينى حيث المياة الغزيرة والسهول لكن منطقه شرق الخليل كانت تغلب عليها قله الزراعه والبيئه الصحراويه والصخريه مما جعل المنطقه تشتهر بتربيه المواشى ومشتقاتها.
وكانت حارة الشيخ على بكاة(5) هى همزة الوصل بين الشرق والغرب وفأل وخير واصلاح للمنطقه. وللتاريخ وللعلم فقط كان اسباب الصراع فى منطقه الخليل ان 90% من سكان المدينه خاصه بعد الفتح الصلاحى هم من العابرين والوافدين والذين كانت تشجعهم التكيه والارزاق والوظائف والاوقاف على البقاء فى المدينه وان كثير منهم كان ينتسب الى الوعاظ واصحاب الطرق الصوفيه (حسب ادعاآتهم) وهم من اجناس واصول مختلفه وبعضها مجهوله وغامضه وهذا بتشجيع وبتاسيس من الدوله الفاطميه (التى كانت تؤيد بناء الاضرحه) والتى كانت تحكم المنطقه قبل العصر الصلاحى ومما يثبت ذلك كثرة واستمراريه الزوايا والاضرحه المنتشرة فى مدينه الخليل وضواحيها.
-------
(5) حارة الشيخ على البكاء
حارة الشيخ هذة هى الان من ضمن حارات مدينه الخليل ولكن فى الماضى كانت هذة الحارة هى بلدة على مقربه من مدينه الخليل ومستقله عشائريا وجغرافيا كاى قريه من قرى جبل الخليل. اما كيف تاسست هذة الحارة ؟
الحقيقه ان مدينه الخليل كانت تمر فى فترات غير مستقرة من حين والحين ابتداء من نهايه العصر الصلاحى الى فترة بدايه الحكم العثمانى, من صراعات وفتن, وقد حافظت مناطق جبال الخليل الغربيه على حاله من التوازن والاستقرار حيث قامت بدور رئيسى لاصلاح ذات البين, جاءت معركه عين جالوت وانتصر المماليك وعين الظاهر بيبرس بعد وفاة الملك قطز رحمه الله, حيث بدات المنطقه تواجه استقرار وهدوء وبعدها بفترة واجه الظاهر بيبرس ما تبقى من الصلبين فى معركه ارسوف على الساحل الفسطينى (1265 م _ 663 ه) عاد بعدها الظاهر بيبرس الى مصر لترتيب اوضاعها من جديد وفى نفس الوقت عاد بعض من شاركه فى معركه ارسوف مثل الشيخ على البكاء ونخبه من العلماء والوعاظ وبعض الجيش رجعوا الى منطقه تل الصافى حيث اقام الشيخ على وصحبه وكان يتردد على زيارة مدينه الخليل ومقام سيدنا ابراهيم.
رجع الظاهر بيبرس الى فلسطين بعد استقرار الاحوال وذلك لمواجهه ما تبقى من فلول المغول وبعض التحديات من اسيا الوسطى وانه فى طريقه الى سوريا زار منطقه اجنادين وخاصه تل الصافى واصطحب الشيخ على البكاء مع جمع من الناس الى زيارة مدينه الخليل حيث بارك الاستقرار فى المنطقه وامر بتجديد مسجد ابراهيم وفى هذة الزيارة اعلن الشيخ على البكاء عن رغبته فى الاقامه فى مكان مجاور لمدينه الخليل وبناء زاويه فيه عندها امر الظاهر بيبرس عماله فى المنطقه ببناء زاويه للشيخ على فى مكان قريب من مدينه الخليل (وقد اكمل بناء الزاويه واضاف عليها بعد ذلك السلطان المنصور سيف الدين ابن قلاون وخلفائه فى فترة 680 ه), وقد انتقل الشيخ على من تل الصافى للاقامه فى زاويته وقد نزل معه بعض المريدين الذين اتوا معه تل الصافى ومنهم نفر من اهل القواسمه وغيرهم الذين قاموا جميعا بتاسيس زاويه اخرى فى الحارة للشيخ احمد القواسمى فى النهايه توحدت الزاوتين (وقد انتقل الظاهر بيبرس بعد ذلك الى دمشق حيث قضى على ماتبقى من المغول وتوفى هناك عام 1277 م).
وكما ذكرنا تقول جميع المصادر ان من اسباب اقامه الشيخ على ومجاوريه ومراديه فى هذا المكان هو حفظ التوازن فى المنطقه واصلاح ذات البين نتيجه للفتن التى كانت تنشاء بين الحين والحين فى المنطقه وقد كانت حارة الشيخ محطه للارزاق والتى كانت تاتى من منطقه غرب الخليل والتوجهه الى تكيه ومقام سيدنا ابراهيم. والسبب لاختيار الشيخ على لهذا المكان هو وفرة المياة وكثرة الثمار فى المنطقه وامور اخرى. والذى يؤكد ذلك ان حارة الشيخ كانت تسمى دائما بحارة القيادة لدورها المذكور اعلاة وقد توفى الشيخ سنه 1271 م _ 670 ه, وقد عرف عنه ورعه وزهدة وقد كانت الزاويه محطه لزيارة الحكام والزعمات التى كانت تزور المنطقه وقد اخذت الحارة تزداد فى الاتساع ونزل فيها ايضا من منطقه تل الصافى وغيرها كثيرا من العائلات مثل ال الزغير وابوزينه وابوشخيدم والجنيدى والقواسمه وعابدين وغيرهم. وقد كانت الزاويه مركزا لتجمع الزوار القادمين من غرب الخليل لزيارة الحرم الابراهيمى الشريف وللمواسم.
وقد كان لاهالى حارة الشيخ لباسا مميزا يلبسونه عندما ينزلون الى مركز مدينه الخليل حيث يُعرفون به دائما.
وجدير بالذكر انه وبعد نكبه 1948 م حيث نزح اهالى غرب الخليل بعد الهجمه الاسرائليه ان كثيرا من عائلات حارة الشيخ هبوا برد الجميل الى ابناء عمومتهم وقاموا بجهود متواضع لايوائهم والاهتمام بهم.
------
(6) الحقبه البريطانيه الاسرائيليه_ والغاء الخلافه
جاء القرن العشرين والمعروف عنه انه قرن الغاء الخلافه وضياع فلسطين, نعم تم خلع السلطان عبدالحميد الثانى 1906 م وفعلا انتهت الخلافه بخلعه قبل ان تلغى رسميا عام 1923 م فى تركيا.
وفى اثناء رحله الرسول (قبيل البعثه) مع عمه ابوطالب للتجارة الى بلاد الشام ولقائهم مع الراهب بحيرا حيث ابلغهم الراهب بان اليهود يبحثون عن هذا الصبى (سيدنا محمد) ليقتلوه, يعنى هذا ان الاسلام والمسلمين وبلادهم كانت دائما هدف لليهود واعوانهم حتى قبيل الاسلام وظهور الرساله.
بدا اليهود بكتابه تاريخهم على مزاجهم ووفق اساطيرهم وفى وقت متاخر بعد الميلاد حوالى ثلاثمائه سنه بعد الميلاد بشكل يتناقض مع الاسلام والمسلمين وافتراض بان الاسلام هو عدوهم اللدود بعكس ان الاسلام حسبهم اهل ذمه واعطاهم الامان, وعلى مدار الالف واربعمائه عام كان اليهود لا يتوانون عن طعن هذا الدين من خلف على الف صورة وطريقه. والان وصلنا الى القرن العشرين حيث كان اليهود اكثر نفيرا وخضعت لهم تجارة المال فى الدنيا حيث اشتروا به اهل النفوذ وقامت نسائهم بدور عظيم فى هذا المجال، وكأن الظروف بدأت تلعب لصالحهم وذلك لتحقيق هدفهم وهو إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
اي نعم جاء القرن العشرين وهم على هذة السطوة والطفرة والقوة وتمكنوا فعلا من خلع السلطان والغاء الخلافه بعد محاولات استمرت اكثر من 1300 عام. وهذة الخلافه التى حافظت على عروبه واسلاميه فلسطين على مدار التاريخ وعندما ذهبت الخلافه ذهبت فلسطين. ويتفق الاعداء والاصدقاء بانه لن ترجع فلسطين الى سابق عهدها الا بعودة الخلافه الاسلاميه وهناك حديث شريف فى هذا الموضوع (تكون النبوة فيكم ما شاء الله ان تكون, ثم يرفعها اذا شاء ان يرفعها, ثم تكون خلافه على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها اذا شاء الله ان يرفعها, ثم تكون ملكاً عاضا فيكون ما شاء الله ان يكون ثم يرفعها اذا شاء ان يرفعها, ثم تكون ملكاً جبرية فتكون ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها اذا شاء ان يرفعها, ثم تكون خلافة على منهاج النبوة, ثم سكت), وان هذة الحرب العالميه ضد الاسلام والمسلمين والتى تخندق فيها كل العالم بكافة اديانه ومذاهبه واحزابه واهوائه وذلك لهدف رئيسى هو منع عودة الخلافه الاسلاميه وباى ثمن (لان عودة الخلافه تعنى انهيار النظام العالمى القائم والذى يعتمد على الفساد والنهب والسرقه والاحتكار تحت مظله الديموقراطيه والتباكى على حقوق الانسان وفى الحاله هذة فان تاسيس كيان لليهود ينسجم مع هذا النظام العالمي ويساعد في حمايته وهذا الموضوع هو مشروط بالغاء الخلافه), والله متم نوره ولو كره الكافرون.
تحالف اليهود مع اهل النفوذ فى العالم ابتداءاً من فرنسا وخاصه بريطانيا وتنفيذا لهذا التحالف نزلت القوات البريطانيه فى القدس عام 1916 م وبدأت المنطقه تتعرض لترتيب غريب ومخططات جهنمية واخطار لم تحدق بها منذ نزول آدم على الارض، وقد مهد نابليون لهذه المرحلة في حملته على المنطقة عام 1795م وهذه الحملة ليست هدفها مصر كما هو معلن، وإثباتاً لذلك عندما هُزم على أسوار عكا رجع فورا إلى فرنسا ونظر إلى عكا وهو في البحر قائلاً: لو دخلتكِ لتغير وجه التاريخ. تلك الحملة التي كانت على نفقة يهود ألمانيا في ذلك الوقت والتي كانت مهمتها وبكل وضوح إقامة دولة إسرائيل أو التحضير لإقامتها أو دراسة المنطقة على الطبيعة وذلك لتسهيل هذا البرنامج. وقد ساهمت حملة نابليون في تأسيس منظومة ممتازة وفعّالة حتى تكون قاعدة لإنشاء وحماية إسرائيل، حيث ساهمت هذه الحملة في التحضير لظهور عائلات وقيادات على مستوى فلسطين والمنطقة كلها لإدارة المخطط المذكور.
ومن مظاهر الحشد الغربي والذي تتصدر تنفيذه بريطانيا، الآتي:-
1- حدث فى نهايه القرن التاسع عشر ان القوة الصهيونيه واليهود اعتمدوا مدينه لندن وبريطانيا بالخصوص (البروتستنتيه ذات الخلفيه التوراتيه) كمقر لهم وقاعدة ومنطلق لعملياتهم فى العالم. حيث كانت قد انتقلت عائله روتشيلد الالمانيه وهم من اباطرة المال والنفوذ من المانيا الى بريطانيا.
2- وجاءت الحرب العالميه الاولى سنه 1915 م حتى كان الحلف اليهودى الغربى المتمثل فى بريطانيا اخذ طريقه فى العالم واتخذوا من مصر محطه لقيادة عملياتهم التى تهدف لاقامه كيان يهودى فى فلسطين.
3- فى عام 1917 م وصل الجنرال اللنبى من مصر ومعه سايكس البريطانى وبيكو الفرنسى الى القدس حيث كان هذا الفريق يمثل الغرب جميعه وانضم اليهم بعد وقت عام 1920 م اليهودى هربرت صوموئيل وبذلك اتضحت الصورة تماماً, وبتوجيهات من اباطرة اليهود فى العالم وعلى راسهم الدكتور حاييم وايزمان خليفه ثيودورهرتسل, وفى ذلك الوقت كان وينستون تشرشل وكيلا للخارجيه البريطانيه.
4- جاءت اول مجموعه عسكريه يهوديه من مصر من خلال الجيش البريطانى (وكانت تلقب بالبغالة لكثرة عدد البغال فى الحملة -وأيضا للتغطية على مهمتها) وعندما دخلت الى فلسطين وبغطاء بريطانى وبعدما تمكنت وتخندقت اطلقت اسم جديد لها وهو فيلق الدفاع الذاتى اليهودي وهذا كان نواة لجميع العصابات اليهوديه والتى نشأت بعد ذلك وعلى مدار الخمسين عاما (1898 م _ 1948 م).
فى ابريل عام 1920 م وفى احد جلسات مجلس العموم البريطانى ولاول مرة وبشكل علنى كان الجميع يبحثون ويتابعون مراحل المشروع الصهيونى وعن اساليب الدعم والضمان.
5- بدأت بريطانيا بتنفيذ مشروع اقامه دوله اسرائيل ولتنفيذ هذا المشروع لم يتبعوا اسلوب ملوك اوربا فى الحروب الصلبيه او اسلوب التتار بان يستقدوا جحافل الجيوش للنزول فى المنطقه واحتلاها، لكن هؤلاء اتبعوا اساليب خبيثه اقتحموا من خلالها الاسرة الفلسطينية والاسرة العربيه والاسرة الاسلاميه والحارة والقبيلة وحقنوها بكثير من انواع الفتن والاساليب الجهنميه والخبيثة في داخل فلسطين وخارجها.
ففي داخل فلسطين بدأوا ببث الفرقة والكره والحقد من خلال اختراع وتنمية فتنة ونعرة الفلاح والمدني وذلك لتسهيل تنفيذ برنامج اقامة اسرائيل وهو العمل على تغير الزعامات والقيادات التاريخيه للشعب الفلسطينى وإحلال محلها زعامات جديدة ومن عائلات وهميه واسماء لها جذور مجهوله (وهذا يثبت بالدليل القاطع ان هناك شخصيات كثيرة إدعت القيادة لهذا الشعب وعلى مدار المئه سنه الماضيه وربما لهذا الوقت هى اصولها مجهوله وتتظاهر بالعروبه والاسلام والمسيحيه وهى تنتمى الى عقائد غير معلومه او حتى خبيثة). وهذه الزعامات تحذو حذو بريطانيا وتساعدها بطريقه او باخرى لتنفيذ وعد بلفور، وكان هناك شرائح قليلة من شعبنا منساقة وراء تلك القيادات التى كانت تدعم المخططات، بعلم أو من غير علم.
وفى خارج فلسطين (اتبعت بريطانيا ومعها الغرب اساليب خبيثه على جميع مساحه المنطقه العربيه والاسلاميه حيث اسست منظومات حاكمه واخرى ذات نفوذ وذلك لتسهيل تنفيذ وحمايه المشروع الاسرائيلى)، كل هذا ما كان ليحصل لو ان الخلافه موجوده، فإذن كان اول بند فى تاسيس اسرائيل هو الغاء الخلافه.
6- من الطرائف والتي وراءها مصائب أنه عندما وصل "هربرت صموئيل" إلى فلسطين سنة 1920م واستلم مركزه كمندوب سامي بريطاني، استلم إدارة البلاد من الجنرال "لويس بولز" حيث وقّع الإثنان على وصل استلام مكتوب عليه (استلمت فلسطين كلها عدد 1 لا تنقص شيئاً. ما عدا الخطأ والنسيان).
7- بعد ذلك قامت بريطانيا بإعطاء الجمعيات اليهودية أول وجبة من الأراضي مساحتها ثمانمئة ألف دونم من الأراضي الأميرية (حكومية) والوقفية، وحيث بدأوا بطر الفلاحين الفلسطينيين من تلك الأراضي بحجة عم ملكيتهم لتلك الأرض وهذا سُمي النزوح الداخلي (المهجّرين)، وكان هو المرحلة الأولى لطرد الناس من فلسطين كلها، وهذا الكلام يؤدي إلى فك ارتباط الناس بالأرض وتفكيك المجتمع والتجهيز للنكبة، وأن ما قيل من بعض الإعلام وبعض الإشاعات خاصة بعد 1948 بأن الشعب الفلسطيني قد قصّر في الحفاظ على وطنه وأن هناك عمليات بيع حصلت، ولتوضيح ذلك نقول أن أكثر من 75% من أراضي فلسطين هي أراضي وقف وأميرية وهي في هذا الحال غير قابلة للبيع أو الشراء أو التنازل وذلك لقداسة المنطقة وكثرة المواقع المقدسة والسياحية، أمّا عن البيع فقد حصل وبحدود ضيقة جداً خاصة في شمال فلسطين حيث كانت الأراضي اللبنانية تتداخل مع الأراضي الفلسطينية، وفي مناطق متفرقة أخرى ومعظمها بطريق غير مباشر، ولكن أريد أن أؤكد للجميع والذين لا يعلمون أن بيع الأراضي لليهود في فلسطين لم يحسم الأمر لصالح اليهود أبداً، بل الذي حسم الأمور بريطانيا وأساليبها الخبيثة، والذي يريد أن يتأكد يرى هذه الأيام وعلى شاشات التلفزيون كيفية مصادرة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي ويرى أن مستعمرة "حاركوماه" (والتي تُقام الآن على وقف أراضي الصحابي عياض بن غنيم، جنوب شرق القدس).
8- خلال فترة 1920-1925 تأسست إدارة أراضي فلسطين ومعظم إدارتها تتكون من مسؤولين بريطانيين ويهود وذلك لإعطاء الناحية القانونية والشرعية لتلك الوجبات المتلاحقة من الأراضي وذلك لتسهيل تنفيذ المشروع اليهودي.
9- بدأ هربرت صموئيل (المندوب السامي) بتأسيس أول شركة كهرباء في فلسطين (والأولى في المنطقة كلها) وأعطى الامتياز لرجل الأعمال اليهودي "بنحاس روتربرغ" ومشاركة بعض اليونانيين. حيث كانت هذه الشركة هي المشغّل والباعث والمنشط والمحرك للنشاط الإنشائي والاقتصادي اليهودي فنياً واستثمارياً، والذي يؤكد خطورة هذا المشروع وأهميته بالنسبة لتأسيس الكيان الإسرائيلي أن هربرت صموئيل اعتزل منصبه كمندوب سامي وعيّن نفسه رئيساً لشركة الكهرباء هذه (1925م).
وقامت بريطانيا باحتكار الوظائف والفرص والتعليم والمراكز المهمه لجميع من دار فى دائرتها ولافراد العائلات التى تسلمت الزعامه والقيادة ذات الاسماء الوهميه وعديمه الاصول والحقيقه ان هذة العائلات حتى انها ضمنت وظائفها حتى بعد نكبه عام 1948 م فى الدول العربيه وغيرها بمساعدة بريطانيا.
ومن الجدير بالذكر ان الله حبى فلسطين بالشعب الكنعانى التى ركز عبر التاريخ على فلاحة الارض والبناء على مدار التاريخ ولم يركز على نشاطات اخرى وذلك بموهبه وهدايه من الله حتى يبقى هذا الشعب حارسا لهذة البلاد وفى انتظار الانبياء والرسالات من هنا كان دائما الفلاح هو صاحب الارض الاصلى وهو القائد والزعيم التاريخى لفلسطين، وبذلك كان الفلاح الفلسطيني هو الخاسر الأعظم، حيث جاءت بريطانيا لتحطم هذه الحقيقه التاريخيه وذلك باختراع رموز جديدة لا اصل لها وربطهم بمصالح وارزاق مع بريطانيا وذلك بهدف تدمير جذور هذا الشعب وفك ارتباطه بارضه بحيث تصبح فلسطين ارض بلا شعب. حيث قامت بريطانيا واليهود بإمكانياتهم الضخمة الإعلامية والمادية والترغيب والترهيب ببث الخبائث واختراع القصص والحكايات بين الأطراف فصار كل فريق ينظر بسخرية وازدراء إلى الآخر وانتشرت الفتن بين الحارات وحتى في جسم العائلة أو القبيلة الواحدة وفُتحت ملفات قديمة بين الناس، كل هذا يتم برعايةوتمويل الإنكليز والحركة الصهيونية ومن دار في دائرتهم ومن كان له مصلحة في ذلك، أي نعم هو صورة من صور قانون " فرّق تسد"، (وفقد الفلاح الفلسطيني قيادته وذهبت إلى المدن الفلسطينية والتي كانت تحصيل حاصل فهى محطات للعابرين والوافدين والمجتمعات التجارية).
ومن الاساليب الخبيثة التى قامت بها بريطانيا فى فلسطين هو عمل تنميه وهميه وانشاء بعض المشاريع بعمل بعض الخدمات وذلك بايهام الناس بحسن نيه بريطانيا ولكن ثبت ان هذة التنميه والمشاريع على الارض لبناء دوله اسرائيل وفى الحاله هذة ان اسرائيل لم تبدا منذ عام 1948 م بل بدأ بنائها منذ زمان طويل.
وعلى كل حال ان الأمة ليست ضعيفه ولكن حصل حاله من الغفله والتقاعس والتبعيه وهناك احاديث شريفه تصف هذا المشهد (يصف الرسول الامه بانها ستكون مثل زبد البحر فى مرحله ما, وغير ذلك كثير).
وهناك كلمة حق ان الشعب الفلسطيني لم يترك وطنه عام 1948 م بسهوله كما يدّعى اصحاب الفكر الآسن، لكن الشعب تعرض لمكيدة واساليب خبيثه حيث تم اجلاءه عن ارضه بطريقه او باخرى وبمراحل وعلى مدار خمسون عام (من 1898 م _ 1948 م)، حيث بدأت بريطانيا أولا بالتهجير الداخلي للفلسطينيين وبطرد الفلاحين من الأراضي المستأجرة، وتواطأت الأنظمة العربية مع المشروع اليهودي، (وأمام إمكانيات اليهود الضخمة أكثر من خمس وسبعين ألف جندي والقوات البريطانية أكثر من ذلك) وأن الطيران البريطاني الذي كان يرابط في قبرص ومالطة قام بدور رئيسي في تخويف الناس وطردهم من أراضيهم.
وفى هذا الأثناء أحس الفلاح الفلسطين بالظلم وادرك المخطط ولو متاخرا واستعرت فلسطين بالثورات لمقاومه تلك المخططات وكان البراهميه وتل الصافى دائما فى المقدمه كثوار او مساندين, وكأن منطقه اجنادين بدأت تتهيأ للعودة الى سابق عهدها، أي نعم استعرت البلاد في الانتفاضات وبدأ الناس يبحثون عن السلاح وبدأت الحوادث منذ عام 1920م وبدأ وصول المتطوعين العرب والمسلمين، وكادت ثورة وإضراب 1936م أن تودي وتفشل المشروع اليهودي وتنهي الاحتلال البريطاني، ولكن ابتلاء الشعب الفلسطيني ببعض القادة وقلة التنظيم والخبث البريطاني أدى إلى إخفاق هذه الثورة.
كانت ايام سود حيث بدأت حقبه من التاريخ استثنائيه لم يعهدها الناس من قبل، فلقد قام الفلاح الفلسطينى بالدفاع عن ارضه وعرضه بكل ما أوتى من قوة عبر التاريخ ولكن الاعداء هذة المرة لم يشنوا هجوما مباشرا على الفلاح بل واجهوا الفلاح بالخبث والدهاء واخيرا وجد الفلاح الفلسطين الكنعانى نفسه فى المخيمات بعد عام 1948 م ينتظر الدعم والمساعدة.
وانى اطلب من افراد تلك العائلات والتى قصرت وساعدت المحتل بصورة او باخرى بحسن نية أو بغير ذلك، ودارت حولها الشبهات ان يبادروا بعمل الخير للناس وللقضيه والتمسك بحبل الله وذلك تكفيرا بدلا ما بدر من ابائهم واجدادهم.
وان حركات الشباب الآن (2011-2012) هى حركات إلاهية (والتي تنتشر بطول العالم الإسلامي وعرضه) هدفها إبطال هذه المخططات والاساليب والتى استمرت فى المنطقه على مدار المائه سنه الماضيه حيث ان الشباب ماضين فى إرجاع الامور الى نصابها.
ملاحظه :-
1- اذا كانت الامه لم تستجيب لحركه الشباب او هى غير مستعدة او انشغلت فى امور اخرى نحن نخشى ان يطبق الله اياته الكريمه (وان تتولو يستبدل قوم غيركم) لان الله ملتزم بالحفاظ على دينه وعلى ارضه لان الارض لله ويرثها لمن يشاء من عبادة, ومن هنا يجب على الامه ان تبادر وقبل ضياع الفرصه, وكل المبشرات تؤشر باقتراب الوعد الحق (كما فى سورة الاسراء).
2- واريد ان اقول للناس والذين لهذا الوقت يرفعون شعارات الوطنجيه والعلمانجيه والديماغوجيه والباراغماتيه واللبيرجيه اقول لهم كفى تضييع للوقت وقد جربت الامه كل هذا, ودائما كان الاسلام هو ابو الوطنيه وحامى اهل الذمه وناشر العدل والشورى وبادروا بالهجرة الى الله قبل فوات الاوان.
3- يجب على جيل اليوم وآبائهم وامهاتهم ان يهتموا بالثقافه وبالتاريخ بالضبط كاهتمامهم بالعلم، ونذكر الايه القرانيه مرة اخرى (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) ان الصهاينه لعبوا على ورقه الدين والتاريخ وكيف نحن اصحاب التاريخ الصحيح والدين الحق اى نعم نحن اولى باتباع دينا وتاريخيا, فالعلم يجب ان يتناسب طرديا مع الثقافه.
ان هذا الامر لا يصلح الا ما صلح اوله ونتبع طريق اجدادنا الذين بذلوا دمهم فى سبيل رفع رايه التوحيد وهذا الكلام بالجهد والتواد والتراحم والتراص وليس فقط بالامانى والشعارات (ولله الامر من قبل ومن بعد), ولا نكتفى بتنفيذ اركان الاسلام الخمسه بل هناك امور الدين وشعب الايمان والقناعه بحتميه الحل الاسلامى لجيمع مشاكلنا.
====================
م. عبدالحافظ يوسف نوفل
للتواصل /
NOFAL121@hotmail.com
ص ب : 8152
الجوال : 55509643 00974
المنزل : 44806431 00974
الدوحة / قطر