تقع برير في الشمال الشرقي من مدينة غزة، وعلى بعد 21 كيلو متراً عنها، وترتفع عن سطح البحر 75 متراً. وتحيط بأراضيها أراضي قضاء بئر السبع، والفالوجة، وهوج، ونجد، وسمسم، وحليقات، وكوكبا، وبربره، وعراق سويدان، وكرتيا، وتبلغمساحتها (46184) دونماً. كما ورد في موسوعة بلادنا فلسطين، وقد روى الكثيرمن كبار السن أن مساحتها الكلية أكثر من ذلك بكثير.
ويبلغ عمق آبارها 45 متراً وبعضها يزيد عن ذلك بقليل. وتمر بها مياه الأمطار التي تنحدر من جبال الخليل وسهول قضاء غزة لتتجمع في وادي الحسي.
وقد كتبت مجلة "صوت الوطن العدد 33" أن عمرو ابن العاص فاتح فلسطين قد أقام له قصراً على بعد ثمانية كيلومترات شرقي برير ودعاه قصر العجلان، وكان يقيم به كلما أراد اعتزال الناس. وتقع جنوب غرب عجلان تلة النجيلة. وجاء في "الوقائع الفلسطينية" أن هذه التلة تحتوي على أنقاض وآثار سور مدينة وأساسات بناء مربع وبقايا خزان في الوادي. وقد بنيت بيوت القرية على مساحة 130 دونماً تقريباً ومعظم أبنيتها من اللبن، أما شوارعها فبعضها تأخذ شكلاً شبه دائري. وقد اتسعت القرية تدريجياً في جميع الاتجاهات وزادت عدد البيوت بزيادة عدد السكان حتى تضاعفت في الأربعينات. وترتبط قرية برير ارتباطاً وثيقاً بالتراث الشعبي الفلسطيني من حيث موقعها ومزايا أهلها وجمال فتياتها الذي يتغنى به مغنو السامر فيقول:
هالزين في برير قربوس الذهب قدّه والحلو ويشن يصير لو ثمي لثم خده
سكانها
كتبالأستاذ/ مصطفى الدباغ أن عدد سكان برير في سنة 1922 بلغ 1591 نسمة، وفي عام 1931 كان عدد سكانها 1894 نسمة من المسلمين، لهم 414 بيتاً، وقدروا عام 1945 بنحو 2740 نسمة. ويعود أصل قسم منهم إلى المصريين، ويعود أصل قسم آخر إلى قرية عجور قضاء الخليل ويذكر بعضهم أنهم من بقايا الصليبيين، ويروى أن حمولة المقالدة من العشائر الحجازية.
ويرجع نسب قسم من السكان "العبيات" إلى نجد في شبه الجزيرة العربية فالاسم موجود لأحد القبائل، ويروي البعض أن أصل العبيات من الحويطات ويروي البعض أنهم قدموا من قرية اعبية في جبل الخليل، وكل ذلك جائز لأن القبائل كانت تتنقل من مكان إلى أخر ويروي البعض أن أصل العبيات يعود إلى قبيلة مطير في شبه الجزيرة العربية. وكانت لهجة أهل القرية تجمع بين اللهجة البدوية واللهجةالفلاحية.
معالمها
كان في القرية قبل 15/5/1948م الكثير من المعالم منها:
1- جامع
القرية: ويقع شمالاً في حارة العبيات وله ساحة واسعة بها سدرة كبيرة قديمة. وكان بمثابة مدرسة قبل بناء مدرسة القرية، وقد كتب على بابه "جاء الطاعون على هذا البلد عام 1213هـ وفتك الكثير من السكان.
2- الزوايا: توجد زاوية شمال القرية جوار الجامع تسمى زاوية أبولبن، والزاوية الثانية جنوب القرية تسمى زاوية الشرفا في حارة الرزانية بناها الشيخ خيري القواسمي سنة 1936 على نفقة أهل الخير، وكان اتباع هذه الطريقة من أهل البلد يوقفون بعض أملاكهم ومنتجاتهم لها. فيها أماكن للجلوس وشرب القهوة وأماكن للنوم، وفيها مصلى للنساء، وكان يدير شؤونها ويشرف عليها وعلى ما فيها من أموال الزكاة الحاج عبد اللطيف عبد الرازق إدغيش. كما كانت الحاجة فاطمة أحمد ظاهر زوجة عبد الرحمن طاهر مشرفة على شؤون النساء فيها. الزاوية الثالثة في حارة المقالدة لم تكتمل بسبب الهجرة .
3- المقابر الإسلامية: واحدة في شمال القرية قرب الجامع، والثانية في جنوب القرية قرب السدرة العجمية وزاوية الشرفا.
4- السدرة
العجمية: تقع جنوب القرية في حارة الرزانية ولها قدسية عند سكان القرية، فكانت النساء تُضئ سراجاً في طاقة في حائط قريب منها.
5- جرون
القرية: وهي بعدد الحارات الاربع وهي ساحات واسعة، فلحارة المقالدة جرن المقالدة، وجرن الرزانية، وجرن العجاجرة، وجرن العبيات.
6- المدرسة: تقع في الشمال الغربي للقرية في حارة المقالدة وقد تبرع بأرضه أحد سكان الحارة وهو محمد قويدر وقد ذكر الاستاذ الدباغ أنها تأسست عام 1922 وسيتم الحديث عنها لاحقاً.
7- المطحنة (بابور الطحين): وتوجد في حارة المقالده غربي القرية، اشتراها داود من غزة وتلاه ابنه صالح داود، وكان يشرف عليها سليمان خالد الذي كان يلقب ألْبِسْ" وقد أصيب بالصمم بسبب شدة صوت المطاحن .
8- البرك: تتجمع فيها مياه الأمطار وتبقى المياه فيها إلى الصيف.
·بركة أمالجحشات: وتقع في جنوب غرب القرية في حالة المقالدة والرزانية تتجمع فيها مياه الأمطار وتستقي منها المواشي، كما تستخدم لري الزراعة وأغراض البناء مثلها مثل باقي البرك.
· بركةالعمامي: وتقع في الشمال الشرقي من القرية في حارة العبيات، وقد سميت باسم عائلة العمامي في العهد التركي التي حطت في نفس المكان. وتتجمع فيها مياه الأمطار ويستخدمها السكان لري الدواب والمزروعات وأغراض البناء.
· بركةالعبيات: وهي إلى الغرب من حارة العبيات وتتجمع فيها مياه الأمطار كسابقاتها تبقى فيها المياه للصيف وترتوي منها الدواب ويروي السكان بعض مزروعاتهم منها كما تستخدم مياهها لأغراض البناء.
9- آبار المياه:
· بئر فلفل: ويقع شمال القرية شمال حارة العبيات ويستخدمه آل فلفل لري حقولهم وبياراتهم.
بئر البلد: بئر الساقية ـ وهو أقدم بئر في البلد ـ ويقع جنوب شرق بئر فلفل وإلى الشرق من الطريق المعبد الرئيسي، وكان سابقاً يروي القرية وترتوي منه قطعان الماشية للقرى والقبائل البدوية المجاورة .
· بئر علي حسين: ويقع إلى الشرق من بئر البلد ويروي حقول وبيارات آل حسين.
· بئر رزق: ويقع جنوب القرية جنوب حارة الرزانية وإلى الغرب من الطريق الرئيسي ويروي حقول وبيارات آل رزق.
آثارها
توجد في القرية آثار حجارة قديمة وقطع معمارية وتقع حول القرية عدة خرب كتب عنها الأستاذ الدباغ في بلادنا فلسطين ومنها:
1- خربة شعرتّا (شعرتها): وتقع جنوب شرق القرية، وترتفع 75 متراً عن سطح البحر وتحتوي على بقايا أبنية وفخار وكسر زجاج مُبعثرة.
2- خربة تل المشنقة: جنوب غرب القرية، وبها أساسات وشقف فخار وحجارة ويسميه البعض (تل السميري) نسبة إلى السميري الذي قُتل في نفس المكان في حرب التياها والترابين.
3- خربة أم لاقس (اصلاقس): وتقع شرق القرية وتبعد 15 ميلاً عن غزة، وقد كانت مأهولة حتى أوائل القرن الماضي وترتفع 100 متراً عن سطح البحر وتحتوي على أساسات وقطع فخار وأنقاض وصهاريج، وبجوارها أقام اليهود مستعمرة. كان لها قيمة حربية أيام المملكة اللاتينية لقربها من مصر، كما كانت على طريق البريد بين غزة الكرك.
4- خربة المُرسان: لعلها تحريف لكلمة مارشال Marechal أي قائد الجيش وهي كلمة فرنسية. بها أساسات، وشقف فخار وزجاج وقطع رخامية قرب البئر وتُعرف هذه الخربة باسم "خربة صوبتّا “.
5- خربة دلدوم أو دلب: وبها حجارة وصهاريج وفخار على سطح الأرض.
6- خربة ماليطا: وتقع شمال القرية في أرض المقالدة وجد فيها قطع فخارية بكثرة.
7- خربة الزنبيل أو اشعف: وجد فيها الفخار بكميات كثيرة وبها اساسات وصهاريج.
8- خربة سنبس: تقع شرق القرية وفيها قبور وأساسات وآبار صغيرة.
9- حجارة الأربعين: وهي أربعين حجر ضخم كل واحد منها بحجم القبر موضوعة بالقرب من بعضها البعض في ساحة في حارة المقالده.
10- المغـر: وهي عبارة عن كهوف وأنفاق واسعة تحت الأرض في حارة المقالدة ومنها مغارة كانت توجد في حوش يوسف أبو حمد، ويقال أن لهذه المُغُر منافذ أخرى، وقد دخلت أبقار إلى إحدى هذه المغُر ولم تخرج من المكان الذي دخلت منه.
11- وادي عمار: في شمال القرية وتقع في حارة العبيات وقد كشفت سيول مياه الأمطار على جانبيه صفين من الدكاكين والمُغُر والكهوف.
12- مقام النبي برور: ويقع شمال القرية ملاصق للجامع من الجهة الغربية. وقد أقام اليهود على أراضيها نقطة عسكرية إلى الشرق من القرية بحوالي 1000م وبعد الهجرة تحولت إلى كابوتس برورحيل. كما أقاموا بعد الهجرة عدة "موشافوت" وهي كلمة عبرية مفردها "موشاف" وتعني تجمع استيطاني يهودي يأخذ شكلاً تعاونياً "قرية تعاونية" وهي: (برورحيل، وزوهر، وحتلس، وتلاميم، وسيديفيد). وقد جلبوا إليها المياه من مستعمرة "كفار عام".
مكانـة أهــل بــريــــر
تقع برير
عند الحد الفاصل بين البدو والفلاحين وهي بحكم موقعها الحدودي اكتسبت مكانة عظيمة عند أهل القرى المحيطة بها من الشمال والشرق والغرب وعند البدو في الجنوب والجنوب الشرقي. كما ترتبط القرية بالقرى المجاورة وبالعشائر شرقها وجنوبها بعدة طرق تلتقي معظمها في ساحة بئر الساقية، وبعضها يتفرع من الطريق المعبد الرئيسي، ومنها نذكر الطريق إلى غزة، والطريق إلى بيت حانون،والطريق إلى هوج، وإلى نجد، وإلى سمسم، وإلى بيت جرجا، وإلى بربره، وإلى الجية والمجدل، وإلى حليقات، وإلى كوكبا، وإلى كراتياوعراق السويدان، وإلى الفالوجا، وإلى عرب الجبارات وعرب الدوايمة، وإلى عرب أبو سلعة، وإلى عرب السواركة، وإلى عرب الثوابتة والعطاونة.
وهي تبعد عن غزة حوالي 21 كيلو متراً، كما يمر من وسطها الطريق المعبد الذي يربط بين منطقة النقب والشمال مما أعطى برير أهمية كبيرة وخصوصاً في أثناء حرب 194، وهي من كبرى قرى فلسطين من حيث مساحة أراضيها الزراعية، وقد وصفها
المؤرخ الإسرائيلي "لوخ" أنها ملكة القرى في جنوب فلسطين. وكان يفد إليها وقت الحصاد عدد كبير من سكان القرى المجاورة ومن البدو الذين كانوا يقومون بحصد الزرع وجمعه ونقله إلى جرون البلد، وكان البدو والفلاحون يلاقون كرماً وترحيباً من سكان القرية، وقد كان يقول بعض البدو "إن برير هي أُمنا وأُم الكل".
وقد اشتهرأهل القرية بالكرم والنخوة وحماية الطنيب، وبسبب تعاون أهل القرية أصبحت لبرير شوكة قوية يحسب لها ألف حساب، ورغم مرور الزمن إلا أنه لا تزال لأهل برير مكانتهم، فقد أجاروا المستجيرين بهم، وناصروهم بالمال والرجال وأعادوا الحقوق لأصحابها. ولا عجب فاهل برير لا يخضعون للذل ولا يذعنون للإهانة. وعاش البدو ـوخصوصاً عرب الثوابتة ـ بجوار أهل برير في مودةٍ ووئامن وكانوا يعتبرون أنفسهم من أهل القرية.
وقد هاجر سكان القرية إلى قطاع غزة وسكنوا في مخيمات اللاجئين، وأكثرهم في مخيم شنلر، وعملو ا في سلك التدريس في الأردن والكويت والسعودية ودول الخليج وليبيا والعراق. وفي قطاع غزة عمل مهاجرو قرية برير في الزراعة والبناء والطوبار والتجارة وقطاع التعليم والصحة والخدمات. وقد كان عبد العزيز عفانة وأولاده من كبار تجار اللحوم والمواشي، أبناء عطا الله فلفل من كبار تجار مواد البناء، وأبناء سالم عيسى عبيد من كبار تجار الحبوب، ويملك عبد الرؤوف منصور مطبعة من كبرى المطابع في البلاد ومكتبة كبيرة.
وقد انتسب الكثير منهم إلى جميع التنظيمات الفلسطينية. وقد سجن البعض لدى الحكومة المصرية بسبب انتمائه إلى أحزاب سياسية محظورة، وقد جرح وسجن المئات منهم أثناء مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وفي الانتفاضة المباركة. يبلغ عدد مهاجري برير حالياً (16,960) نسمة تقريباً، كما ورد في ذاكرة فلسطين لسنة 1998.
حـارات (أحيـاء) بــريـــر
كانت برير
قبل 1948 مقسمة إلى أربع حارات (أحياء) وكل حارة تتكون من عدة حمائل أو عدة عائلات والحمولة أكبر من العائلة فقد تضم الحمولة عدة عائلات، وكان لكل حارة مختار هو مرجع حارته وكانت كلمته مسموعة، وكان المختار حلقة الاتصال بين أهل القرية والحكومة وعنده كانت تسجل المواليد والوفيات ويقوم بإبلاغ ذلك للحكومة كما كان ممثلو الحكومة من رجال شرطة ورجال ضرائب وغيرهم يتخذون من منزل المختار مقراً لهم عند قيامهم بأي عمل في القرية. وحارات برير قبل1948 تنقسم إلى أربع حارات كبيرة رئيسة هي: حارة المقالدة، وحارة العجاجرة، وحارة الرزاينة، وحارة العبيات.
وكانت كل حمولة من الحمائل الرئيسة الأربع تسكن في حارة من هذه الحارات وقد أطلق اسم الحمولة على الحارة، وكانت تلك الحمائل تتفرع إلى عائلات كما يلي:
أولاً : حارة المقالدة
وقد كانت تتكون من العائلات التالية: عائلة ظاهر وتنقسم إلى دار إسماعيل ودار الحاج، وعائلة رشيد ويقال لهم دار أبو سخيلة، وعائلة الشيخ ويقال لهم دار أبو حمد، وعائلة العلول، وعائلة مونس، وعائلة أبو شكيان، وعائلة شقّور، وعائلة عبد العال، وعائلة أبو هزاع، وعائلات أخرى. وكان مختار هذه الحمولة سليمان إسماعيل ظاهر.
وتقع حارة المقالدة في القسم الشمالي الغربي من قرية برير وتوجد فيها المطحنة، وكانت تسمى "بابور الطحين “.وقد أنشأها صالح داود من غزة، وكان يشرف على إدارتها سليمان خالد الذي كان يسمى (أَلْبّس) وقد أصيب بالصمم بسبب شدة صوت المطاحن.
وكانت لهذه المطحنة أهمية كبيرة جداً، فقد كان كل أهل القرية وبعض سكان القرى المجاورة والبدو المجاورون لبرير مثل عرب الثوابتة وعرب الدقس وعرب الشباكي يطحنون فيها الحبوب للحصول على الدقيق.
وكانت توجد في القسم الشمالي الغربي من الحارة مدرسة البلد، وقد أنشئ في المدة الأخيرة وقبل الهجرة بقليل جامع لم يكتمل بناؤه بسبب الهجرة. وفي توثيقنا للأجداد آثرنا تسجيل من هم فوق الخامسة والخمسين من العمر ولم يسجل من هم دون هذا السن أو نقص في المعلومة.
ثانياً : حارة الرزاينة
تقع حارة الرزاينة جنوب حارة العبيات، وكانت تمتد من حارة العجاجرة شرقاً حتى المقالدة غرباً، وبهذا فإنها تشمل وسط وجنوب قرية برير. وكان مختارها السيد/ محمد حسين غريب الذي تولى المخترة خلفاً لخاله وقريبه السيد/ رجب موسى حماد وتضم هذه الحارة حمائل:
حمولة (موسى): وتشمل عائلة موسى، وعائلة غريب، وعائلة ناصر، وعائلة إدغيش، وعائلة مسمار، والرواجيح الذين نزحوا عن برير قبل سنة 1948 ورحلوا إلى الأردن واستقروا في مأدبة وغيرها، وترجع هذه العائلات إلى جد واحد كما يظهر ذلك في شجرة الحمولة.
حمولة الشحادات: وتضم عائلة أيوب، وعائلة شامية، وعائلة محيسن، وعائلة شحادة.
حمولة الخطيب.
حمولة العطل: وتضم عائلة أبو صفية التي ترتبط مع العطل بروابط القرابة، وعائلة اللخاوي، وعائلة الحوم، وعائلة الماشي.
وحمولة أبو سمك وأبو ربيع.
وأراضي الرزاينة متصلة مع بعضها البعض في الحارة زاوية (جامع) تسمى زاوية الشرفا بناها الشيخ خيري القواسمي (قد سبق ذكرها) وكان الأتباع يتواجدون فيها باستمرار كما كان يفد إليها أناس من الخارج يتلقون واجبات الضيافة من مأكل ومشرب ونوم. وقد لعبت الزاوية دوراً هاماً في النضال حيث كان سطحها بمثابة برج مراقبة لمشاهدة قوافل الأعداء قبل وصولها إلى البلدة بوقت كاف فيأخذ أهل البلدة حذرهم، كما كانت قريبة منالطريق العام لذلك أصبحت أيضاً مركزاً رئيسا للمقاومة يتجمع فيها المناضلون ويضعون الخطط للدفاع والمقاومة وقد استشهد فيها الشهيد/ سلمان علي حسين الملقب "بالجدع" ومناضلون آخرون في القرى المجاورة. وفي الحارة مجموعة من المطامير وهي عبارة عن آبار جافة كان أهل الحارة يخزنون فيها حبوبهم، وفي الحارة مقام الشيخ حسين، وقد امتدت حقول البترول بعد اكتشافه في جنوب حليقات إلى أراضي برير فشملت كرم الحاج/ عبد الهادي إدغيش، ويرتبط أهل الحارة مع بعضهم البعض بروابط القرابة والمصاهرة، وكانت توجد بين حارة الرزاينة والمقالدة بركة كبيرة تتجمع فيها مياه الأمطار تسمى بركة أم الجحشات.
ثالثاً : حارة العجاجرة
وتشمل حارة العجاجرة القسم الشرقي من برير، ويقسمها الطريق العام إلى قسمين شرقي وغربي ولهذا الطريق أهمية كبرى لأنه كان يربط جنوب فلسطين بشمالها مما جعل لموقع برير أهمية كبيرة في أثناء حرب سنة 1948. ومختار حارة العجاجرة السيد/ يوسف مصطفى علي حسين.
وتضم حارة العجاجرة عدة عائلات هي: عائلة علي حسين وهي أكبر عائلة في الحارة وعائلة النيرب، وعائلة أبو دغيم،وعائلة عقل، وعائلة الحواجري، وعائلة أبو داير، وعائلة المنيراوي (أبو الليل)، وعائلة برغوث، وعائلة البصيلي، وعائلة كيلاني، وعائلة قويدر.
وكان يوجد في أحد بيوت آل أبو الهنود مستوصف صغير فيه ممرض دائم يأتي إليه كل أسبوع طبيب لمعالجة السكان، وكان السوق العام (سوق الأربعاء) يقام في جرن العجاجرة
حيث يفد إليه التجار من المدن والقرى المجاورة بالإضافة إلى أهل برير. كما كان في الحارة موقف رئيسي للباصات وبالقرب منه المقهى الوحيد وهو مقابل بئر البلدة. وفي توثيقنا للأجداد سجلنا منهم من تجاوز الخامسة والخمسين من العمر، وقد يكون لهم أخوة لم يتم تسجيلهم بسبب صغر سنهم عن ذلك المستوى أو نقص في المعلومة.
رابعاً: حارة العبيات
وتشغل حارة العبيات القسم الشمالي الشرقي من برير ومختارها الشيخ/ عبد الهادي سالم أبو عياد. وتتكون من عائلات كثيرة هي: حمولة سالم وعائلاتها أبو عوكل، وأبو الفحم، وصباح، والعربيد، ومنصور. حمولة عبيد تنقسم إلى عائلة عفانة، وعائلة فلفل، وعائلة درباس، وعائلة عبيد، وعائلة شريم "عبد الواحد"، وعائلة أبو جبل، وعائلة الأزرق.
حمولة الحبول وتنقسم إلى عائلة أبو رزق، وعائلة سرحان، وعائلة أبو حبل، وعائلة أبو زايدة، وعائلة الأقرع، وعائلة مرسي، وعائلة الحساسنة، وعائلة أبو عاصي، وعائلة النول. وكانت هذه العائلات ترتبط مع بعضها البعض بروابط القرابة والمصاهرة، وكان أي واحد من حارة العبيات مقدماً على غيره من الحارات الأخرى في البيع والشراء والمصاهرة، ويوجد في الحارة جامع البلد حيث يقع في مكان متوسط من البلد وجامع "زاوية" الشيخ/ سعود أبو لبن كما توجد آثار قديمة مثل "مقام النبي برور"، وكانت توجد في شمال الحارة بركة العمامي تتجمع فيها مياه الأمطار، ويمر وسط الحارة وادي عمار وقد جرفت مياه الأمطار الأتربة ما أدى إلى ظهور آثار على جانبية.