الأسير المحرر نزار زيدان: حكاية صمود وإرادة

هوية – 2/2/2025
استقبلت بلدة بيرنبالا شمال شرق القدس، يوم السبت 1 شباط / فبراير 2025، ابنها الأسير المحرر نزار عزيز زيدان “أبو إياد” بعد قضائه 22 عامًا خلف قضبان السجون الإسرائيلية. وجاء الإفراج عنه ضمن الدفعة الرابعة من صفقة تبادل الأسرى “طوفان الأحرار”، ليعود إلى أحضان عائلته وأحبته الذين احتشدوا لاستقباله بالزغاريد والهتافات، في مشهد مؤثر جسّد فرحة الحرية بعد عقود من المعاناة.
نزار زيدان، 62 عامًا، هو أحد أبرز الأسرى المرضى في سجون الاحتلال. اعتُقل عام 2002 في ذروة انتفاضة الأقصى، وحُكم عليه بالسجن لمدة 37 عامًا بتهمة ترؤسه مجموعات مقاومة. وعلى الرغم من سنوات الاعتقال الطويلة، بقي صامدًا رغم المرض والإهمال الطبي.
قبل اعتقاله، كان زيدان يعيش حياة هادئة مع زوجته، المربية رفعة زيدان، وأطفاله الأربعة. لكن الأسر لم يكن مجرد حرمان من الحرية، بل كان رحلة طويلة من المعاناة الصحية. ففي عام 2009، تلقى حقنة داخل السجن تسببت له بجلطة دماغية، أثّرت على حركة الجزء الأيسر من جسده، إضافة إلى إصابته بالسكري، وارتفاع ضغط الدم، والديسك، وفقدان معظم أسنانه بعد استئصال أجزاء من حلقه.
رغم هذه المعاناة، لم ينكسر زيدان، وظل متمسكًا بالأمل. وعند تحرره، عبّر عن مشاعره بالقول:
“قبل 7 أكتوبر، لم يكن لدينا أمل بالخروج من السجن، لكن الأوضاع والمعادلات تغيرت.”
أما أهالي بيرنبالا، فقد اعتبروا عودة زيدان انتصارًا جديدًا لإرادة الصمود والتضحيات التي يقدمها الأسرى وعائلاتهم، مؤكدين أن هذه اللحظات ترسّخ المعنى الحقيقي للحرية، التي تبقى هدفًا لا يتحقق إلا بالثبات والتضحيات.