ولدت أوليفيا إلياس في حيفا عام 1944، وتنقّلت بين ثلاث قارات: آسيا وأمريكا وأوروبا. لجأت عائلتها إبّان النكبة إلى لبنان، فعاشت طفولتها في بيروت؛ ثمّ تابعت دراساتها في الاقتصاد في مونتريال. ثمّ استقرّت في فرنسا أوائل الثمانينيات. ولم تشرع في نشر قصائدها إلاّ عام 2015: «اسمك فلسطين» و»فوضى عبور» عام 2019. هي شاعرة من الشتات الفلسطيني، تنشد في قصائدها الهدوء وسط العاصفة، النقطة الثابتة في خضمّ الفوضى، وتاريخ من الظلم والانفصال؛ كما جاء في تقديم مترجمها كريم جيمس أبو زيد.
بلا ثمن
أبدا لن أقول مهما يكن التعويض
آمين
ولتتألّق إلى الأبد
شمسٌ بهيّة
في «منزل يورك»1
كم أودّ أن أتأرجحَ في الشرفة
على أن أستمرّ فأضرب حصاة
بحصاة اللغة من أجل الاحتفاظ
بنار المخيّم مشتعلة
أردتم منّي أن أكون منفيّة
انظروا ها أنا أسكن هذه التلال
ونشيدي يفعمُ لياليكم
أنّى لكم النوم
هانئين في سرير الجهل والغباوة؟
إيّاكم أن تقولوا
آمين
تلطيف الألم
في البدء كان كل شيء يجري بسهولة
ثم أصبح كل شيء مرتبكا
اليومَ شُفيتُ من المضاعفات (مضاعفات المرض)
ولا وقت عندي
للألعاب المائيّة المتدافعة الموحلة
ولا لأغلظ الأيمان
ليكن ما سوف يكون
إنّ المظاهر
لتخدع، كما هو معروف
أنا لم أعدْ أمشي وئيدا
بل على العكس تماما
أنا الآن
أرجع أدراج العودة إلى الطفولة
أترك للحصى التي يزحم جيوبي
أن يسقط واحدة تلو أخرى
لقد تحرّرت من الخوف
من خسارة نفسي أيضا
هو ذا وقت تلطيف الألم
ولادة بطيئة جدا
تتقاطع دورتان
دورة الأفول تمضي عميقا
إلى القمر الأسود
دورة التحوّل آخذةً بالنضج
فتحت «كتاب الطريقة والفضيلة»2
أن تبلغ الخواء الكامل هو أن تثبت نفسك بقوّة في الراحة
منذ أن كنتُ صغيرة كانت لديّ هذه الحكمة
المتوارثة عن شيوخ القرى
ولم أكن أعرف كم كانت ثمينة
أولئك الجالسون على عتبة الباب
مطوّقون بالجمال، كانوا يهبون تَقْدِمَةً للشمس
وجوهَهم (أعني) وجوهَ القطط الهرمة
لقد حان الوقت لأسحب مقعدي
أمام الباب
1: منزل يورك: إشارة إلى الصراع على عرش إنجلترا، في حرب أهليّة متقطّعة بين أسرة يورك وأسرة
لانكستر. وقد سمّيت بحرب الوردتين: الوردة الحمراء شعار لانكستر والوردة البيضاء شعار يورك
2: كتاب الطريقة والفضيلة: كتاب لاوتسو (كتاب الطاو الصيني المقدّس)