إبراهيم طوقان في سطور....
أحد الشعراء المنادين بالمقاومة ضد الاستعمار الأجنبي للأرض العربية
ولد إبراهيم طوقان عام 1905 في نابلس بفلسطين - وتوفي فيها عام 1941 . كان طوقان أحد الشعراء المنادين بالمقاومة ضد الاستعمار الأجنبي للأرض العربية وخاصة الإنجليزي في القرن العشرين، حيث كانت فلسطين واقعة تحت الانتداب البريطاني. من أشهر قصائده التي كتبها في ثلاثينيات القرن الفائت ، قصيدة "موطني" التي انتشرت في جميع أرجاء الوطن العربي ، و أصبحت النشيد غير الرسمي للشعب الفلسطيني منذ ذلك الحين
دراستة وتأثره بها :
تلقى طوقان دراسته الابتدائية في المدرسة الرشيدية في نابلس، وكانت هذه المدرسة تنهج نهجاً حديثاً مغايراً لما كانت عليه المدارس في أثناء الحكم العثماني؛ وذلك بفضل أساتذتها الذين درسوا في الأزهر ، وتأثروا في مصر بالنهضة الأدبية والشعرية الحديثة. ثم أكملَ دراسَتَه الثانوية بمدرسة المطران في القدس عام 1919 حيث قضى فيها أربعة أعوام، وتتلمذ على يد "نخلة زريق" الذي كان له أثر كبير في اللغة العربية والشعر القديم على إبراهيم طوقان. بعدها التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1923 ومكث فيها ست سنوات نال فيها شهادة الجامعة في الآداب عام 1929م.
حياته العملية :
كانت الفترة التي عاش فيها إبراهيم طوقان فترة أحداث جسيمة، عانت فيها فلسطين تحت حكم الانتداب البريطاني. وكان الإنجليز قد عاثوا في البلاد فسادا، فأخذوا يقتلون الأحرار، ويعاقبون بالإعدام كل من يشك في أنه يملك قطعة من السلاح. وقد كانوا يمهدون بذلك لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين منذ وعد بلفور سنة 1917.
وفي أوائل عام 1936، حين أنشئت محطة إذاعة فلسطين ، كان مركزها القدس، اختير طوقان ليكون مديرا لقسم البرامج العربية فيها رغم علم حكومة الانتداب أنه شاعر وطني متحرر، ربما اعتقدت أنها ستغير مسلكه ليخدم أهدافها. . ولكن ابراهيم بمواهبه الفذة استطاع أن يستغل مركزه لخدمة أغراض أمته فتعرض للموت ، حيث وضعت متفجرات في مبنى دار الإذاعة يوم 2 آب 1939 في وقت خلت فيه من الموظفين اليهود. ولكنه نجا بأعجوبة حين سقط جزء من سقف غرفته على بعد خطوات من مكانه فخرج من بين الأنقاض وهو يردد الله أكبر، الله أكبر. ومن ثم أقيل من عمله عام 1940 بعد أن تكالبت عليه الخصوم من رجال الحكومة وأتباعها ومن الوكالة اليهودية وصحافتها، فرحل إلى بغداد ليختم حياته معلما لآداب اللغة في دار المعلمين الريفية بالرستمية، غير أنه لم يلبث إلا قليلا، فثقل عليه المرض فعاد إلى نابلس بين أهله إلى أن توفاه الله.
طوقان بين عائلته ومرضه
كان إبراهيم هزيل الجسم ضعيفاً منذ صغره، وهو الأخ الأكبر لشاعرة فلسطين فدوى طوقان التى عانت من تقاليد المجتمع وقتها التى كانت تعتبر مشاركة المرأة في الحياة العامة أمراً غير مقبول فلم يتح لها إستكمال الدراسة ! ولكنها استمرت في تثقيف نفسها بنفسها وتولى إبراهيم طوقان امرها ونمى مواهبها ووجهها نحو كتابة الشعر ثم شجعها على نشره في العديد من الصحف العربية.
تزوج طوقان من سيدة من آل عبد الهادي وله من الأبناء جعفر وعريب. إلا أن طوقان بسبب ضعفه الجسمانى نَمَت معه ثلاث علل حتى قضت عليه، اشتدت عليه وطأة المرض إلى أن توفي مساء يوم الجمعة 2 مايو عام 1941 وهو في سن الشباب لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره.
وكانت شقيقته فدوى من أكثر الناس تاثرا بوفاته فكتبت سيرة لحياته، ذكرت في ختامها أنه كان لإبراهيم مصحف صغير لا يخلو من جيبه. ولما توفي كان ذلك المصحف تحت وسادته. ولا تزال إلى اليوم ثنية ثناها في إحدى صفحات سورة التوبة. وكانت هذه الآيات الشريفة آخر ما تلاه من كتاب الله أثناء مرضه :" الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله ، وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم. خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم" .
شعر طوقان إنعكاس لشخصيته
ومما وصف به شعر طوقان كلمات للأديب الأستاذ الدكتور ناصرالدين الأسد، رئيس الجامعة الأردنية ، قال فيها :" وأهم سمات هذا الشعر أنه في مجموعه يسير على عمود الشعر العربي بسلامة أسلوبه واختيار ألفاظه وإشراق ديباجته .. واضح لا غموض ولا إبهام ولا رمزية فيه، يعرض المعنى من غير تكلف ودون أن يجهد نفسه أو يجهد القارئ بالغوص العميق على المعنى أو بالخيال المنجنح والمجاز المعقد، ألفاظه قريبة سهلة عذبة لا إغراب فيها مع جزالة وبعد عن الابتذال"
وكان إبراهيم طوقان الأبرز بين شعراء جيله في فلسطين وقد كرس معظم طاقته الشعرية لقضية وطنه حتى أن تلاميذه كانوا يحفظون القصائد والأناشيد التي ينظمها فيلهب بها حماسهم ويبعث الأمل في نفوسهم. وكان طوقان يقول شعر الغزل والوصف والهجاء والوطنيات، ولكن وطنيات إبراهيم تظل خير ما كتب من الشعر، فكان يهجوا العملاء وكل خائن لوطنه، كما قال الشعر يستحث على الثورة والانتقام من الأعداء وتخليص البلاد مما يخططه لها المستعمرون.