هوية2021
الكويت-لبنان
من بين عشرات الملفات المتعلقة بالمعلمين الفلسطينيين الذين عملوا في دائرة المعارف قبل النكبة، استرعى ملف الأستاذ محمد حسن صفوري انتباهنا لتعدد قدراته ونشاطاته. كان ملفتاً اهتمامه بإلقاء المحاضرات العامة في عناوين مثل (الشخصية وأثرها) وكذلك اجتهاده في تعلم اللغة العبرية، وفوق ذلك كان رياضياً متميزاً مع النادي الرياضي الإسلامي بحيفا إذ نجد بين أوراقه رسالة يطلب فيها الإذن من الإدارة للسفر مع النادي للعب مباراة في كرة القدم في سوريا في شهر آذار/مارس 1944. وينتهي ملف الأستاذ محمد حسن صفوري مع تقديم استقالته من التعليم عام 1947 ليكمل دراسته في القاهرة.
وجهتنا كانت باتجاه صديقنا المقيم في الكويت باسم صفوري، لنسأله إن كان قد سمع باسم الأستاذ محمد صفوري، وذلك بعد أن أوجزنا له سيرته. كان جواب السيد باسم سريعاً: "هذا عمي شقيق الوالد. وصحيح، قد عمل مدرساً في فلسطين ثم ذهب لدراسة الطب في مصر وجاء بعد تخرجه من كلية الطب للعمل طبيباً في الكويت وحصل على الجنسية الكويتية في الستينيات".
كان ذلك منذ أكثر من سنة وكانت بداية لمسيرة طويلة في جمع تاريخ وشجرة العائلة وصور الكبار منهم الذين ولدوا في فلسطين قبل النكبة، وكان ما ذكره لنا أن جده حسن محمد صفوري لم يكن مقيماً في صفورية في السنوات الأخيرة قبل النكبة بل كان يعمل في حيفا ولربما في عكا أيضاً وهو ما يفسّر أن بعض أبنائه هم من مواليد عكا.
قبل أسبوع عاود الأستاذ باسم التواصل وزودنا بوثيقتين مهمتين عبارة عن جوازي سفر لوالده أحمد، أحدهما صادر عن حكومة عموم فلسطين عام 1953 باسم "احمد حسن صفوري" والثاني بريطاني صادر من سلطات الانتداب عام 1946 باسم "احمد حسن محمد الشيخ حسين". سألناه عن قصة "الشيخ حسين" في اسم العائلة فأجاب أن أصل العائلة الشيخ حسين ولكن مع الوقت غلب اللقب "صفوري" على الاسم وصار الاسم الرسمي المسجّل في الوثائق الرسمية.
فتحنا صفحة جديدة وانتقلنا إلى صديق آخر يقيم في لبنان، الأستاذ بلال الشيخ حسين، من صفورية ولكن والده لم يكن مقيماً فيها بل في حيفا. مع أول إشارة لاسم عائلة صفوري في الكويت علّق سريعاً: (كان عمي مصطفى يذكر لي أن لنا قريباً طبيباً في الكويت ولكنه يحمل اسم "صفوري" بدل الشيخ حسين)، وهنا تبدأ رحلة عمل جديدة نأمل أن تنتهي بالجمع بين عائلتين افترقتا منذ عقود ولم تلتقيا.
مرة أخرى، في التوثيق لتاريخ العائلات الفلسطينية، نبدأ في مكان وننتهي في آخر ولكننا على الدوام في مسيرة تعزز انتماءنا وانتماء أبنائنا لعائلاتنا وبلداتنا التي لن تغيب أدق تفاصيلها عن أذهاننا.
لمتابعة المزيد من التفاصيل عن العائلات الفلسطينية زيارة موقع هوية: www.howiyya.com
أو التواصل عبر الواتس اب: 0096181765876
#هوية2021 #العائلة_الفلسطينية