تسمية القرية:
وإن الاحتمالين الأول والثاني أقرب إلى الواقع. والاحتمال الرابع والخامس ضعيفان لأن المباني التي تشكل جسم الطير هي حديثة العهد قياسا للتسميات القديمة.
من خلال البحث في تسمية القرية يمكن أن نجد أن هناك عدة احتمالات حول أصل هذه التسمية ونوردها حسب ما وردت في المراجع:
أ- التسمية أصلها يمني: بعودتنا إلى الهجرات السامية العربية إلى فلسطين نجد أن القبائل اليمنية القادمة من شبه الجزيرة العربية كان لها مستقر في شمال فلسطين. وقد حملت هذه القبائل تسمية قبائلها ومناطقها إلى المناطق التي استوطنت بها فنجد أن اسم الطيرة ورد في معجم وأصول وأسماء المدن والقرى الفلسطينية (اليمن هي الأصل) ضمن خمس قرى تحمل نفس الاسم في فلسطين موزعة في اقضية المدن التالية حيفا – بيسان – رام الله – الرملة – طولكرم. وتتصف هذه القرى من حيث الموقع الجغرافي وطبيعة أراضيها بصفات مشتركة. كموقعها الجبلي. وإذا أردنا معرفة هذه التسمية لغوياً وجدنا في المعظم: الطيرة من الطير وارتباطها اليمني جاء من وجود قبيلة تسمى الطيري وهذه القبيلة بطن من بطون قبائل حاشد اليمنية كما يوجد قبيلة أخرى هي قبيلة الطيور وهي من الشمر الطائية.
هذا رأي يجد في أن سكان الطيرة حملوا نفس التسميات القبلية واطلقوها على المناطق المستوطنة حديثاً.
الأصل الكنعاني:
ب- ترى بعض المصادر أن اسم الطيرة جاء من تسمية الكنعانيين، والسبب في ذلك أن جبل الكرمل أو كرم الله كما اسماها الكنعانيون تعرض لغزوة من قبل زبلون أحد أسباط بني إسرائيل. وقد وصلت الغزوة عند الجبل أي بالقرب من البلدة أي "الطيرة" فتصدى لها الكنعانيون بقوة وقاد حملة التصدي هذه الأميرة تيرا أو "طيرة": بنت الملك كريت ملك صيدا وبتكليف من والده الإله أيل فانتصرت على قوم زبلون في معركة دارت رحاها بين جبل الكرمل وبحيرة الجيل وعند توقفها في جبل الكرمل. احتفلت بالنصر وارتأت أن تقيم مذبحاً للإله أيل كبير الآلهة الكنعانية / وأطلقت على الجبل جبل الله أو كرم الله أو كرمل".
ومن هنا ورود اسم تيرا أو طيرة في نفس موقع القرية يجعل الاحتمال قوياً في ذكر تلك التسمية.
الاحتمال الثالث:
ج- ذكرت الموسوعة الفلسطينية أن تسمية الطيرة تعود إلى جذور إغريقية يونانية أو لاتينية أو أنها من آثار صليبية أو سريانية. وذكرت الموسوعة أن اللفظ سرياني ولكن يبقى هذا الاحتمال طور التوقيع لأنه لا يستند لأي دليل وأي آثار تدل عليه.. والآثار التي وجدت في القرية والتي تعود للغزوات الإفرنجية تتحدث عن مواقع في القرية وليس عن اسمها.
الاحتمال الرابع:
د- التسمية من حيث الموقع الجغرافي: يتحدث أهل القرية أن التسمية جاءت من طبيعة القرية فيقولون القادم من جهة البحر يرى شكل القرية وموقعها بشكل طير، جسمه منازل القرية ويشكل وادي العين الذي يصب في البحر الذيل بينما يشكل الجناحان المرقصة من الشمال وجبل الزلاقة من الجنوب. أما الرأس فهو ممتد إلى الشرق نحو جبل الكرمل.
الاحتمال الأخير:
وهناك احتمال أخير أنها سميت بهذا الاسم لكثرة الطيور البرية فيها. كالنسور والصقور والغربان والحجل وهي منتشرة بكثرة في جبل الكرمل وفي كروم القرية وعلى المواقع الجبلية كالعروق وعلى أكتاف الوديان.
أوردنا احتمالات تسمية القرية باسمها الأول الطيرة، ولكن هذه القرية ارتبطت تسميتها على مر الزمن بأسماء أخرى ميزتها عن باقي القرى التي حملت نفس الاسم.
فتارة يسمونها طيرة اللوز وأخرى طيرة الكرمل وأخيراً سميت بطيرة حيفا واليكم تفصيل هذه التسمية.
أولاً تسميتها بطيرة اللوز: هذا الارتباط بتلك الشجرة القصيرة العمر يفسر كثرة أشجار اللوز في مرحلة من مراحل تطور القرية.
فحيفا بالنسبة للطيرة اجتماعياً هي تلك العائلات التي رحلت من القرية وشكلت مع عائلات أخرى حيفا اجتماعياً فالرابط بين الطيرة وحيفا ارتباط أسري واقتصادي إذ أن حيفا تشكل سوقاً لما تنتجه القرية من مشتقات الحليب وما تنتجه الأرض من مزروعات.
والطيرة أيضاً ممول أساسي لحيفا بالرجال والعتاد وهذا ما رأيناه جليا أيام الاحتلال.
الموقع الجغرافي:
تقع طيرة حيفا على سفوح جبل الكرمل الشمالية الغربية والغربية وعلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وعلى بعد 12 كم عن حيفا إلى الجنوب. وترتفع مباني القرية عن سطح البحر 75م أما أراضيها فمنها الملاصق للبحر ومنها المرتفع حتى 525م فوق سطح البحر "تل أبو الندى"
وتعتبر الطيرة من أمهات القرى في قضاء حيفا بل في أقضية فلسطين قبل النكبة عام 1948.
تقع في أراضي الطيرة سكة حديد خط مصر القنطرة فلسطين حيث أن القرية نفسها تقع على الكيلو متر 399.5 لخط السكة الحديدية.
يمر من أراضي القرية من الغرب وعلى الساحل مباشرة شارع (حيفا – يافا) مما يجعلها ممرا بريا هاماً يصل مدن فلسطين من شمالها إلى وسطها عن طريق الساحل.
الحدود والمساحة والسكان:
يحد قرية طيرة حيفا من الشمال مدينة حيفا وأراضيها التي تبدأ عند وادي الجمال.
ويحدها من الشمال الشرقي قرية بلد الشيخ عند نقطة وادي رشميا. ومن الشرق الياجور وعسفيا ومن الجنوب الشرقي دالية الكرمل ومن الجنوب قرية عين حوض وعتليت. أما من الغرب فالبحر الأبيض المتوسط. المساحة والسكان: تعتبر طيرة حيفا الأولى من بين قرى قضاء حيفا من حيث عدد السكان والثانية من حيث مساحة القرية والثالثة من حيث القرية وأراضيها.
فحسب الإحصاءات الرسمية لعام 1945 بلغ عدد سكان القرية 5270 نسمة. علما أن إحصائيات وتقدير أهل القرية أن عدد سكانها بلغ عام 1948 بين عشرة آلاف وثلاثة عشر ألف نسمة.
وقد بلغت حسب الإحصائيات الرسمية مساحة أراضي القرية 45.262 دونماً منها 224 دونماً مساحة القرية و 1026 دونماً مساحة الطرق والوديان والسكة الحديدية /6553/ دونماً امتلكها اليهود واستعمروها. وهي المساحة الإجمالية مستثنى منها أراضي الخريبة التي هي بالأصل أراض تابعة للقرية.
المصدر: كتاب طيرة حيفا/ احمد مصطفى الباشا.