جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
يعاني موسم الصيد في قطاع غزة مأساة حقيقية في ظل ملاحقة الزوارق الإسرائيلية للصياديين في عرض البحر، ومنعهم من العمل بحرية، وإطلاق النار تجاههم في مشهد بات يتكرر بشكل شبه اليومي. وتتواصل الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصياد الفلسطيني البائس، فقد رصدت جهات حقوقية أكثر من 60 انتهاكا جديداً أحدثه الاحتلال في الأسبوع الماضي مما يعكس الأوضاع الصعبة التي بات الصياد يمر بها. أكد الصياد مؤمن الحوش، أن الزوارق الإسرائيلية تلاحقهم في عرض البحر وتطلق النار عليهم، قبل وصولهم للمساحة المسموح الصيد فيها، مبيناً أن الاحتلال يتعمد إغراق مراكب الصياديين وإتلاف المعدات والشباك الخاصة بهم. وقال الحوش: "مهنة الصيد أصبحت بلا فائدة مادية للصياد وأسرته، فالوقود ثمنه مرتفع ومساحة الصيد ضيقة"، منوهاً أنه لا يعمل حاليا بشكل شبه اليومي لسوء الأوضاع الاقتصادية. وأضاف أن دخله الأساس هو من صيد الأسماك شأنه شأن أغلب الصيادين في قطاع غزة، مشيراً إلى أن لقمة عيشهم أصبحت مغمسة بالشقاء والمعاناة. أما الصياد محمد عبد الجواد، فبين أنه كان يبني آمالا كبيرة على موسم الصيد في هذا العام، كي يتدبر شؤون بيته في ظل تراكم الأعباء الحياتية عليه. ونوه عبد الجواد إلى أن ما يجمعه في رحلة الصيد الواحدة بالكاد يكفي لإصلاح أعطال المركب، عدا عن تواجد الأسماك في مناطق يمنعهم الاحتلال الإسرائيلي من الوصول إليها في محاولة منه للتضييق عليهم في مصدر رزقهم.
ووصف نقيب الصيادين "نزار عياش"، موسم الصيد للعام الحالي بالتعيس نتيجة الممارسات الإسرائيلية، بحق الصياديين. وقال عياش في: "نحو 3800 صياد في قطاع غزة، ما زالوا يمارسون مهنتهم في أوضاع اقتصادية سيئة، نظراً لارتفاع تكاليف الصيد". واعتبر أن موسم الصيد هذا العام سيء للغاية، حيث أن الكميات التي يجري اصطيادها بسيطة جداً وتعجز عن تغطية احتياجات السوق المحلي، مبيناً أن هناك شح في كميات أسماك السردين التي يقبل عليها المواطنون بكثرة في هذه الأوقات. وأصبح مفهوماً لدى الصياد الفلسطيني أن موسم العمل الشهير "السردين"، الذي يبدأ غرة إبريل وينتهي بعد ثلاثة شهور يتخلله عدوان إسرائيلي متكرر وتقييد لحرية العمل في البحر بحجج وذرائع متعددة، مما يتسبب في خسارة الصياد لمصدر رزقه الوحيد الذي ينتظروه من العام إلى العام.
المصدر: فلسطين الان