عالم الفضاء الفلسطيني .. الدكتور عصام النمر (١٩٢٦_٢٠٠٥)
________
احد كبار علماء وكالة الفضاء ( ناسا )
تولى قيادة مجموعة الاختبار للمركبة القمرية نموذج "لونا"
_____________
ولد عصام النمر في مدينة جنين عام 1926 وتلقى تعليمه الابتدائي بها وأنهى المرحلة الثانوية في مدرسة النجاح الوطنية في نابلس، ثم التحق بجامعة “يوتا” بالولايات المتحدة عام 1949 وتخرج منها في عام 1953 في علوم الهندسة، وأثناء فترة دراسته تزوج من سيدة نمساوية وأنجب منها أربعة أبناء. ثم حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة نيويورك في (حساب الكميات). والتحق بشركة “روكيت دين” أكبر شركة صانعة لمحركات الصواريخ في كاليفورنيا وانتقل بعد ذلك إلى مركز الفضاء “ناسا” في هيوستن في ولاية تكساس. وقد توفي يوم الجمعة 15-7 – 2005 في مدينة هيوستن الأمريكية في الولايات المتحدة الأمريكية، عن عمر 79 سنة.
دوره العلمي
تولى د. عصام قيادة مجموعة الاختبار للمركبة القمرية نموذج (لونا)، وكان واحداً من العلماء الخمسة الذين يعطون الإشارة النهائية لإطلاق مركبات الفضاء بوكالة ناسا الأمريكية، حيث شارك في إطلاق مركبات (أبوللو) ومن ضمنها (أبوللو11)، وهي أول مركبة فضائية تهبط على سطح القمر في العام 1969م وحصل خلال عمله على عدة أوسمة إجادة وشهادات ورسائل تقدير.
جنين فوق القمر
يذكر الصحفي حافظ طوقان في مقالة كتبها عام 1993 في جريدة “نابلس” الأسبوعية، أنه سأل د.عصام “هل صحيح أنك سلمت رواد مركبة ابوللو 11 حجرا صغيرا كتب عليه “جنين” وأن هذا الحجر موجود الآن على سطح القمر”؟ قال عصام” نعم”. وعند سؤاله: لماذا لم تكتب “فلسطين” أيضا على الحجر؟ أجاب وهو يضحك: “حتى نتمكن من إيصاله إلى هناك”. وما زالت مكتبة بلدية جنين تحتفظ بصورة مهداة إلى أهالي مدينة جنين وموقعة من قبل رواد المركبة “ابوللو 11″ كان قدمها الدكتور عصام لبلدية جنين في أول زيارة له للوطن في عام 1972.
خدمة الإنسانية
ساهم د. عصام النمر في تحقيق الكثير من الأهداف التي سعت وكالة (ناسا) إلى تحقيقها خدمةً للبشرية وعلم (الاستروبيولوجيا) على وجه التحديد والذي يعنى بالبحث عن إجابات لأسئلة: (كيف بدأت الحياة ؟ وهل هناك حياة على كواكب أخرى؟ وما هو مستقبل الحياة على الأرض وبقية الكون الذي نعيش فيه؟ ومن ثمَّ شارك جميع باحثي وعلماء الوكالة في كثير من المشاريع أهمها:
(رصد سطح الأرض وقياس العوامل المختلفة التي تحدد ظروفه البيئية، وتحديد التغيرات البيئية التي تسبب أو يتسبب فيها الإنسان بشتى الطرق, وذلك على نطاق إقليمي محدد أو نطاق شامل، ومحاولة التنبؤ بنتائج هذه التأثيرات وبالتغيرات المستقبلية على النظام الكوكبي العام وعلى الظروف الإقليمية الخاصة، وزيادة معلومات البشرية (بشكل واسع, أي عند مختلف الدول والشعوب), حول الأرض في مختلف المجالات، والمساهمة في وضع سياسات بيئية حكيمة، والسماح للقطاعات العامة والخاصة بالاستفادة من تكنولوجيا هذا المشروع).
ولأن الأرض تتشكّل من مكونات كبرى تتفاعل فيما بينها (الكتل الأرضية، والمساحات المائية، والقبعات الجليدية، والأوزون، والغلاف الجوي، والأحياء من نبات وحيوان)؛ فإن الأبحاث في هذا المشروع ركزت على (التغيرات في المساحات الأرضية وكيفية استعمالنا لها، ودراسة الأخطار الطبيعية (الفيضانات، والحرائق الكبرى، والزوابع، والزلازل، وحالات الجفاف الكبرى، والبراكين, والانزلاقات الكبرى)، ووضع شبكات الإخطار السريعة بفضل الأرصاد والاتصالات الفضائية، ودراسة دورات المحيط المختلفة: (دورة الكربون، ودورة الماء، ودورة الطاقة). وكذلك دراسة الأوزون الجوي والوصول إلى فهم دقيق للآليات الكيميائية والفيزيائية والإشعاعية لتفاعلات وتغيرات كميات الأوزون الموجودة في طبقات الجو العليا والمتوسطة.
هذا وقد شرعت (ناسا) في تنفيذ المشروع سنة 1991 بإرسالها القمر UARS (قمر الأبحاث حول طبقة الجو العليا) الذي تبعته تجربة (توبكس/ بوسيدون) الأمريكية- الفرنسية التي كانت تهدف إلى دراسة المحيطات بدقة, وقد تم قياس ارتفاعات وانخفاضات سطح المحيط بقعة بقعة، ودراسة التبادلات الحرارية في المناطق المائية المختلفة. أما المرحلة الثانية من المشروع. فقد انطلقت سنة 1998 مع إرسال سلسلة من المركبات الفضائية الصغيرة تشكل (نظام رصد الأرض). ويتوقع أن تمكن الخبراء من وضع تنبؤات دقيقة، قصيرة وطويلة المدى, للتغيرات المناخية والبيئية للأرض ولتأثيراتها على حياة الإنسان والمخلوقات الأخرى.
والجدير بالذكر أن والد الدكتور عصام النمر هو الدكتور سعيد النمر أحد رواد الطب في فلسطين والذي تخرج طبيباً في العام 1914 إبان فترة الدولة العثمانية.
المصدر: الثقافة مقاومة