تم يوم الاثنين 27 اب 2012، افتتاح أول مدرسة ثانوية في قرية أبو تلول في النقب، وذلك في أعقاب نضال قضائي خاضه مركز عدالة باسم 35 طالبة عربية من القرية وضواحيها واستمر مدة أكثر من 7 سنوات، بمساندة أهالي القرية والمنطقة. وتحتوي المدرسة حاليًا على أربعة صفوف عواشر، ومن المفترض أن يفتتح في العام القادم شريحة صفوف حادي عشر وفي العام الذي يليه شريحة ثاني عشر. يدرس في المدرسة اليوم 100 طالب وطالبة (نصفهن طالبات) من القرية والمنطقة مع العلم أنه من المتوقع أن يصل العدد إلى 120 خلال الأسبوع القادم. وقد تم تعيين السيد راجي الخرم مديرًا للمدرسة وتم تعيين 7 معلمين للتدريس فيها. يذكر أن المدرسة مؤلفة من 12 مبنى مؤقت (كرفانات) تستخدم أربعة منها كصفوف وأربعة أخرى مجهزة للاستخدام كصفوف واثنان من المفترض تجهيزهما كمختبرات للعلوم والحاسوب.
يذكر أن منطقة قرية أبو تلول يسكنها قرابة 12 ألف مواطن من العرب البدو. وتوجد في هذه المنطقة ثلاث مدارس ابتدائية ومدرسة إعدادية واحدة حيث يدرس في هذه المدارس 2400 طالب. ويتسبب عدم وجود مدرسة ثانوية في هذه المنطقة إلى ارتفاع مذهل بنسبة تسرب الطلاب في المرحلة الثانوية لتصل إلى أضعاف أضعاف النسبة القطرية. كما أن الطابع المحافظ للمجتمع البدوي يجعل نسبة تسرب الفتيات في المرحلة الثانوية أعلى بكثير من نسبة الذكور هذه المرحلة.
يشار إلى أن مباني المدرسة أقيمت على أراضي تبرعت بها عائلة أبو هدوبة من القرية. وقال السيد خالد أبو هدوبة والد إحدى الطالبات في المدرسة ومن أولياء الأمور الداعمين للمدرسة: "نحن نبارك الجهود التي قامت بها "عدالة" ونبارك هذا الإنجاز الكبير للمنطقة كلها وللعائلات والطلّاب، لا زلنا في بداية الطريقة ونتأمّل أن نجني ثمار نجاحها، ونحن سندعمها بكل ما نستطيع من جهد وعطاء".
وقال عطيّة الأعسم، رئيس اللجنة المحليّة في أبو تلول أن "المجهود المشتركة بين اللجنة المحليّة وبين مركز عدالة أثمر في نهاية المطاف إنجازًا هامًا. هذه خطوة هامة إلى الأمام، وهناك رضى من قبل الأهالي وسرور بحيث أن افتتاح المدرسة وفر مشاكل كثيرة على الطلاب من سفر بعيد وقبول أو عدم قبول في المدارس الأخرى ونسبة تسرب مرتفعة جدًا. هذه خطوة هامة لكنها لا تزال جزئيّة. المدرسة لا تزال عبارة عن غرف متنقلة ليست ثابتة، وهناك لا يزال نقص في الحواسيب والمكيّفات ومستلزمات أخرى، ونأمل أن نحقق المزيد في الفترات القادمة."
وقالت المحامية سوسن زهر في أعقاب إقامة المدرسة: "نحن نبارك بإقامة المدرسة ونعتبرها خطوة هامة. إقامة المدرسة في أبو تلول تعطي حل لظاهرة تسرب الطلاب وخصوصًا الطالبات في المرحلة الثانوية. من المؤسف أن الوزارة انتظرت كل هذه المدة واضطرتنا إلى كل هذه المدة والجهود في سبيل تحقيق حقوق أساسية للطلاب."
وكانت المحامية سوسن زهر من مركز عدالة قد قدّمت في العام 2009 التماسًا للمحكمة العليا باسم 35 طالبة من قرية أبو تلول وباسم مؤسسات مهنية وجماهيرية عربية طالبت من خلاله بإلزام وزارة التربية والتعليم بتطبيق قرار سابق للمحكمة العليا من العام 2007 والذي يجبر هذه السلطات على إقامة مدرسة ثانوية في قرية أبو تلول حتى موعد أقصاه يوم 1.09.09. وقد طالب "عدالة" في الالتماس اعتبار عدم تطبيق قرار المحكمة وإقامة المدرسة بمثابة "تحقير للمحكمة" وقراراتها.
ويأتي هذا الالتماس في أعقاب الالتماس الأوّل، والذي قدّمه المحامي مراد الصانع من عدالة في العام 2005، والذي انتهى إلى التزام وزيرة المعارف في حينه، يولي تمير، في اجتماع مع "عدالة" ومندوبين عن الملتمسين، بإقامة مدرسة ثانوية في منطقة أبو تلول حتى تاريخ أقصاه 1.9.2008، مقابل سحب الالتماس، ولكن بعد أيّام قليلة من سحب الالتماس، غيّرت الوزارة موقفها بذرائع مختلفة، مما اضطر عدالة إلى تقديم التماس إضافي.