جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
تنفست الأسيرة المحررة هناء شلبي أمس(1-4)، هواء حرية منقوصة عندما ابعدتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي إلى غزة، في خطوة وصفها الفلسطينيون بـ«جريمة حرب» و«جريمة ضد الإنسانية». وأكدت شلبي أنها اختارت الإبعاد على الاستمرار في الإضراب عن الطعام داخل السجن، بسبب التدهور الخطير في حالتها الصحية، لكنها شددت على ضرورة تواصل الدعم للأسرى الفلسطينيين المستمرين في إضرابهم عن الطعام. في هذه الأثناء، أعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أنها قتلت بنيرانها «مسلحا» فلسطينيا حاول زرع متفجرات تحت السور الاسرائيلي على الحدود مع غزة. ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن العملية، فيما أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق شديد بالغاز المسيل للدموع جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرة خرجت من قرية النبي صالح شمالي غربي رام الله. وقالت شلبي للصحافيين بعيد وصولها الى معبر بيت حانون وبدت مرهقة «شعور جميل ان اكون بين اهلي وفي بلدي»، موضحة انها التقت عائلتها على الجانب الاسرائيلي من المعبر «وكان اللقاء صعبا جدا».
وقالت شلبي في رسالة قبل ابعادها الى غزة، نقلها المحامي جواد بولس نشرت أمس: «أهلي الكرام وأبناء شعبي وجميع أحرار العالم، أشكر لكم جهودكم وأقدر كل ما قمتم به من اجلي وأجل الأسرى وأتمنى عليكم أن تتفهموا موقفي وقراري الذي كان حرا وهذا ليس ضعفا مني فقد أضربت 44 يوما ولقد خسرت من وزني 20 كيلوغراما». واضافت شلبي في رسالتها «كان كل همي أن أكمل الطريق التي فتحها أخي المناضل خضر عدنان، وبعدما اطمأننت الى أن إخواني الأسرى ماضون على هذا الطريق كما يفعل بلال ذياب وثائر حلاحلة وآخرون وبعد أن تدهورت صحتي بشكل خطير وبدأت أنزف، اخترت أن أنقل إلى غزة وهي نصف الوطن وأن أكون بين أهلي وشعبي لمدة ثلاث سنوات، وبعدها سأعود إلى بلدتي في جنين وإلى أهلي، ورجائي أن تحترموا قراري وأن نستمر معا بدعم أولئك الذين يخوضون معركتهم كل من موقعه من أجل الوطن ومن أجل الأسرى». وكانت شلبي اعلنت تعليق اضرابها عن الطعام الذي بدأته قبل 43 يوما، كما اعلن وزير شؤون الاسرى الفلسطينيين عيسى قراقع مساء الخميس الماضي. وقال الوزير إن «هناء شلبي وافقت على وقف اضرابها عن الطعام اثر اتفاق مع السلطات الاسرائيلية يقضي بإبعادها الى غزة». وكانت هناء شلبي بدأت اضرابا عن الطعام في السادس عشر من شباط الماضي، احتجاجا على وضعها قيد الاعتقال الاداري لمدة شهور، واحتجاجا على تعرضها للضرب عند اعتقالها من منزلها. وخفضت محكمة اسرائيلية مدة الاعتقال الاداري من ستة اشهر الى اربعة، الا ان هناء واصلت اضرابها عن الطعام. ووجه الأسير خضر عدنان من «مستشفى سجن الرملة» رسالة عبر المحامي جواد بولس الذي زاره قال فيها «لقد انتصرت هناء حينما اختارت حرة أن تفتح إضرابها عن الطعام وانتصرت عندما حولت يوم المرأة ويوم الأم العالميين إلى مسيرات نسوية تضامنا معها ومع كافة الأسرى عندما صوبت البوصلة وقالت سنواجه الاعتقال الإداري ما حدا بالكثيرين من السجون الى اللحاق بها وانتصرت عندما شاركت المرأة بإضرابها وشاركت كل المناضلين الأسرى بإضرابهم وشاركت الأسرى كذلك». وأضاف في رسالته «انتصرت بكل المعايير ولأننا احترمنا إضرابها وتضامنا معها واليوم علينا أن نحترم قرارها بالحرية إلى أرضنا في غزة المحتلة. فأن ينتهي إضراب بالحرية كفتاة إلى غزة خير من أن ينتهي بعد تدهور صحتها دون حرية». وأكد ان هذا الاتفاق جانب مشرق بالحرية والعزة وقال «فذلك عائد لله ولهناء وإن كان هناك وما يؤلم في الإبعاد فهذا عائد لردحنا ولتقصيرنا، كفى بالله عليكم كفى وإلى الأمام يا من حملتم راية هناء اليوم يا بلال وثائر وكل الأسرى المضربين ودعوكم من ردح المثبطين».
المصدر: السفير