لقبت بإسم جدها عاشور وقد أتي من مصر وتوطن غزة وظهر منها في أوائل القرن الثالث عشر التاجر المكرم الخواجا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عاشور إبن الحاج عثمان وجده لأمه أحمد خياره الذي كان قاضياً بغزة ولذلك تستحق ذريته بوقفه وقد تسلط عليه حاكم غزة ومتصرفها " محمد باشا أبو مرق " فرحل من غزة واحتمى بقلعة خان يونس ثم تغلب عليها وقبض عليه وأراد أن يقتله فافتدي منه بسبعة الاف زلطة حتي أطلق سراحه وبذلك زالت ثروته وذهبت أملاكه وضاق عليه الامر فرحل ثانياً إلي خان يونس وسكنها واتسعت عائلته بها .
ثم بعد قتل الباشا المذكور عاد لغزة وتوفي بها و أعقب فيها ولده أحمد وتوفي بها سنه 1264 هـ , وخلف ابنه محمد والحاج حسن والحاج إبراهيم , أما الثالث فتوفي سنه 1290 هـ وخلف ابنه العلامة الفاضل الشيخ خليل والفهامة الكامل الشيخ حامد وستأتي ترجمتهما , والدراكة صاحب المعارف والفضل واللطائف الشيخ عبد الرحيم وقد طلب العلم في مبدأ أمره ورحل الي مصر ثم عاد لغزة ولازم العلماء الأجلاء سيما الطيب الخبير الحاذق الكبير أحمد أفندي مكي, واستفاد منه وانتفع من معلوماته وتجاربه وقد لزم محله وصارت تفد إليه أصحابه وأخصائه ومن يعرفه من ذوي العلم والفضل ويمضي لياليه الطيبة في المذاكرة الحسنه والأخبار المفيدة إلي أن توفاه الله تعالي سنة 1342هـ .
.. وأعقب ولده العالم الفاضل والأديب الصالح الكامل صاحبنا الوفي الشيخ إبراهيم وقد طلب العلم بغزة وأدركنا بالمجاورة بالجامع الأزهر وجد وإجتهد وحصل , وما رأينا منه ما يشينه ولا تغير عن إخلاصه ووداده , وقد عاد لغزة وتعين بعد الأحتلال إماماً وخطيباً ومدرساً بجامع كاتب الولايات وتعين قبل ذلك بجامع الشمعة وصار مأذوناً بمحلة الزيتون ومعلماً لطلبة العلم بمدرسة السيد هاشم ثم تعين مأذوناً بمحله الرمال أو غزة الجديدة , وله نثر حسن وشعر جيد وعنده عفة واستقامة وثبات وطيب أخلاق .
(إتحاف الأعزه في تاريخ غزه ) المجلد الثالث - العائلات والأنساب - صـ 344
