يصادف اليوم الثلاثاء الموافق 27/12/2011، الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب الغاشـمة التي شنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، ولا يزال سكان قطاع غزة، ومعهم كل محبيهم في العالم يستحضرون ويتذكرون وقائع قاسية من العدوان الإرهابي غير المسبوق، والأعنف منذ الاحتلال الصهيوني للقطاع عام 1967، وقائع الحرب التي استمرت بلا توقف على مدار 23 يومًا مخلفة ضحايا ودمارًا يفوق ما خلفته خلال سنوات طويلة من العدوان والاحتلال، دون أن تنجح في تحقيق أبرز أهدافها في إسقاط حماس وكسر إرادة الشعب الفلسطيني.
وأكدت المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والدولية أن قوات الاحتلال استخدمت في عدوانها مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة، بما في ذلك الأسلحة المحظور استخدامها ضد المدنيين وممتلكاتهم، بـما يؤكد تعمد إيقاع الأذى في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وكان من أبرز الأسلحة المحرمة دوليًّا -والتي استخدمها الاحتلال في حربه على غزة- القذائف الفسفورية، والقذائف المغلفة باليورانيوم، والقذائف المسمارية، الأمر الذي خلف آثارًا بالغة الخطورة على الأشخاص والممتلكات على حد سواء. كما كشف العدوان عن إبادة جماعية لعائلات فلسلطينية بأكملها، كما حدث مع عائلة السموني، والداية، وعائلة ريان، والبطران، وغيرهم.
ضحايا الحرب
وخلفت الحرب حوالي 1500 شهيد، و5500 جريح، غالبيتهم من المدنيين، حيث كان من بين الشهداء 318 طفلاً، و111 امرأة، وبـحسب اللجنة المركزية للتوثيق وملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، التي شكلتها الحكومة، فقد استهدف العدوان جميع مناحي الحياة في قطاع غزة؛ حيث لم تسلم المساجد والمؤسسات الحكومية والصحية والشركات التجارية، من القصف والتدمير، وبلغت قيمة الخسائر الكلية في شتى مناحي الحياة ( 1,916,655,363) دولار.
وأظهرت إحصاءات اللجنة، أن قوات الاحتلال دمرت أكثر من 50 ألف وحدة سكنية بين دمار كلي وجزئي وأضرار؛ حيث دمرت 3169 وحدة سكنية بشكل كلي وقدرت تكلفتها (134,146,749) دولار، في حين دمرت 47484 وحدة سكنية بشكل جزئي قدرت تكلفتها (66,702,499 ) دولار. كما طال التدمير آلاف الدونمات الزراعية.
استهداف المؤسسات التعليمية
كما استهدف العدوان الصهيوني 181 مدرسة من مدارس وزارة التربية والتعليم العالي (7 مدارس أصيبت بأضرار كلية، 174 مدرسة أصيبت بأضرار جزئية)، كما تضررت 36 مدرسة تابعة للوكالة، و5 مدارس خاصة، و 67 روضة أطفال، و 4 جامعات، وكليّتان.
كما تعرضت 42 من المؤسسات والمراكز العاملة في مجال الخدمة الاجتماعية للتدمير، 7 منها مراكز حكومية، 34 مركز ومؤسسة أهلية، ومركز واحد يتبع لوكالة الغوث الدولية، بالإضافة إلى تعرض 27 مؤسسة أهلية وجمعية خيرية مدنية للتدمير.
كما أقدم الاحتلال وفق المؤسسات الحقوقية، على تدمير 236 منشأة صناعية، 178 منها دمرت بشكل كلي ( 75%)، و58 منشأة أخرى أصيبت بأضرار جزئية (25%)، وتعمل هذه المنشآت في مختلف الأنشطة الصناعية.
كارثة إنسانية
وشهد قطاع غزة، خلال فترة العدوان، أوضاعًا إنسانية كارثية، تدهورت خلالها مختلف جوانب الحياة للسكان على نحو غير مسبوق، تعرضت خلالها حياة نـحو 1,5 مليون فلسطيني يقطنون غزة إلى خطر حقيقي، هدد حياتـهم بصورة جماعية.
وشهدت غزة أثناء الحرب نقصًا حادًّا بل نفادًا في كثير من المواد الأساسية والغذائية، حيث شهدت وضعًا غذائيًّا كارثيًّا، عجز خلاله السكان عن الحصول على احتياجاتـهم الغذائية.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام